"ألو ألو هنا طهران، أيها الناس، خبر سارّ... أحدّثكم أنا مير أشرافي، مندوب مجلس شورى الوطني... قد فرّ مصدق الخائن... اليوم انتفض الشعب في طهران... وأحرق منزل مصدق ومكاتب صحف 'كيهان' و'اطلاعات' و'باختَر'... وقُطّع حسين فاطمي إلى أشلاء".
كان حسين فاطمي الضحيةَ الوحيدة في ذلك الانقلاب العسكري الدولي ضد حكومة رئيس الوزراء محمد مصدق، في عام 1953؛ وزير خارجية إيران الذي طالما رافق اسمه اسمَ مصدق في الكثير من الإنجازات التي حققتها الدولة وعلى رأسها تأميم النفط وطرد البريطانيين من اقتصاد البلاد.
في رصيف22 نشرت من قبل موادّ عدة عن مصدق وأبعاد الانقلاب العسكري عليه، في الإمكان قراءتها هنا، أما هذه المادة فتتحدث عن حسين فاطمي، الصحافي الذي طبع اسمه على صفحات تاريخ البلاد المعاصر، وعمره لم يتخطَّ 37 عاماً، بالإضافة إلى زوايا قلّما تحدث عنها الإعلام العربي متطرقاً إلى ذلك الجرح العميق في الذاكرة الإيرانية أي الانقلاب ضد محمد مصدق.
وُلد حسين فاطمي عام 1917 في أسرة متدينة في إحدى قرى مدينة أصفهان. مارس العمل الصحافي حينما كان يدرس في الثانوية، ثم أكمل الصحافة في صحيفة "باخْتر" (Bakhtar) المملوكة لشقيقه الأكبر نصر الله.
تحول إلى رمز للنضال ضد الاستعمار البريطاني، تماماً كما كان مصدّق. وفي تلك الأجواء زار العراق، فقوبل باستقبال جيد هناك، لكن حسين وهو في الـ35 من عمره واجه حسد زملائه
قرر أن يدخل الجامعة، فشدّ الرحال نحو طهران، وزاول هوايته الصحافية فيها، حتى خلقت له الصحافة من خلال إعداد التقارير والحوارات فرصةً لدخول أروقة السياسة والتعرف على عالمها العميق.
ترقّى حسين، وتبوّأ منصب رئيس تحرير صحيفة "سِتاره" (النجمة)، ثم عاد إلى أصفهان كي يدير صحيفة شقيقه بعد أن أصبح الأخير محافظ أصفهان، عام 1939.
اعتُقل الصحافي الشاب بعد فترة وجيزة لانتقاداته اللاذعة للحكومة ونواب البرلمان، واشترطت الشرطة لإطلاق سراحه، نفيه من أصفهان، فرجع إلى طهران من جديد.
احتلت بريطانيا وروسيا في أثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945) إيرانَ وفق اتفاق بينهما، وتم نفي الملك رضا شاه إلى الخارج خوفاً من دعمه للزعيم الألماني هتلر، وحلّ محله ابنه الفتيّ محمد رضا.
كان الشاه الجديد ليّناً في الحكم، وترك خلال فترة حكمه مساحةً من الحرية للنشاط السياسي والصحافي، مقارنةً بحكم والده المستبد، فاغتنم حسين وشقيقه الفرصةَ لينقلا صحيفتهما إلى العاصمة.
أولى المحاولات
أصدر حسين العدد الأول من الصحيفة معنوناً بـ"الله، إيران، الحرية"، ليلفت الأنظار إليه لما له من جرأة وصراحة، في حين كان الشعار السائد آنذاك: "الله، الملك، الوطن".
كان يهوى حسين العمل بروح الفريق الواحد، ويتمتع بروح القيادة، وساهم في إنشاء جبهة الحرية للصحافة دفاعاً عن نشاطهم ورداً على أيديولوجيا حزب 'توده' الشيوعي، التي كانت تنتشر في الحقبة الجديدة، بعدما قام رضا شاه بقمعها سابقاً.
