هي المرة الأولى التي يتحدث فيها هانيبال القذافي نجلُ العقيد معمر القذافي، عن ظروفِ احتجازه في لبنان ووصفها بأنها “كانت غير لائقة"، مؤكداً الاثنين في حوار مع وكالة روسية أنه يعاني من مشاكل صحية عديدة ولا يعلم شيئاً عن أوضاع أسرته.
هانيبال ثالث أبناء القذافي الثمانية بالترتيب العمري، محتجز لدى السلطات الأمنية في لبنان منذ العام 2015 بتهمة إخفاء معلوماتٍ بشأن قضية اختفاء الإمام موسى الصدر، وقبل نحو أسبوعين تدخلت روسيا لدى لبنان وأبدت استعدادها لتأمين انتقاله إلى موسكو بهدف منحه الجنسية الروسية.
اختفى موسى الصدر عام 1978 أثناء زيارة رسمية إلى ليبيا مع رفيقيه محمد يعقوب وعباس بدر الدين. ويتهم لبنان وخاصةً الطائفة الشيعية فيها نظامَ القذافي بخطفهم، بينما نفت ليبيا مراراً ضلوعها بذلك مؤكدةً أن موسى الصدر ورفيقية دخلوا الأراضي الإيطالية وفق سجلات الطيران، كما عثر على حقائب اثنين منهم بأحد الفنادق الإيطالية.
مشاكل صحية
نشرت وكالة سبوتنيك الروسية، أول تصريحات خصها بها هانيبال القذافي، الاثنين، بعد أن أرسلت الأسئلة إليه في سجنه وتلقت الأجوبة عليها عبر موكلته ريم يوسف الدبري.
وقال نجل القذافي للوكالة: "وضعي الصحي غير جيد. أعاني عدة مشاكل صحية، بينها أزمة صدرية، وعدم القدرة على التنفس بشكل جيد. أعاني أيضاً ألماً في أسفل الظهر واحتكاكاً في الركبتين والمفاصل ومشاكل جلدية، بسبب عدم تعرضي للشمس" مضيفاً "لدي أيضاً كسر في أنفي وكدمات في رأسي بسبب الضرب الذي تعرضت له أثناء خطفي من سوريا إلى لبنان. أعاني آلاماً في رجلي اليسرى التي لا أستطيع السير عليها بشكل جيد".
وشكا هانيبال (43 عاماً) من عدم السماح له بالتواصل مع "أي إعلام أو صحافة وأي شخص يقوم بزيارتي يمنع من الدخول إلى لبنان في الزيارة المقبلة".
وفيما يتعلق بأسرته (زوجته وأولاده المقيمين في سوريا)، أوضح أنهملم يتمكنوا من زيارته بعد قائلاً "أنا قلق بشأنهم لأنهم ليسوا في مأمن بسبب الأوضاع في سوريا. لا يوجد كذلك من يؤمن لهم طلباتهم، وهم بحاجة إلى والدهم".
وعن نيته العودة للسياسة أو الترشح للانتخابات الليبية في حال الإفراج عنه، قال القذافي: "لكل مقام مقال، لا أستطيع الحكم الآن أو آخذ أي قرار أريد فقط أن أشير إلى أمر هام وهو أني لم أتقلد أي منصب أمني طيلة فترة عملي بليبيا ووظيفتي كانت مستشاراً في النقل البحري فقط لا غير".
ولفت هانيبال إلى أنه اختطف "بتاريخ 6/12/2015 من سوريا على يد عصابة مسلحة، ومن ثم إدخالي بالقوة بصورة غير شرعية من سوريا إلى لبنان في البقاع (غرب لبنان)".
وأشار إلى أنه "تم احتجازه من قبل الخاطفين لمدة أسبوع، وتعرض للتعنيف والتعذيب الجسدي والمعنوي، بهدف إرغامه على البوح بمعلومات عن قضية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه عام 1978".
وأعلنت السلطات اللبنانية تسلمها هانيبال القذافي ديسمبر/كانون الأول عام 2015، بعد ساعاتٍ على إعلان مجموعة مسلحة خطفه واستدراجه من سوريا، خلافاً لما قاله نجل القذافي عن تعرضه للتعذيب طيلة أسبوع قبل أن يتسلمه الأمن اللبناني.
وشدد على أن "علي يعقوب وحسن يعقوب، الذين اختفى والدهما مع الصدر، دبروا عملية خطفه من سوريا استغلوا الخط العسكري لدخولهم إليها وعدم تفتيشهم من قبل السوريين".
وأوضح في الوقت نفسه أنه "محتجز لدى قوى الأمن اللبنانية، وبدوره استلمه قاضي التحقيق العدلي الذي كان يتولى التحقيق في قضية اختفاء الإمام ورفيقيه".
نفي قاطع
نفى نجل القذافي ضلوعه بقضية الإمام موسى الصدر قائلا "لم يكن يوماً لا شاهداً ولا مشتبهاً به ولا مطلوباً أثناء فترة التحقيق العدلي الممتدة من 1981 حتى 2008" مشيراً إلى أن " القرار الاتهامي الصادر بتاريخ 21 أغسطس/ آب 2008 عن المحقق العدلي الذي رفع يد قاضى التحقيق العدلي عن التحقيق وعن القضية، لم يتناوله بأية صفة كانت لا بصفة مشتبه به أو مدع عليه أو شاهد أو حتى مطلوب الاستماع إليه".
