شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
شخصيات عربية غادرتنا في 2021 وكان رحيلها مؤثّراً

شخصيات عربية غادرتنا في 2021 وكان رحيلها مؤثّراً

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 22 ديسمبر 202110:00 ص

بالتزامن مع العام الثاني لجائحة الفيروس التاجي، فقد العالم العربي خلال عام 2021 عشرات الشخصيات العامة التي رحلت إثر الإصابة بفيروس كورونا أو بعد صراع مع المرض أو على نحو مفاجئ شكّل صدمةً لمحبيهم.

القليل من الشخصيات السياسية، والكثير من الشخصيات الفنية والأدبية غادرتنا هذا العالم مخلّفةً وراءها تراثاً ثرياً وجدلاً و/ أو ألماً كبيراً.

شخصيات فنية وأدبية

مُصاب العالم العربي في رموزه الفنية والثقافية هذه السنة ليس له مثيل إذ لم يكد العام 2021 يبدأ حتى رحل كاتب السيناريو المصري وحيد حامد عن 76 عاماً، قضى نحو أربعة عقود منها في تأليف مجموعة من أبرز الأفلام في تاريخ السينما المصرية والعربية مثل "اللعب مع الكبار" و"طيور الظلام"، وأشهر المسلسلات الدرامية أيضاً مثل "الجماعة".

وفي في 4 كانون الثاني/ يناير، فُجع لبنان والعالم العربي برحيل أحد أعمدة الموسيقى العربية، إلياس الرحباني، الذي شكّل مع شقيقيه عاصي ومنصور بالإضافة إلى فيروز "العصر الذهبي" للفن اللبناني في الموسيقى والغناء والمسرح والتلفزيون.

بعد شهر واحد، تحديداً في 4 شباط/ فبراير، قُتل المفكر والكاتب والناشط السياسي اللبناني البارز لقمان سليم، أحد أشد منتقدي جماعة حزب الله، في الضاحية الجنوبية بخمس طلقات، أربعة منها في الرأس وواحدة في الظهر. لم يفقد لبنان ناشطاً سياسياً ورمزاً وطنياً قضى حياته في مواجهة التطرف فحسب، وإنما أيضاً محارباً جسوراً لـ"النسيان" في إنتاجه الثقافي والتوثيقي خاصةً في ما يتعلق بالحرب الأهلية اللبنانية وملف المفقودين والمخطوفين المغيّبين قسراً.

وفي 7 فبراير/ شباط، غادرت المخرجة التونسية مفيدة التلاتلي (74 عاماً) رائدة السينما النسائية وإحدى أيقونات السينما التونسية والعربية، بعدما سخّرت فنها لخدمة قضايا النساء وتسليط الضوء على معاناتهن.

ومنتصف شباط/ فبراير، رحل الأديب والشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، في موضع تغريبته الأخيرة بالعاصمة الأردنية عمان، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد حياة طويلة في الشتات بسبب الاحتلال الإسرائيلي تارةً وبسبب قرارات عنصرية لأنظمة عربية تارة أخرى.

وفي 7 آذار/ مارس، فارق الكاتب والمعارض السوري المخضرم حسّان عباس عن 66 عاماً. طوال حياته، وقف عباس "ضد الأسلمة والعسكرة والشعارات الفارغة، وحاول تسخير قوة المعرفة من أجل الثورة، ومهّد بذلك الطريق لثورة معرفية كان السوريون في أمس الحاجة إليها"، وفق ما ذكر الباحث وائل السوّاح في رثائه.

وفي 19 نيسان/ أبريل، رحل المفكر والمعارض السوري البارز ميشيل كيلو (81 عاماً) بأحد المشافي الفرنسية إثر إصابته بفيروس كورونا. علاوة على نشاطه السياسي والأدبي، كان كيلو مدافعاً عن حقوق الإنسان، وكاتباً ومترجماً ذا قلم رصين. كان رحيله مؤلماً على نحو خاص وهو الذي لم تُكحّل عيناه بسوريا حرّة كما تمنّى.

