شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
أثرٌ باقٍ رغم الموت… عشر شخصيات غادرتنا في 2022 وكان رحيلها مؤثراً

أثرٌ باقٍ رغم الموت… عشر شخصيات غادرتنا في 2022 وكان رحيلها مؤثراً

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والحقوق الأساسية

الثلاثاء 13 ديسمبر 202201:54 م

كثيراً ما تتردد على ألسنتنا أو مسامعنا عبارة "فلان لم يمت، هو حي بعمله/ بإبداعه/ في ذريته… إلخ". بل إن الكثير من الأشخاص يكون موتهم سبباً في "خلود ذكراهم" على إشكالية هذا المصطلح. خلال السنة الموشكة على الانتهاء، 2022، كانت هناك شخصيات عديدة في الدول العربية والمجاورة، والتي تتقاطع شعوبنا مع شعوبها في مجالات حياتية عديدة، كإيران، شكّلت وفاتها/ مقتلها محركاً قوياً لمشاعر الألم أو الإلهام وحتى الثورة.

في رصيف22، اخترنا لكم 10 شخصيات غادرتنا في 2022، اختلفت ملابسات وأسباب وفاتهم/ ن - البعض منهم/ ن مات/ متن قتلاً، غدراً، مرضاً، بسبب الفساد، أو حتى "الحب" المزعوم. لكن الشيء الوحيد الذي اشتركوا/ كن فيه هو أنهم/ ن كانوا/ كن يستحقون/ يستحققن الحياة لسنوات عديدة قادمة.

1- مهسّا أميني 

الجمعة 16 أيلول/ سبتمبر 2022، قضت نحبها الشابة الإيرانية الكردية مهسّا (جينا) أميني (22 عاماً)، أثناء احتجازها لدى شرطة الحجاب في العاصمة طهران حيث كانت وأسرتها في زيارة سياحية.

تسببت وفاتها المأسوية والصادمة في موجة من الاحتجاجات الشعبية والحملات الإعلامية ضد قانون الحجاب القسري، والنظام الإسلامي، لا داخل إيران فقط وإنما أيضاً خارجها من إيرانيين في الشتات ومتضامنين/ ات مع مطالب الشعب الإيراني العادلة التي لُخصت في شعار المحتجين: "المرأة، الحياة، الحرية".

نحو ثلاثة أشهر من الاحتجاجات الشعبية المتواصلة، وبرغم استخدام السلطات الإيرانية جميع أشكال القمع، جعلت الخبراء والمراقبون يقولون إن "إيران اليوم ليست إيران ما قبل وفاة الشابة مهسا أميني" حيث العصيان المدني منتشر في كلّ مكان في إيران، لا غطاء على رؤوس النساء في الشوارع والساحات والمتاجر والحدائق والمترو والباصات. 

محمد أبو الغيط ومهسّا أميني وشيرين أبو عاقلة وآخرون… عن شخصيات غادرتنا في 2022 وكان رحيلها مؤثراً موجعاً، أيضاً باعثاً على الثورة على الظلم والأنظمة القمعية

مع الألم العميق لرحيلها، يشعر البعض بأن دماء مهسّا لم تذهب هباءً وأحدثت وفاتها الفارق الكبير. وما يزال حراك الشعب الإيراني والإيرانيات لأجل الحرية قائماً.

2- شيرين أبو عاقلة 

صباح الأربعاء 11 أيار/ مايو 2022، قُتلت الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، مراسلة شبكة الجزيرة القطرية، خلال تغطيتها اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة. قضت شيرين برصاصة أطلقها عمداً قناص من الجيش الإسرائيلي في الرأس، وفق رواية زملائها. وهو ما ظهرته لاحقاً أدلة متزايدة على صدقيته، علماً أن المغدورة كانت ترتدي سترة وخوذة الصحافة.

لم تكن شيرين مراسلة عسكرية عادية بل كانت الصوت الذي نقل فلسطين إلى كل بيت في المنطقة العربية والعالم. بنفس القدر، كان قتلها الغادر فضيحة صارخة لوحشية الاحتلال وتعمده إخراس الصوت الفلسطيني وكتمه.

