شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
العالم يتضامن مع علاء عبد الفتاح… فهل تستجيب السلطات المصرية؟

العالم يتضامن مع علاء عبد الفتاح… فهل تستجيب السلطات المصرية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة نحن وحرية التعبير

الاثنين 7 نوفمبر 202206:02 م
Read in English:

The whole world stands with Alaa AbdelFattah.. Will Sisi respond?

وسط القلق المتزايد على حياته مع دخوله اليوم الثاني من الإضراب الشامل عن الطعام والشراب، الذي يعقب نحو 200 يوم من الإضراب الجزئي، تعالت الأصوات حول العالم لمناشدة الحكومة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي إطلاق سراح الكاتب والناشط المصري البريطاني علاء عبد الفتاح.

لاحت قمة المناخ "كوب 27" التي تحتضنها مدينة شرم الشيخ المصرية، ويحضرها العديد من قادة العالم، فرصةً مهمة لتسليط الضوء على وضع علاء الذي لم يبرح السجن منذ عام 2011 إلا لأيام معدودة، والضغط من أجل إطلاق سراحه.

وفي رسالة بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر، أي قبل يوم واحد من انطلاق مؤتمر المناخ، تعهد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، في رسالة إلى سناء سيف، شقيقة علاء، بإثارة مسألة الإفراج عنه في المحادثات مع المسؤولين المصريين، مؤكداً أنها "من أولويات الحكومة البريطانية" وقد سبقت إثارتها مرات في النقاشات مع الجانب المصري.

لم يكن التعهد كافياً لطمأنة أسرة وأصدقاء علاء إذ يرون أن الباقي من حياته المهددة "معدود بالساعات" بعد امتناعه في تمام العاشرة صباح الأحد 6 تشرين الثاني/ نوفمبر عن تناول المياه، في تصعيد أخير لاحتجاجه على ظروف سجنه غير العادلة وحرمانه من حقوقه كاملةً ويأسه من تغير هذه الأوضاع.

إثر ذاك، تصاعدت المناشدات والفعاليات والتصريحات المتضامنة مع علاء والمطالبة بسرعة الإفراج عنه وإنقاذ حياته، نستعرضها في هذا التقرير:

"لا عدالة مناخية بدون حقوق إنسان"... الأصوات حول العالم ترتفع للمطالبة بـ"الحياة" و"الحرية" لـ #علاء_عبد_الفتاح، وقفات تضامنية واعتصامات ومناشدات رسمية للحكومة المصرية وللرئيس #السيسي، فهل يستجيبان؟ #COP27‬ #SaveAlaa #FreeAlaa

جونسون يتمنى 

في مقابلة على هامش القمة، مع "نيويورك تايمز"، قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون، لدى سؤاله عن علاء: "هذه حالة محزنة. قلت مراراً في محادثات مع الحكومة المصرية إنه ينبغي أن يطلق سراحه كما تحق له زيارة قنصلية. أثرت الأمر مؤخراً مع الرئيس السيسي أيضاً".

 وأضاف: "بدا لي الرئيس السيسي منفتحاً على النقاش. وكل ما أستطيع قوله، ونحن لدينا علاقتنا الجيدة بمصر، أن الرئيس السيسي كان قادراً على تسوية الأمور في الماضي. وآمل أن يتمكن من المضي قدماً في هذا أيضاً وأن يتم الإفراج عن علاء بأسرع ما يمكن". 

"العمل المناخي" ترفع الصوت

في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المناخي، لفتت مديرة شبكة العمل المناخي (CAN)، وهو أكبر تحالف عالمي معني بقضايا البيئة ويضم 1900 منظمة بيئية من جميع أنحاء العالم، المناضلة الجنوب أفريقية تسنيم إيسوب، ‪إلى أثر أزمات المناخ على انتهاك حقوق ملايين الأشخاص، مطالبةً بإنقاذ حياة علاء والإفراج عن جميع سجناء الرأي ‬.

قالت إيسوب: :"حقنا في أن يُسمع صوتنا، وحقنا في التجمع، والحق في الاحتجاج، وحقنا في المعارضة ومحاسبة من هم في السلطة، هذه الحقوق لا ينبغي أن يُساء استخدامها أو تقويضها. يتعرض نشطاء المناخ والمدافعون عن حقوق الإنسان للهجوم بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم".

وأردفت: "سجين الرأي المصري، علاء عبد الفتاح، صعّد إضرابه عن الطعام الذي بدأ منذ أكثر من 200 يوم. لقد توقف عن شرب الماء. حياته الآن في خطر شديد. ندعو إلى الإفراج الفوري عنه والإفراج عن جميع سجناء الرأي"، قبل أن تختم بعبارة "لا توجد عدالة مناخية بدون حقوق إنسان، لم نُهزم بعد"، في إشارة إلى اسم أحدث مؤلّف لعلاء والذي كتبه وهو في السجن.

نفّذ عدد من ناشطي/ ات حقوق الإنسان وقفات تضامنية مع علاء أمام السفارات البريطانية في عدة عواصم حول العالم لتذكير الحكومة البريطانية بمسؤولياتها تجاه مواطنها الذي يواجه الموت في أحد السجون المصرية

ومفوضة ألمانيا لحقوق الإنسان أيضاً

انتهجت المفوضة الألمانية لحقوق الإنسان، لويزي أمستبرغ، المسار ذاته إذ أشادت بتنظيم مصر للقمة العالمية المهمة، لكنها في الوقت ذاته حملت الحكومة المصرية المسؤولية كاملةً في حماية حقوق الإنسان.

قالت أمستبرغ: "حدث كبير مثل مؤتمر كوب 27 في شرم الشيخ يُسلط الضوء بالضرورة على البلد المضيف من جميع جوانبه. تحمل المسؤولية العالمية يعني، قبل كل شيء، تحمل المسؤولية عن حماية حقوق الإنسان. لكن وضع حقوق الإنسان في مصر لا يعكس ذلك".

وأردفت: "وضعية الناشط علاء عبد الفتاح ومحاميه محمد باقر، وكلاهما مسجونان في ظروف غير ملائمة، مثال على ما يحدث للأشخاص الذين يعبرون عن آرائهم بحرية ويدافعون عن هذا الحق. يواجهون أحكاماً طويلة بالسجن، ويُعاقبون في ظروف غير إنسانية في أمر غير مقبول".

وختمت بالتعجب من إطلاق مصر اسم "عام المجتمع المدني" على عام 2022، مطالبةً أولاً بـ"إطلاق سراح علاء الذي يواجه خطراً وشيكاً بسبب إضرابه عن الطعام، وسجناء سياسيين آخرين" ليكون ذلك بمثابة "علامة مهمة على أن مصر تأخذ هذه المسؤولية على محمل الجد".

العفو الدولية تناشد

عبر تويتر، قالت منظمة العفو الدولية إنه بالتزامن مع انطلاق قمة المناخ "كوب 27" في مصر، فإن أزمة لحقوق الإنسان هناك مستمرة، لافتةً "بعيداً عن الفنادق المبهرة، لا يزال آلاف الأشخاص يتعرضون للاعتقال ظُلماً، وحياة علاء عبد الفتاح في خطر وشيك بعد 219 يوماً من الإضراب وتوقفه عن شرب الماء".
واستنكرت المنظمة الحقوقية: "في الأشهر الستة السابقة لانعقاد كوب 27، أفرجت السلطات المصرية عن 766 سجيناً. إلا أن منظمة العفو وثّقت خلال الفترة نفسها إلقاء القبض على ضعفَي ذلك العدد، إذ خضع 1540 شخصاً للتحقيق بسبب ممارسة حقهم في حرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات أو الانضمام إليها".