ومطلع حزيران/ يونيو، توفي الأكاديمي والمؤرخ والمفكر الإسلامي التونسي هشام جعيط، عن 86 عاماً، ليفقد العالم العربي برحيله أحد أبرز دعاة الوسطية والاعتدال، تاركاً خلفه مؤلفاته التنويرية مرجعاً للأجيال المقبلة.

وفي 18 حزيران/ يونيو، توفيت الشاعرة العراقية الفذّة لميعة عباس عمارة، إحدى رائدات الشعر العربي الحديث في الولايات المتحدة عن 92 عاماً.

آلاء الصديق ونوال السعداوي ولقمان سليم وصباح فخري وإلياس الرحباني… مُصاب العالم العربي في رموزه الحقوقية والفنية والثقافية عام 2021 كان كبيراً

وعن موهبتها قيل إنها "شيّدت قصيدة الأنوثة وأضاءتها، في خريطة الشعر العربيّ الحديث، واحتفت بثنائية الجسد والروح وأصبحت الأنا الشاعرة النرجسيّة الجريئة، تثور وتبوح بالمسكوت عنه". كما وصفت بأنها "كانت القصيدة المسكونة بالأنوثة تمثل وعياً جديداً مثلما تمثل انفتاحاً كسرت معه الكثير من تقاليد الألفة والنمطية".

وفي 19 تموز/ يوليو، رحل الكاتب السعودي صالح الشيحي، الذي اشتهر بكتاباته الإصلاحية وآرائه النقدية، عقب شهرين من خروجه من اعتقال ناهز الثلاث سنوات. حمّلت أصوات حقوقية السلطات السعودية المسؤولية عن وفاته، إذ أُدخل العناية المركزة منذ الإفراج عنه في أيار/ مايو حيث بقي حتى فارق الحياة.

وفي 27 تموز/ يوليو، قضى الصحافي اللبناني وسام متى عن 43 عاماً بعد أيام قليلة من إصابته بجلطة دماغية حادة. فّجع الوسط الصحافي والثقافي في لبنان والعالم العربي برحيل الصحافي الشاب الحائز إجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية، والمتخصص في الشؤون العربية والدولية والحركات الإسلامية.

وفي 7 آب/ أغسطس، توفيت الفنانة المصرية دلال عبد العزيز (61 عاماً) لتلحق بحبيبها وشريك عمرها الفنان سمير غانم الذي قضى في 20 أيار/ مايو من دون أن تسمح لها الظروف بتوديعه لمرة أخيرة إذ رقد كل منهما في العناية المركزة يصارع المرض. ترك سمير ودلال مسيرة فنية كوميدية زاخرة، وحسرةً في قلوب عشاقهما لرحيلهما المؤثر وغير المتوقع.

وفي 11 أيلول/ سبتمبر، قضى المخرج الفلسطيني نصري حجاج عن 70 عاماً في موضع تغريبته الأخير فيينا بالنمسا، بعد صراع طويل مع المرض. صاحب "ظل الغياب" و"الحقل القرمزي" أصر على أن يعود إلى وطنه ولو رماداً، فأوصى بحرق جثمانه ونثره "في مخيم عين الحلوة وعند قبر والدته فاطمة في صيدا، وجزء آخر في قريته الناعمة شمال فلسطين المحتلة وجزء في سوريا التي تضامن مع شعبها المظلوم حتى آخر نفس، وجزء فوق تراب تونس حيث عاش سنين طويلة من عمره".

ومطلع تشرين الثاني/ نوفمبر، قضى الفنان السوري صباح فخري، أحد أعمدة الطرب العربي صاحب القدود الحلبية الذي اشتهر بألقاب "صناجة العرب" و"بلبل الشرق" و"الكروان"، عن 88 عاماً، في مشفى الشامي بالعاصمة السورية دمشق.