منذ مقتلها، تعالت أصوات عائلة وأصدقاء شيرين لإجراء "تحقيق فوري شفاف" بعيداً عن الجهات الإسرائيلية التي تمثل المتهم الأول. وُجِّهت الدعوة إلى الإدارة الأمريكية بشكل رئيسي باعتبار أن أبو عاقلة "مواطنة أمريكية".

وسلّمت أسرتها دعوى رسمية للتحقيق في الجريمة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي قبل نحو شهرين أملاً في "تحقيق العدالة والمساءلة". وفي خطوة مفاجئة، قالت وسائل إعلام إسرائيلية وعالمية، الاثنين 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، إن وزارة العدل الأمريكية أخطرت وزارة القضاء في إسرائيل بفتح تحقيق في مقتل أبو عاقلة.

مطلع الشهر الجاري، أعلنت شبكة الجزيرة تقدمها بشكوى رسمية للمحكمة الجنائية الدولية استناداً إلى نتائج تحقيق قامت به وخلص إلى اتهام إسرائيل بتعمد قتلها.

3- ريّان ياسر 

خلال اقتحامهم قرية خربة الدير قرب بيت لحم، نهاية أيلول/ سبتمبر 2022، طاردت مجموعة من الجنود الإسرائيليين الطفل الفلسطيني ريّان ياسر سليمان ابن السبع سنوات. قلبه الصغير لم يحتمل كل هذا الفزع، فتوقف رعباً قبل أن يسقط من علو.

كانت وفاة ريّان دليلاً جديداً على انتهاك إسرائيل حيوات الأطفال الفلسطينيين وكافة حقوقهم.

وفق أحدث أرقام الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، شهد العام 2022 مقتل ما 49 طفلاً فلسطينياً، 32 منهم في الضفة الغربية و17 في قطاع غزة، ليصل إجمالي الضحايا من الأطفال الفلسطينيين منذ أيلول/ سبتمبر 2000 إلى 2240. تحتجز إسرائيل جثامين 12 منهم، وفق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة والكشف عن مصير المفقودين.

 أقدم جثامين الأطفال المحتجزة لدى إسرائيل هو جثمان محمد الطرايرة الذي قّتل عام 2016، وأصغرهم جثمان يوسف صبح (15 عاماً) من بلدة برقين قرب جنين شمال الضفة الغربية، وهو استشهد يوم 26 سبتمبر/أيلول 2021 خلال اقتحام الاحتلال قريته.

4- مظفّر النوّاب

في 20 أيار/ مايو 2022، رحل الشاعر العراقي المخضرم مظفّر النوّاب، في أحد مستشفيات إمارة الشارقة بدولة الإمارات عن عمر ناهز 88 عاماً. "ملك الهجاء السياسي" و"الشاعر الثائر" ترك إرثاً لا يُضاهى من القصائد السياسية وهجاء الأنظمة العربية ومن شعر غزلي وعاطفي باللهجة العامية العراقية لا يقل جمالاً وتميّزاً.

دفع النوّاب ثمن انحيازه للفقراء والبسطاء وتمرده على الاستعمار والاستغلال والفساد باهظاً، فلوحِق أمنياً واعتُقل وسُجن واضطر إلى العيش في المنفى ما يربو على نصف قرن من الزمن.

تقول الكاتبة والناقدة العراقية هيفاء الحسن في مقال برصيف22: "مظفّر النوّاب عدو العادي والرجل الذي عاش حياة مليئة بالعذابات والمآسي من السجن والهرب إلى الغربة والمرض، لم يرتضِ أن يكون رحيله عادياً أيضاً، فكان جدلياً واستثنائياً. إذ لم ينجُ من الاتّهامات الطائفية التي بدت واضحة بعد موته، ولا من النقد الشديد لصمته حيال قضايا حساسة، وعلى الأخص الثورات العربيّة، ولمهادنته بعض الرؤساء العرب".

