شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
شيرين عبد الوهاب… حين فقدت

شيرين عبد الوهاب… حين فقدت "التعاطف الواسع" وحظيت بدعم "ضحايا النرجسيين"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والنساء

الأربعاء 20 يوليو 202203:00 م

لا تكاد قصة الفنانة شيرين عبد الوهاب وزوجها/ طليقها حسام حبيب تهدأ حتى تشتعل من جديد. عقب الكثير من الأخبار عن انفصالهما، وعودة أحدهما إلى الآخر، وتهديده إياها بالسلاح في منزلها، ثم تبرئتها إياه وتأكيد حبها له، جاء فصل جديد تتهمه فيه بتعنيفها جسدياً ونفسياً والإساءة لابنتيها والاستيلاء على أموالها، بينما يهدد هو بمقاضاتها.

أثارت شيرين ضجّة واسعة مساء الثلاثاء 19 تموز/ يوليو، خلال مداخلة مع برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه لميس الحديدي عبر قناة "ON"، اتهمت خلالها حسام حبيب الذي أكدت الانفصال التام عنه، في حين قال هو إنه أعادها لعصمته، بالتسبب في حلق شعرها وإيذائها نفسها والابتعاد عن فنها وجمهورها وعيش "أيام سودا".

بنبرة رصينة هادئة بدأت شيرين المداخلة: "أنا آسفة إني بتكلم في موضوعي لأن أكيد البلد والناس عندها مشاكل كبيرة وحاجات أهم مننا. وأنا حاسة أن موضوعي بوّخ (سخّف)"، مكررةً أسفها لأنها "كذبت" مراراً وتكراراً لتحسين صورة طليقها.

"دي علاقة سامّة"

وسرعان ما تغيّرت نبرتها، فوجهت الاتهامات والإهانات لحبيب من بينها: "عين أمك" و"الواد الحقاني (سخرية)"، فيما تصف نفسها مراراً بأنها "بنت أصول" تبريراً لأفعالها معه بما فيها إنفاقها على أسرته، على حد زعمها.

ومما قالته أيضاً: 

"نفسي يتجوز ويغور ويبعد عني".

"ممنوع يقرب مني لأن دا إنسان خطر".

"كنت بحاول أجمل صورته بس الناس مش هبل".

"ساعات الحب بيبقى سام. دي علاقة سامة… أنا صعبانة ع الناس كلها".

"أنا زي الفل. أنا بس لازم أروح أتعالج منه"... #شيرين_عبدالوهاب تقول إنها تعرضت للضرب والسحل والإساءة اللفظية والنفسية من طليقها #حسام_حبيب. وهو يهدد بمقاضاتها، وغضب من تنمرها على #حسن_أبوالسعود 

"حبته عقربة مش لاقية مكان تقعد فيه. أنا بحبه؟ دا أنا في حياتي متأذتش من إنسان كدا. دا إنسان قلبه أسود. إنسان فاضي وبيغتاب كل الناس".

وروت الكثير من التفاصيل عن حياتهما الخاص وأثره السلبي عليها وعلى المحيطين بها، ومنها: 

"عيالي بقالهم أربع سنين شاربين الويل… بناتي نفسيتهم تعبانة وأنا كمان. مكناش بنخرج خالص، مكناش عايشين تقريباً. بناتي مكنوش بيعرفوا يقعدوا معايا".

"ظروفي كانت ظروف صعبة - عايشة مع زوج مبيشتغلش تقريباً، مبيخرجش تقريباً، فأنا كنت محبوسة 24 ساعة في أوضة نومي".

وقالت إنه مصاب بـ"حب الامتلاك" و"مزاجي" وتسبب في خسارتها كل المحيطين بها بمن فيهم والدتها وأشقاؤها وأصدقاؤها بذريعة التآمر لإفساد علاقتهما. قالت أيضاً "كرهني في بناتي".

سردت شيرين كذلك كيف حاولت إحياء العلاقة بعد طلاقهما: "اهتميت بيه، عملت أستوديو عشان شغلي أنا وهو، أشتريت كل الأغاني اللي عجبته عشان متروحش منه بشيكات كلها باسمي"، مردفةً بأنه قابل ذلك بإيذائها نفسياً والتنمر على زيادة وزنها وتشبيهها بوالدتها والتكرار على مسامعها أنه يريد "واحدة أتباهى بيها قدام الناس تبقى حلوة ورفيعة".

