في عام تلاطمت فيه الأحداث في المنطقة العربية والشرق الأوسط صعوداً وهبوطاً، بين الانتصارات القليلة والانكسارات الهائلة، فلمعت مجموعة من الشخصيات العربية التي أثّرت فينا وتأثرنا بها وبمواقفها سلباً وإيجاباً، فعلياً و/أو عاطفياً، بعضها ألهمنا القوة والبعض الآخر شعرنا بالأسى والانكسار معه.
بين السياسة والأدب والرياضة والنضال تنوّعت خيارات رصيف22 لـ10 من الشخصيات العربية المؤثّرة وبعضها ملهمة في 2024.
1- الروائي الفلسطيني الأسير باسم خندقجي
في نيسان/أبريل 2024، فاز الأسير والأديب الفلسطيني باسم خندقجي على الجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها السابعة عشرة، عن روايته "قناع بلون السماء" من بين مائة وثلاثة وثلاثين رواية ترشحت للجائزة هذا العام.
باسم المولود في مدينة نابلس، في الضفة الغربية المحتلة، عام 1983، بدأ الكتابة وهو في السجون الإسرائيلية حيث اعتُقل عام 2004 وهو في السنة الجامعية الأخيرة، إذ كان يدرس الصحافة في جامعة النجاح الوطنية في طولكرم.
اعتُقل باسم عقب تنفيذه "عملية فدائية" في مدينة تل أبيب، قضى فيها ثلاثة إسرائيليين وأُصيب نحو 50 آخرين. وحُكم بالمؤبد ثلاث مرات علاوة على إلزامه بدفع 11.6 مليون دولار كـ"تعويض لعائلات الضحايا".
لكن باسم استغل فترة سجنه وأنهى دراسته الجامعية حيث تخرّج من جامعة القدس بالتزامن مع كتاباته في الأدب والشعر. كتب باسم عن الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل، وحياتهم اليومية، ومشاغلهم، وعن القضية الفلسطينية المهموم بها، والفنتازيا التاريخية، وغيرها.
ومن إنتاجه الأدبي، روايات: "مسك الكفاية... سيرة سيدة الظلال الحرة"، و"نرجس العزلة" عام 2017، و"خسوف بدر الدين" عام 2019، و"أنفاس امرأة مخذولة" عام 2020، وأخيراً روايته الفائزة بالجائزة والصادرة عام 2023. علاوة على مجموعات شعرية، من بينها: "طقوس المرة الأولى" عام 2010 و"أنفاس قصيدة ليلية" عام 2013.
أثّرت فينا وتأثرنا بها وبمواقفها سلباً وإيجاباً، فعلياً و/أو عاطفياً، بعضها ألهمنا القوة والبعض الآخر شعرنا بالأسى والانكسار معه. بين السياسة والأدب والرياضة والنضال تنوّعت خيارات رصيف22 لـ10 من الشخصيات العربية المؤثّرة وبعضها ملهمة في 2024
2- المحامية التونسية سنية الدهماني
منتصف أيار/مايو 2024، اعتقلت أفراد أمن ملثّمون "بالقوة" المحامية والناشطة السياسية التونسية سنية الدهماني خلال وجودها في مقر نقابة المحامين التونسيين، وذلك لتنفيذ قرار جلب صادر في حق سنية التي رفضت الامتثال للأمر القضائي من دون إعلامها بأسباب الاستدعاء، واحتمت داخل النقابة.
سبب توقيف سنية المعروفة بانتقادها سياساتِ الرئيس التونسي قيس سعيد هو تصريح تلفزيوني "ساخر" لها، قالت فيه إن تونس "بلد لا يطيب فيه العيش"، تعقيباً منها على تصريح سعيد بأن "المهاجرين غير النظاميين من الأفارقة يخطّطون للبقاء في تونس".
وعقب القبض عليها، أمرت محكمة تونسية بإيداع سنية في السجن من دون استجوابها، متهمةً إياها بـ"نشر أخبار كاذبة" و"تعمّد استخدام شبكات وأنظمة معلومات بهدف الإضرار بالأمن العام"، بموجب المرسوم 54 الذي أصدره سعيد عام 2022، ويقول معارضون إنه يُستخدم لـ"كتم الأصوات المعارضة" للرئيس الحالي.
وفي تموز/يوليو، صدر حكم ضدها بالسجن عاماً واحداً قبل أن تقرّر محكمة الاستئناف تخفيف العقوبة إلى ثمانية أشهر. وبينما هي تقضي هذه العقوبة، صدر حكم آخر ضد المحامية التونسية، نهاية تشرين الأول/أكتوبر، بالسجن عامين بسبب وصفها بلدها بأنه بلد "عنصري" على خلفية التعامل في ملف اللاجئين الأفارقة.
3- المصور الصحافي والمراسل فادي الوحيدي
في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2024، أُصيب فادي الوحيدي الصحافي والمصور من مخيم جباليا للاجئين، شمال غزة، الذي يعمل مراسلاً لقناة الجزيرة، في شمال قطاع غزة، بعدما أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليه وعلى زميله أنس الشريف بشكل مباشر خلال أدائهما مهام عملهما.
اخترقت رصاصة رقبة فادي، ما أدى إلى إصابته بشلل كامل، وتدهورت حالته ودخل في غيبوبة بسبب انهيار القطاع الصحي في غزة في ظل الإبادة الشاملة التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ أكثر من عام. ولم تجد المناشدات المتكررة، من الصحافيين والناشطين والحقوقيين، لإسرائيل للسماح له بالخروج لتلقي العلاج أي صدى حتّى مع تدهور وضعه الصحي.
في 21 كانون الأول/ديسمبر، كتب زميله أنس الشريف عبر تويتر: "منذ أكثر من 70 يوماً، يصارع زميلي #فادي_الوحيدي الموت في قطاع غزة ولا أحد يستطيع إخراجه للعلاج خارج غزة… أين المؤسسات المعنية بحقوق الصحافيين؟ أين الضمير الإنساني؟".
4- نساء السودان
منذ بداية الحرب الأهلية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف نيسان/أبريل 2023، ومع الاستشراس في استغلال أجساد النساء كسلاح في الحرب، وبلوغ الاعتداءات الجنسية -بما في ذلك الاستعباد الجنسي- والاحتجاز والخطف وغيرها من الانتهاكات مستوىً مروّعاً، ضربت العديد من النساء السودانيات أفضل الأمثلة في رفع الصوت وفضح هذه الانتهاكات ووضع المجتمع الدولي وطرفَي الصراع أمام مسؤولياتهما تجاه المدنيين/ات.
وفي حين لم تتوقّف الناجيات والضحايا في السودان عن الحديث بشجاعة عمّا يتعرضن له من انتهاكات جنسية وجسدية ونفسية، تولّت مجموعة من الناشطات السودانيات مهمة إيصال أصوات المرأة السودانية لكل العالم والمطالبة بحقهن في الحياة الكريمة والآمنة وفي السلام ومحاسبة الجُناة، وفي مقدمتهن نعمات أحمداي، وحنين أحمد، ونسرين الصائم.
الناشطة السودانية، نعمات أحمداي، هي رئيسة منظمة "نساء دارفور من أجل العمل"، وهي منظمة شريكة للأمم المتحدة، وعبر الأمم المتحدة ومنابرها ووسائل الإعلام السودانية والعربية والعالمية، تشدّد نعمات على الفظائع التي تتعرض لها النساء في جميع أنحاء السودان على أيدي طرفَي الصراع، وتذهب إلى أن "أجساد النساء أصبحت ساحة للحرب في السودان وهذه جريمة عظمى"، وهي تتهم المجتمع الدولي صراحةً بتجاهل السودان والتعامل اللامبالي مع معاناة السودانيين/ات.
بدورها، لم تكتف الناشطة السودانية حنين أحمد برفع الصوت عمّا تتعرض له النساء والشباب والشابات من عنف جنسي في سياق الحرب، بل قامت بتأسيس غرفة طوارئ في أم درمان في الخرطوم للعمل على الأرض ودعم المحتاجين/ات، وتساعد في حماية الفرق التي تعمل في الإغاثة من الاعتداءات جنباً إلى جنب مع المحتاجين/ات.
