بعد 7 سنوات من اغتياله في ظروفٍ شابَها الغموض والكثير من الالتباس، استأنفت السلطاتُ العسكرية في بنغازي (شرق ليبيا) تحقيقاتِها في مقتل رئيس أركان الجيش الليبي الأسبق، اللواء عبد الفتاح يونس، واثنين من مرافقيه يوم 28 يوليو 2011.
إحياءُ القضية جاء بأمرٍ صدرَ الاثنين عن الفريق خليفة حفتر، القائدِ العام للجيش الوطني الليبي، الذي تولى المنصبَ خَلفاً ليونس قبل فترةٍ قصيرةٍ من واقعة اغتياله.
ويبقى اغتيال يونس واحدًا من أكثر ألغاز ثورة 17 فبراير غموضاً، الرجل كان يوماً ما من بين ضباطِ الجيش الذين ساعدوا العقيد مُعمر القذافي في الاستيلاء على السلطة من الملك إدريس السنوسي عام 1969، ثم أصبح واحدًا من أبرز رجاله لعقود قبل أن ينضمَ إلى الحراك الثوري في بنغازي ضد القذافي عام 2011.
هل دفعت عودة "العيساوي" حفتر لإحياء القضية؟
حفتر وجَه باتخاذ إجراءاتٍ عاجلةٍ والتواصل مع كافة الجهات لتسليم المتهمين في القضية، حتى يتمكن القضاء الليبي من محاكمتهم والقصاص العادل منهم، بما يكفل ردّ الاعتبار لكافة أبناء المؤسسة العسكرية، وصولاً إلى كشف الحقيقة التي غابت طيلةَ السنوات السبع الماضية، بحسب بيان لمكتب إعلام القيادة العامة للجيش.السلطاتُ العسكرية في بنغازي تستأنف تحقيقاتِها في مقتل رئيس أركان الجيش الليبي الأسبق، اللواء عبد الفتاح يونس، واثنين من مرافقيه.. أين توجَّهُ أصابعُ الاتهام في الاغتيال الذي يعتبر أكثرَ ألغاز ثورة 17 فبراير غموضاً؟
"عبد الفتاح يونس لم يكن سعيدًا في الشهور السابقة على اغتياله، بسبب تعيين المجلسِ الانتقالي اللواءَ خليفة حفتر قائدًا لجيش الثوار بدلا منه" بحسب تقارير صحافية ألمانيةأضاف البيان أن المجلس الوطني الانتقالي السابق، الذي تم تشكيله عند اندلاع الانتفاضة ضد القذافي، استدعى يونس "للتحقيق معه في قضية واهية لغرض استدراجه والنيل منه هو ورفيقيه، حيث كان متواجدًا ذلك الوقت بغرفة عمليات الجيش بمدينة أجدابيا (28 يوليو 2011)". يأتي هذا في وقت أظهرت صورةٌ اجتماعَ رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، الثلاثاء، مع وزير الاقتصاد والصناعة الجديد علي العيساوي. وإلى جانب الجماعات المُسلحة، توجد في ليبيا حكومتان فشلت المساعي الدولية في توحيدهما معًا، إحداهما في الشرق (الحكومة المؤقتة) تتبعها قوات حفتر، والثانية في الغرب (حكومة الوفاق)، تحتمي بفصائل مُسلحة وتحظى باعتراف من الأمم المتحدة.