تم إيقاف صحيفته في فترات متعاقبة، لكنه لم يتوقف عن النضال. سافر حسين برفقة زملائه الصحافيين إلى فرنسا مشاركاً في مؤتمر صحافي في باريس ليتحدث عن نشاط الشيوعيين في بلاده، وكان ذلك في بداية الحرب الباردة في العالم.
بينما كان الوفد الإعلامي الإيراني في طريقه إلى طهران، ودّع حسين زملاءه ليبقى في باريس بغية استكمال دراسته الأكاديمية، وتحصيل شهادة الدكتوراه في مادة القانون السياسي، ودبلوم في الصحافة.
كتب المقالات للصحف الإيرانية كي يتقاضى ما يسدّ به حاجته المالية في أثناء إقامته في فرنسا. وهناك تلقى نبأ اغتيال رفيق دربه الصحافي المخضرم محمد مسعود، مدير صحيفة "مَردِ اِمروز" (رجل اليوم)، وترك ذلك أثراً كبيراً على نفسيته.
عودة جريئة من باريس
عاد الدكتور حسين فاطمي عام 1948، ومعه شهادتان أكاديميتان، ثم دشّن بعد عام صحيفة جديدة سمّاها "باخْتَر اِمروز"، دامجاً اسمَي صحيفتي شقيقه وصديقه، وغُرف تحريرهما.
ثم انطلق انطلاقةً مدويةً ليصدح بنشاطه الصحافي والسياسي لنيل الحرية، وذلك لم يكن بعيداً عما كان يجري في العالم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، من ازدياد الحركات المطالبة بالاستقلال في أنحاء العالم كافة، فعنون الصحيفة "الموت أو الحرية". أما هذه العناوين والمقالات الانتقادية لم تمرّ بسلام، فبعد 4 أيام تم توقيف صدور الصحيفة، لكن حسين ذا الـ32 عاماً، استمرّ في نشاطه عبر صحف أصدقائه حتى أعادت له الحكومة التصريح بالعمل.
اقترب موعد انتخابات الدورة السادسة عشرة من البرلمان، وكانت تدخلات الحكومة وبلاط الملك واضحةً في اختيار النواب قبل الانتخابات، فاقترح حسين على السياسي المخضرم والنائب البرلماني محمد مصدق، وعدد من الشخصيات الوطنية والجمهور، تنظيم وقفة احتجاجية أمام القصر الملكي.
المقترحان الأول والثاني
لم تفلح تلك الوقفة، لكن بعد فترة قصيرة اجتمعت النخبة الوطنية والقومية في منزل الدكتور محمد مصدق، وهذه المرة اقترح الدكتور حسين، على الحاضرين، إنشاء حزب سياسي، فوافق الجميع وتم إطلاق "جبهه ملي إيران" (الجبهة الوطنية الإيرانية)، وتولى رئاسة قسم الإعلام فيها.
ثمة أحداث عرقلت تلك الانتخابات فأُجّلت إلى وقت آخر، ثم سنحت الفرصة لمشاركة الحزب الجديد فيها، ودخل نحو 7 من أعضاء الجبهة الوطنية البرلمان، وشكلوا أقليةً نافذةً ونجحوا في كسب رئاسة لجنة النفط ليتبوّأها زعيمهم محمد مصدق.
وعقب الضجة التي عمّت البلاد حول النفط واستقلاله عن البريطانيين، اقترح حسين تقديم مشروع تأميم النفط، والمصادقة عليه كي يتحول إلى قانون يلزم الحكومة والملك بتنفيذه.
وهذا ما فعله مصدق وكتلته المؤثرة في البرلمان، حيث مهّدوا الطريق للتصديق على لائحة تأميم النفط، وهي اللائحة التي تحولت إلى قانون عام 1950.
عرسان في آن واحد
عم الفرح أرجاء البلاد، وكأن الإيرانيين انتقموا من البريطانيين بعد عقود من التحقير والسطوة والاحتلال. ومع العرس الوطني أقام حسين عرسه وتزوّج بإجبار أسرته.
