خلال عامين ونصف العام، بقي معتقلاً في سجن صيدنايا العسكري، أحد سجون النظام السوري. يروي أنه خبر "جميع أنواع التعذيب" وكان ينتظر الموت ولكن فجأة، أُطلق سراحه فنجا.
هذا بعض ما قاله المعارض التركماني السوري طارق صولاق لوكالة الأناضول التركية الرسمية.
كان صولاق في صفوف الجيش السوري، ولكنه قرر عام 2011، هو ومجموعة من زملائه الانشقاق، فعرفت السلطة بالأمر وتم اعتقالهم ونقلهم إلى سجن صيدنايا.
بقي في السجن حتى 14 يونيو 2014، حين خرج بعفو عام، وهو حالياً يتولى قيادة الفرقة الساحلية الثانية المنتشرة في جبل التركمان والمقرّبة من تركيا.
قصص التعذيب
يروي صولاق أنه عقب نقلهم إلى الزنزانة، "كنا نتعرض للتعذيب عبر الكهرباء في كل فترة طعام. وكانوا يلقون بأطعمتنا في المرحاض ليقولوا لنا بعدها أن نأكلها من هناك". ويضيف: "تعرضنا للتعذيب بخراطيم المياه لدرجة الموت. وكنا نُمنع من رؤية وجه العسكري الذي يعذّبنا". وأشار إلى أن زملاءه من المساجين انقطعوا في الأشهر الثلاثة الأخيرة قبل خروجه من السجن، عن الطعام والشراب، ثم بدأوا بالتقيؤ والإسهال لينتهي بهم الأمر إلى الموت بعد فترة قصيرة. وذكر أنه عقب خروجه من السجن كان بحالة صحية سيئة جداً، وتوجّه إلى محافظته اللاذقية في شمال غرب سوريا، وكان وزنه حينذاك لا يتجاوز 40 كيلوغراماً نتيجة التعذيب وظروف الاعتقال، وأفاد بأنه أجرى خمس عمليات في المعدة والأمعاء بعد إطلاق سراحه. ويقول إن النظام السوري زاد من أعداد السجون عقب الأزمة، حتى أنه حوّل بعض المدارس إلى سجون، ويتابع أن سجن صيدنايا وحده يضم أكثر من أربعة آلاف سجين."كنا نتعرض للتعذيب عبر الكهرباء في كل فترة طعام. وكانوا يلقون بأطعمتنا في المرحاض ليقولوا لنا بعدها أن نأكلها من هناك"... معارض سوري يروي فصولاً من تعذيبه في سجن صيدنايا العسكريويتهم النظام السوري بأنه يعتقل أكثر من 500 ألف سوري في سجونه حيث يتعرّضون لأشد أنواع التعذيب، وبالأخص أولئك القابعون في سجن صيدنايا في ريف دمشق، والذي وصفته منظمة العفو الدولية بـ"المسلخ البشري". وكانت منظمة العفو الدولية قد أصدرت تقريراً في فبراير 2017، جاء فيه أن النظام السوري أعدم بين سبتمبر 2011 وديسمبر 2015، بين خمسة و13 ألف شخص، بدون مقاضاتهم. وفور امتثاله للتعافي، انضم صولاق إلى صفوف الفرقة الساحلية الثانية في جبال التركمان، وتولى قيادتها بعد فترة قصيرة من ذلك.
استمرار الاعتقالات
ورغم اقتراب النظام السوري من السيطرة على معظم الأراضي التي كان قد خسرها، إلا أن أزمة الاعتقالات لا تزال مستمرة. ووثّقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" وقوع أكثر من 647 حالة اعتقال تعسفي في سوريا، في يوليو الماضي، منها 419 حالة على يد قوات النظام السوري. وقالت الشبكة في تقرير نشرته على موقعها الرسمي في الخامس من أغسطس إن "من بين المعتقلين لدى قوات النظام 51 امرأة و36 طفلاً، بينما اعتقلت هيئة تحرير الشام 52 شخصاً بينهم طفلان، واعتقل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) 37 شخصاً بينهم سبع نساء وأربعة أطفال". ولفتت إلى أن "فصائل الجيش السوري الحر اعتقلت 73 شخصاً بينهم خمس نساء وثلاثة أطفال، في حين اعتقلت القوات العسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية 66 شخصاً بينهم 16 امرأة و14 طفلاً".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...