واستدركت بأنه كانت هناك خناقات تتعرض فيها "لضرب وسحل على الأرض وشتيمة عمر ما إنسانة تقبلها على نفسها".

وشددت على أنه كان يصر على أن "يحرق في دمي وأعصابي" وقت الخلاف برغم تحذيرات طبيبها النفسي له بأنها قد تؤذي نفسها. 

وتابعت أن "تحليلي للي حصل. أنا كنت فوق أوي وما زلت، وهو كان تحت. هو معرفش يطلع لي فوق وحاول ينزلني ليه"، في إشارة إلى غيرته من نجاحها الفني.

شيرين لا تتغير؟

كان لافتاً أن شيرين أظهرت خلال المداخلة عدم تغيّر الأفكار التي انتقدت عليها سابقاً حول العلاقة بين الجنسين، رغم كل ما تعرضت له. ومما قالت في هذا الصدد:

"أنا غلطت في حق نفسي، في حق شيرين عبد الوهاب. بس مش عيب أن الست المشهورة تكون إنسانة متجوزة وتحاول تحافظ على بيتها زي أي ست"، في إشارة إلى تحملها التعنيف واستغلال الزوج لأموالها.

"كل الجمال اللي بتسمعه لنا شيرين عبد الوهاب لما تغني بتمسحه بأستيكة لما تتكلم… ياريتها تغني وبس"

"بصراحة، أنا خدامة الراجل اللي أعيش معاه، الراجل اللي أعيش معاه. مش عيب".

كما بررت شراء سيارة مرسيدس وتسجيلها باسمه بأنه "عيب جداً" أن يقودها ويضطر لإخراج الرخصة فيظهر أنه يقود سيارة زوجته.

وحين طُلب منها التوجه برسالة إلى "البنات"، قالت: "خليكم طيبين ومتواضعين ولما تلاقوا راجل طيب حطوه فوق دماغكم. حطوه تاج فوق راسكم". علماً أنها نصحت ابنتيها بأن تركزا على التعلم والعمل وعدم جعل الزواج أولوية.

وكان التناقض بين كلماتها صارخاً في كثير من التعابير، فتارةً تتحدث عن ضعف وقوة في الوقت ذاته، أو حب وكراهية لطليقها. قالت: "أنا كدا بقى أعمل إيه. نصيبي. بس أنا ست قوية"، و"أنا زي الفل. أنا بس لازم أروح أتعالج منه"، و"أنا مش فضياله دا خد أكتر من حقه بكتير".

واستخدمت نبرة تهديد واضحة حيناً، مثل: "جاية أتفسح أنا وولادي ألاقي سرقة! فلأ، فوق بقى يا ابني واعرف أنت بتتكلم مع مين" و"أنا مش هعدي عليه الأسبوع دا" و"سب وقذف إيه دا أنا من القلعة، ممكن أروح أهد بيته وبيت أبوه وبإيدي".

ونبرة أكثر ضعفاً في أحيان أخرى، منها القول إنها خرجت من هذه العلاقة بـ"الوكسة والهم والحسرة والندم… بكل حاجة وحشة" و"منهم لله الرجالة دي. إحنا الستات غلابة… إحنا ولايا (جمع وليّة)".

حسام يتوعد

في أول رد فعل منه، وبشكل مقتضب، توعّد حبيب بأنه "هيبقى في إجراء قانوني" ضد شيرين بـ"المستندات"، واصفاً حديثها بأنه "كلام كله مرسل". وأكد أن ما تفعله شيرين معه هو "ابتزاز"، مضيفاً أنها طالما هددته بجمهورها.

فقدت التعاطف؟

في كل مناسبة سابقة تعرض فيها زواج شيرين من حبيب لأزمة، كان تعاطف الجمهور معها يغلب على أي انطباع آخر، وفق ما أظهرت مواقع التواصل الاجتماعي. هذه المرة، كانت التعليقات الغاضبة منها هي الأكثر بروزاً على السطح.