انتقد البعض "صمت" الشاعر العراقي في السنوات الأخيرة، وأيضاً موته في دولة خليجية بعدما أمضى عمره في هجاء حكومات الخليج. لكنهم تجاهلوا أثر ما عانى من ملاحقة ومرض وموته في غربته دون أن تتحقق أمنيته بألا يموت غريباً ميتة الشبح وإن عاد جثمانه للدفن وسط أهله وفي بلده.

الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، والمصرية نيرة أشرف، والتونسية وفاء السبيعي والإيرانية مهسّا أميني… نساء فضحت دماؤهن تحالف الاحتلال والمنظومات الأبوية والحكومات القمعية على أجساد النساء وأرواحهن

5- الطفلة السورية جوى استانبولي

في 8 آب/ أغسطس 2022، أبلغ ذوو الطفلة السورية جوى استانبولي (4 سنوات) باختفائها، ودُشنت حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عنها باستخدام صورتها حتى أن البعض عرض مكافآت مالية لمن يساعد في إيجادها. لكن، في 20 من الشهر عينه، عُثر على جثمانها في مكب للنفايات قرب مقبرة تل النصر في مدينة حمص، إذ تعرّف عليه ذووها من خلال ملابسها، لأن الجثة كانت قد تحللت.

قال تقرير الطب الشرعي الأولي إن الوفاة ناجمة عن الضرب بأداة حادة على منطقة الرأس، نافياً وجود اعتداء جنسي، ما فتح الباب لبضعة تكهنات منها أن ألمح البعض لتعرض الطفلة لعمل انتقامي ضد والدها المتطوع في الجيش، فيما ربط آخرون الجريمة بحوادث قتل أطفال وقعت في مناطق متفرقة من المحافظات الشرقية وسط مزاعم بصلتها بممارسة السحر الأسود.

غير بعيد من إعلان العثور على الجثة، أظهرت القوات الأمنية متهماً مزعوماً في مقابلة مصورة وهو يروي تفاصيل ارتكابه الجريمة التي تمثلت في "خطف جوى واغتصابها ومن ثم خنقها بقصد القتل، لينهي الأمر بلف الضحية بأكياس بلاستيك ورميها في حاوية لجمع القمامة". لكن "الاعترافات" هذه أثارت ضجةً واسعة وشكك فيها الكثيرون لتناقضها بشكل أساسي مع تقرير الطب الشرعي الذي نفى الاعتداء الجنسي. جاءت الوفاة المفاجئة لهذا المتهم المزعوم لتزيد الشكوك.

مطلع أيلول/ سبتمبر 2022، ظهرت رواية جديدة مختلفة لوفاة جوى. أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطفلة كانت ضحية خلاف بين والدها العسكري والقاتل حول صفقة مخدرات، لافتاً إلى أن المتهم السابق ليس القاتل الحقيقي.

إلى ذلك، وأياً كانت الملابسات الحقيقية لمقتل جوى، فهي دليل جديد على أن الأطفال هم الحلقة الأضعف في مناطق الصراع، وأبرز ضحايا الحوادث الانتقامية من الأهل مهما كانت الدوافع وراءها.

6- أيمن هدهود

في نيسان/ أبريل 2022، عثرت أسرة الباحث الاقتصادي أيمن هدهود (42 عاماً) عليه جثماناً مزعوماً أنه "مجهول الهوية" في ثلاجة أحد مستشفيات الصحة النفسية في العاصمة المصرية القاهرة، وذلك عقب اعتقاله في شباط/ فبراير من نفس العام.

وفق بيان للنيابة العامة المصرية، فإن الباحث الاقتصادي توفي في 5 آذار/ مارس 2022 إثر إصابته بهبوط في الدورة الدموية خلال احتجازه بمستشفى الأمراض العقلية، لمعاناته من عدم اتزان واضطراب بدرجة الوعي. لكن أسرته رفضت هذه الرواية وألمحت إلى وجود شبهة جنائية في وفاته، سيّما أن شقيق المغدور تحدث عن آثار لكسور في الجمجمة وقال إنه أُجبر على حذف الصور التي التقطها للجثمان.