كانت الجبهة الوطنية في عزّ شعبيتها ونفوذها في أروقة السياسة، وتسلّم مصدق في 28 نيسان/أبريل 1951، منصب رئيس الوزراء ليتوّج الوطنيون بأعلى انتصاراتهم، وهنا تم تعيين حسين مساعداً للرئيس في الشؤون السياسية والبرلمانية، حتى زكّاه رئيس الوزراء عند الملك، لينقل للأخير التقارير الأسبوعية، وذلك لأن مصدق طاعن في السنّ.
دراما بين الناقد والحاكم
بين جلالة الملك ونائب الرئيس، وكانا في العمر نفسه، ثمة مشاهد درامية مليئة بالتراجيديا، إذ لم يتوقع الصحافي الشاب أن يأتي يوم ينفرد فيه بابن الملك رضا شاه الذي لطالما انتقده بأشد الأساليب.
في أول اجتماع بينهما، سأل الشاه محمد رضا بَهْلَوي، رجل الحكومة والصحافي البارع حسين فاطمي، عن سبب انتقاداته اللاذعة للشاه الفقيد. ردّ عليه الأخير قائلاً: إن والدك ظلم وقتل واستبد وخالف الدستور 20 عاماً، وعليك يا جلالة الملك أن تنأى بنفسك عنه، لأنك متعلم في سويسرا ومدافع عن الديمقراطية، وعليك أن لا تعيد أخطاء والدك كي تبني الوطن.
لم تكن في يد الشاه حيلة تجاه هذه الحكومة التي تختلف عن كل سابقاتها من الحكومات المطيعة له، فهؤلاء وطنيون متعلمون تقف خلفهم حشود من مختلف شرائح المجتمع. اختار الملك زرع التفرقة في صفوفهم، فكان كلما اجتمع بوزير اقترح عليه أن يترأس الحكومة ويكون هو أول الداعمين له، بحجة أن مصدق رجل طاعن في السنّ.
شيئاً فشيئاً، نجح الشاه في مهمته، أي زرع الفتنة في الجبهة الوطنية، ووصل الدور إلى حسين فاطمي، بيد أن الأخير نقل مقترح الشاه إلى رئيس الوزراء، وهنا حذّره مصدق من خداع الملك.
رافق حسين، مصدق إلى مجلس الأمن الدولي في نيويورك عام 1951، وهناك تحوّل إلى متحدث باسم الحكومة، فنظّم مؤتمرات صحافية وحوارات مع الإعلام الأمريكي والغربي وذهب إلى ولايات أمريكية عدة، ليتحدث عن نضال الشعب الإيراني لنيل حقه من مشروع النفط، حتى تحول إلى شخصية إيرانية بارزة.
محاولة الاغتيال الأولى
عاد الوفد الإيراني، واستقال حسين من الحكومة ليشارك في انتخابات البرلمان الذي كان قد تحول ضد حكومة الوطنيين، فنجح في كسب مقعد له. شارك ذات يوم في ذكرى سنوية رفيقه الصحافي محمد مسعود، وحينما كان يتحدث على ضريحه، أخرج شاب في الـ15 من عمره مسدساً، وأطلق رصاصاته نحو البرلماني، ثم صاح: "الله أكبر"... "الله أكبر".
نُقل حسين إلى المستشفى، وفي الطريق قال لمن حوله: "أرأيتم... قد قتلني البريطانيون"، لكنه نجا من الموت، وكان منفذ العملية أحد أعضاء منظمة "فدائيو الإسلام" المسلحة.
نصحه مصدق بأن يذهب إلى ألمانيا للعلاج، فذهب وعاد، وكان البلد يمر بأصعب أيامه، إذ قرر رئيس الوزراء قطع العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا بسبب تدخلاتها في السياسة الإيرانية وعملها ضد حكومته.
لا علاقة مع إنكلترا ولا اعتراف بإسرائيل
لم ينفذ وزير الخارجية حسين نواب، قرار الكابينة الوزارية، فاستقال وحلّ محله حسين فاطمي المريض، وأغلق الأخير سفارة لندن لدى طهران ومنح طاقمها 48 ساعةً لمغاردة البلاد.
