شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
بعد عقود من انقلاب القذافي عليه وتجريده الجنسية..ليبيا تعيد الاعتبار للملك السنوسي

بعد عقود من انقلاب القذافي عليه وتجريده الجنسية..ليبيا تعيد الاعتبار للملك السنوسي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 27 فبراير 201912:13 م

أقر مجلس النواب الليبي الثلاثاء 26 فبراير/شباط، قرار رد الاعتبار للملك الراحل إدريس السنوسي وأسرته.

وأشار المتحدث باسم مجلس النواب الليبي عبد الله بليحق، إلى أن مجلس النواب الليبي ألغى حكم الإعدام الصادر بحق ملك ليبيا السابق وإعادة الجنسية الليبية له ولأسرته و"حفظ حقهم في التعويض المادي والمعنوي".

من هو الملك السنوسي؟

اعتلى الملك السنوسي العرش عقب استقلال ليبيا، أول بلد في شمال إفريقيا يحصل على الاستقلال، عام 1951. لكن معمر القذافي أطاحه في انقلاب عسكري في الأول من سبتمبر/أيلول 1969، في ما عرف بثورة الفاتح.

لم يكتفِ القذافي حين انقلب على الملكية وأرسى دعائم حكمه المسمى "جماهيرية"، بطرد الملك، بل جرده وجميع أفراد العائلة المالكة من الجنسية الليبية وصادر ممتلكاتهم قبل طردهم من البلاد.

بعد ثورة الفاتح، سافر الملك إلى اليونان ثم لجأ سياسياً إلى مصر التي عاش فيها حتى وفاته عام 1983 عن عمر ناهز الـ 94 عاماً، قبل أن يدفن في البقيع حسب وصيته. أما بقية أفراد العائلة المالكة فطلبوا اللجوء السياسي إلى بريطانيا.

بعد سنوات من إسقاط القذافي، وفي مارس/آذار عام 2014 تحديداً، قررت الحكومة الليبية الموقّتة إعادة الاعتبار للملك السنوسي "باعتباره باني ليبيا الحديثة ومؤسسها".

لماذا رد الاعتبار؟

أوضحت وكالة الأنباء الليبية، آنذاك، أن المادة الأولى من القرار الحكومي الرقم 146 للعام 2014، تضمنت تكليف مصلحة الجوازات والجنسية وشؤون الأجانب تصحيح سجلاتها في ما يخص الملك وأسرته وإعادة الجنسية الليبية إليهم.

كما تضمنت المادة ذاتها تكليف مصلحة السجل العقاري حصر الأملاك الخاصة بالملك الراحل وأسرته، والتي استولى عليها النظام السابق، واقتراح الحلول الممكنة لإعادة هذه الأملاك لورثته الباقين على قيد الحياة.

عدا الظلم التاريخي الذي تعرض له الملك بحرمانه من العرش وتجريده من الجنسية الليبية دون ذنب وطرده خارج البلاد، تعرضت شخصية الملك إدريس لحملة تشويه متعمدة على مدار أربعة عقود، باتهامه بالخيانة والعمالة للغرب.

عدا الظلم التاريخي الذي تعرض له الملك بحرمانه من العرش وتجريده من الجنسية الليبية دون ذنب وطرده خارج البلاد، تعرضت شخصية الملك إدريس لحملة تشويه متعمدة على مدار أربعة عقود، باتهامه بالخيانة والعمالة للغرب.

كانت مساعي تشويه سيرة الملك السنوسي محاولة لتبرير انقلاب ضباط الجيش بقيادة القذافي ضده، غير أن التاريخ والكثير من الليبيين لم ينسيا نضاله ضد الاستعمار وسعيه من أجل بناء ليبيا الحديثة. وجاءت خطوة مجلس النواب الليبي بـ "رد الاعتبار" للملك السنوسي لإسدال الستار على تلك الأكاذيب التي روجها نظام القذافي.

يذكر أن هيئة الإعلام والثقافة الليبية، أعلنت عام 2016 إعداد مسلسل ضخم يوثق مسيرة الملك السنوسي من إنتاج الهيئة واتحاد المنتجين الليبيين للإذاعة والتلفزيون واتحاد مونديال القاهرة للأعمال الإذاعية والتلفزيونية.

ولفتت الهيئة إلى أن فريق إعداد المسلسل سيتضمن أساتذة تاريخ لضمان دقة المعلومات الواردة فيه، وهذا ما اعتُبر محاولة أخرى لرد الاعتبار للملك الراحل وتصحيح الأكاذيب التي رُوّجت عن سيرته.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image