وصفها كثيرون بأنها "مريضة نفسية" و"شخصية مضطربة"، وسط تلميحات إلى أنها لم تكن في وعيها خلال المداخلة.

 واعتبر منتقدوها أن "تصريحاتها كارثية وقد تفقدها شعبيتها". واتهمها مغردون بـ"استغلال حياتها الشخصية لاستعطاف الجمهور" عبر "فرش الملاية ونشر الفضائح" بـ"منتهى الإسفاف" الذي لا يليق بشخصية عامة مثلها.

وقال معلقون إن "كل الجمال اللي بتسمعه لنا شيرين عبد الوهاب لما تغني بتمسحه بأستيكه لما تتكلم"، وتمنّوا: "يا ريتها تغني وبس".

تنمر على ميت

بشكل غير مفهوم، زجّت شيرين باسم الموسيقار الراحل حسن أبو السعود، أحد أبرز الأسماء التي ساهمت في تقديمها للناس وصقل موهبتها، في الحديث قائلةً: "أنا كنت زي البدر، لما عاشرته بقيت شبه حسن أبو السعود"، في إشارة على ما يبدو للسمنة المفرطة التي كان يعانيها الراحل.

وعلى الفور، خرجت أسرة الراحل في بيان باللهجة العامية تنتقد "الإساءة المتكررة والحقد الظاهر في الطاقة والكلام"، موضحةً أن "الشر زايد وقلة الأصل زايدة وقلة الأدب مسكوت عنها".

"أغلب الستات اللي تحت الأضواء لما بينفصلوا، بينكروا تعرضهم للبهدلة، وبيقولوا تصريحات كلاسيكية من عينة: ‘كان إنسان طيب بس مافيش نصيب!‘ عشان ينقذوا ما تبقى من كرامتهم أمام الناس!"

وتساءلت أسرة أبو السعود: "في ميزان الإنسانية إيه قيمة الموهبة إذا اقترنت بالإساءة والأذى؟ التنمر والسخرية من الناس عيب، بس العار الحقيقي التنمر والسخرية من شخص ميت… الإساءة لشخص ميت مستوى أكثر انحداراً من الشر والدناءة".

وختمت بيانها: "حسن أبوالسعود الله يرحمه شكلاً كان قمر وشخصية دمها سكر وطيب وكريم ومتواضع ومثقف وبيتكلم 3 لغات أجنبية بطلاقة ولبق وذوق. فمش ممكن حتكوني شبهه في يوم من الأيام".

أثار التصريح غضباً عارماً على شيرين إذ تساءل معلقون: "ما ذنب حسن أبو السعود في هذه المهزلة؟"، رافضين "الزج به في صراعات قذرة" بعد موته.

وكتب الصحافي الفني هاني عزب عبر تويتر: "مطلوب من #شيرين_عبدالوهاب بيان اعتذار لأسرة الراحل #حسن_أبوالسعود خاصة بعدما شعروا بالتنمر والكسرة والزعل. لا بديل عن الاعتذار".

وغرّدت المذيعة الإذاعية ياسمين محفوظ: "شيرين أنتي كنتي بدر منور صحيح، بس دلوقتي بقيتي محتاجة تروحي مصحة نفسية. حسن أبو السعود سطر واحد من تاريخه بتاريخك كله. وطالما أنتي مبتعرفيش تتكلمي ولا بتميزي في كلامك يبقى السكوت أكرم ليكي وأرحم لنا. عيب لو مش عارفة تحترمي نفسك فبلاش تعاقبي الناس على ده".

ونقلت مواقع محلية عن مصادر لم تسمها في نقابة الموسيقيين المصريين وجود نيّة لعقد اجتماع طارئ لبحث إساءة شيرين للموسيقار الراحل ولزوجها واتخاذ إجراء قانوني ضدها.

وطلب داعمو شيرين التماس العذر لها، مرجحين أنها كانت تقصد التشابه في سوء الحالة النفسية وزيادة الوزن تبعاً لذلك وليس من باب التنمر.

لوم على لميس

ولام معلقون على المذيعة، لميس الحديدي، السماح بمثل هذه الاتهامات والإهانات والتعابير المسيئة في برنامجها وعلى الهواء مباشرةً. وبلغ الأمر أن طالبها مشاهدون باعتزال العمل الإعلامي جراء ما وصفوه بـ"الإفلاس" وانتهاك ميثاق الشرف الإعلامي.

