28 مُرداد في التاريخ الإيراني، والذي يصادف 19 أب/أغسطس 1953؛ يعني هذا اليوم الكثير للإيرانيين. اليوم الذي، وبعد مرور ما يقارب سبعين عاماً عليه، يبقى يتذكره كثير من الإيرانيين بكثير من الحزن والسّخط.
ما زلت أتذكر عشاءً قبل عشرة أعوام وكان بيننا مخرج إيراني معروف ومخضرم، قد دعي إلى الولايات المتحدة الأمريكية لعرض فيلمه، ورفض السفر. كان بعض الضيوف الشباب يحاولون إقناعه للحضور، إلا أنه كان مصرّاً على موقفه، مشدّداً على: "لا يمكنني نسيان ما فعله الأمريكان يوم 28 مُرداد، وكيف أخمدوا أملنا الكبير". عند ذلك، عرفت كم يمكن للجرح أن يكون عميقاً.
سياسات محمد مصدق، رئيس الوزراء الإيراني الذي تسلم المنصب في 28 نيسان/أبريل 1951 بكثير من الأمل والشفقة على الشعب، ليتخلص من التدخل الأمريكي والبريطاني في شؤون بلاده، ونهب ثروات البلد، حثّ الأمريكان والإنكليز على تدبير انقلاب ضده، وحاكم البلد من دون إرادة، الشاه محمد رضا بَهلوي، الموالي للولايات المتحدة وبريطانيا، ساعد في ذلك، وحاول "تلميع" الحدث تحت مسمى "الانبعاث الوطني".
كان محمد مصدق أول إيراني حاصل على دكتوراه القانون، فقد تخرج من جامعة نيوشاتيل في سويسرا، وقبل ذلك كان قد نال شهادة الماجستير في القانون الدولي من معهد الدراسات الدولية بباريس.
صيف عام 1941، وفي غضون الحرب العالمية الثانية، اجتاحت القوات البريطانية والروسية إيرانَ. بعد ذلك تم نفي رضا شاه إلى خارج البلاد، في جزيرة موريشيوس (معروفة بين الإيرانيين بجزيرة موريس) في المحيط الهندي، وتربع ابنه الشابّ، محمد رضا، على مسند أبيه. عدم خبرة الملك الشاب في إدارة أمور البلاد وعدم اقتداره لاسيما في السنوات الأولى من الحكم، لم يخلقا سوى الصراع بين القوات السياسية وضعف أسس القدرة.
خلال السنوات العشر الأولى من حكم محمد رضا (1941 إلى 1951) تغير رئيس الوزراء في إيران لعشر مرات. من جهة أخرى كانت الرؤية الوطنية في السياسة وبين الشعب تزداد يوماً يوماً، وذلك لم يكن بعيداً عما كان يجري في العالم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية من ازدياد الحركات المطالبة بالاستقلال في أنحاء العالم.
قال المخرج الإيراني المخضرم: "لا يمكنني نسيان ما فعل الأمريكان في الانقلاب ضد مصدق، وكيف أخمدوا أملنا الكبير". عند ذلك، عرفت كم يمكن للجرح أن يكون عميقاً
الجبهة الوطنية الإيرانية
في خضم هذه الأحداث تأسست في إيران "الجبهة الوطنية الإيرانية" (جبهه ملي إيران) عام 1948، وكان محمد مصدق من مؤسسيها البارزين. الشرائح المختلفة المنضمة إلى هذه الجبهة، ورغم اختلافها في الآراء والرؤى، كانت يربطها قاسم مشترك: الرؤية الوطنية، والوقوف أمام التدخل الأجنبي في البلاد.
لم تكن تلك أول مواجهة لمصدق أمام البريطان، فإنه كان قد عارض ما كانت تعتبره بريطانيا مصالحَها في إيران عام 1923، وخلال تصديه وزارة الخارجية الإيرانية. حينذاك كان مشير الدولة رئيساً للوزراء الذي تسلم المنصب بعده رضا خان، فتمّ إبعاد مصدق بميوله الوطنية من القدرة والتمكن، هو الذي طالما اعتقد أن الحكم الملكي في إيران ليس إلا مخلوقاً بريطانياً، فحقد عليه الشاه المستبد ونفاه. ولم يعد مصدق إلى القدرة السياسية إلا بعد نفي رضا خان الذي كان قد أصبح اسمه "رضا شاه" بعد توليه الحكم الملكي.