لكن ما علاقة العيساوي باغتيال يونس؟
العيساوي، الذي شغل منصبَ نائب رئيس الحكومة الانتقالية إبان الثورة، تُوجه إليه أصابعُ الاتهام في قضية اغتيال يونس بحجة أنه صاحب قرار استدعائه من الجبهات الأمامية قرب ميناء البريقة النفطي إلى أجدابيا، من أجل التحقيق معه. وفي أكتوبر 2011، قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، إن تقريرًا إداريًا عن اغتيال يونس أظهر أن قرار تشكيل لجنة تحقيق في إدعاءاتٍ عن مخالفاتٍ ليونس أثناء وجوده على الجبهة الشرقية التي كانت تحارب كتائبَ القذافي، "لم يكن قرارًا جماعيًا، إنما صدر عن نائب رئيس المكتب التنفيذي (العيساوي) بصفته، وليس عن المكتب التنفيذي (الحكومة) كهيئة". وأثارت عودةُ الرجل للظهور مجدداً جدلاً واسعاً في البلاد، مثلما فجَرت غضبَ قبيلة العبيدات التي ينحدر منها يونس، ووصفت قرارَ السراج بضمه لحكومة الوفاق بأنه "استفزاز". من جهته انتقد حسام نجل اللواء يونس القرار، وكتب عبر صفحته على فيسبوك: "من قاتل إلى وزير بحكومة العمالة". https://www.facebook.com/story.php?story_fbid=938559216331767&id=100005330912270روايات متناثرة دون حبكة مُكتملة
ساهم تأخرُ تقدمِ قوات جيش التحرير الوطني، تحت قيادة يونس، بعد مُضي 5 أشهرٍ على اندلاع الانتفاضة شرقي ليبيا، في تغذية الشكوك حول وجود اتصالاتٍ سريةٍ للرجل مع نظام القذافي. عزّزَ ذلك حديثُ حكومة القذافي عن وجود عميلٍ مزدوجٍ لها في قلب المجلس الوطني الانتقالي للثوار، ما تسبب في استدعائه للتحقيق معه. وقبيل ثورة 17 فبراير كان يونس وزيرًا للداخلية، وفي الأيام الأولى للانتفاضة تلقى أمرًا بالتحرك من طرابلس إلى بنغازي لإحباط الحراك الشعبي والمسلح ضده. إلا أن الرجل حينما وصل المدينة الساحلية الشرقية، أعلن انضمامه إلى الثوار، وسريعًا تولى قيادةَ الجيش، رُغم عدم ارتياح البعض لذلك، لأنه كان أحد رجال النظام. وإلى جانب اتهام "العيساوي" بالمشاركة في مؤامرة اغتيال يونس، تذهب رواية أخرى تستند على شهاداتِ شهود عيان وتسجيلٍ مصور إلى أن مسلحين إسلاميين هم من قتلوه. في أكتوبر 2011، جرى تداولُ فيديو يُظهر جثةَ يونس وخلفها صوت شخص ما يقول إنه قُتل "على يد أفراد تنظيم القاعدة في بنغازي المنتمين لكتيبة أبو عبيدة... قاموا بقتل الرجل وإفراغ مخزن من الرصاص في صدره، ثم نكلوا بالجثة وأخرجوا عينه اليمنى، وأحرقوا الجثة". وتطابق الفيديو مع ما قاله شاهد عيان وقتها إن نحو 500 من المسلحين المُتشددين كانوا يستقلون حوالي 150 سيارةَ دفعٍ رباعي، استغلوا وجود يونس بمفرده حيث كانت قواته (الكتيبة 36) تقوم بمهامَ في العمق ناحية الجنوب الغربي، وأمسكوا به في أجدابيا قبل يذهبوا به إلى بنغازي ويقتلوه، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط". بينما تقارير لوكالة الأنباء الألمانية بثتها من طرابلس (الواقعة تحت سيطرة القذافي آنذاك)، قالت إن يونس لم يكن سعيدًا في الشهور السابقة على اغتياله، بسبب تعيين المجلسِ الانتقالي اللواءَ خليفة حفتر قائدًا لجيش الثوار بدلا منه، في حين عُيِن يونس رئيسًا لأركان الجيش. وذكرت الوكالة أن أحاديثَ تردّدت بشأن حدوثِ خلافاتٍ جدلية كثيرة بين حفتر ويونس بعد هذه التغييرات حول "الخطط الاستراتيجية العسكرية" لكيفية خوضِ المعارك ضدَّ قوات القذافي.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين