منتخب لبنان لكرة السلة يجعل من "أسطورة طائر الفينيق" حقيقة واضحة وصريحة

في الوقت الذي فشلت فيه كل المحاولات الداخلية والخارجية لسحب لبنان من قعر جهنم، وفي الوقت الذي دؤب سياسيوه على تعميق الجراح وقصف لقمة العيش، جاء منتخبنا من بعيد ليثبت أن طائر الفينيق ليس أسطورة بل حقيقة واضحة وضوح الشمس، نعم فهذا المنتخب اليوم أصبح دولة قائمة بحد ذاتها تتمتع بوطنية ومسؤولية عالية والأهم أنها لا "تلعب" لنفسها وذاتها بل تقدم كل ما تملك من أجل شعبها ومحبيها.

نعم يا سادة إنه منتخب السعادة اللبناني الذي على الرغم من كل الظروف أثبت أنه الدواء لكل داء، فعندما تتحدث عن معاناتك اليومية في هذا البلد يأتيك الرد: "منيح اللي عنا هالمنتخب يللي منسينا همومنا ومخلينا مبسوطين، هالمنتخب هوي الشي الوحيد اللي مخلينا ماشين وراسنا مرفوع".

"في الوقت الذي فشلت فيه كل المحاولات الداخلية والخارجية لسحب لبنان من قعر جهنم، جاء منتخبنا من بعيد ليثبت أن طائر الفينيق ليس أسطورة بل حقيقة واضحة وضوح الشمس"

في الشق الفني:

كانت المباراة معركة حقيقية بين المنتخبين اللبناني والأردني حتى قبل أن تبدأ بحيث أن لاعب منتخب الأردن محمد شاهر صرّح قبل المباراة أنها بمثابة "حرب" لرد الاعتبار لكرة السلة الأردنية في حين اكتفى قائد منتخب لبنان وائل عرقجي بالقول بأن الرد على شاهر سيكون في أرض الملعب.

أما المبارة، فقد شهدت حماسة قل نظيرها في البطولة منذ سنوات وكانت متقاربة جداً بين الطرفين حيث تميز المنتخب الأردني بالصلابة والتماسك بالإضافة الى تفوقه بالرميات الثلاية البعيدة.

بالمقابل، لم يسمح المنتخب اللبناني بأن تفلت زمام الأمور خاصة بعد وصول الفارق إلى أكثر من تسع نقاط لصالح الأردن، فلجأ المنتخب اللبناني إلى سلاح المهارة العالية المتمثلة باللاعبين وائل عرقجي وسيرجيو درويش وسرّع من إيقاع اللعب المنظم حيث عرف متى يسدد من بعيد ومتى يخترق وكيف يقتل الوقت.

ولابد من ذكر أن منتخب لبنان وبشهادة معلقي الـ NBA يتمتع بعزيمة وإصرار لا مثيل لها في قارة آسيا.

ممثل العرب الوحيد:

بعد الفوز على المنتخب الأردني في نصف نهائي بطولة آسيا لكرة السلة بات لبنان ممثل العرب الوحيد في هذه البطولة حيث سيلاقي المنتخب الأسترالي في المباراة النهائية.

والحديث عن هذه المواجهة المرتقبة فهي تختلف عن كل المباريات التي خاضها المنتخب اللبناني كون المنتخب الأسترالي مصنف ضمن أفضل عشرة منتخبات في العالم، لذلك على لبنان أن يعد العدة ويتفوق على نفسه أكثر من ذي قبل.

بعد الفوز على المنتخب الأردني في نصف نهائي بطولة آسيا لكرة السلة بات لبنان ممثل العرب الوحيد في هذه البطولة حيث سيلاقي المنتخب الأسترالي في المباراة النهائية

ماذا عن الشعبين اللبناني والأردني؟

أخيراً هنالك أمر لا بد من الاشارة إليه والإشادة به وهو المحبة المتبادلة بين الشعبين اللبناني والأردني حيث لاحظنا عدم الاكتراث كثيراً لهوية الفائز بين المنتخبين والجميع أصر على أن المنتخبين "واحد".