العفو الدولية: في الأشهر الستة السابقة لانعقاد كوب 27، أفرجت السلطات المصرية عن 766 سجيناً. وثّقنا خلال الفترة نفسها إلقاء القبض على ضعفَي ذلك العدد. خضع 1540 شخصاً للتحقيق بسبب ممارسة حقهم في حرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات

اعتصام في نقابة الصحافيين المصريين

وشرعت ثلاث صحافيات مصريات، هن: إيمان عوف ورشا عزب ومنى سليم، الاثنين، في "إضراب مفتوح عن الطعام واعتصام داخل نقابة الصحافيين تضامناً مع علاء عبدالفتاح وكل الصحافيين المحبوسين"، وفق ما أفدن به عبر حساباتهن على مواقع التواصل الاجتماعي.

شملت مطالب الصحافيات الثلاث لوقف إضرابهن واعتصامهن: "الإفراج الفوري عن علاء عبد الفتاح، ووقف ملاحقة الصحافيين في قضايا النشر، وفتح المجال العام في مصر وقيام نقابة الصحافيين بدورها التاريخي، ووقف الملاحقة الأمنية المستمرة لأصحاب الرأي، وطرح حلول جذرية لقضية السجناء السياسيين وإطلاق سراح كل من لم يتورط في أعمال عنف".

وقفات تضامنية أمام السفارات البريطانية

ونظمت حملة "Free Alaa"، وقفةً احتجاجية أمام مقر الحكومة البريطانية في "داوننغ ستريت" بحضور شقيقة علاء، منى سيف، الأحد 6 تشرين الثاني/ نوفمبر، بالتزامن مع انطلاق فعاليات كوب 27.

كما نفّذ عدد من ناشطي/ ات حقوق الإنسان وقفات تضامنية مع علاء أمام السفارات البريطانية في عدة عواصم حول العالم لتذكير الحكومة البريطانية بمسؤولياتها تجاه مواطنها الذي يواجه الموت في أحد السجون المصرية، بما في ذلك في كوريا الجنوبية، ولاهاي. كذلك نظم مدافعون ومدافعات عن حقوق الإنسان وقفة أمام السفارة المصرية في برلين.

في غضون ذلك، أعلنت منظمة "سمكس" اللبنانية المعنية بالحرية عبر الإنترنت، عن وقف تضامنية مع علاء، أمام سفارة المملكة المتحدة في بيروت في تمام الساعة الرابعة عصر الاثنين.

وكتبت عبر موقعها في تويتر: "لن تكون هذه آخر أيام علاء على قيد الحياة. سيتضامن الناس من جميع أنحاء العالم مع علاء اليوم. انضموا إلينا في بيروت في تمام الرابعة عصراً، لنخبر القادة الحاصرين في كوب 27 أن العالم يراقب".

تغيير في نبرة المناشدات

وفي ظل الحملات من الموالين للنظام المصري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي تشوّه علاء عبد الفتاح وتنسب له ما لم يفعل وتحذر من أن الإفراج عنه يعني "كسر هيبة الدولة المصرية" و"خضوعها للضغط والتدخلات الأجنبية"، حرص البعض على صياغة المناشدات بلهجة "طلب العفو" لأن الأهم هو إنقاذ حياة علاء.

من هؤلاء رئيسة حزب الدستور المصري، جميلة إسماعيل، التي بدأت مناشدتها بآية "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"، قبل أن تطالب مؤسسة الرئاسة ولجنة العفو بـ"إصدار قرار بالعفو عمن صدرت ضدهم أحكام في القضية 1228 وأولهم علاء عبد الفتاح، الذي تشهد صحته تدهوراً كبيراً، ومحمد الباقر ومحمد أكسجين"، معددةً أسماء أخرى من سجناء الرأي.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel

فلنتشارك في إثراء مسيرة رصيف22

هل ترغب/ ين في:

  • الدخول إلى غرفة عمليّات محرّرينا ومحرراتنا، والاطلاع على ما يدور خلف الستارة؟
  • الاستمتاع بقراءاتٍ لا تشوبها الإعلانات؟
  • حضور ورشات وجلسات نقاش مقالات رصيف22؟
  • الانخراط في مجتمعٍ يشاركك ناسه قيمك ومبادئك؟

إذا أجبت بنعم، فماذا تنتظر/ ين؟

    Website by WhiteBeard