في أول دورة للانتخابات بعد احتلال إيران من قبل قوات المتفقين (1941) وتنحّي رضا شاه، حاز محمد مصدق على أكثرية الآراء في طهران، فسعى إلى وضع لائحة في البرلمان لا تسمح للحكومة المحادثة مع الدول الأجنبية حول البترول خلال فترة الاحتلال.
من النقاط الأساسية في حياة مصدق السياسية كانت انتخابات الدورة السادسة للبرلمان، التي ساهم الاعتراض على وقوع التزوير فيها إلى تقارب بعض الشخصيات الوطنية ومعارضي البلاط الملكي. من جهة أخرى دخول بعض أعضاء "الجبهة الوطنية" من أمثال محمد مصدق ومظفّر بقائي في 1947، مهّد الطريق إلى التصديق على لائحة تأميم النفط؛ اللائحة التي تحولت، وبجهود وقيادة مصدق، إلى قانون.
وبعد التصديق على قانون تأميم النفط في إيران، تولى مصدق رئاسة الوزراء عام 1951، وكان همّه الأساسي تنفيذ هذا القانون. المحادثات المتتالية للبريطان ووساطة الأمريكان لم تجدِ في شيء، وحتى رفع الدعوى إلى محكمة لاهاي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من قبل بريطانيا، لم تؤثر على مسيرة تأميم النفط، فكان الرجل مصرّاً على موقفه ويرى أن تأميم النفط "يظهر إرادة شعبٍ يريد من خلال ذلك أن يصون استقلاله."، فدافع في لاهاي ونيويورك عن حق الشعب في امتلاك ثروات أرضه.
شركة "إيران وبريطانيا للنفط"، والتي كان لها حصة الأسد في النفط الإيراني لم تشأ أن تخضع للقانون الجديد، فخلع مصدق الإدارة منها، ما أدى إلى خروج مدراء الشركة وأخصائيها من إيران. وحين رفعت بريطانيا الشكوى لمحكمة لاهاي الدولية، لم يعترف مصدق بالمحكمة للنظر في شأن إيراني بحت، فصوتت المحكمة لعدم صلاحيتها، وأحبطت الجهود البريطانية في استعادة إدارة الشركة.
بعد إجراء الدورة السابعة للانتخابات النيابية في إيران وعودة مصدق من محكمة لاهاي، ورغم رغبة كثير من النواب بتصدي مصدق رئاسة الوزراء من جديد، قدّم الأخير استقالته، وكان السبب عدم مواكبة بعض أعضاء البرلمان، وعدم رغبة مجلس الشيوخ في تصدي مصدق للحكم، والخلاف حول منح رئيس الوزراء المزيد من الاختيارات.
تمهيد الطريق لانقلاب 1953
كان مصدق يريد أن يتم تعيين وزير الحرب من قبله وليس من قبل الشاه، "ليقلل من تدخل البلاط فيه، ولتسير الأمور في اتجاه مصالح الشعب"، غير أن الشاه خالف ذلك، فسارع مصدق إلى تقديم استقالته. لكن هذا الأمر لم يدم كثيراً، وعاد مصدق إلى رئاسة الوزراء إثر حركة شعبية في تموز/يوليو 1952.
لكن معارضي مصدق لم يكفوا عن السعي وراء سقوطه، فحثوا الشاه على إقصائه، وأصدر الأخير مكتوباً ينصّ على عزل مصدق إلا أنه لم يتجشم، واعتبر ذلك معارضاً للقانون الأساسي، ثم قام المعارضون بالانقلاب ضد الشاه في 16 أب/أغسطس 1953.
بعد فشل الانقلاب هرب الشاه إلى خارج البلاد، فظن مصدق وأنصاره أن الخطر قد زال، إلا أنه تم إبلاغ مصدق من قبل آخرين بأن هناك انقلاباً آخر على وشك الوقوع.
إلى جانب المؤامرات الأجنبية وتحالفها مع العناصر الداخلية، لا يمكن نسيان دور "البلطجية" في شوارع طهران
الانقلاب الثاني نجح خلال ساعات قليلة، فتم عزل مصدق من الرئاسة، وعاد الشاه إلى البلاد ليستمرّ حكمه إلى خمسة وعشرين عاماً آخر. يعتبر الكثير من المحللين السياسيين في إيران أن عودة الشاه وسقوط مصدق عرقل طريق الديمقراطية في إيران إلى حدّ كبير، وأحبط الجهود التي كانت تأمل في سيادة الشعب في هذا البلد.
