أعربت السعودية عن إمكانيّة إرسال قوات من التحالف الإسلامي إلى سوريا لمحاربة الإرهاب، وذلك في الوقت الذي تتحدّث فيه وسائل إعلامية غربيّة عن إمكانيّة استبدال القوات الأمريكيّة بقوات عربيّة.
من جهتها، اعتبرت سوريا الأمر دعوة غير قانونية لاحتلال بلد واصفة إياه بأنه سابقة في العلاقات الدولية، حسب ما قالت بثينة شعبان، المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت شعبان إن ما يتم تداوله عن استبدال القوات الأمريكية في سوريا بتحالف عربي أمر غاية في الغرابة، مضيفة "في حال صحت التسريبات فإنه لأمر غريب جداً أن تقوم دولة احتلال غير شرعي بتوجيه دعوات لأطراف أخرى كي تأتي وتحتل البلد أيضاً".
وكانت"صحيفة وول ستريت جورنال" قالت إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تخطط لاستبدال القوات الأمريكية في سوريا بأخرى عربية، لـ"حفظ الاستقرار في شمال شرق البلاد بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية"، كاشفة أنّ مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون اتصل بمدير الاستخبارات المصري عباس كامل لمعرفة موقف القاهرة من هذا الأمر، وأن التواصل حصل بالفعل مع دول خليجية من أجل المشاركة في هذه القوات وتقديم الدعم المالي لها.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين في الإدارة الأميركية توقّعوا أن تستجيب الدول العربية لطلب ترامب لا سيّما في ما يتعلق بالدعم المالي.
من جهة ثانية، لم ينف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الخبر، قائلاً إن بلاده عرضت على الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إرسال قوات سعودية إلى سوريا إذا ما أرسلت أمريكا قواتها إلى هناك، موضحاً أن الإدارة الأمريكية السابقة لم تتخذ قرارها حول هذا الاقتراح.
الحرب في اليمن عائق أساسي
لفتت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى أن فكرة وجود قوة تحالف عربية تلعب دوراً في سوريا لمحاربة الجماعات المتطرفة واحتواء النفوذ الإيراني ظهرت مرات عدّة منذ عام 2015، لكن تحقيقها ليس سهلاً في ظل عدد من العوائق. ولفتت الصحيفة إلى أنه ليس من السهل على الدول الخليجية فتح جبهة جديدة، مذكرة بتعثر السعودية والإمارات العربية المتحدة في الحرب في اليمن، بالإضافة إلى الصراع مع قطر والذي يمكن أن يكون جبهة محتملة. وفي حين أشارت الصحيفة إلى أنّ السعودية لا تملك، في ظل الجبهات المفتوحة، قوة بشرية وموارد عسكرية كافية للتدخل في سوريا على الأرض، اعتبرت أن مصر أقرب بكثير إلى نظام بشار الأسد في سوريا من شريكها الخليجي المحتمل.أعربت السعودية عن إمكانيّة إرسال قوات إلى سوريا في وقت يدور الحديث عن إمكانيّة استبدال القوات الأمريكيّة بقوات عربيّة...
فكرة وجود قوة تحالف عربية تلعب دوراً في سوريا لمحاربة الجماعات المتطرفة واحتواء النفوذ الإيراني ظهرت مرات عدّة منذ العام 2015، لكن تحقيقها ليس سهلاً في ظل عدد من العوائقوكان محمد رشاد، أحد المسؤولين الكبار السابقين في الاستخبارات المصرية، أعلن أن مصر لن تنضم إلى هذه القوة، قائلاً "القوات المسلحة المصرية ليست مرتزقة، ومصر تتبنى استراتيجية تستند إلى دعم وحدة الأراضي السورية وجيشها الوطني". وتعقيباً على هذه الواقعة نشر ستيفن كوك، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، تغريدة قال فيها "يبدو وكأن المستشار بولتون لا يعرف أن الحكومة المصرية تدعم الأسد". من هنا، تبدو فكرة قوات عربية مشتركة في سوريا مستحيلة التحقق، حسب "الغارديان" التي نقلت عن إميل حكيم، محلل الشؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومؤلف كتاب "انتفاضة سوريا وتشرذم الشرق"، قوله إن فكرة التدخل العربي تظهر كل عامين، وينظر إليها دائماً على أنها فكرة ذكية من الناحية السياسية لإيجاد إحساس بالنفوذ في المنطقة. وتساءل حكيم إن كان السعوديون استشاروا الدول الأخرى قبل أن يتحدثوا نيابة عنها، مضيفاً أن المملكة اعتقدت في السابق أن مصر وباكستان ستأتيان لمساعدتها في اليمن ولكن هذا الأمر لم يحصل . وليس بعيداً من ذلك رأى نيكولاس هيراس، المحلل في مركز الأمن الأمريكي الجديد، أن الدول الخليجية تفضل إرسال ضباط استخبارات ودعم مالي، بدلاً من وضع قوات على الأرض، مضيفاً بالقول إنه بالنسبة للسعوديين المشكلة هي أن أراضيهم تتعرض للخطر من قبل الحوثيين كل يوم، وليس من المنطقي بالنسبة لهم أن يرسلوا قواتهم البرية إلى سوريا بينما يواجهون مشكلة في تأمين حدودهم الخاصة.
المواجهة المباشرة مع إيران
يرى بعض الخبراء أن التدخل الخليجي العسكري المباشر قد يؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة لأنه سيضع قوات هذه الدول في مواجهة مقاتلين إيرانيين ومقاتلين من حلفاء إيران... هذا ما قالته رندة سليم، مديرة مبادرة المسار الثاني للحوار في معهد الشرق الأوسط، مشيرة إلى أهمية التفكير بالردّ التركي على هذا الاقتراح، لا سيّما أن أنقرة قد لا ترحب بقوات مصرية أو إماراتية على حدودها.المال من الخليج والمرتزقة من الدول النامية
يكاد يكون هناك شبه إجماع على أنه من الأسهل على الدول الخليجية تقديم المال بدلاً من قوات على الأرض، وأنه سيكون من الصعب إقناع الدول العربية بإرسال قواتها إلى سوريا إذا كانت الولايات المتحدة تريد سحب قواتها بالكامل، لذلك تحدثت صحف عالمية وخبراء عن فكرة الإستعانة بـ"مرتزقة". وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن المبادرة الأمريكية لتشكيل قوة عربية جذبت انتباه مؤسس الشركة الأمنية الخاصة "بلاك ووتر" إريك برنس، الذي قال إن مسؤولين من الدول العربية بحثوا معه أخيراً تشكيل قوة عربية تنتشر في سوريا، وأنه ينتظر الخطوات التي سيتخذها ترامب في هذا الاتجاه. وكان البنتاغون رفض عرضاً مماثلاً قُدّم العام الماضي حول استبدال القوات الأمريكية بمرتزقة في أفغانستان. ورجّح نيكولاس هيراس أن تسعى السعودية إلى توظيف مقاتلين من بلدان مثل باكستان والسودان، قائلاً "أنا متأكد من أن السعوديين سيقاتلون في سوريا حتى آخر جندي سوداني".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...