ترك فخري صاحب المسيرة الفنية التي تتجاوز الخمسين عاماً إرثاً فنياً مميزاً من أغانٍ وموشحات ومقامات وقدود حلبية، وطلّة على المسرح لا مثيل لها، والكثير من الذكريات التي ارتبطت بصوته.

#حمدة_الخياطة و#نزار_بنات و#فرح_أكبر و#تيسير_النجار… تسع وفيات تلخص مآسي العالم العربي في 2021جراء القمع والفساد واستغلال السلطة 

وفي 8 تشرين الثاني/ نوفمبر، غيّب الموت الفنان الفلسطيني ألبير مرعب عن 57 عاماً إثر صراع طويل مع المرض. برغم صغر سنه الفني، نشأت أجيال على أغاني ألبير السياسية والاجتماعية الوطنية المتأثرة بتجربتي الشيخ إمام وزياد الرحباني.

وفي 14 تشرين الثاني/ نوفمبر، غيّب الموت الشاعرة والكاتبة والفنانة التشكيلية اللبنانية/ الأمريكية إيتيل عدنان عن 96 عاماً، "حارسة ذكريات لبنان"، التي قدمت إسهامات لا تقدر بثمن في مجالات الصحافة والتدريس والكتابة والرسم والشعر.

وفي 21 تشرين الثاني/ نوفمبر، رحلت الفنانة القديرة سهير البابلي، عن 86 عاماً، إثر معاناة مع المرض. افتقدت الدراما المصرية والعربية برحيلها واحدة من رائدات مدرسة الأداء التلقائي وصاحبات البصمة القوية في الكوميديا النسائية.

وفي 25 تشرين الثاني/ نوفمبر، قضى الناقد والكاتب والمترجم اللبناني سماح إدريس، رئيس تحرير مجلة الآداب والعضو المؤسس لـ"حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان"، والناشط في مجال دعم القضية الفلسطينية ونشر الفكر العلماني وتجديد الفكر القومي العربي، عن عمر ناهز الـ60 عاماً.

في رصيد إدريس الإبداعي كتابان في النقد الأدبيّ، وأربعُ رواياتٍ للناشئة، و11 قصّة مصوّرة للأطفال، وعشراتُ الدراسات والمقالات والكتب المترجمة. وفي رصيده الإنساني مشاركات لا يمكن حصرها لنصرة الحقوق ودعم المظلومين وإثراء الثقافة العربية.

وفاة داليا #ضحية_السلام كانت رسالة قوية مفادها أن النساء في مصر لسن آمنات ولا يتمتعن بالحرية أو الخصوصية ويتعرضن للوصاية الأخلاقية والتحكم الأبوي حتى داخل منازلهن

وفي 8 كانون الثاني/ ديسمبر، رحل الكاتب والصحافي الفلسطيني حسن البطل عن عمر ناهز 77 عاماً، قضى أكثر من 40 عاماً منه في العمل الثقافي والكتابة السياسية والوطنية. فقدت فلسطين برحيله قلماً نُذِر للدفاع عن الحقوق الفلسطينية ومحارباً وطنياً وثائراً مثقفاً.

شخصيات سياسية

في 9 تموز/ يوليو، توفيت أرملة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأولى اللواتي حملن لقب "سيدة مصر الأولى"، جيهان السادات، عقب حياة امتدت 88 عاماً لم يخفت فيها نجمها يوماً. تنوعت الأدوار العامة لجيهان وإن انصبت في معظمها على دعم النساء، لا سيّما الريفيات، وتشجيعهن على المشاركة السياسية.

وفي 17 أيلول/ سبتمبر، توفي الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عن 84 عاماً، قضى 20 منها في الحكم قبل أن يستقيل نزولاً عند الرغبة الشعبية الجارفة للمحتجين الذين خرجوا ضد ولاية خامسة له في 22 شباط/ فبراير عام 2019.

