شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
هل من مصلحة شيرين عبد الوهاب أن تُعالج

هل من مصلحة شيرين عبد الوهاب أن تُعالج "غصباً عنها"؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة نحن والنساء

الاثنين 17 أكتوبر 202212:39 م

من جديد، تتصدر الفنانة شيرين عبد الوهاب "الترند"، ليس بأعمالها الفنية، وإنما بأخبار مقلقة لجمهورها عن وضعها الصحي والاجتماعي إثر تأكد أنباء إيداعها مصحة للعلاج النفسي قسراً قبل ثلاثة أيام لعلاجها من إدمان المخدرات.

مساء الأحد 16 تشرين الأول/ أكتوبر، تسرّبت إلى وسائل الإعلام أنباء عن قيام محمد عبد الوهاب، شقيق الفنانة، بالتهجّم على مسكنها وضربها وإيداعها قسراً في إحدى المصحات النفسية، وسط تلميحات إلى رغبته في "الحجر" عليها للتحكم في ثروتها. 

وسط تعاطف كبير معها، وغضب عارم مما تعرضت له، خرج شقيق شيرين ووالدتها لإيضاح روايتهما لما حصل، قائلين إن طليق شيرين، الفنان حسام حبيب، كان يرافقها في إحدى الشقق المستأجرة في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة، حيث تعاطيا جرعات كبيرة من المخدرات لمدة ثلاثة أيام قبل أن تتدخل الأسرة "لإنقاذها".

 "حياتها الخاصة بقت مستباحة من الجميع… من كل الأطراف اللي سلبتها صوتها وإرادتها".

محاولة إنقاذ أم اعتداء؟

في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، عبر قناة "إم بي سي مصر"، قال محمد عبد الوهاب: "أختي بتتعرض لعصابة، حسام حبيب و(مديرة أعمالها السابقة) سارة الطباخ. أنا أختي بتضيع، أختي بتنهار. أنا لا ضربتها ولا اعتديت عليها ولا حاجة من اللي بيتقال".

وأضاف: "أستاذ حسام حبيب رجع لشرين من أسبوع، ورجع لها العربية وهي اتنازلت عن القضية وهو ما اتنازلش عن قضايا وضحكوا عليها (...) شيرين كانت مأجّرة شقة في التجمع اللي أنا روحت جبتها منها. جبتها عشان أدخّلها المستشفى عشان بيتعاطوا (هي وحسام) مخدرات".

اتهامات لطليقها حسام حبيب وشقيقها بمحاولة السيطرة على أملاكها… #شيرين_عبدالوهاب مُحتجزة في مصحّة للعلاج النفسي رغماً عنها. الجمهور يعبر عن "حب ودعم غير مشروطين" لها، ويتفق على حاجتها لـ"المساعدة/ الحماية" ويختلف حول مصدر الخطر عليها

وشدد شقيق شيرين على أنه لم يكن يرغب في إثارة هذه الأخبار علناً وآثر القول إنها تعرضت لإصابة في القدم وأودعت المستشفى للعلاج منها، متهماً حبيب والطباخ بـ"التشهير" بشقيقته وفضحها، موضحاً أنه لم يقدم على ما فعل إلا عقب استغاثة والدته به لإنقاذ شقيقته.

ونفى محمد الاتهام بضرب شقيقته، مؤكداً أن فريقاً من المستشفى الذي تُعالج فيه هو الذي اصطحبها في حضوره. وقال إنها لم تكن موافقة على الذهاب للمستشفى، وأنه أدخلها المصحة تحت بند "العلاج الإلزامي".

بوجه عام، تؤكد الطبيبة النفسية المصرية آلاء الدسوقي لرصيف22 أن هناك مواد في القانون المصري تنظم "الحجز الإلزامي" في حالات الإدمان والمرض النفسي، بينها المادتان 13 و18 من قانون الصحة النفسية.

وتنص المادة 13 على أنه "لا يجوز إدخال أي شخص إلزامياً للعلاج بإحدى منشآت الصحة النفسية إلا بموافقة الطبيب النفسي، وذلك عند وجود علامات واضحة تدل على مرض نفسي شديد". أما المادة 18، فتجيز "في الحالات العاجلة" القيام بـ"إبلاغ إحدى منشآت الصحة النفسية بفحص المريض ونقله للعلاج على وجه السرعة".