كما اتهمها فريق بالتورط في محاولة لـ"إلهاء الناس" عن تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار بمثل هذه القصص.

وكانت لميس قد اعتذرت عقب انتهاء المداخلة على "الألفاظ" الواردة فيها، مظهرةً تعاطفها مع شيرين بقولها "هي ست موجوعة. ممكن تبقى متلخبطة وممكن تكون مواقفها كتير متضاربة… الست لما بتبقى مقهورة، موجوعة، بتغلط، بتعك"، ومؤكدةً حق أي شخص ذكر اسمه في الرد عبر البرنامج.

"في بعض الحالات، في نساء يشعرون أنهم يستحقون العنف اللي حصل لهم... نفس الشيء مع شيرين. بس بالأخير هي ضحية عنف منزلي".

كلنا شيرين؟

عبر وسم  #كلنا_شيرين، قدّم محبو شيرين ومجموعة من النساء وصفن أنفسهن بأنهن كن ضحايا لـ"الرجل النرجسي"، الدعم لها، ولفتوا/ لفتن إلى تفهمهم/ هن ما مرت وتمر به والتعاطف معها، وأبرز البعض منهم أن ما وصفته في مداخلتها ينطبق تماماً على "الشخص التوكسيك".

ودافعت ياسمين الخطيب عن شيرين قائلةً إن "أغلب الستات اللي تحت الأضواء لما بينفصلوا، بينكروا تعرضهم للبهدلة، وبيقولوا تصريحات كلاسيكية من عينة: ‘كان إنسان طيب بس مافيش نصيب!‘ عشان ينقذوا ما تبقى من كرامتهم أمام الناس!".

وقالت آزاد: "مع شيرين إلى الأبد، ومع كل امرأة تكسر حاجز الصمت وتتكلم للعلن عن العنف. شيرين إنسانة قبل أن تكون فنانة، وهي حرة بتحديد الوقت والطريقة لفضح طليقها المعنف المجرم . شيرين لستِ وحيدة. خلفك جيش من النساء".

وكتبت ليلى: "في بعض الحالات، في نساء يشعرون أنهم يستحقون العنف اللي حصل لهم عشان كذا ما يقولون إن شريكهم مخطيء أو أذاهم. بالعكس، يسعون أنهم يحمونه وهذا نفس الشيء مع شيرين ومع تصريحاتها اللي كلنا ناقدينها عليها. بس بالأخير هي ضحية عنف منزلي".

ورفضت آية منير الهجوم على شيرين بسبب زلات لسانها وإساءتها لأبو السعود، قائلةً: "فكرة أنك تتجاهل كل اللي اتقال من أذى و جرائم سرقة واستغلال وضرب، وتقول دي قليلة الأدب وغلّاطة، ده حد بيتلكك عشان مش عاوز يسمع".

من المنطلق النسوي ذاته، عبّرت معلقات عن رفضهن دعم شيرين لافتات إلى أنها لم تغير فكرها منذ وصفت منتقداتها بـ"شوية عوانس" بدليل تباهيها في المداخلة مع لميس بأنها تكون "خدامة الراجل اللي بعيش معاه".

وقالت شغف: "لا مو كلنا شيرين، اللي ترضى على نفسها أنها تهون وتصير كما قالت ‘خادمة لرجل‘ ما نرضى بكرامتنا وعزتنا أن نكون هي أو معها… إنسانة استحقاقها الذاتي ما تشوفه شيء إلا بوجود ذكر. بمعنى حرفي و دارج ‘عـبدة ذكور‘ وانتهى".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

بالوصول إلى الذين لا يتفقون/ ن معنا، تكمن قوّتنا الفعليّة

مبدأ التحرر من الأفكار التقليدية، يرتكز على إشراك الجميع في عملية صنع التغيير. وما من طريقةٍ أفضل لنشر هذه القيم غير أن نُظهر للناس كيف بإمكان الاحترام والتسامح والحرية والانفتاح، تحسين حياتهم/ نّ.

من هنا ينبثق رصيف22، من منبع المهمّات الصعبة وعدم المساومة على قيمنا.

Website by WhiteBeard