الوفاة تحت التعذيب لدى السلطات الأمنية المصرية ليست أمراً غريباً. لكن أحد أوجه الصدمة في حالة هدهود أنه لم يكن محسوباً على المعارضة، كما لم يكن ناقداً حاداً للسياسات الاقتصادية التي تتبعها السلطات المصرية، بل كان عضواً في حزب "الإصلاح والتنمية" المحسوب على الكتلة "المؤيدة"، كما أن كتاباته الاقتصادية عنت بالشرح والتفسير لا المدح أو القدح في السياسات المالية والاقتصادية المتبعة.

ملابسات وفاة الطفل المغربي ريّان في بئر للمياه، ومقتل الطفل الفلسطيني ريّان ياسر رعباً من ملاحقة الجنود الإسرائيليين، وقتل الطفلة السورية جوى استانبولي انتقاماً من والدها تكشف الوضعية الهشّة للأطفال والاستهتار بحيواتهم في المنطقة العربية

النهاية المثيرة للجدل لقصة هدهود أعادت الحديث عن الاستغلال السياسي للطب النفسي، وهنا رصد لوقائع مشابهة من التنكيل بمعارضين وتحويل مستشفيات الصحة النفسية إلى أماكن احتجاز بديلة ألقي فيها بالأكاديميين والمفكرين والنشطاء والصحافيين الذين رأت الدولة في آرائهم وكتاباتهم سبباً للإزعاج. كما شككت في جدوى "الحوار الوطني" المزعوم من النظام المصري.

7- الطفل المغربي ريان 

منذ عصر الثلاثاء 1 شباط/ فبراير 2022، علق الطفل المغربي ريان في بئر مائية قريبة من منزله، في مركز تمروت، في مدينة شفشاون (شمال المغرب).

تعاطف واسع حظيت به الحادثة نظراً لملابساتها - طفل في الخامسة من العمر يقبع في بئر ماء عميقة (نحو 32 متراً)، وضيقة، بالكاد يعُدّل وضع جسده فيها، لخمسة أيام متتالية، وحيداً في الظلام، وفي البرد بلا غطاء وطعام أو شراب لفترات طويلة، علماً أن جراحه الناتجة عن سقوطه هذه المسافة الكبيرة لم تُطبَّب بعد.

علاوة على الاستهتار بحياة الأطفال والمخاطر التي تترصدهم بسبب عدم مراعاة البالغين سلامة الآبار، كشفت حادثة ريان عن جانب شديد القبح في الكثير ممن اهتموا بمتابعتها وعلقوا عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي العربية إذ "حسده" الكثيرون على "الاهتمام الإعلامي الواسع" بمحاولات إنقاذه، و"توحّد العالم العربي" في الدعاء إليه والتعاطف معه! بل اعتبروه "أفضل حالاً" من أطفال المخيمات والنازحين في سوريا واليمن وفلسطين، بينما تسابق آخرون إلى بث أخبار كاذبة عن مصيره من أجل "اللايك والشير".

خرج ريان بعد خمسة أيام من الحفر والتنقيب والصبر والألم، لكن جثّةً، وخلّف حزناً عميقاً لدى ملايين الأشخاص الذين اهتموا بقصته لا في المغرب وحده وإنما أيضاً في جميع الدول العربية وحول العالم.

8- التونسية وفاء السبيعي

في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، شهدت محافظة الكاف (شمال غربي تونس)، جريمة قتل مروعة راحت ضحيتها وفاء السبيعي (40 عاماً)، بأن أضرم زوجها النار في جسدها، ثم حاول حرق ابنته (15 عاماً).

قالت ناشطات نسويات تونسيات إن وفاء تقدمت بطلب إلى السلطات المختصة لحمايتها من عنف وتهديد زوجها، لكنه قوبل بالرفض وتم تجاهل شكواها إلى أن فقدت حياتها على يديه.

دفعت جريمة قتل وفاء المروعة، وارتفاع معدل جرائم قتل النساء في تونس بوجه عام الناشطات والمنظمات النسوية هناك، إلى رفع شعار: "أوقفوا قتل النساء"، لمطالبة السلطات بتحرّك سريع وشامل وتطبيق القوانين المناهضة للعنف ضد المرأة، ووضع خطة وطنية لمناهضة العنف الزوجي والأسري وحماية حيوات النساء.

