شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
أنباء عن إخضاع علاء عبد الفتاح لـ

أنباء عن إخضاع علاء عبد الفتاح لـ"إجراءات طبية"... ووزارة الداخلية ترفض زيارة محاميه

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن والحقوق الأساسية

الخميس 10 نوفمبر 202204:29 م

قالت الباحثة منى سيف، شقيقة المفكر والناشط المصري المسجون علاء عبد الفتاح، أن عناصر أمنيةً مسؤولةً عن مجمع سجون وادي النطرون، "مركز الإصلاح والتأهيل" -بحسب التسمية الرسمية-، أبلغت والدتها الدكتورة ليلى سويف، أن علاء يخضع "لتدخلات طبية"، بعلم "جهات قضائية"، رافضين بقاءها في ساحة انتظار الأُسر الملحقة بالسجن، ومطالبينها بالرحيل.

تتخوف أسرة علاء، من أن يكون قد تم إخضاعه للتغذية القسرية، لإيقاف إضرابه عن الطعام الذي بدأه جزئياً قبل ما يزيد عن 215 يوماً، وإضرابه عن تناول المياه والسوائل الذي بدأه يوم الأحد 6 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

وتصنّف المنظمات الدولية، المستقلة منها والتابعة للأمم المتحدة أو العاملة تحت لوائها، تغذية المساجين المضربين عن الطعام قسرياً، ضمن جرائم التعذيب وإساءة المعاملة، كما ينص إعلان مالطا في شأن الإضراب عن الطعام كوسيلة للاحتجاج الحقوقي والسياسي، وهو الإعلان الذي تتبناه الأمم المتحدة، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة لها، ومنظمة الصليب الأحمر الدولية، والمنظمات الشقيقة لها، والمحكمة الجنائية الدولية.

تصنّف المنظمات الدولية، المستقلة منها والتابعة للأمم المتحدة أو العاملة تحت لوائها، تغذية المساجين المضربين عن الطعام قسرياً، ضمن جرائم التعذيب وإساءة المعاملة، كما ينص إعلان مالطا في شأن الإضراب عن الطعام كوسيلة للاحتجاج الحقوقي والسياسي

وأعلن المحامي خالد علي، الموكل عن علاء عبد الفتاح وأسرته، أن مكتب النائب العام أبلغه بقبول طلب واحد من الطلبات العديدة التي تقدّم بها من قبل، لزيارة علاء، المفكر والناشط المصري المعتقل، في حبسه، وأنه متوجه حالياً إلى منطقة وادي النطرون في "جنوب غرب القاهرة"، لمقابلة موكله، إلا أن السلطات الأمنية المسؤولة عن السجن رفضت إتمام الزيارة، على الرغم من وجود التصاريح الرسمية المطلوبة. وسبق أن تجاهل النائب العام المصري المستشار حمادة الصاوي طلبات الممثل القانوني لعلاء عبد الفتاح تمكينه من زيارة الناشط المعتقل، وفي مرات أخرى رفضت سلطات السجن الامتثال لقرارات النائب العام وعرقلت مقابلة علاء لمحاميه. 


في الأثناء يتصاعد الضغط الحقوقي من أجل سجناء الرأي المصريين، الذين وصل عددهم وفق تقديرات حقوقية إلى 65 ألف سجين، معظمهم قيد الحبس الاحتياطي الممدَّد من دون محاكمة أو مواجهة وتحقيقات جدية، والمخالف للقانون. وبعضهم، مثل عبد الفتاح، وُجّهت إليهم تهماً جنائيةً استُخدمت فيها منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

سبق أن تجاهل النائب العام المصري المستشار حمادة الصاوي طلبات الممثل القانوني لعلاء عبد الفتاح تمكينه من زيارة الناشط المعتقل، وفي مرات أخرى رفضت سلطات السجن الامتثال لقرارات النائب العام وعرقلت مقابلة علاء لمحاميه

وحُكم على علاء بالسجن لمدة 5 سنوات، بعد حبس احتياطي لم يحقَّق معه خلاله بشكل جدي، أو يواجَه بأية أدلة على الاتهامات الموجهة إليه بنشر الأخبار الكاذبة، وسُجن معه في القضية نفسها محاميه محمد الباقر، الذي ألقي القبض عليه في أثناء ممارسة عمله القانوني في الدفاع عن عبد الفتاح، والصحافي محمد إبراهيم "أكسجين"، وذلك في محاكمة استثنائية، في محكمة أمن الدولة العليا طوارئ، التي مثلوا أمامها عقب رفع حالة الطوارئ. وخلال المحاكمة، مُنعوا ومحاميهم من حقهم في الاطّلاع على ملف القضية والأدلة، كما مُنعوا من حقَي الرد والدفاع، إلا أن السلطات المصرية تصرّ على أن المحاكمة كانت غير استثنائية، وأن علاء ورفيقيه حظوا بحقوقهم القانونية الكاملة.

تضامن حقوقي بعد الخذلان السياسي

وفيما غادر القادة السياسيون عائدين إلى بلادهم من دون تحرك حاسم لإنقاذ حياة عبد الفتاح، يواصل ناشطو البيئة وحقوق الإنسان الموجودين في مدينة شرم الشيخ، على ساحل البحر الأحمر، لحضور أنشطة مؤتمر قمة الأطراف للعمل من أجل المناخ "كوب27 – COP 27"، تحركاتهم الداعمة، والهادفة إلى الضغط على المجتمع الدولي لإقناع السلطات المصرية باحترام حقوق الإنسان، والإفراج عن "معتقلي الضمير"، من أمثال علاء عبد الفتاح وغيره من المعتقلين السياسيين.