وتعقّب الدسوقي: "هذا الإجراء مشروع قانونياً،  وبالطبع يعود بالفائدة على المريض لأنه في بعض حالات المرض النفسي ‘لا يكون المريض مستبصراً بحالته‘ ولا يستطيع طلب العلاج بنفسه لذا تُطبق مواد العلاج الإلزامي ونتعامل معها كثيراً في المصحات النفسية".

بالعودة إلى شقيق شيرين، فقد ختم مداخلته بالتأكيد أن موقفه القانوني "سليم 100%" وأنه لن يتخلى عن شقيقته "لو آخر يوم في عمري، لو رقبتي هتطير" في مواجهة من لا يرغبون في أن تُعالج أو تُصبح قادرة على التصرف في شؤونها.

أما كريمة أبو زيد، والدة شيرين، فناشدت في المداخلة نفسها "حماية" ابنتها من حبيب والطباخ، قائلةً إنه عقب حفلها الأخير في تونس تواصل معها طليقها و"قعدوا تحت في الإستديو تلات أيام يشربوا (مخدرات) هي وهو، وطلعت اتخانقت معانا واتخانقت مع بنتها"، مبينةً أن ابنتها طردتها هي وشقيقتها وهددت بطرد ابنتيها إذا اعترضتا على وجود حبيب في حياتها مرة أخرى.

يُذكر أن شيرين قالت في مداخلة هاتفية حديثة مع الإعلامية لميس الحديدي إن حبيب كان يتعمد تشويه أسرتها وإبعادها عنها ليتمكن من السيطرة عليها والتصرف في كل ما تملك.

رداً على اتهامات شقيق شيرين، بتواطؤه مع "العصابة" التي تحاول إلحاق الضرر بشقيقته، قال محامي شيرين، ياسر قنطوش، في مداخلة مع عمرو أديب، إنه تحرك بناءً على اتصال من سارة الطباخ وقدم البلاغ بناءً على روايتها ورواية حبيب بأن شقيق شيرين اعتدى عليها وأجبرها على الدخول للمصحة.

وبينما شدد على أنه لا يهمه سوى مصلحة موكلته، أكد قنطوش أن رواية شقيق شيرين بأنها أودعت المصحة للعلاج من الإدمان صحيحة، معرباً عن استعداده لسحب بلاغه إذا أكد تقرير الخبراء المستقلين من وزارة الصحة المصرية -الذين انتدبتهم النيابة العامة للتحقق من صحة ادعاءات المستشفى المودعة به شيرين بأن حالة الفنانة تستدعي العلاج لمدة شهر- أن شيرين بحاجة للعلاج.

وأضاف قنطوش أنه على استعداد بإخراج شيرين من المصحة على مسؤوليته الشخصية وإيداعها مصحة أخرى تختارها تحت رعاية أسرتها، قائلاً: "لمّا جه ناس من المستشفى بتقرير طبي بيقول إن الموكلة بتاعتي مريضة ومحتاجة علاج ورعاية خدت بعضي والمحامين بتوعي ومشيت وانسحبت فوراً، ولو فيه اتهام وجهته لأخوها عن سوء فهم هبعت بكرا النيابة أسحبه. أنا مش ضد شيرين وأخوها أو أهلها".

"#شيرين_عبدالوهاب بقت بريتني سبيرز #مصر"... لا خلاف بين كل من يحبون شيرين على حاجتها للعلاج. لكن السؤال الذي يبقى عصيّاً على الإجابة: هل ينبغي أن تعالج "غصباً عنها"؟ وهل يُجدي أصلاً "العلاج الإجباري" في حالتها؟

النيابة العامة تُحقق

تفاعلاً مع الضجّة حول شيرين، قالت النيابة العامة المصرية، في بيان عبر حسابها في فيسبوك، إنها "تُحقّق في البلاغ المقدم من محامي الفنانة/ شيرين عبد الوهاب يتهم فيه شقيقها وآخرين بالتهجم عليها داخل مسكنها، واصطحابها لأحـد مستشفيات الصحة النفسية لإدخالها إليه عَنوةً، على إثر خلافات بينهما".

وأوضحت النيابة أنها "سألت مديرَ عام المستشفى والمديرَ الفنيَّ الطبيَّ به، واللذين تناقضت شهادتاهما مع ما ورد بمضمون البلاغ"، مردفةً بأنها "تسعى باستكمال تحقيقاتها إلى جلاء الحقيقة فيها، وتُهيب بالجميع الالتزام بما تعلنه وحدها من بيانات رسمية بها".

