"لو قدرت أقول إيه اللي خلاني استمر حتى اللحظة؛ إن أنا حولت كل مأساة وكل تجربة سلبية إلى شيء إيجابي في حياتي"، هذا ما قالته الرائدة النسوية الراحلة نوال السعداوي حين سُئلت عن سبب قدرتها على مواصلة نضالها لأكثر من نصف قرن.
مع تتابع الأحداث المهمة في سنة 2022، كانت هناك شخصيات كثيرة أثّرت في حياتنا، ألهمتنا جرأتها وشجاعتها حيناً وتعاطفنا مع ضعفها أو تعرضها للظلم/ القمع حيناً آخر. من هذه الشخصيات اخترنا لكم 10 نثرت تأثيرها سلباً وإيجاباً في أنحاء المنطقة العربية.
1- الناشط المصري علاء عبد الفتاح
كان العام 2022 محورياً على صعيد استهداف نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للكاتب والمبرمج والناشط علاء عبد الفتاح الذي يقضي حكماً بالسجن لخمس سنوات بتهمة "نشر أخبار كاذبة" الشائعة الاستخدام ضد المعارضين السياسيين في البلاد.
تعرض علاء، ابن الأسرة اليسارية ذات التاريخ العريق في النضال ضد الأنظمة الدكتاتورية، للسجن والاعتقال والمضايقات الأمنية المستمرة منذ عام 2011 إذ أنه أحد رموز ثورة 25 يناير 2011. لكنه منذ عام 2013 لم يبرح السجن إلا لفترات قصيرة.
خلافاً لمواقفه ومواقف أسرته السابقة، أظهر علاء وأسرته مرونة أكبر لنيل حريته وإن كان السبيل إلى ذلك هو التخلي عن الجنسية المصرية بعد إتمام أسرته إجراءات حصوله على الجنسية البريطانية التي اكتسبها من والدته المولودة في بريطانيا.
لكن الحكومة المصرية أظهرت تشدداً في المقابل ورفضت منحه حقه في الزيارة القنصلية وتجاهلت مطالبه لإثبات جنسيته البريطانية وكل محاولات عقد "صفقة الحرية". علماً أن أسرة علاء أوضحت بانتظام تدهور وضعه الصحي والنفسي و"يأسه" من الخروج حياً من السجن، كما كشفت عن إصابة نجل علاء، خالد، بطيف التوحد على أمل أن يُسهم هذا الإعلان عن قرار "رحيم" بالإفراج عن علاء ليتمكن من المشاركة في رعاية ابنه الوحيد وعلاجه.
إثر فشل كل المناشدات الإنسانية والطلبات القانونية والمساعي الدبلوماسية والحقوقية للإفراج عنه أو تحسين ظروف سجنه على الأقل، خاض علاء إضراباً جزئياً عن الطعام بلغ نحو 200 يوم. أعقبها أسبوعان تقريباً من الإضراب الكلي عن الطعام والشراب.
سوء حالة علاء الصحية وفقدانه الوعي دفع سلطات السجن إلى نقله إلى المشفى وكسر إضرابه عن الطعام دون أي وعود أو التزام بتنفيذ مطالبه.
وشهدت قمة المناخ (كوب 27) التي استضافتها مصر حراكاً قوياً لدعم معتقلي الرأي في البلاد، وفي مقدمتهم علاء إذ أصدرت التكتلات الممثلة للمجتمع المدني المشارِكة في قمة المناخ رسالةً مشتركةً تطالب فيها جميع الدول المشاركة بالسعي لدى الحكومة المصرية لإنقاذ حياة علاء، وإطلاق سراح السجناء السياسيين حتى أُطلق على المؤتمر "قمى علاء عبد الفتاح". لم تستجب السلطات المصرية لكل هذه المطالبات.