برغم خروج الجزائريين عن بكرة أبيهم ضده، أشعل خبر وفاته حرباً افتراضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين الجزائريين الذين انقسموا فريقين: فريق يترحم على مناقب الرجل وإنجازاته وعظمته، وفريق غاضب من رجل أصر على التمسك بالسلطة حتى وهو مقعد وعاجز، وتفشّى في عهده الفساد والتبذير.

في حزيران/ يونيو، رحلت الشاعرة العراقية الفذّة لميعة عباس عمارة، إحدى رائدات الشعر العربي الحديث، بعدما "شيّدت قصيدة الأنوثة وأضاءتها في خريطة الشعر العربيّ الحديث"

شخصيات حقوقية

في 21 آذار/ مارس، وبينما العالم يحتفي بالأم، غادرتنا واحدة من "أمهات الحركة النسويّة المصرية" ورائداتها، الكاتبة والروائية المصرية نوال السعداوي، عن عمر ناهز 90 عاماً.

على غير عادتها، كان رحيلها هادئاً لكن يليق بسيدة قضت حياة حافلة فكانت نموذجاً حياً للإلهام والشجاعة والصلابة في الدفاع عن أفكارها التنويرية المدافعة عن الإنسان بوجه عام وعن النساء بوجه خاص.

والأحد 20 حزيران/ يونيو، قضت المدافعة الإماراتية البارزة عن حقوق الإنسان، آلاء الصديق (33 عاماً)، في مدينة أكسفورد بلندن، حيث لجأت، في حادث سير وصف بأنه "عرضي". خلّف خبر وفاة رئيسة منظمة القسط لحقوق الإنسان، وابنة أستاذ الشريعة ومعتقل الرأي في سجون الإمارات، محمد عبد الرزاق الصديق، حزناً واسعاً في أوساط مجتمع حقوق الإنسان العربي من المحيط للخليج.

شخصيات ارتبط رحيلها برمزية قوية

علاوة على ما تقدم، اقترن رحيل بعض الشخصيات العربية هذه السنة برمزيات ودلالات قوية ومؤثرة.

"لا أنسى ملامح الوجوه حتى أحاسبها أمام الله"، تلك آخر كلمات الصحافي الأردني تيسير النجار المنشورة قبل رحيله، فجر 19 شباط/ فبراير، عن 45 عاماً، إثر وعكة صحية ناجمة عن الأمراض التي أصيب بها خلال فترة اعتقاله في الإمارات. كانت وفاة النجار رسالة قوية مفادها أن الإنسان قد يغادر المعتقل وتستمر عذاباته بسبب سنوات القهر والظلم والتعذيب، ما دام المذنب لم يحاسب والحق لم يعد لصاحبه.

وفي آذار/ مارس، عثرت السلطات المصرية على جثمان سيدة ملقى أسفل شرفة شقتها. بيّنت التحقيقات لاحقاً أن السيدة تعرضت للاعتداء بالضرب والتخويف والترهيب وأجبرت على إلقاء نفسها/ أو رمى بها صاحب العمارة وجيران لها بسبب وجود صديق/ عامل لديها في شقتها.

وفاة داليا (35 عاماً)، التي اشتهرت إعلامياً باسم "طبيبة السلام" و"ضحية السلام"، كانت رسالة قوية خلاصتها أن النساء في مصر لسن آمنات ولا يتمتعن بالحرية أو الخصوصية ويتعرضن للوصاية الأخلاقية والتحكم الأبوي حتى داخل منازلهن. كانت رسالة أيضاً تنذر ببلوغ انتهاك حريّات النساء مرحلة خطيرة هي القتل وليس فقط بأيدي الأهل بل بأيدي الغرباء الذين ينصّبون أنفسهم أوصياء وحماة لـ"الفضيلة".

كانت وفاة تيسير النجار رسالة قوية مفادها أن الإنسان قد يغادر المعتقل وتستمر عذاباته بسبب سنوات القهر والظلم والتعذيب، ما دام المذنب لم يحاسب والحق لم يعد لصاحبه.