ترفض حنين "المتاجرة بأجساد النساء" في جميع الولايات السودانية من قبل كافة الأطراف، وتعمل على توفير المرافق والخدمات الصحية للنساء، سيّما في مجال الصحة الجنسية والإنجابية و"حقائب الكرامة" التي تتضمّن المستلزمات النسائية الضرورية مثل الفوط الصحية وغيرها من ضروريات العناية الشخصية.
أما الناشطة السودانية نسرين الصائم، وهي ناشطة وخبيرة في مجال البيئة والرئيسة السابقة لفريق الأمم المتحدة الاستشاري المعني بتغيّر المناخ، فلم تتوقّف عند المطالبة بالحقوق الأساسية ورفع الصوت بشأن الانتهاكات وما تصفه بـ"الموت المجاني" كضريبة للحرب الدائرة في بلادها، بل تعمل على التوعية بتبعات الحرب على تغيّر المناخ على المدى القريب والبعيد، وتأثير التغيّر المناخي على أسعار الغذاء ومستقبل الأجيال القادمة وغيرها من القضايا التي عادةً ما تكون منسيّة في زمن الحرب.
الروائي الفلسطيني الأسير باسم خندقجي، والبطل البارالمبي المصري محمد المنياوي، والناشطة والمعتقلة السورية المحرّرة طل الملوحي، وحاكم الشارقة سلطان القاسمي… حين لم تبخل علينا 2024 ببعض القصص الملهمة وسط الانكسارات الهائلة
5- قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع
في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، شنّت فصائل المعارضة السورية المسلحة، بقيادة "هيئة تحرير الشام" عملية أطلقت عليها "ردع العدوان" ضد النظام السوري والميليشيات الإيرانية المتحالفة معه في ريف دمشق الغربي.
نجحت قوات المعارضة في السيطرة على المدن السورية واحدة تلو الأخرى، وصولاً إلى العاصمة دمشق، حيث هرب رأس النظام، بشار الأسد، وبرز زعيم "هيئة تحرير الشام" أحمد الشرع، المعروف بـ"أبو محمد الجولاني" قائداً للإدارة الجديدة في سوريا بعد إسقاط النظام.
على الرغم من المخاوف لدى السوريين من ماضي الشرع (42 عاماً) الجهادي، إلا أن إسقاط النظام الذي قتل الآلاف منهم، وشرد واعتقل وعذّب وأخفى قسرياً الملايين، منحهم الأمل في غدٍ أفضل وفي قدرتهم على إسقاط أي حاكم آخر.
وبغض النظر عن الدور الذي قد يلعبه الشرع في حكم سوريا مستقبلاً، وبغض النظر عن الموقف من تاريخه الجهادي وخلفيته وأفكاره، إلا أن دوره في التحول الحاصل في سوريا لا يمكن إغفاله، سيّما وأن هذا التحوّل كانت وستكون له تبعاته على مختلف دول المنطقة وما يزال يجري تحليل آثاره على المدى القريب والبعيد.
والجمعة 20 كانون الأول/ديسمبر 2024، التقى الشرع بوفد دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى في دمشق، في لقاء وصفه الجانبان بأنه كان "إيجابياً". علماً أنها أول زيارة لمسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية إلى سوريا منذ سنوات، حيث أغلقت الولايات المتحدة سفارتها في سوريا عام 2012، وسحبت جميع موظفيها الدبلوماسيين. بعدها، أعلنت واشنطن إلغاء المكافأة التي رصدتها سلفاً لمن يدلي بمعلومات تقود لاعتقال الشرع وقيمتها 10 مليون دولار.
6- "أقدم معتقل سياسي سوري" رغيد الططري
في 7 كانون الأول/ديسمبر 2024، زفّت "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا" نبأ تحرير "عميد المعتقلين وأقدم معتقل في سوريا رغيد الططري، بعد اعتقال دام 43 عاماً تنقل خلالها بين العديد من السجون وانتهى به المطاف في سجن طرطوس المركزي وخرج مع الدفعة الأخيرة من المعتقلين" إثر سقوط نظام بشار الأسد.