"مش قادر أتحمل أكتر من كدة، وبقنع نفسي أن باستكمال حقوقي كمسجون هقدر أصبر شوية كمان. بس الحقيقة إني مش متأكد أن حتى لو ده تحقق لسة فاضل عندي طاقة صبر وتحمل وتحامل. أنا أصلاً بحاول أزق نفسي بالعافية لمساحة بلا يأس وبلا أمل عشان خاطركم… بس عشان أقدر أكمل لازم الأوضاع تتغير - تحسين الظروف، استكمال الحقوق والزيارة القنصلية بنفس درجة أولوية إطلاق سراحي. الحقيقة هم أولوية أكبر بالنسبة لي لأن في أغلب الأوقات مش مصدق أن هخرج من السجن حي"، علاء عبد الفتاح في إحدى رسائله لأسرته من السجن.
2- الأسير الفلسطيني أحمد مناصرة
على الرغم من حملات التضامن الإلكترونية المنتظمة ودعوات الإفراج عنه إثر تقارير حول تدهور حالته النفسية والعقلية، رفض القضاء الإسرائيلي طلب الإفراج العاجل عن الأسير الفلسطيني أحمد مناصرة (20 عاماً) بعدما قضى سبع سنوات من أصل تسع ونصف حُكم عليه بها في العام 2017.
تعود قصة المناصرة إلى بداية "هبة القدس الشعبية"، تحديداً في 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 حين شاهد وهو طفل لم يتجاوز الـ13 ربيعاً ابن عمه وهو يقتل برصاص الجنود الإسرائيليين، بينما تعرض هو إلى تنكيل وحشي من قبل المستوطنين.
جراء التعذيب أُصيب الطفل الأسير بكسر في الجمجمة، وأعراض صحية أخرى خطيرة. برغم ذلك، أصدرت محكمة إسرائيلية حكماً ضده بالسجن 12 عاماً وتعويض بقيمة 180 ألف شيكل (نحو 56 ألف دولار أمريكي) لإدانته بـ"محاولة قتل اثنين من المستوطنين وحيازة سكين"، وهو الحكم الذي خُفف لاحقاً إلى تسع سنوات ونصف.
وتصر المحاكم الإسرائيلية على استمرار اعتقال مناصرة انفرادياً رغم تدهور صحته العقلية والنفسية، ورغم مخالفة ملابسات اعتقاله للقانون الإسرائيلي الذي ينصّ على "عدم توجيه تهم جنائيّة للأطفال" دون سنّ الرابعة عشرة، فيما كان هو ابن 13 عاماً، لدى اعتقاله الذي افتقر إلى أي سند قانوني. حقيقة الأمر أن ما يتعرض له مناصرة دليل لا يقبل الشك على استهداف إسرائيل للطفولة الفلسطينية.
"ابني وضعه حرج جداً. أحمد كتير البكاء في الفترة الأخيرة. ابني بدو علاج. ابني لازم يتحرر بأسرع وقت… ابني بيفقد في الحياة شوي شوي"، قالت والدة أحمد مناصرة.
3- لاعب السلة اللبناني وائل عرقجي
عام استثنائي وأداء قل نظيره قدّمه لاعب كرة السلة اللبناني وقائد منتخب لبنان وائل عرقجي (28 عاماً) سنة 2022، من خلال قيادته منتخب بلاده للتأهل إلى نهائيات كأس العالم المقررة في أيلول/ سبتمبر 2023 في اليابان والفلبين وإندونيسيا، وحصاد المركز الثاني في البطولة الآسيوية لكرة السلة للمنتخبات خلف منتخب أستراليا.
وخلق عرقجي وزملاؤه، بانتصاراتهم، نوعاً من الروح الوطنية والتوحد الشعبي، عبر كرة السلة، في ظل الانقسامات السياسية والطائفية التي يعاني منها لبنان حتى بات اسم "منتخب السعادة اللبناني"، مرادفاً للمنتخب اللبناني لكرة السلة، واعتُبر، برأي الكثيرين "دولة قائمة بحد ذاتها تتمتع بوطنية ومسؤولية عالية والأهم أنها لا تلعب لنفسها وذاتها بل تقدم كل ما تملك من أجل شعبها ومحبيها".
شام بكور ووائل عرقجي والشيخة مي بنت محمد ونورا المطروشي… شخصيات عربية أحدثت الفارق وتحدت الصعاب وأثبتت أنه "إيه في أمل" خلال 2022
ما فعله عرقجي وزملاؤه كان استثنائياً في ظل الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي يعاني منها الجميع في لبنان. أحد الأدلة على ذلك تصريحه بأنه ولاعب آخر في الفريق "اشترينا ثياباً موحّدة للاعبين تمثّل لبنان، كي نبدو بشكل منتخب عندما يرانا أي منتخب منافس"، فيما قدّم لاعب ثالث من جيبه الخاص مكافأة تشجيعية لزملائه.
