طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حلفاءه الأوروبيين باستعادة أكثر من 800 مقاتل أوروبي قاتلوا في صفوف تنظيم داعش وتم أسرهم في سوريا منادياً بإحالتهم للمحاكمة في دولهم.
وأضاف ترامب في تغريدة على تويتر في وقت متأخر من يوم السبت أن داعش "على وشك السقوط" مهدداً بأن "البديل ليس جيداً، سنضطر إلى إطلاق سراحهم"، في إشارة إلى أن إطلاق سراحهم سيكون خطراً كبيراً على الدول الأوروبية التي جاؤوا منها مؤكداً أن داعش باتت على وشك السقوط.
وقال ترامب: "تطلب الولايات المتحدة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وحلفاء أوروبيين آخرين استعادة أكثر من 800 من مقاتلي داعش الذين تم أسرهم في سوريا، ومحاكمتهم"، مضيفاً أن الولايات المتحدة "لا تريد أن تنظر إلى مقاتلي داعش وهم يخترقون أوروبا، وهو المكان الذي يتوقع أنهم سيذهبون إليه، نحن نفعل الكثير، وننفق الكثير، لقد جاء الوقت لكي يقوم الآخرون بالمهام المطلوبة منهم".
وتعتقل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة المئات من المقاتلين الأجانب الذين دخلوا سوريا للقتال في صفوف تنظيم داعش.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية السبت، أن مسلحي التنظيم الإرهابي أصبحوا محاصرين داخل مساحة نصف كيلومتر مربع شرقي سوريا، في بلدة الباغوز، التي تعد آخر معقل للتنظيم.
ونقلت صحيفة الغارديان عن القائد العام لحملة قوات سوريا الديمقراطية، جيا فرات، قوله إن "بلدة الباغوز التي يوجد بها أعضاء التنظيم سقطت تقريباً، وبات المسلحون محاصرين في مساحة جغرافية لا تتجاوز نصف كيلومتر مربع".
وتابع فرات أن مسلحي تنظيم داعش الفارين باتوا تحت نيران قوات سوريا الديمقراطية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن وجود المدنيين في المنطقة يشكل تحدياً أمام هذه القوات.
غير أن مستشار الأمن القومي العراقي فالح الفياض كان أكثر حذراً حين صرح لشبيغل الألمانية في حوار نشر الأحد 17 فبراير أنه يتوقع ظهوراً جديداً لتنظيم داعش بهيكلية واسم جديدين ربما على غرار تنظيم القاعدة بعد دحره من آخر معاقله.
تتزامن هذه التطورات مع تصريح المرصد السوري لحقوق الإنسان، يؤكد أن قوات سوريا الديمقراطية تواصل عمليات التمشيط في المزارع الواقعة على مقربة من الباغوز بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور بحثاً عن فارين من تنظيم داعش لجؤوا إلى الأنفاق.
وكشف المرصد عن صفقة غير معلنة، تضمنت استسلام 440 شخصاً من داعش على دفعتين، الأولى تضم 240 مقاتلاً والثانية 200، خلال الساعات القليلة الماضية.
ويوم الجمعة الماضي أكد تقرير نشرته صحيفة الغارديان أن مقاتلي داعش أطلقوا النار على المدنيين الذين حاولوا الفرار من المنطقة.
وتؤكد الصحيفة البريطانية أن هناك عدداً غير قليل من المقاتلين الأجانب وأسرهم فروا من بلدة الباغوز، وهي البلدة التي كانت أقرب لنقطة تجمع للمتطرفين الذين فروا من بلدات وقرى أخرى في سوريا والعراق، ويعتقد أنها آخر معقل للمسلحين الذين قاتلوا في العديد من الاشتباكات في كلا البلدين.
طالب ترامب الدول الأوروبية باستعادة 800 أوروبياً قاتلوا في صفوف داعش وتم أسرهم في سوريا. تزامناً مع ذلك حذر مستشار أمن عراقي من عودة داعش باسم وهيكلية جديدين بعد دحره من سوريا.
عُثر من بين الفارين على شميما بيجوم، البالغة من العمر 19 عاماً، وهي واحدة من ثلاث تلميذات بريطانيات غادرن شرق لندن عام 2015 للانضمام إلى تنظيم داعش.
تلميذات بريطانيات في صفوف داعش
ويوم الخميس الماضي عُثر من بين الفارين على شميما بيجوم، البالغة من العمر 19 عاماً، وهي واحدة من ثلاث تلميذات بريطانيات غادرن شرق لندن عام 2015 للانضمام إلى تنظيم داعش، وبعد المعارك الأخيرة فرت شميما إلى مخيم للاجئين في شمال شرق سوريا.
وكانت صحيفة التايمز قد أجرت مقابلة مع بيجوم، الطالبة البريطانية، وهي حامل بطفلها الثالث، قالت إنها اختارت الهروب من باغوز خوفاً على جنينها، وأكدت أنها حامل في شهرها التاسع وتخشى فقدان جنينها كما خسرت طفليها السابقين بسبب المرض وسوء التغذية.
وقالت بيجوم: "في النهاية لم أعد أتحمل، الآن أريد العودة إلى وطني بريطانيا".
وفي يناير الماضي أوصت الولايات المتحدة الدول الغربية، بأن تعيد مواطنيها الذين انضموا إلى صفوف الجهاديين في سوريا ثم اعتقلتهم القوات الكردية.
وقالت الخارجية الأمريكية، إن "إعادة المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى موطنهم الأم هو الحل الأفضل لتجنب عودتهم إلى ساحة القتال"، إذ "يمثل المقاتلون مشكلة للمجتمع الدولي برمته، ولا بد من تعاون دولي لحل هذه القضية".
وأضافت الخارجية أن "سياسة الحكومة الأمريكية تقضي بتشجيع الدول على إعادة مواطنيها وملاحقتهم قضائياً، وخصوصا أولئك المعتقلين لدى الأكراد"، داعية إلى "تحمل مسؤولية هؤلاء عبر برامج إدماج أو إجراءات أخرى لتفادي سقوطهم مجدداً في الإرهاب".
ويوم 31 يناير الماضي أعلنت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه أن فرنسيين محتجزين لدى الأكراد في سوريا تدرس فرنسا إمكانية إعادتهم إلى بلدهم بعد الإعلان عن قرب انسحاب القوات الأميركية مؤكدة أن من بين مواطنيهم “أطفالاً ولدوا من مقاتلين فرنسيين في داعش أو من فرنسيات اقترن بدواعش".
وقبل أسبوع نفذت روسيا عملية ترحيل جديدة من بغداد لأطفال جهاديات روسيات محكومات في العراق بتهمة الانتماء إلى تنظيم داعش بحسب مصدر دبلوماسي روسي لوكالة فرانس برس. وقال المصدر إن "27 طفلا روسياً أعيدوا من بغداد إلى موسكو".
وقتل آباء هؤلاء الأطفال خلال ثلاث سنوات من المعارك بين داعش والقوات العراقية التي أعلنت الانتصار على التنظيم الإرهابي في نهاية العام 2017.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تعيد فيها روسيا أطفالاً لدواعش إلى موسكو، ففي 30 ديسمبر الماضي، أعادت 30 طفلاً روسياً من بغداد إلى موسكو.
وفي الفترة الأخيرة سببت قضية الجهاديين الأجانب جدلاً كبيراً في بلدانهم، فهناك من يرفض عودتهم لأنهم “يشكلون خطراً على الأمن الداخلي"، بينما يطالب آخرون بمحاكمتهم في أوطانهم، وإعادة تأهيل أطفالهم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ اسبوعينلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...