"من القلب ألف شكر لكل رسالة وصلتني، وحدها المحبة تحمينا وتقوّينا"، بهذه الكلمات ردت الوزيرة البحرينية السابقة، مي بنت محمد آل خليفة، على رسائل الدعم والمحبة التي وصلتها عقب إقالتها من منصبها الحكومي الرفيع كرئيسة لهيئة البحرين للثقافة والآثار إثر رفضها مصافحة السفير الإسرائيلي لدى البحرين إيتان نائيه.
كانت الشيخة مي، وهي من أفراد العائلة الحاكمة في المملكة، تترأس هيئة البحرين للثقافة والآثار منذ شباط/ فبراير 2015، قبل إقالتها بصورة مفاجئة خلال زيارة حالية رسمية لها لدول البلقان.
وطبّعت البحرين علاقتها مع إسرائيل بموجب اتفاقيات أبراهام الموقعة في سبتمبر/ أيلول عام 2020. وترتب على هذا التطبيع تبادل البعثات الدبلوماسية بين الجانبين وتعاون ثنائي على جميع الأصعدة تقريباً منذ ذلك الحين، في ظل حديث عن وجود رفض شعبي لهذا الموقف الرسمي.
"سنتذكر وقفاتك التاريخية"... إقالة الوزيرة السابقة #مي_بنت_محمد من منصب حكومي رفيع إثر رفضها مصافحة السفير الإسرائيلي لدى #البحرين. تضامن عربي واسع معها وهي ترد: "وحدها المحبة تحمينا وتقوينا"
ما القصة؟
والشيخة مي هي كاتبة وباحثة في مجال التاريخ، وتُدير مجموعة من المراكز الثقافية والبيوت الفنية، علاوة على كونها مؤسسة ورئيسة مجلس أمناء "مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث" منذ عام 2002. وكانت أول وزيرة للثقافة والإعلام في دول مجلس التعاون الخليجي إذ ترأست وزارة الإعلام والثقافة بين عامي 2008 و2010، ثم وزارة الثقافة بين عامي 2010 و2014.
ولديها جهود عربية مثمرة، كشخصية رائدة في المشهدين الثقافي والفني العربيين، من أبرزها تأسيس "المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي". وكانت ضمن النساء الـ50 الأكثر تأثيراً في العالم العربي وفق تصنيف مجلة فوربس لعام 2005. وحاصلة على جوائز وأوسمة رفيعة في مجالات الثقافة والفن والتراث والعمارة.
وكانت الشيخة حاضرة في مجلس عزاء أقامه السفير الأمريكي بالبحرين ستيفن بوندي، يوم 16 حزيران/ يونيو 2022، لوالده، حين رفضت مصافحة السفير الإسرائيلي إيتان نائيه، وغادرت منزل السفير الأمريكي مطالبةً عدم نشر أي صورة لها في المناسبة.
"تعبير حقيقي عن مواقف الشعب البحريني الأصيل الداعمة للحق الفلسطيني والرافضة لدمج الاحتلال في المنطقة"... إشادة عربية واسعة بالشيخة #مي_بنت_محمد_آل_خليفة بعد إقالة ملك #البحرين لها إثر رفضها مصافحة سفير إسرائيل
وبينما أفاد معلقون عبر الإنترنت باعتقادهم أن هذا الموقف من الشيخة مي يقف وراء إقالتها المفاجئة، رجّح موقع "خليج 24" أن تكون مواقفها "الخلافية" و"المتمردة" سبباً في ذلك، ومن أبرز ما أشار إليه رفضها التطبيع مع إسرائيل و"تهويد الأحياء القديمة بالعاصمة المنامة" وكذلك "مقترح للسماح لمستثمرين يهود أمريكيين بتشييد حي يهودي" في البلاد.
وفي 21 تموز/ يوليو الجاري، أصدر العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة مرسوماً ملكياً بتعيين الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيساً لهيئة البحرين للثقافة والآثار "من تاريخ صدوره"، دون أي إشارة إلى إقالة الشيخة مي أو توليها جهة حكومية أخرى.
وفي 22 تموز/ يوليو، غطّت وكالة الأنباء البحرينية (بنا) زيارة الشيخة مي لألبانيا ولقائها رئيس الوزراء هناك بوصفها "رئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث" فقط.
"خسرت منصبها وربحت نفسها"
وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي العربية بعبارات الفخر والإشادة بما فعلته الشيخة مي، وأثنى المعلقون على انتمائها لعروبتها وإعلائها مبادئها على المناصب والمكاسب. كما وصفوها بأنها "قويّة وصاحبة مبدأ ورأي حر".
وزيرة الثقافة والإعلام بين عامي 2008 و2010، وإحدى اللنساء الـ50 الأكثر تأثيراً في العالم العربي عام 2005 بحسب "فوربس"… من هي الشيخة #مي_بنت_محمد سليلة "آل خليفة" التي ترفض التطبيع مع إسرائيل؟
غرّد الصحافي الكويتي سعد السعيدي، قائلاً إن الشيخة مي "لم تخالف ضميرها وثقافتها ومبادئها التي ولدت وتربّت وعاشت عليها، فرفضت مصافحة سفير الكيان الصهيونى في حفل عزاء لكن هذا الموقف النبيل كان ثمنه إقالتها من منصبها. تحية تقدير لتلك السيدة التي أعلت قيمها فوق مناصب زائلة".
وقالت الإعلامية اللبنانية غادة عويس عبر تويتر: "رفضت مصافحة المحتل فأقالها ملك البحرين من منصبها. خسرت منصبها وربحت نفسها واحترام الناس ومحبتهم. الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، كل الاحترام لكِ". واكتفى المدون السعودي فهد الغفيلي بالقول: "أيُّ عارٍ سيلحق الخونة المطبّعين!"
وشدد الكاتب والناشط السياسي الفلسطيني أدهم أبو سلمية على أن ما فعلته الشيخة مي "تعبير حقيقي عن مواقف الشعب البحريني الأصيل الداعمة للحق الفلسطيني والرافضة لدمج الاحتلال في المنطقة".
ووجهت لها البحرينية عائشة الغنّام الشكر، قائلةً: "وبك كان للمرأة البحرينية بصمة ترفع الرأس #مي_بنت_محمد سنتذكر وقفاتك التاريخية فأصبح منصبك أكبر #البحرين. شكراً من القلب". وكتبت مواطنتها أمل الدوسري: "تحية شامخة مثل شموخك، تحية ممزوجة بالحب كحبك لهذا الوطن الذي يسكن أعماقك ولا يفارقك أبداً... كل التقدير منا لكِ لإنجازاتكِ التي تشهد لها كل المحرق والمنامة بل كل البحرين. دمتِ قامة وهامة عالية أينما حللت".
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ ساعةit would be interesting to see reasons behind why government expenditure on education seems to be declining -- a decreasing need for spending or a decreasing interest in general?
Benjamin Lotto -
منذ ساعتينجدا مهم البحث
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحلو نعرف ان كان اسلوب البرنامج ينجح في خلق نقاش حقيقي حول قضايا حقوق المرأة...
Chrystine Mhanna -
منذ أسبوعصعب يا شربل.. معظم الناس لا يتحدثون صراحة عن تجاربهم الجنسية/الطبيّة وهذا ما يجعل من هذا الملف ضروري
Ahmed Gamal -
منذ أسبوعتقديم جميل للكتابين، متحمس اقرأهم جداً بسبب المقال :"))
Kareem Sakka -
منذ أسبوعما وصلت جمانة لهون الا بعد سنين من المحاولة بلغة ألطف..