خلال الساعات الأخيرة، أعلنت الجامعة اللبنانية الأمريكية (LAU) إطلاق "منحة وائل عرقجي الدراسية لكرة السلة"، المقدمة من قائد المنتخب اللبناني لكرة السلة ولمدة ثلاث سنوات لمساعدة الطلاب الموهوبين في كرة السلة على متابعة دراستهم والتخرج من الجامعة التي تخرج هو منها عام 2016 وحصل على بكالوريوس في العلوم المالية والمصرفية.
"منحني الله الفرصة لتحقيق أحلامي وترسيخ مسيرتي في رياضة كرة السلة الاحترافية، وما أقوم به هو طريقة وأسلوب للتعبير عن شكري وامتناني"، قال وائل عرقجي.
4- الشيخة البحرينية مي بنت محمد آل خليفة
في تموز/ يوليو 2022، أُقيلت الوزيرة البحرينية السابقة، مي بنت محمد آل خليفة، بنت العائلة الحاكمة في البحرين، من منصبها الحكومي الرفيع كرئيسة لهيئة البحرين للثقافة والآثار إثر رفضها مصافحة السفير الإسرائيلي لدى البحرين إيتان نائيه.
كانت الشيخة مي تترأس الهيئة منذ شباط/ فبراير 2015، حتى قبل إقالتها بصورة مفاجئة خلال سفرها في زيارة رسمية لدول البلقان. والشيخة مي هي كاتبة وباحثة في مجال التاريخ، وكانت أول وزيرة للثقافة والإعلام في دول مجلس التعاون الخليجي حين ترأست وزارة الإعلام والثقافة بين عامي 2008 و2010، ثم وزارة الثقافة بين عامي 2010 و2014.
كانت الشيخة حاضرة في مجلس عزاء أقامه السفير الأمريكي بالبحرين ستيفن بوندي، يوم 16 حزيران/ يونيو 2022، لوالده، حين رفضت مصافحة السفير الإسرائيلي إيتان نائيه، وغادرت منزل السفير الأمريكي مطالبةً عدم نشر أي صورة لها في المناسبة.
وفق تقارير إعلامية خليجية، كان لمواقف الشيخة مي ورفضها التطبيع مع إسرائيل و"تهويد الأحياء القديمة بالعاصمة المنامة"، جنباً إلى جنب مع رفضها مصافحة السفير الإسرائيلي، دور أساسي في إقالتها. وهو ما فجّر حملة تضامن واسعة معها عبر السوشال ميديا إذ اعتبر كثر أن تصرفها "تعبير حقيقي عن مواقف الشعب البحريني الأصيل الداعمة للحق الفلسطيني والرافضة لدمج الاحتلال في المنطقة".
"من القلب ألف شكر لكل رسالة وصلتني، وحدها المحبة تحمينا وتقوّينا"، قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة.
5- رائدة الفضاء الإماراتية نورا المطروشي
دخلت الشابة الإماراتية نورا المطروشي (29 عاماً) التاريخ بعد اختيارها من قبل وكالة ناسا كأول امرأة عربية تتدرب لتصبح رائدة فضاء.
وفق ما أعلنه مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، في نيسان/ أبريل 2021، اختيرت نورا، علاوة على إماراتي آخر هو محمد الملا، من بين أكثر من أربعة آلاف متقدم خضعوا للتقييم، ليبدأ تدريبهما ضمن برنامج وكالة ناسا الأمريكية لرواد الفضاء، الدفعة الثانية.
ونورا المولودة عام 1993 في إمارة الشارقة حاصلة على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية عام 2015 من جامعة الإمارات، ولديها منذ الطفولة شغف اكتشاف العالم والقراءة عن الفلك ورصد النجوم.
وفق الأنباء الواردة التي تنقلها وسائل إعلام إماراتية، أكملت نورا نحو 50% من رحلة التدريب لتصبح أول رائدة فضاء عربية، ما يعتقد أنه سيفتح المجال واسعاً أمام الكثير من النساء العربيات لاقتحام هذا المجال الذي لم تسبقها إليه عربياً أي سيدة أخرى.
6- المحامية والسياسية التونسية بشرى بلحاج حميدة
رغم اشتداد القبضة الدكتاتورية للرئيس قيس سعيد، ظلت المحامية والناشطة الحقوقية بشرى بلحاج حميدة أحد أبرز المناهضين لتراجع الديمقراطية في تونس.
وبشرى هي سياسية وناشطة نسويّة ذات باع طويل في العمل العام بتونس منذ تخرجها من كلية الحقوق والعلوم السياسية عام 1980. وكانت في عداد مؤسسي ومؤسسات "الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات" عام 1989، وترأستها لعدة سنوات لاحقاً.
انضمت بشرى للبرلمان التونسي في عام 2014 قبل تعيينها رئيسةً للجنة الحريات الفردية والمساواة من قبل الرئيس الباجي قائد السبسي عام 2017.
مع توالي إجراءات قيس سعيد لاحتكار السلطة في تونس بدءاً من قرار تجميد البرلمان في 25 تموز/ يوليو 2021 ومن ثمّ حلّه، مروراً بإجراء تعديلات دستورية، وصولاً إلى عقد انتخابات لا يُأمل منها تشكيل برلمان بلا صلاحيات فعلية، لم تتوان المحامية التونسية عن التوعية بخطورة ما يفعله الرئيس على سيادة القانون في بلدها.
سلمى الشهاب، وعلاء عبد الفتاح، وأحمد مناصرة، وعمر الراضي… شخصيات عربية امتدت أثرها خارج السجون في 2022، وحصدت التعاطف الواسع ضد الأنظمة القمعية. إليكم قصصهم
في تصريحات حديثة لراديو "موزاييك" المحلي، قالت بشرى: "نقول للرئيس اللي حكيتو للتوانسة لا أساس له من الصحة، وغير قادر تحل مشاكل التوانسة لأنك تخدم وحدك... حتى حد ما نجح وحدو"، متابعةً "الرئيس قال العشرية الفارطة سرقوا الفلوس وحطّوا في جيوبهم وعملنا لجنة، بربي سيد الرئيس مرة في حياتك أوفي بوعدك وانشر تقرير اللجنة".
"لا يمكن أن تتحول الدولة التونسية إلي دولة قانون طالما لم نقم جميعاً ضد التعسف وخرق القانون مهما كان المستهدف ومهما كانت التعلة"، قالت بشرى بلحاج حميدة.
7- الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب
كان العام 2022 حافلاً بالأحداث والتناقضات بالنسبة للفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، من الانفصال عن حسام حبيب للهجوم عليه واتهامه بتدمير حياتها وإبعادها عن أهلها وابنتيها والاستيلاء على ممتلكاتها، إلى الدفاع عنه والتأكيد على حبها له وهكذا مراراً وتكراراً.
بدأت سلسلة الأحداث المرتبطة بشيرين وعلاقتها بحبيب نهاية العام الفائت حين أعلنت انفصالها عنه وظهرت حليقة الرأس وطالبت الجمهور بتقبلها كما هي.
في أول تطور هذا العام، خرجت شيرين في تموز/ يوليو 2022 في مقابلة تلفزيونية مع الإعلامية لميس الحديد تتهم حبيب بتعنيفها جسدياً ونفسياً والإساءة لابنتيها والاستيلاء على أموالها.
مما قالته عنه آنذاك: "نفسي يتجوز ويغور ويبعد عني" و"ممنوع يقرب مني لأن دا إنسان خطر" و"كنت بحاول أجمل صورته بس الناس مش هبل". في المقابل شرع هو بمقاضاتها.
خلافاً لكل مرة صعدت فيها أزمات حياتها الشخصية على السطح، لم تحظ شيرين بتعاطف واسع تلك المرة بل رجح كثيرون أنها لم تكن في وعيها خلال حديثها مع لميس. غير أن عدداً من النساء اللواتي قلن إنهن كن ضحايا لأشخاص نرجسيين أعربوا عن تفهمهم لما مرت وتمر به شيرين.
بعد ذلك بنحو ثلاثة أشهر، تفاجأ عشاق الفنانة المصرية بأخبار عن إيداعها قسراً مصحة للعلاج النفسي من قبل شقيقها الذي خرج ووالدته في مكالمة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب وقالا إنها باتت مدمنة للمخدرات التي تعاطتها لثلاثة أيام متتالية رفقة حبيب في شقة مستأجرة، مبررين بذلك إدخالها المصحة النفسية عنوةً "لإنقاذها".
أثار ذلك مزيداً من الضجة، لكن بقيت شيرين في المصحة نحو 20 يوماً حتى نشر محاميها تسجيلاً صوتياً لها تستغيث فيه لإخراجها قائلةً إنها "تعافت" وإن بعض العاملين في المشفى قاموا بإجبارها على التوقيع على أوراق لا تعلم ما بها.
تدخل المسؤولون عن نقابة الموسيقيين في مصر آنذاك وساعدوا في إخراجها من المصحة. بعد ذلك بأيام أعلنت شيرين عن عودتها لحبيب وعقد قرانهما من جديد ومقاضاة شقيقها لإدخالها المصحة عنوةً. وبالطبع، سُمع صوتها في مكالمة هاتفية مع عمرو أديب وهي تدافع عن حبيب وتؤكد حبها له وكذلك تنازلها عن مقاضاة شقيقها.
بعيداً عن اختلاف وجهات النظر حول ما عاشته وتعيشه شيرين، بين من يراها شخصية ضعيفة ومظلومة ومن يراها غير متزنة وتظلم موهبتها الكبيرة، اتفق الجمهور على أمله بأن تظل تمتع جمهورها بفنها فيما تحتفظ بخصوصية أخبار حياتها الشخصية.
"أنا كنت السبب أن الحياة دي اتفتحت على الناس والناس دي انشغلت بيا ضمن مشاكلهم… أنا غلطت لما طلعت اتكلمت بصوت عالي، أنا شيرين اللي طلعت واتكلمت والحقيقة كل حاجة كانت في العلن زعلي كان في العلن وحبي كان في العلن وكله كان في العلن"، قالت شيرين عبد الوهاب.
8- الصحافي المغربي عمر الراضي
في آذار/ مارس 2022، أصدر القضاء المغربي حكماً بالسجن ست سنوات في حق الصحافي المغربي عمر الراضي بتهمتَي التجسس والاغتصاب اللتين نفاهما الصحافي الشاب الذي عمل للعديد من الصحف المغربية والأجنبية مراراً وتكراراً.
اشتُهر الراضي بتحقيقاته الاستقصائية التي تتناول العلاقة بين المصالح السياسية والشركات الكبرى، فضلاً عن انتقاده الصريح لسجلّ المغرب في مجال حقوق الإنسان. وهو ثاني صحافي يصدر بحقه حكم بالسجن لمدة طويلة في المغرب، بعد الصحافي سليمان الريسوني الرئيس السابق لتحرير يومية "أخبار اليوم".
وطالما أزعج الراضي النظام المغربي بجرأته ونصرته لمعتقلي الرأي وحرية التعبير. كانت تغريدته، في نيسان/ أبريل 2019، التي تضمّنت نقداً لقاضٍ حكم بالسجن على نشطاء في الاحتجاجات التي شهدتها منطقة الريف بين عامي 2016 و2017 واشتُهرت بـ"حراك الريف"، قد أزعجت الحكومة المغربية، وهو ما دفع الكثيرين إلى القول إن محاكمته الأخيرة ليست إلا وسيلة "انتقام" خاصةً أنها تضمن "اتهامات جنسية" عادةً ما استخدمت لتشويه سمعة الصحافيين والناشطين في البلاد.
قبل أيام، فاز الراضي القابع في محبسه بجائزة منظمة "مراسلون بلا حدود" (RSF) لحرية الصحافة لعام 2022 عن فئة "الاستقلالية" تقديراً لأنه "غطّى مواضيع حساسة، منها الفساد لأكثر من 10 سنوات وتعرض لمضايقات قضائية".