وفي 7 كانون الأول/ ديسمبر 2022، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الدولية السلطات التونسية بأنها "لا تحمي النساء من العنف الأسري" برغم قانون العنف الأسري القوي الذي سُنّ في عام 2017.

9-  نيرة أشرف

صباح 20 حزيران/ يونيو 2022، في وضح النهار وأمام جامعة المنصورة، أقدم الطالب محمد عادل (22 عاماً) على نحر زميلته نيرة أشرف (21 عاماً) بعدما أبرحها طعناً عقب تتبعه إياها من مدينتها المجاورة، المحلة الكبرى، حتى نزولها من الباص. 

لاحقاً، تبيّن أن سبب الجريمة هو رفضها الارتباط. كما ثبتت ملاحقته لها وتقدمها بعدة شكاوى وبلاغات رسمية لم تأخذها السلطات الأمنية على محمل الجد.

في حين أن مقتل نيرة أظهر استفحال الذكورية وانعدام ثقافة تقبل الرفض، كان التعاطف مع قاتلها بزعم أنها "كسرت قلبه" و"تلاعبت به" مؤشراً قوياً على التسامح مع قتلة النساء والتبرير لهم، وهو ما أدى إلى تشجيع آخرين على تكرار الجريمة بنفس تفاصيلها قريباً في مصر ودول عربية أخرى، أبرزهن المصرية سلمى بهجت والأردنية إيمان أرشيد.

علماً أن محاكمة عاجلة لقاتل نيرة أسفرت عن حكمه بالإعدام شنقاً، في انتظار الحكم النهائي في مرحلة الطعن.

10- محمد أبو الغيط

في الرابع من كانون الأول/ ديسمبر 2022، قضى الصحافي المصري النابه محمد أبو الغيط في منفاه بلندن إثر "مقاومة باسلة" ضد مرض السرطان. 

ما إن أُعلن الخبر، الذي كان صادماً بقدر ما كان مرتقباً بالنظر إلى تدهور وضع أبو الغيط في الأسابيع القليلة الماضية وفق ما دوّنه هو نفسه عبر حسابه في فيسبوك عن حالته الصحية، حتى انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي "مظاهرة حب تاريخية في محبة محمد والثناء عليه" و"حالة حزن مدهشة، وإجماع نادر على إنسانية ونبل" أبو الغيط.

أعرب الكثيرون عن شعورهم بالامتنان لما تركه أبو الغيط، رغم ألمه الكبير، من طاقة أمل وإلهام لمن قد يمر أو لا يمر بنفس محنته مع الغربة والمرض الفتّاك، عبر ما خطته يداه في حسابه بفيسبوك أو في كتابه "أنا قادم أيها الضوء" الذي صدر عقب أيام قليلة من وفاته ودفنه في لندن.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها…

لكن رصيف22، هو صوت الشعوب المضطهدة، وصوت الشجعان والمغامرين. لا نخاف من كشف الحقيقة، مهما كانت قبيحةً، أو قاسيةً، أو غير مريحة. ليست لدينا أي أجندات سياسية أو اقتصادية. نحن هنا لنكون صوتكم الحرّ.

قد لا توافق على كل كلمة ننشرها، ولكنك بضمّك صوتك إلينا، ستكون جزءاً من التغيير الذي ترغب في رؤيته في العالم.

في "ناس رصيف"، لن تستمتع بموقعنا من دون إعلانات فحسب، بل سيكون لصوتك ورأيك الأولوية في فعالياتنا، وفي ورش العمل التي ننظمها، وفي النقاشات مع فريق التحرير، وستتمكن من المساهمة في تشكيل رؤيتنا للتغيير ومهمتنا لتحدّي الوضع الحالي.

شاركنا رحلتنا من خلال انضمامك إلى "ناسنا"، لنواجه الرقابة والترهيب السياسي والديني والمجتمعي، ونخوض في القضايا التي لا يجرؤ أحد على الخوض فيها.

Website by WhiteBeard
Popup Image