ما فعله الوزير لم يكن هيّناً على دولة بريطانية العظمى، فقد اندهش العالم من قرار إيران، ولم يتوقف الأمر هنا بل قام بسحب الاعتراف الإيراني بدولة إسرائيل، ثم أقام مؤتمراً صحافياً أسبوعياً وحوارات كثيرةً مع وكلاء وسائل الإعلام الدولية بغية شرح سياسات مصدق والجبهة الوطنية.
تحول إلى رمز للنضال ضد الاستعمار البريطاني، تماماً كما كان مصدّق. وفي تلك الأجواء زار العراق، فقوبل باستقبال جيد هناك، لكن حسين وهو في الـ35 من عمره واجه حسد زملائه.
باتت الفجوة تكتسح صفوف الجبهة الوطنية، وكان البرلمان أقوى معارضي حكومة مصدق. أما الشاه الذي وجد نفسه محشوراً في زاوية بعيداً عن الحكم، فقَبِل بتخطيط البريطانيين والأمريكيين للقيام بانقلاب عسكري ضد الحكومة.
انقلابان فاشلان من الملك والوزير
في ليلة 16 من آب/أغسطس 1953، وقّع الشاه على كتاب عزل مصدق، فتحركت الصفوف نحو منزله ومنزل وزرائه. لم يستقبلهم رئيس الوزراء، بل ألقى حرّاسه القبض على حاملي رسالة الملك، فتمّ اعتقال وزير الخارجية واقتيد إلى القصر الرئاسي.
فشل الانقلاب صباح اليوم التالي، وفرّ الشاه إلى بغداد، وأُطلق سراح الوزير فذهب إلى مكتب الرئاسة وطلب من مصدق أن يعزل الشاه فوراً. عندها تحول الدكتور حسين فاطمي، وهو الصحافي والقانوني، إلى رجل متشدد جداً وكان العناد من ضمن خصاله الأخلاقية.
لم يقبل الرئيس، فخرج الوزير نحو المظاهرات العشوائية التي خرجت في الشوارع دعماً للحكومة، وخطب في المتظاهرين معلناً نهاية حكم السلالة البلهوية، فهاجم الناس تماثيل الشاه في الشوارع.
ثم توجه وزير الخارجية إلى قصور الشاه، ليختم على الملفات والوثائق هناك، وبعدها عاد إلى مكتبه واتصل بسفراء الدول الأجنبية لدى طهران، طالباً منهم أن يسلّموا الملك إذا ما دخل بلدانهم.
وقيل إنه عندما ذهب الشاه من العراق إلى إيطاليا، لم يأتِ السفير الإيراني لاستقباله في المطار بل خرج بنفسه ليقيم في فندق في روما.
قام حسين بانقلاب مضاد ضد الشاه وجيشه، وحان الوقت حينها ليمارس شغفه الأول، فجلس في مكتب صحيفته "باختر امروز"، وكتب أقسى مقالاته ضد الملكية في 17 و18 و19 من الشهر نفسه، وعنون أحد أعداد صحيفته بـ: "هرب الخائن الذي أراد تدمير البلاد".
لم يقبل مصدق، لظروف حساسة داخلية وخارجية تشكلت ضد حكومته، بعزل الشاه. ولكن القرار البريطاني والأمريكي كان محسوماً لتدبير انقلاب آخر، فونستون تشرشل كان يريد الانتقام من الوطنيين لقطع يد لندن من اقتصاد إيران، وأيزنهاور كان يخشى أن يسيطر الشيوعيون على زمام الأمور، لذا كان لا بد من دعم الشاه، صديق واشنطن.
كانت الفكرة التي دبّرها الغرب، تدور حول أن مصدق سقط بإرادة شعبية وانبعاث وطني، فحشد الجيش البلطجية في الشوارع، الذين كانوا يحثون البسطاء في الأسواق، عبر الغشّ أو القوة، للالتحاق بهم والتحرك في اتجاه إنجاح الانقلاب، وإلى جانبهم الكثير من رجال الدين الموالين للشاه.
نجاح الانقلاب وبدء الحياة السرّية
حدث هذا في صباح 19 من آب/أغسطس، فذهب حسين نحو منزل مصدق، وقبل أن يحاصر الجيش المنزل طلب رئيس الوزراء من وزير خارجيته أن يفرّ من هناك، إذ كان على رأس الأفراد المهددين بالقتل. اعتُقل مصدق ووزراؤه، ونجح الانقلاب.