كما نُشر فيما بعد في وثائق منظمة التجسس الأمريكية (CIA)، وُضعت خطة الانقلاب ضد حكم مصدق، والتي كانت تسمّى بـ"أجاكس"، بعد نيل تشرشل رئاسة الوزراء البريطانية في تشرين الأول/أكتوبر عام 1952، وانتخاب أيزنهاور رئيساً للولايات المتحدة عام بعد شهر من ذلك.
تمّ التخطيط لسقوط حكم الدكتور مصدق بمساعدة الولايات الأمريكية التي حثتها بريطانيا على ذلك، وعناصر من داخل إيران كانت موالية لبريطانيا والولايات المتحدة، ومن أهم تلك العناصر كان الإخوة "رشيديان"، الذين كانوا يملكون العديد من الشركات التجارية والمصارف في إيران، ومن خلال هؤلاء الإخوة الثلاثة بدأت بريطانيا بخلق الخلافات بين قادة الجبهة الوطنية.
وإلى جانب هذه المؤامرات الأجنبية وتحالفها مع العناصر الداخلية، لا يمكن نسيان دور "البلطجية" في شوارع طهران، والذين كانوا يحثون البسطاء في الأسواق والشوارع بغشّ أو بقوة، للالتحاق بهم والتحرك باتجاه إنجاح الانقلاب، وإلى جانبهم الكثير من رجال الدين الموالين للشاه والذين، كعادتهم، استغلوا معتقدات الناس لتسيير أمور سياسية لا يعرف البسطاء السذّج أنها ستأخذ بهم إلى التهلكة، ومنهم من دأب على تشجيع رؤوس "البلطجية" ليواجهوا المعترضين بعنف، وتثبت الوثائق الأمريكية أنهم كانوا على تواصل مع الولايات المتحدة، ومناصرين للشاه.
تشير بعض التقارير إلى أن دور الولايات المتحدة ودعمها العلني للانقلاب كان نابعاً من مخاوفها من صعود "حزب توده". وفي الحقيقة يعتقد البعض أن قادة البيت الأبيض كانوا قلقين من أن سياسات مصدق سوف تؤدي إلى ازدياد قوة حزب توده ونفوذه، وزيادة توغل الاتحاد السوفيتي في إيران في نهاية المطاف؛ فكان العامل الرئيسي في دعم الولايات المتحدة للانقلاب خوفها من سقوط إيران في فخ الشيوعية، أما بريطانيا فكانت تريد ألا تخسر تلك الحصة الكبيرة من النفط الإيراني.
عزل مصدق وإقامته الجبرية
بعد نجاح الانقلاب تم القبض على محمد مصدق، وسُلّمت الرئاسة إلى "أردشير زاهدي". حوكم على مصدق بالسجن لثلاث سنوات في محكمة شكلية، وبعد أن قضاها مصدق، نُفي إلى قرية "أحمد آباد" بالقرب من طهران، وبقي في الإقامة الجبرية في بيته هناك، إلى أن توفي عام 1967 في مستشفى "نجمية" في طهران.
واصل مصدق خلال سنوات إقامته الجبرية مواقفه ومقاومته، وشكّل بعض المفكرين ورجال الدين وشخصيات سياسية أخرى حركة سميت بـ"حركة المقاومة الوطنية"، حظيت برأي مصدق الإيجابي، وتحولت إلى أبرز الحركات السياسية في تاريخ إيران المعاصر.
تأثير مصدق على الحركات الوطنية العربية
مصدق يؤثر على عبد الكريم قاسم في العراق
يقول الناشط السياسي الإيراني، لطف الله ميثمي، في حوار له عن الانقلاب ضد مصدق، بأن نيكسون في كتابه "الحرب الحقيقية"، تطرق إلى تأثير مصدق على عبد الكريم قاسم: "إن تخيلنا إيران وما كان يهدد الولايات المتحدة من خطر، وكأنها شجرة، فإن جذور هذه الشجرة وجذعها هو مصدق وإيران… ما ألحق مصدق من أضرار بمصالح الأمريكان، لم يلحقها أي أحد حتى ذلك الوقت."
ويواصل حديثه عن تأثير مصدق على رئيس الوزراء العراقي، عبد الكريم قاسم، بأن بعد إعلان تأميم النفط من قبل مصدق، تم تأميم النفط في العراق، فسنّ قاسم قانوناً يؤمّم 95 في المئة من الأراضي النفطية في العراق، حيث لم يبق إلا 5 في المئة من الأراضي التي تحتوي على آبار النفط مشمولة في العقود مع الشركات الأجنبية.