"بريتني سبيرز مصر"

عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعرب الكثيرون عن صدمتهم وحزنهم مما يحدث لشيرين، وعن شعور بالحيرة من مصدر الأذى طليقها أم شقيقها، وسط اتفاق واسع على حاجتها إلى "حماية/ مساعدة عاجلة".

واتفقت غالبية المعلقين على "حب ودعم غير مشروطين" لشيرين، مع تعاطف خاص لأن "حياتها الخاصة بقت مستباحة من الجميع… من كل الأطراف اللي سلبتها صوتها وإرادتها".

وشبّه البعض الفنانة المأزومة بالفنانة الأمريكية بريتني سبيرز التي وضعت تحت وصاية والدها لسنوات بذريعة المرض النفسي وعدم الأهلية للتصرف في حياتها وممتلكاتها. غرّدت زينب: "شيرين عبد الوهاب بقت بريتني سبيرز مصر".

وتباين المعلقون بين رافض للحجر على إرادة الفنانة بإيداعها المصحة قسراً متهماً أسرتها بالطمع في ثروتها والإساءة إليها، ومؤيد لأي تحرك "يحميها" من الوقوع "فريسة" لطليقها ومديرة أعمالها السابقة، على حد قوله.

"لو شيرين راجل، مطرب كبير، بيتجوز ويطلق وبيصرف على زوجاته/ عشيقاته، وبيشرب مخدرات، هتروح أخته أو أخوه يضربه علقة ويدخله المستشفى؟ عشان يحجر عليه وياخد فلوسه؟! إذا كانت الإجابة لا، فهي قضية نسوية وفي منتهى الخطورة"

واعتبرت د. هبة دربالة أن "القضية دي بقت قضية نسوية بعد اللي حصل من أخوها وقبول أمها لتصرفاته"، متهمةً الأخ بأن تصرفه ينطلق من قناعته بأنه "أولى بفلوسها" من زوجها/ طليقها. وأضافت: "لو شيرين بتصرف علي جوزها مقابل ضعف عاطفي أو حتى جنسي قدامه فهي حرة!".

وتابعت: "عشان أوصلك فكرتي، لو شيرين دي راجل، مطرب كبير، بيتجوز ويطلق وبيصرف على زوجاته أو حتى عشيقاته، وبيشرب مخدرات، هتروح أخته أو حتى أخوه يضربه علقة ويدخله المستشفى؟ على أمل إنه يحجر عليه وياخد فلوسه؟! إذا كانت الإجابة لا، فهي قضية نسوية وفي منتهى الخطورة".

أمر آخر اعتبرته دربالة مثيراً للقلق في قصة شيرين، وهو أن "المرأة عشان تعيش في سلام لازم تمشي على كتالوج، على  الصراط المستقيم، وتتمالك أعصابها وما تنهارش، لأن ما عندهاش هذا الترف، دا مسموح به للرجال فقط. أما المرأة فهي مهددة بمستشفى المجانين".

ساهم حديث والدة وشقيق شيرين، وتراجع محاميها نسبياً عن موقفه بعد سماعهما أيضاً، في تغير موقف آخرين وميلهم لمهاجمة والشك في نوايا طليقها ومديرة أعمالها السابقة.

في هذا الصدد، كتب الصحافي المختص في الشأن الفني هاني عزب، عبر حسابه في تويتر: "كده عرفنا مين اللي سرب الأخبار للصحافة ومين بيحاول يحسن صورة #حسام_حبيب طول الوقت. عرفنا مين بيحاول يصدر أن أخو #شيرين_عبدالوهاب ضربها بسبب الصلح وتم نفي بشكل رسمي".

وأردف بأن ما يحدث يُثير "ألف علامة استفهام على وجود حسام و#سارة_الطباخ في المستشفي وبيحاولوا يكونوا أوصياء على شيرين ويبعدوا أهلها عنها".

لا خلاف إذاً بين كل من يحبون شيرين، على حاجتها إلى علاج يساعدها في العودة لحياتها الشخصية والفنية قبل ارتباطها بحسام حبيب، لكن السؤال الذي يبقى عصيّاً على الإجابة: هل ينبغي أن تعالج "غصباً عنها"؟

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

ثورتنا على الموروث القديم

الإعلام التقليديّ محكومٌ بالعادات الرثّة والأعراف الاجتماعيّة القامعة للحريّات، لكنّ اطمئنّ/ ي، فنحن في رصيف22 نقف مع كلّ إنسانٍ حتى يتمتع بحقوقه كاملةً.

Website by WhiteBeard