وأصدرت كافة التكتلات الممثلة للمجتمع المدني، المشارِكة في قمة المناخ، اليوم 10 تشرين الثاني/ نوفمبر، رسالةً مشتركةً تطالب فيها جميع الدول المشاركة بالسعي لدى الحكومة المصرية لإنقاذ حياة علاء، وإطلاق سراح السجناء السياسيين. وجاء في نص الرسالة التي نشر الصحافي والناشط حسام بهجت، المدير التنفيذي للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، نسخةً منها: "نحن المنظمات الموقعة على هذه الرسالة، نمثّل آلافاً من المعنيين بالمناخ والعدالة المناخية والعمل وحقوق النساء والنوع الاجتماعي وحقوق السكان الأصليين ومنظمات الشباب حول العالم، نطلب منكم أن تتخذوا وقفةً قويةً إزاء انتهاكات الحكومة المصرية لحقوق الإنسان، وأن تحثّوا على الإفراج الفوري عن المعتقل المصري البريطاني علاء عبد الفتاح وجميع سجناء الضمير في مصر، الذين يتعرضون للاستهداف بسبب نشاطهم السلمي".

ووجد الموقعون على البيان، أن صمت الحكومات المشاركة في محادثات كوب27 الجارية في مصر، عن الانتهاكات المنظمة التي توقعها السلطات المصرية بمواطنيها أصحاب الآراء المعارضة، هو بمثابة تواطؤ وقبول بتلك الانتهاكات يصل إلى حد الشراكة، وأن مصداقية القمة والأطراف المشاركة فيها باتت على المحك، إذ إن اتفاقية باريس الحاكمة لأطر العمل تنص صراحةً على أنه لا توجد عدالة بيئية من دون احترام لحقوق الإنسان.

ونشر الموسيقي والناشط البريطاني روجر ووترز رسالة مصورة يطالب يها الزعماء وأصحاب الضمائر في العالم التدخل الفوري لإنقاذ علاء عبد الفتاح، فيما وقع ثلاثون من الشخصيات العامة والمثقفين الفرنسيين منهم الكاتبة آني آرنو، الحائزة على نوبل في الأداب هذا العام، خطاباً مفتوحاص يطالبون فيه بالإفراج الفوري عن عبد الفتاح ووقف انتهاكات حقوق الإنسان في مصر



في اليوم نفسه، شارك مئات الناشطين الحاضرين للقمة، في تحرك سلمي تضامني، ارتدوا فيه اللون الأبيض الذي يرتديه المواطنون الخاضعون للحبس الاحتياطي في مصر، والمقدَّر عدد السياسيين منهم بـ65 ألف شخص. ورفع المشاركون لافتات تحمل أسماء ناشطي البيئة وحقوق الإنسان حول العالم الذين تعرضوا للقتل أو السجن بسبب نشاطهم السلمي من أجل حقوق الإنسان والعدالة البيئية، مطالبين بالإفراج الفوري عن علاء عبد الفتاح، ووقف ملاحقة المعارضين السلميين في مصر.


وتواصل ثلاث صحافيات مصريات هن إيمان عوف ورشا عزب ومنى سليم اعتصامهن وإضرابهم عن الطعام دعماً "لسجين الرأي" علاء عبد الفتاح وكتبت رشا عزب اليوم "علاء عبد الفتاح يصارع الموت من أجل الحرية. شكراص لدعم شيوخ المهنة الداعمين لخطوتنا، وحضروا رغم حصار النقابة". في إشارة إلى زيارة عدد من كبار الصحافيين المعارضين في مصر منهم نور الهدى زكي ومدحت الزاهد القياديان اليساريان للصحافيات المضربات في مقر النقابة. ويخضع مقر "نقابة الصحفيين المصريين" إلى تشديدات أمنية مستمرة، تزداد أثناء التوترات السياسية أو دعوات المظاهرات الاحتجاجية.


الدولة تواجه وتتظاهر أيضاً

في شرم الشيخ أيضاً، نظمت جهات ترفع صورة الرئيس المصري تظاهرة اليوم أثناء فعاليات قمة المناخ، تطالب فيها بإسقاط الدول النامية، وزعم المشاركون في المظاهرة والداعون إليها إلى أنها لا علاقة لها بالسلطات المصرية وأنها "مبادرة حقوقية" من حملة "مليون شاب شاب متطوع للتكيف المناخي". إلا ان رفع صورة الرئيس المصري وشعارات مرتبطة بالسلطات المصرية شكك في صحة زعمهم.

وشهدت شرم الشيخ يوم أمس، الأربعاء، تظاهرة زعم مشاركوها أنها "عفوية"، ارتدوا فيها ازياء موحدة منددين بطرد النائب البرلماني المصري عمرو درويش لمخالفته القواعد التنظيمية للأمم المتحدة أثناء ندوة عقدت للحديث عن العدالة البيئية وعلاقتها بحقوق الإنسان، وتحدثت فيها المونتيرة وسجينة الرأي السابقة سناء سيف، الشقيقة الصغرى لعلاء عبد الفتاح.



رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ما زلنا في عين العاصفة، والمعركة في أوجها

كيف تقاس العدالة في المجتمعات؟ أبقدرة الأفراد على التعبير عن أنفسهم/ نّ، وعيش حياتهم/ نّ بحريّةٍ مطلقة، والتماس السلامة والأمن من طيف الأذى والعقاب المجحف؟

للأسف، أوضاع حقوق الإنسان اليوم لا تزال متردّيةً في منطقتنا، إذ تُكرّس على مزاج من يعتلي سدّة الحكم. إلّا أنّ الأمر متروك لنا لإحداث فارق، ومراكمة وعينا لحقوقنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image