شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
تعرفوا على شوارع تونس عبر مصوريها على إنستغرام

تعرفوا على شوارع تونس عبر مصوريها على إنستغرام

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 11 أغسطس 201604:33 م
أتاح ظهور تطبيق انستاغرام المجاني، للمصورين في تونس، كغيرهم من المصورين على شبكة الانترنت، سهولة كبيرة في نشر ما يعرف بـ"الصورة المربعة". وإن كان التطبيق خاصاً بكاميرات الهاتف المحمول واللوح الرقمي، ويستقبل الصور المنجزة بالكاميرا، فإنه وفر بذلك مجالاً خصباً للمنافسة على تبادل الصور والتعليق عليها. جعل العالم الافتراضي المصورين الهواة جنباً إلى جنب مع المصورين المحترفين. والمعيار هو جمالية اللقطة والمشهد، ومدى إثارة أقلام المعلقين عليه. الناظر لهذا المنجز الصوري يجد أن مجمله يتركز على موضوع الشارع، فتتقاطع الوجوه في أرجاء المدينة وتتفاعل بلا حد. ولكل مصور عالمه الذي يفضله. نطل هنا على نماذج من هؤلاء المصورين في تونس، ومنهم أمين بوصفارة وأنس عبيد وغيرهما من المصورين، الذين تزايدت شهرتهم خصوصاً بعد ثورات الربيع العربي، واتساع مجال الحريات، وتراجع الرقابة ومصادرة التعبير الفني.

أنس عبيد: اليومي والحميمي

تستخدم أنس عبيد هاتف iPhone، وتعتبره الوسيلة المتاحة لجميع الناس لالتقاط الصور نظراً لخفته وجودة عدسة آلة التصوير فيه، وانسجامها مع النسق السريع للحياة اليومية. تقول أنس عبيد: "أعمالي الصورية في انستغرام هي تدوين لما هو حميم في يومياتي. كما أكتب تعليقات تحتها في مقاربة بين العمل الصحافي والفني. يبدو لي أنه لا ينبغي إتلاف أو هدر جمالية الصورة المتاحة في كل فضاء مفتوح في الشارع". وتضيف: "ما هو هامشي ومألوف في أزمنة سابقة أصبح اليوم مهماً للغاية في حياتنا، قد تنقلب الآية، ويتحول الهام إلى مبتذل. ويمكن التعريف بهؤلاء الناس من خلال الوسم". وعن اللقطات الشخصية، أو "السيلفي"، تعتبر أنس عبيد أنها تبقى دوماً متعلقة بحدث ما يمكن فهم مدلولاتها من سياقها البصري أو الجمالي. أما الصور، فهي تعرف بهوية البلاد وظواهرها الاجتماعية، الآخذة في التطور، والتشكل باستمرار. إضافة إلى الحث على فهم عدة قضايا مثل البطالة وتهميش الشباب وبث الأمل فيه وتخليصه من الإحباط. فلا يكون المصور مضطراً إلى تركيز العدسة على الوجوه. تعرفوا على شوارع تونس عبر مصوريها على إنستغرام - أنس عبيدons-abid--pluie تعرفوا على شوارع تونس عبر مصوريها على إنستغرام - أنس عبيد 2ons-abid--rue-bourguiba-tunis

أمين بوصفارة: المدينة منظور لها من أبوابها

A photo posted by amine boussoffara (@amineboussoffara) on Apr 17, 2016 at 9:59am PDT
يعتبر أمين بوصفارة أن أبواب تونس القديمة موضوع بالغ الأهمية لديه، خصوصاً باب البحر وباب الخضراء، وهما بابان أثريان يؤديان إلى عمق المدينة العتيقة. فمن الأبواب تعبر كل الشرائح الاجتماعية، وفيها يتقاطع المارة ويقصدون وجهاتهم. يختلط الباعة المتجولون، بالموظفين المتأنقين، والطلاب بالعاطلين. في هذه الأبواب، تلتقي الحضارات وتتداخل، ومهمة الفنان تتحدد في التركيز على التفاصيل المتناهية الصغر. تعرفوا على شوارع تونس عبر مصوريها على إنستغرام - أمين بوصفارةAmine-Bousoffara-Bab-el-bahar-2 في الصور يكون العالم ثابتاً وغير متحرك، وفي صورة واحدة يمكن جمع الاجتماعي بالثقافي بالتجاري، ففي الصورة تصطف دلالات ثلاث في محمول واحد. تعرفوا على شوارع تونس عبر مصوريها على إنستغرام - أمين بوصفارة 2Amine-Bousoffara-bab-el-khadra-tunis-1 يقول بوصفارة: "صحيح نحن نعمل على أرشفة واقعنا من خلال الصورة، لكننا لا نشتغل على العالم المسطح للصورة، بل على كل ما هو حيوي يجمع بين الإنسان والمعمار والعادات. وقد تخفي الصورة الواحدة حنيناً عميقاً للماضي من خلال الملابس، مثلاً الشاشية التي يعتمر بها الرجال، أو السفساري الذي تلتحف به المرأة. إنها علامات لم تمح من واقعنا رغم هجمة التغريب وسطوة اللباس العصري".