زيارة مصدّق إلى مصر وشارع "مصدق"
في نوفمبر 1951، قام مصدق بزيارة تاريخية إلى القاهرة بدعوة من رئيس الحكومة مصطفى النحاس باشا الذي كان شديد الإعجاب بالخطوات الإصلاحية والتأميمية التي يقوم بها مصدق، حيث وجدها قرارات ثورية ووطنية، تسير على نفس النهج المصري الرافض للهيمنة البريطانية، فوجه الدعوة إليه لزيارة مصر. وزار مصدق مصر وسط استقبال غير مسبوق، حيث يقال بأنه انفجر باكياً متأثراً بحرارة الاستقبال، والاحتفاء من جانب المصريين.
"سبب جلوسي على كرسي أحد الأصدقاء هو أن يعرفوا معنى الجلوس في مكان الآخرين."
من تأثيرات مصدق على مصر، هو أنه بعد تأميم النفط في إيران، اتّخذ رئيس الحكومة المصرية مصطفى النحاس باشا قراراً بإلغاء معاهدة 1936 أمام البرلمان المصري، وهي المعاهدة التي وقعتها مصر مع بريطانيا، واعتبرتها المعارضة بمثابة إقرار بخضوع وتبعية الدولة المصرية إلى بريطانيا، من هنا أصبحتا مصر وإيران في مواجهة مفتوحة مع بريطانيا.
هذه الزيارة أدت إلى تخليد مصر اسم مصدّق بإطلاقه على أحد أهم شوارع منطقة الدقي بمحافظة الجيزة؛ ففي عام 1979، تغير اسم شارع "الإمبراطور بَهلَوي" بحيّ الدقي، إلى شارع "مصدق" بعد أن قرّر الرئيس المصري أنور السادات تخليد اسم مصدق.
وكان من النتائج الأخرى لزيارة مصدق إلى مصر، اعتراف إيران رسمياً بلقب الملك فاروق الجديد "ملك مصر والسودان"، بتاريخ 10 كانون الأول/ديسمبر 1951، وكانت أول دولة تعترف بهذا اللقب.
يصف هيكل شخصية مصدق في هذه الآونة في كتابه "مدافع آية الله"، قائلاً: "كان خليطاً غريباً كزعيم سياسى، فرغم أنه بلغ السبعين إلا أنه كان خطيباً مفوهاً يجيد تحريك العواطف، ومثقلاً بكلّ أحزان الشيعة".
ويتذكر هيكل، أنه حضر عدة مناقشات فى البرلمان الإيرانى وقتئذ، وشاهد وسمع مصدق خطيبا: "أصبحت خصائص أسلوبه في الخطابة مألوفة لدى، فعادة ما كان يبدأ بالتحدث إلى النّواب عن آلام الشعب الإيرانى، إلى أن يتملكه التأثر من بلاغته شخصيًا فينفجر باكيًا، ثمّ يتحول البكاء إلى نوبة سعال، ثم ينهار تمامًا، فيندفع إليه النواب، يقدمون إليه أكواب الماء والكولونيا، والمنعشات ليشمها، وبعد قليل ينجحون فى إعادته للوقوف على قدميه، ويشرع فى مواصلة خطبته، ليغلبه التأثر بنفس الطريقة مرّة أخرى بعد خمس دقائق. كان الجميع يتعجبون من صدق عواطفه، وكان مخلصاً للغاية، وبحلول عام 1951 أصبح تجسيداً لطموحات الشعب الإيرانى."
من دروس مصدق
يقال إنه عندما عقدت جلسة محكمة لاهاي للاستماع للمطالبات البريطانية حول تأميم صناعة النفط، ذهب مصدق مع الوفد المرافق له وبدلاً من الجلوس على المقعد المخصص له، ذهب مصدق وجلس على مقعد مندوب بريطانيا.
قبل بدء الجلسة، قيل لمصدق إن المقعد مخصص للوفد البريطاني، ومقعده هو في مكان آخر، لكن مصدق لم يهتم بذلك وبقي جالساً على الكرسي.
بدأت الجلسة وكان مندوب الوفد البريطاني ينتظر أمام مصدق للجلوس على كرسيه، غير أن مصدق لم ينظر إليه على الإطلاق.
التفت رئيس المحكمة نحو مصدق، وقال إنك جالس على مكان المندوب البريطاني، هذا هو مكانك. فقال له مصدق: "هل تعتقد أننا لا نعرف مكانَ وفدنا، ومكان الوفد البريطاني؟ لا يا سيدي الرئيس، نحن نعرف ذلك جيداً، لكن سبب جلوسي على كرسي أحد الأصدقاء لبضع دقائق هو أن يعرف الأصدقاء معنى الجلوس في مكان الآخرين".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.