رغيد هو طيار سابق في سلاح الجو السوري كان قد اعتُقِل لأول مرة عام 1980 بسبب "رفضه تنفيذ أوامر بقصف مواقع في مدينة حماة أثناء اجتياح النظام للمدينة". أُطلق سراحه بعد فترة ولبضعة أشهر قبل أن يُعاد اعتقاله في العام التالي وحتى تحريره بعد إسقاط نظام بشار الأسد في وقت سابق من الشهر الجاري.
تنقّل بين عدة من سجون ومعتقلات النظام السيئة السمعة، بما فيها "المسلخ البشري" سجن صيدنايا، حيث قضى أسوأ فترات الاعتقال، وتعرّض للتعذيب وحُرم من رؤية أسرته (زوجته وابنه وائل) التي اضطرت لمغادرة سوريا بعد الثورة، حيث انقطعت الأخبار عن رغيد تماماً وتفاقمت أوضاع المعتقلين/ات سوءاً.
قصة رغيد تلخّص وحشية النظام الساقط، وخروجه من المعتقل منح الكثيرين الأمل في أن السوريين تنتظرهم أياماً أفضل.
7- الناشطة والمعتقلة السورية المحرّرة طل الملوحي
بعدما اعتقلها النظام السوري وهي طالبة في مرحلة الثانوية العامة لم تتجاوز الـ19 عاماً، تحرّرت الناشطة والمدونة السورية طل الملوحي (33 عاماً)، ابنة مدينة حمص، في وقت سابق من الشهر الجاري من سجن دمشق المركزي "عدرا" بعد سنوات من انقطاع أخبارها.
اعتُقلت طل عام 2009، واتهمها النظام بـ"التجسس والتعامل مع جهات خارجية" بسبب كتاباتها عبر مدونتها التي كانت تتناول الأوضاع في بلادها. وأُدينت في شباط/فبراير عام 2011 بـ"إفشاء معلومات لدولة أجنبية" وحُكمت بالسجن 5 سنوات.
على الرغم من موافقة محكمة الجنايات، نهاية عام 2013، على طلبها بإعفائها من ربع مدة محكوميتها، لم يُنفّذ القرار. أطلقت طل وأسرتها عدة مناشدات للإفراج عنها، كما دخلت في إضراب مفتوح عن الطعام ولم تلق صدى. مشاهدة طل حرّةً مرةً أخرى ألهم الكثيرين القوة والأمل.
8-حاكم الشارقة سلطان القاسمي
تولّى الشيخ سلطان ولاية الحكم في الشارقة في 25 كانون الثاني/يناير عام 1972، وهو الحاكم الثامن عشر للإمارة من بين القواسم الذي حكموها منذ عام 1600 ميلادية. ومنذ ذلك الحين، سُمّيت الشارقة العاصمة الثقافية للعالم العربي في عام 1998 من قبل اليونسكو، وعاصمة للثقافة الإسلامية عام 2014، وعاصمة السياحة العربية لعام 2015، وعاصمة الصحافة العربية لعام 2016، وعاصمة عالمية للكتاب لعام 2019.
يمتاز حكم الشيخ سلطان منذ بداية حكمه بالعناية بالعلم والثقافة والإبداع ورعاية وتشجيع المواهب عبر المسابقات الغنية والمتنوعة والمبادرات والمنح. وساهم في حماية التراث ليس داخل الإمارة فقط ،لكن أيضاً في دولة الإمارات ككل وفي المنطقة العربية. علماً أن الشارقة تحتضن ربع مجموع المتاحف في الإمارات.
كذلك، ساهم الشيخ سلطان في تنمية ثقافية وحضارية غير مسبوقة في الإمارة مع انتهاجه دائماً قيم التسامح والحوار والتآلف وتعزيزها في حكمه وفي علاقات إمارته داخلياً وخارجياً.
وحظي الشيخ سلطان بتكريمات ومناصب شرفية في العديد من الجامعات والمراكز العلمية الإماراتية والعربية والعالمية، بما في ذلك منصب الرئيس الأعلى لجامعة الشارقة منذ عام 1997، ولقب عضو مؤسس في مجلس الداعمين بجامعة كامبردج في 2004 اعترافاً بدعمه السخي ومساهماته لترقية البحث العلمي. وحديثاً، تعدّدت إسهامات الشيخ سلطان في مجال الحفاظ على البيئة.