وخلص إلى أن "سبب استجوابه هو الخطف وليس لسبب معين في الملف القضائي المقفل منذ عام 2008، فإن قاضى التحقيق اللبناني ليس في ملفه المقفل أي دليل" مستطرداً "إذاً سبب التوقيف ليس قضائياً بل فقط لأنني ابن معمر القذافي".
هانيبال ثالث أبناء القذافي الثمانية بالترتيب العمري، محتجز لدى السلطات الأمنية في لبنان منذ العام 2015 بتهمة إخفاء معلوماتٍ بشأن قضية اختفاء الإمام موسى الصدر، يتحدث لأول مرة عن ظروف اعتقاله.
نفى نجل القذافي ضلوعه بقضية الإمام موسى الصدر قائلا "لم يكن يوماً لا شاهداً ولا مشتبهاً به ولا مطلوباً أثناء فترة التحقيق العدلي الممتدة من 1981 حتى 2008".
هانيبال القذافي اختار وسيلة إعلام روسية ليتحدث من سجنه في لبنان. ماذا قال؟
وتابع: "على إثر عملية خطفي من سوريا إلى لبنان، قام قاضي التحقيق اللبناني الذي أنهى تحقيقاته في عام 2008 باستدعائي كشاهد للإدلاء بمعلومات عن قضية اختفاء الإمام ورفيقيه. وكانت إجابتي خلال فترة الاستجواب، بأني لا أملك معلومات عن القضية وكان ذلك بغياب المحامين".
وأضاف: "ادعى القاضي أنني أكتم معلومات عن قضية اختفاء الصدر، في حين أنه في توقيت اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه عام 1978 كان عمري سنتين، وأنا من مواليد 1976".
مناشدات دولية
وتوجه هانيبال إلى السلطات الروسية قائلاً: "نحن نتطلع إلى دور أكبر من قبل روسيا كدولة عظمى في مثل هذه القضايا الإنسانية التعسفية. وأشكر المجهودات المبذولة لإطلاق سراحي”، داعياً الأمم المتحدة إلى إرسال فريق طبي للوقوف على حالته الصحية.
وختم بقوله: "لو أنهم يريدون البحث عن حقيقة اختفاء الإمام، لماذا لا يسألون من كانوا مسؤولين في تلك الفترة مثل عبد السلام جلود الذي كان مسؤولاً عن الملف اللبناني في سنة 1978" مردفاً "باعتقادي أن اللبنانيين لا يريدون حل هذه القضية".
وأعلنت القاضية اللبنانية ريتا غنطوس 16 يوليو/تموز الماضي، منع هانيبال القذافي من مغادرة البلاد، إثر دعوى قضائية تتهمه بتشكيل عصابة مسلحة والقيام بجريمتي الخطف والقتل في إطار التحقيق السابق الإشارة إليه.
وعلق محامي عائلة القذافي خالد الزايدي، على اعتقال هانيبال قائلاً: "هو دون شك نتيجة فكر طائفي، وهو مجرد تصور خيالي يوقع بسمعة واستقلال القضاء في لبنان".
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، حدثت أزمة دبلوماسية بين لبنان وليبيا، إثر قيام مجموعة شبان ينتمون لحركة أمل التي يتزعمها الإمام الصدر بتمزيق وحرق العلم الليبي من أمام مقر انعقاد القمة العربية الاقتصادية والتنموية في بيروت اعتراضاً على مشاركة وفد ليبي، وانتهت الأزمة بمقاطعة ليبيا هذه القمة.
وبعد أيام من الأزمة، صرح وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، لسبوتنيك: "نعرف أن هانيبال في سجن لبناني ولكن لا يوجد ضده حكم محكمة. برأيي الخاص، هذا أمر غير طبيعي، خصوصاً أنه جرى خطفه حين كان لاجئاً سياسياً في سوريا، وهذا أمر قبيح. لذلك وجوده في السجن أمر غير منطقي ونرغب بوقف هذه المعاناة".
وقبل أشهرٍ قليلة، اعتبرت صحيفة "واشنطن تايمز” الأمريكية احتجاز هانيبال حلقة في مسلسل ليبي قاتم يمكن تسميته "مصير جميع أبناء الرجل القوي". وأوضحت في تقرير مفصل عن أسرة القذافي، أن العقيد الراحل لديه 8 أبناء، قتل ثلاثة منهم في ثورة 2011 إلىجانب والدهم، فيما تشتت أبناؤه الخمسة "في دول عديدة بدرجات متفاوتة من الراحة والأمن والعزلة".
وشددت الصحيفة على أنه "رغم التحقيقات الدولية الموسعة، لم تتمكن أي جهة من معرفة مكان اختفاء أصول القذافي السرية التي تشمل أموالاً نقدية وألماساً وذهباً" تقدر بالمليارات وربما أكثر بكثير.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...