صوفية دمق: سحر الجزر

A photo posted by Sofía la quadeuse (@sofialaquadeuse) on Apr 13, 2016 at 11:32am PDT

تنتمي صوفية دمق إلى مجموعة #igerstunisia، وهم شبان يتوزعون على عدة مدن تونسية يعشقون التصوير الضوئي. وتدون صوفية رحلاتها إلى هذه المدن، خصوصاً جزيرتي جربة وقرقنة اللتين تتميزان بشطوط ومحميات طبيعية نادرة. وتشد الضفاف الرملية كثيراً من المتنزهين المتطلعين إلى المجالات المفتوحة الخالية من التعمير المكتظ والمباني المزدحمة. تعرفوا على شوارع تونس عبر مصوريها على إنستغرام - صوفيا دمقsofie-dammak-2 وتقول صوفية إن آلة التصوير تشدها إلى ذكريات طفولتها، أثناء مرافقة جولات العائلة إلى المدن السياحية مثل الحمامات والجم. وقد استهواها دعم السياحة التونسية، التي تعرضت لهزات عنيفة في المدة الأخيرة. كانت البداية بهجوم إرهابي على متحف باردو، ثم المجزرة في حق السياح الأجانب في مدينة سوسة. ولديها رغبة كبيرة في المساهمة في تطوير وتنمية السياحة، وتعتقد أن صورها تساهم في التعريف بوطنها على الانترنت. وقد أصبحت صور صوفية تستقطب ضمن مجموعة #igerstunisia أكثر من خمسة آلاف صديق، كما تحظ بإعجاب وتعليقات الآلاف من المبحرين على شبكة التواصل الاجتماعي. تعرفوا على شوارع تونس عبر مصوريها على إنستغرام - صوفيا دمق 2soffie-dammak-Medina بدأت قصة صوفية مع الصورة، كما تروي، حين حاولت استعادة ذكرياتها وعلاقتها الوطيدة بمدينتها صفاقس عاصمة الجنوب. ورغم تجوالها في أوروبا، إلا أن للمدينة الأم مكانة مثلى لديها، لا سيما مدينتها العتيقة وأبراجها الأثرية التي شملتها أشغال الترميم وإعادة الإعمار خلال حقبات متتالية.

هشام الزفزاف: رفيف الأجنحة

A photo posted by Hichem Azafzaf (@azafzaf) on Mar 15, 2016 at 12:02pm PDT
مثلت الصورة ذات اللونين الأبيض والأسود، التي نشأ على مشاهدتها في طفولته، خير دافع له لمواصلة التصوير، فجماليتها لا تقل قيمة عن تقنية الصورة بالألوان. ويقول هشام الزفزاف إن أول آلة استعملها هي من نوع أولمبيس 40، ساعدته في البداية على تصوير مشاهد مدينية، ثم بحكم نشاطه في جمعية بيئية، اهتم بتصوير عالم الحيوان والطيور المهاجرة بشكل أساسي. ويضيف أن ولعه بمجال الشارع وصخبه، جعله يحاول الاهتمام أكثر بعالم التصنيع والتمدن. ثم تابع تقصي مناطق التماس بين عالم الإنسان والطير في السباخ المنتجة للملح وبعض الشوارع المؤدية للمتنزهات والحدائق. كما يهتم باحتفالية المدينة ليلاً، حين تتكسر الألوان وتتداخل الأشكال في تشويه حميم. وذلك يكشف حجم حاجة الناس للتحاور بصرياً خلال لقاءاتهم ومسامراتهم، وإن لم يحصل التعارف في ما بينهم.

A photo posted by Hichem Azafzaf (@azafzaf) on Mar 17, 2016 at 8:52am PDT

أقنية التواصل الاجتماعي بالنسبة إليه هي طريقة خلاقة لتبادل الصورة وتحفيز التعبير الجمالي، فضلاً عن ربط الصلة بين مصورين من مختلف أنحاء العالم.

وئام شود: طقوس المدينة، احتفالاتها

تعرفوا على شوارع تونس عبر مصوريها على إنستغرام - وئام شودouiem-choud-souk-kebelli من عمق السوق الأسبوعية لمدينة دوز، تختار وئام شود مواضيع صورها. وحسب رأيها تقرب الأحداث اليومية للتسوق الناس مبعضهم من بعض، وتجعلهم في تواصل دائم لا تفكك ولا قطيعة فيه. يمشي الناس في باحات السوق لقضاء لوازمهم، يلتقون ويتجاذبون اطراف الحديث ويستقون أخبارهم. صقلت وئام مواهبها في نادي قبلي للصورة الضوئية، من خلال تنظيم جولات في المدينة وأطرافها. كما يلتقي المصورون في معارض تشكيلية، وملتقيات الصناعات التقليدية، والعروض الفنية التي تدور على هامش مهرجان قبلي الدولي. وتستلهم بعض مواضيعها من أعمال المصور التونسي الناشط في إنستاغرام nadhir mindfreak كما تستفيد من توجيهات أستاذها في التصوير مرزوقي عليوي، ووالدها خامس شهود، المخرج السينمائي. وفي ما يتعلق باهتماماتها المستجدة، تقول وئام إن صور مساعدة الفقراء والمسنين في الشوارع تستهوي المعلقين كثيراً. فتخليد تلك اللحظة بالعدسة، تلخص الكثير بالنسبة إليها كأن ينقل ذلك تعابير المودة البشرية، ومعاني التواصل بين الأجيال كأبهى ما يكون.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image