هذا العام، فاز الشيخ سلطان بـ"جائزة النيل للمبدعين العرب"، أرفع وأهم الجوائز الثقافية المصرية لإسهاماته غير المحدودة في نشر العلم والثقافة والعناية بالتراث في الإمارات والمنطقة العربية.
في حين لم تتوقّف الناجيات والضحايا في السودان عن الحديث بشجاعة عمّا يتعرضن له من انتهاكات جنسية وجسدية ونفسية، تولّت مجموعة من الناشطات السودانيات مهمة إيصال أصوات المرأة السودانية لكل العالم والمطالبة بحقهن في الحياة الكريمة والآمنة وفي السلام ومحاسبة الجُناة، وفي مقدمتهن نعمات أحمداي، وحنين أحمد، ونسرين الصائم
9- البطل الرياضي البارالمبي المصري محمد المنياوي
في أيلول/سبتمبر 2024، حصد الربّاع البارالمبي محمد المنياوي أولَ ميدالية لمصر في بارالمبياد باريس 2024. محمد (25 عاماً)، وهو من قصار القامة، حصد الميدالية الذهبية في رفع الأثقال، الرياضة التي يمارسها منذ 2019 في أحد الأندية المتواضعة في مدينة طنطا (شمال مصر).
اتجّه محمد إلى رفع الأثقال بشكل عفوي بعدما ضاع حلمه في الالتحاق بكلية الطب بسبب ظروف مرض والده خلال فترة امتحاناته.
يعاني الرياضيون في الألعاب الفردية، وأحياناً الألعاب الجماعية عدا كرة القدم، إهمالاً شديداً في مصر، ويكون الوضع أصعب في حال ذوي الإعاقة، ويزداد التجاهل وفقر الموارد والاعتناء في المحافظات (خارج العاصمة). وفي الأغلب الأعم، يعود أي إنجاز في أي لعبة فردية إلى الجهود الفردية والكفاح والتضحية من المضنيين من اللاعبين وذويهم.
اجتمعت كل هذه العقبات على محمد الذي نجح في التغلّب عليها وحقّق ميدالية ذهبية مستحقة في البارالمبياد ممثّلاً بلاده خير تمثيل.
10- الطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية
نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2024، استشاري طب الأطفال ومدير مجمع كمال عدوان الطبي حسام أبو صفية استقبل نجله الشاب الذي قتل في قصف إسرائيلي وهو الذي كرّس نفسه منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، لعلاج ومداواة الجرحى.
شوهد دكتور حسام آنذاك وهو يرتدي معطفه الأبيض ويحمل نعش نجله باحثاً عن مكان لدفنه قبل أن يدفنه بجوار المشفى ويعود إلى عمله في ظروف شديدة الاستثنائية، حيث لا مستلزمات ولا أدوية طبية ولا حتى طعام في المستشفى الذي تعرض للحصار والاقتحام والتخريب من قبل إسرائيل لنحو 15 مرة، علاوة على اعتقال أعداد كبيرة من مرضاه وكوادره الطبية وقصف مبانيه عدة مرات.
قال للجزيرة آنذاك: "كل شيء فقدناه في هذه المستشفى حتى أبناؤنا، حرقوا قلوبنا على المستشفى وقتلوا أطفالنا أمام أعيننا لأننا نحمل رسالة إنسانية، ونقوم بدفنهم بأيدينا".
راهناً وبينما تواصل قوات إسرائيلية حصار المشفى لأكثر من 75 يوماً متواصلاً، وعلى الرغم من جرائم الاعتقال والتعذيب والتنكيل والإذلال التي ترتكبها إسرائيل بحق الأطباء الذين تعتقلهم، يواصل دكتور حسام عمله في مجمع كمال العدوان مغلّباً ضميره الإنساني والمهني لصالح مرضاه ورسالته الطبية. وبالتزامن، يواصل فضح الانتهاكات الإسرائيلية عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر تصريحاته لوسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...