"إنني أعاني من مرض نادر، يجعل الجهاز المناعي الذي يُفترَض أن يحميني يهاجم معدتي. وهذا المرض هو صورة مجازية للمحاكمة. الأجهزة التي من المفترض أن تحميني هي التي تقوم بأدوار خبيثة. دولة تحارب ابنها"، قال عمر الراضي خلال مرافعته عن نفسه أثناء محاكمته.
9- الطفلة السوريّة شام بكور
في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، فازت الطفلة السورية المميزة شام بكور (7 سنوات) بجائزة "تحدي القراءة العربي" لعام 2022، لتكون أصغر رابحي التحدي منذ إطلاقه قبل ست سنوات. وذلك بعدما أصبحت في تموز/ يوليو 2022 بطلة سوريا لتحدي القراءة.
كان العام 2022 حافلاً بالأحداث والتناقضات بالنسبة للفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، من الانفصال عن حسام حبيب للهجوم عليه واتهامه بتدمير حياتها والاستيلاء على ممتلكاتها، إلى الدفاع عنه والتأكيد على حبها له والعودة إليه
أحد عوامل الإبهار في فوز شام هو أن التحدي الذي تنظمه "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم" في دبي، شارك فيه أكثر من 22 مليون طالب من 44 دولة. لكن قصة نجاح الطفلة السورية تتخطى ذلك بكثير إذ فقدت والدها وأصيبت بشظايا في رأسها خلال قصف لقوات نظام الرئيس بشار الأسد طال سيارة الأب نهاية عام 2015.
وبذلت والدة شام، منال مطر، جهداً جباراً لإعدادها للتحدي وتعليمها وإكسابها المعارف بينما تربيها كأم عزباء إثر مقتل والدها. وأبهرت الطفلة شام الجميع بلباقتها في التحدث باللغة العربية الفصحى وجرأتها وقدرتها على التعبير عن آرائها بكلمات تعكس إطلاعها الواسع. ولم لا وهي التي قرأت أزيد من 100 كتاب.
"بهدي فوزي لأمي ولسوريا"، شام بكور.
10- الناشطة السعودية سلمى الشهاب
في 9 آب/ أغسطس 2022، أصدرت محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة في السعودية حكماً قاسياً بالسجن 34 سنةً كلّها نافذة على الناشطة عبر تويتر، سلمى الشهاب، على أن يتلوها منع من السفر لـ34 عاماً أخرى.
وُصف الحكم بأنه "أطول محكومية سجنية بحق ناشط سلمي في تاريخ السعودية"، وكان صادماً على نحو خاص أن قررت محكمة الاستئناف تشديد الحكم الأولي الصادر ضد الشهاب من ست سنوات إلى 34 سنة.
والشهاب هي طالبة دكتوراه في جامعة ليدز ببريطانيا، وأم لطفلين، من الأقلية الشيعية بالمملكة تحديداً من الإحساء، كانت قد اعتُقلت في 15 كانون الثاني/ يناير 2021 خلال قضائها إجازة في المملكة، وأُخضعت لجلسات تحقيق مطولة لنحو 285 يوماً قبل إحالتها إلى المحكمة الجزائية المتخصصة.
واجهت الشهاب عدة اتهامات، بينها: إعانة من يسعون إلى خلخلة النظام العام، وزعزعة أمن المجتمع واستقرار الدولة، ونشر إشاعات كاذبة ومغرضة على خلفية تغريداتها في تويتر التي طالما دعت فيها إلى الإفراج عن المعتقلين السياسيين في المملكة وعبرت خلالها عن دعمها القضية الفلسطينية ورفضها التطبيع مع إسرائيل.
"هذا الحكم الفظيع بالسجن (على الشهاب) يكشف استهزاء السلطات السعودية وعدم جديتها بادعاءات الإصلاح وتغيير الأنظمة والقوانين لصالح النساء، ويبين عزمها على إنزال أشدّ العقوبات بحقّ من يعبّرون عن آرائهم بحرّية"، بحسب لينا الهذلول، رئيسة قسم الرصد والتواصل في منظمة القسط لحقوق الإنسان.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 4 أيامtester.whitebeard@gmail.com