"ألو ألو هنا طهران، أيها الناس خبر سار... أنا محدّثكم مير أشرافي مندوب مجلس شورى الوطني... قد فرّ مصدق الخائن... اليوم انتفض الشعب في طهران... وأحرق منزل مصدق ومكاتب صحف كيهان واطلاعات وباختر... وقُطّع حسين فاطمي إلى أشلاء".
لكن الوزير كان قد نجح في الهروب، فوصل إلى منزل والد زوجته كي يودّعها ويودّع طفله، ثم راح متنكراً يبحث عن منزل ليأويه. لم يقبل أصدقاؤه المقربون إيواءه خوفاً من النظام الذي رصد جائزةً ثمينةً لاعتقاله.
لم يكن هناك مكان آمن لوزير خارجية إيران ذي الـ35 عاماً، ولا سبيل أمامه سوى أن يطرق باب أعدائه القدماء الذين تعوّدوا على الحياة السرّية منذ وقت طويل.
قَبِل حزب توده الشيوعي، بتأمين مكان آمن له، وكانت مريم فيروز، إحدى قادة الحزب التي تعيش حياة سريةً هناك، وهي ابنة خال الرئيس مصدق، قد قامت بهذه المهمة لأشهر.
أجبرته الظروف الأمنية على تغيير محل اختفائه، وفي المكان الجديد قدّمت إحدى الجارات تقريراً لشقيقها الشرطي حول رجل مشبوه يعيش في المنزل الأمامي، فهاجمت الشرطة المنزل وقبضت على الوزير عام 1953.
محاولة الاغتيال الثانية
بعد 6 أشهر من الحياة السرّية، كان وزير خارجية إيران الشهير داخلياً وخارجياً، في يد ذلك الشاه الذي لطالما تحمّل لسانه اللاذع في اللقاءات الأسبوعية. قضى التخطيط العسكري بأن يُقتل الرجل في أثناء نقله من المخفر إلى الثكنة، وعلى يد البلطجية لكيلا يتحمل النظام مسؤولية قتله.
وبينما هو محاط بالجنود والضباط، هاجمته جماعة 'شعبان بلا مُخ'، مسددةً الضربات نحوه، ثم جاء موعد طعنات السكاكين، بيد أن شقيقته "سلطنت"، التي وصلت لرؤية أخيها، رمت بنفسها عليه وتحملت الكثير من الطعنات.
صباح 9 من تشرين الثاني/نوفمبر 1954، نُقل بسيارة إسعاف إلى ميدان الإعدام، فطلب سيجارةً وبعد أن شربها في حالة عكست عدم خوفه من الأمر الواقع، خلال دقائق، رمى 4 جنود، 8 رصاصات نحوه، ليكون الوحيد الذي أُعدم بعد انقلاب 1953
أذاعت الخبر وسائل الإعلام، وكان نصيب النظام فضيحةً دوليةً، بيد أن حسين وشقيقته نجيا من الموت. بعد أشهر بدأت محاكمته، وكان يُنقل عبر سيارة إسعاف من مشفى الجيش إلى المحكمة.
دافع عن معتقداته وعن زعيمه مصدق، وقَبِل بعقوبة الإعدام. ثم جاءته الوساطة ليقدّم طلباً كي ينال العفو الملكي، فرفض المقترح وهو صاحب إحدى أهم المقترحات في تاريخ البلاد.
صباح 9 من تشرين الثاني/نوفمبر 1954، نُقل بسيارة إسعاف إلى ميدان الإعدام، فطلب سيجارةً وبعد أن شربها في حالة عكست عدم خوفه من الأمر الواقع، خلال دقائق، صوّب 4 من الجنود 8 رصاصات نحوه ليكون الوحيد الذي أُعدم بعد انقلاب 1953.
أما المثير للاهتمام بعد حياته، فهو أن أسرته عاشت في بريطانيا التي ناضل ضدها دبلوماسياً وقانونياً لسنوات، حتى أصبح ابنه "علي"، محامياً فيها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...