وفي 20 نيسان/ أبريل، أقدم شاب كويتي على خطف مواطنته فرح أكبر (32 عاماً) بسيارتها رفقة طفلتها ونجل شقيقها، ثم طعنها حتى الموت أمام الطفلين قبل أن يتركها في مشفى ويفر هارباً. كل جريمة فرح أنها رفضت طلب هذا الشاب للزواج منها، وأبلغت الجهات المسؤولة عن مضايقاته وتهديداته لها. 

اعتقل القاتل وحُكم بالسجن 15 عاماً عن الخطف وبالإعدام عن جريمة القتل، ومن المتوقع صدور حكم الاستئناف في كانون الثاني/ يناير المقبل. وفاة فرح هي واحدة من جرائم عديدة في الكويت راحت ضحيتها نساء بأيدي رجال العائلة وغرباء.

في 24 حزيران/ يونيو، قضى توفي الناشط السياسي الفلسطيني البارز نزار بنات (44 عاماً)، المعروف بانتقاد السلطة الفلسطينية، بعد ساعات من اعتقاله من منزله على يد قوات أمن تابعة لحكومة السلطة. وفاته تذكير مهم بأن القمع لا يمارس ضد الفلسطينيين من إسرائيل وحدها.

ومساء 11 تموز/ يوليو، قضت الشابة سهى غسان جرار، ابنة الأسيرة والقيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة جرار، أثناء احتجاز والدتها في سجن الدامون الإسرائيلي. رغم المطالبات القانونية والحملات الحقوقية، رفضت السلطات الإسرائيلية السماح لخالدة بوداع ابنتها مرة أخيرة وحضور مراسم دفنها.

بإكليل من الزهور، دوّنت عليه عبارة: "حرموني من وداعك بقبلة، أودعك بوردة - أمك المحبة، خالدة"، شُيّعت سهى في غياب والدتها. كان المشهد خير دليل على بشاعة إسرائيل وجرائمها ضد أبسط الحقوق الإنسانية للفلسطينيين.

وفي 21 آب/ أغسطس، قضى الشاب عمر الجداع متأثراً بالحروق التي أصابته إثر انفجار صهريج وقود في منطقة عكار (شمال لبنان). قبل عمر بأيام، توفي شقيقاه الشابان في نفس الحادث بينما لحقت به جدته كمداً على أحفادها الثلاثة الذين راحوا ضحية محاولة الحصول على المازوت لغرض التدفئة وتسيير المركبات. الحادث، الذي أسفر عن وفاة 36 شخصاً وإصابة العشرات، ليس إلا مثالاً على ما يعانيه اللبنانيون جراء الفساد والاحتكار وغياب الدولة.

"أولئك الذين ماتوا بسبب السرطان، كانوا أقوياء أيضاً. القول بأنهم خسروا المعركة يعني ضمنياً أنهم لم يقاتلوا بما يكفي من أجل مرض ربما لا يمكن علاجه بالدواء، أو حتى بالحظ"، تلك كانت رسالة الصحافية اللبنانية ريما شيري الملهمة لجميع محاربي/ محاربات السرطان. بعد حياة حافلة بالحيوية والحب والقوة وأيضاً الوجع، رحلت شيري في 24 آب/ أغسطس. 

ومطلع تشرين الثاني/ نوفمبر، توفيت حمدة الخياطة الأردنية إبان عملها في أحد مصانع مدينة الأزرق إثر انفجار في المخ من فرط الغضب والقهر، بعد صبرها على التنمّر، والإساءة الدائمة من قبل صاحب العمل، للحفاظ على عملها ولقمة عيشها.

فتحت وفاة العاملة عدة ملفات، أبرزها حقوق العمالة الأردنية وكرامتها المهدورة وأهمية توافر الأمان النفسي وبيئة العمل الآمنة. كما أضاءت على ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image