فازت الصحافية والناشطة الإيرانية المعتقلة نرجس محمدي بجائزة منظمة "مراسلون بلا حدود" (RSF) لحرية الصحافة لعام 2022 في فئة "الشجاعة"، فيما نال الصحافي المغربي المسجون عمر الراضي نفس الجائزة عن فئة "الاستقلالية".
أُعلن ذلك خلال الحفل السنوي الثلاثين للجائزة في باريس الاثنين 12 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.وأعلنت RSF عبر تويتر: "تهانينا للصحافي المغربي عمر الراضي الحائز جائزة الشجاعة لعام 2022! كان هذا المراسل الاستقصائي يغطي مواضيع حساسة، منها الفساد لأكثر من عشر سنوات وتعرض لمضايقات قضائية".
وأضافت: "تهانينا للصحافية الإيرانية نرجس محمدي الحائزة جائزة الشجاعة من مراسلون بلا حدود! تعرضت للسجن مراراً خلال الـ12 عاماً الماضية، ولم تتوقف عن تقديم معلومات من السجن حول المحنة المروعة لزملائها المعتقلين السياسيين، وخاصة النساء".
"تُمنح لأشخاصٍ استثنائيين يمارسون الصحافة لأجل ضمان الديمقراطية وحقوق الإنسان"... الصحافية الإيرانية نرجس محمدي تفوز بجائزة مراسلون بلا حدود لحرية الصحافة لعام 2022 عن فئة "الشجاعة"، والمغربي عمر الراضي يفوز بجائزة "الاستقلالية"
كانت "مراسلون بلا حدود" تُشير بذلك إلى إبلاغ محمدي عن تعرض معتقلات على خلفية الاحتجاجات الشعبية التي تبعت وفاة الشابة مهسّا أميني لدى "شرطة الحجاب" لاعتداءات جنسية كأحد أشكال الانتقام والإذلال والتنكيل بهن.
سبق أن نشرت محمدي كتاباً تحت عنوان "التعذيب الأبيض" تضمن شهاداتِ سجيناتٍ سياسيات إيرانيات عن التعذيب الجسدي والنفسي والجنسي الذي تعرضن له في السجون وخلال التحقيقات في فترة الاحتجاز. وقالت الصحافية والناشطة الحقوقية في أيار/ مايو عام 2021: "المحققون يريدون كسر مقاومة النساء، وهذا برنامج هادف، وهؤلاء يتلقون تدريبات منهجية لكسر مقاومة السجينات".
يّذكر أن الصحافيين الأوكرانيين مستيسلاف تشيرنوف ويوهان مالوتكا، وهما الوحيدان اللذان غطيا مدينة ماريوبول الأوكرانية خلال الأسابيع الثلاثة من القصف الروسي العنيف، قد فازا بالجائزة المخصصة لفئة "التأثير".
"ارفع رأسك عالياً"
وفي كلمته قبل إعلان الفائزين بالجائزة، قال الأمين العام لـ"RSF"، كريستوف ديلوار: "في كل عام، تُمنح الجائزة لأشخاصٍ استثنائيين يمارسون الصحافة لأجل ضمان الديمقراطية وحقوق الإنسان، بحيث يمكن مواجهة التحديات التي تواجه البشرية".
"تعرضت للسجن مراراً خلال الـ12 عاماً الماضية، ولم تتوقف عن تقديم معلومات من السجن حول المحنة المروعة لزملائها المعتقلين السياسيين، وخاصة النساء"، لهذا استحقت نرجس محمدي جائزة الشجاعة لعام 2022 من RSF
أما فتيحة الشريبي، والدة عمر الراضي، فقالت خلال تسلمها الجائزة نيابةً عنه: "اليوم، أنا أمثل صوت ابني، الصحافي الاستقصائي المسجون منذ 29 تموز/ يوليو 2020. أنا فخورة بك يا ابني. يجب أن ترفع رأسك عالياً". فاز الراضي بالجائزة عقب منافسة أربعة صحافيين من أفغانستان وكازاخستان وليبيريا والفلبين.
ويقضي الراضي الذي عمل للعديد من الصحف المغربية والأجنبية حكماً بالسجن ست سنوات، أيدته محكمة الاستئناف في الدار البيضاء في آذار/ مارس 2022، عقب توجيه تهمتَي التجسس والاغتصاب إليه. وقد نفاهما مراراً وتكراراً.
اشتهر الراضي بمقالاته الاستقصائية عن الروابط بين المصالح السياسية والشركات الكبرى، فضلاً عن انتقاده الصريح لسجلّ المغرب في مجال حقوق الإنسان. وهو ثاني صحافي يصدر بحقه حكم بالسجن لمدة طويلة، بعد الصحافي سليمان الريسوني الرئيس السابق لتحرير يومية "أخبار اليوم".
وسبق أن نددت منظمات صحافية وحقوقية محلية ودولية بما يتعرض له الراضي وغيره من الصحافيين والناشطين في المغرب، وطالبت بالإفراج السريع وغير المشروط عنه.
وكانت تغريدة الراضي، في نيسان/ أبريل 2019، تضمّنت نقداً لقاضٍ حكم بالسجن على نشطاء في الاحتجاجات التي شهدتها منطقة الريف بين عامي 2016 و2017، الشهيرة بـ"حراك الريف"، فأثارت غضب النظام في المغرب. وهو ما دفع الكثيرين إلى القول إن محاكمته الأخيرة ليست إلا وسيلة "انتقام".
فتيحة الشريبي، والدة عمر الراضي، خلال تسلمها الجائزة نيابةً عنه في باريس: "اليوم، أنا أمثل صوت ابني، الصحافي الاستقصائي المسجون منذ 29 تموز/ يوليو 2020. أنا فخورة بك يا ابني. يجب أن ترفع رأسك عالياً"
وعقب فوزه، أعرب مواطنون وصحافيون مغاربة عن اعتقادهم بأن الجائزة تفي للراضي ببعض حقه في التكريم على سيرته المهنية المميزة، وضد محاولات التشويه باتهامه بالتجسس والاغتصاب.
غرّد أحدهم في تويتر: "الصحافي الكبير عمر الراضي يحصد الجوائز من زنزانته، بينما صحافيو المخزن يحصدون الهزائم - لا أحد يعترف بصحافة المخزن (الموالية للحكومة المغربية). جل المؤسسات المرموقة في العالم وخصوصاً في أوروبا وأمريكا تعتبر الصحافة المخزنية جزءاً من أدوات السلطة المخزنية… شتّان الفرق".
وقال المؤرخ المغربي المعطي منجب في تويتر: "شجاعة هائلة فتيحة (والدة الراضي). تضامني الكامل مع ابنك الصحافي الشجاع الذي فضح فساد النظام".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون