شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
الجدران بدل الجسور: ليبيا تبني جداراً عازلاً على حدود مصر..هل انتهى الربيع العربي؟

الجدران بدل الجسور: ليبيا تبني جداراً عازلاً على حدود مصر..هل انتهى الربيع العربي؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 22 يناير 201902:50 م

بدأت السلطات الليبية بناء جدار عازل على حدودها مع مصر، بهدف "منع تسلل العناصر الإرهابية بين البلدين، ولمكافحة عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية"، بحسب ما نشرته وسائل إعلام محلية.

ويذكّر الجدار الجديد بجدار آخر نفذته تونس في العام 2015 عند حدودها مع ليبيا ضمن خططها "لوقف تسلل الإرهابيين من ليبيا الغارقة في الفوضى إلى تونس" بحسب ما أعلنه حينها مسؤول تونسي.

جدار ليبيا محاكاةٌ لجدار أقامته الجزائر مع ليبيا وتونس في العام 2016، لـ"أسباب أمنية تهم حماية الأراضي الجزائرية من تسلّل المقاتلين الجهاديين"، على حد تعبير مسؤول جزائري وقتها.

فهل صارت الجدران العازلة هي الحيلة الوحيدة التي تحمي بها البلدان نفسها سواء من خطر المقاتلين المسلحين كما هو الحال في العالم العربي؟ أو لمنع الهجرة غير الشرعية كما حدث مع جدار ترامب المثير للجدل بين الولايات المتحدة والمكسيك، والذي ينادي به الرئيس الأميركي حتى من قبل وصوله للبيت الأبيض؟

حين اندلعت شرارة الربيع العربي، حلم الشباب العربي في المغرب العربي بداية بمدّ الجسور والسكك الحديدية من نواكشوط إلى المنامة، حالمين بقطار عربي يمحو سايكس بيكو وكل الحدود التي جاءت بها فاصلة بين العرب، غير أن الجسور لم تُبنَ، بل ارتفعت جدران فصل هنا وهناك ما كانت موجودة قبل الربيع العربي.

فهل الربيع العربي سببُ انتصار العزلة بين العرب؟ أم أن مشيئة الإرهاب تفوقت على عزيمة الشعوب؟

الجدران الممتدة في البلاد العربية عديدة، لعل أقساها جدار الفصل الطويل الذي بنته إسرائيل في الضفة الغربية قرب الخط الأخضر بهدف "منع دخول السكان الفلسطينيين إلى إسرائيل أو المستوطنات القريبة" كما تزعم إسرائيل، بينما يقول الفلسطينيون إنه محاولة لإعاقة حياتهم وضم أراض من الضفة الغربية إلى إسرائيل. جدار الفصل العنصري مثلما تسميه المنظمات الحقوقية الدولية، حوّل الحياة في الأراضي المحتلة إلى جحيم يومي.

جدران سببها الإرهاب

نقلت مواقع ليبية عن وكيل وزارة الداخلية بالحكومة الليبية المؤقتة، العميد ميلود جواد، الإثنين، قوله إن وزارته المتمركزة بمدينة طبرق، الواقعة شمالَ شرقي ليبيا، بدأت رسمياً في بناء جدار على حدود ليبيا ومصر في المنفذ الحدود البري "إمساعد".

وتابع جواد أنه سينتقل الأربعاء المقبل، لمتابعة الأشغال والاطّلاع على المنفذ والاستماع إلى طلبات العاملين في المنافذ البرية والبحرية والجوية وإحالتها إلى السلطات المعنية.

من جانبها ذكرت إدارة معبر "إمساعد" البري في بيان نشرته على حسابها الرسمي على موقع فيسبوك أنها أذنت لشركتي الأمل والنور المتعاقدتين معها، بالشروع ببناء جدار فاصل بين الدولتين الليبية والمصرية، بارتفاع 3 أمتار، وبطول حوالي كيلومتر.

كما نشرت الصفحة عدة صور يظهر فيها عمال عند أشغال الشروع بتنفيذ بناء الجدار.

وتمتد الحدود المصرية الليبية على طول 1200 كيلومتراً، وهي مسافة طويلة سهلت عمليات تسلل بين البلدين، وتقول مصر إنها تشدد إجراءاتها الأمنية على طول الحدود مع ليبيا لمنع وقوع عمليات تسلل.

فيما يقول مراقبون إن حركة التهريب بين الحدود الليبية والمصرية تتسبب بخسائر اقتصادية ضخمة للبلدين، وقدرت بعض المواقع أن مصر وليبيا يخسران نحو مليار دولار سنوياً نتيجة التهريب.

وكانت السلطات المصرية أعلنت الأسبوع الماضي عن عزمها إغلاق منفذ السلوم البري الحدودي مع ليبيا وعدم السماح بمرور الشاحنات داخل الأراضي المصرية والأفراد ممن تقل أعمارهم عن 50 عاماً، في إطار التصدي لتسلل "الإرهابيين" إلى أراضيها بحسب بيان مصري.

وقامت السلطات المصرية في وقت سابق بمنع دخول الليبيين إلى الأراضي المصرية، إلا بعد الحصول على تأشيرات دخول، وألزمت المواطنين الليبيين بالدخول في يوم محدد يكون مدرجاً في تصاريح الدخول.

وفي السنوات الأخيرة طالبت شخصيات إعلامية وسياسية في مصر الجيش المصري ببناء جدار عازل على الحدود المصرية الليبية لمنع الجماعات الإرهابية المتشددة من التسلل نحو الأراضي المصرية والصحراء الغربية خاصة.

وألقت مصر القبض على العديد من المسلحين قالوا إنهم حضروا لمصر عبر الحدود المصرية الليبية.

حين اندلعت شرارة الربيع العربي، حلم الشباب العربي في المغرب العربي بداية بمدّ الجسور والسكك الحديدية من نواكشوط إلى المنامة، حالمين بقطار عربي يمحو سايكس بيكو وكل الحدود التي جاءت بها فاصلة بين العرب، غير أن الجسور لم تُبنَ، بل ارتفعت جدران فصل هنا وهناك ما كانت موجودة قبل الربيع العربي.

الجدران بدل الجسور

في العام 2011 ومع انطلاق موجات الربيع العربي، أغلقت دول عربية جزءًا من  حدودها مع دول عربية أخرى، وفي يوليو من العام 2015 بدأت تونس في بناء جدار وخندق على طول الحدود مع ليبيا ضمن خطط لوقف تسلل الإرهابيين من ليبيا، بعد هجوم دموي على منتجع سياحي تونسي أوقع عشرات القتلى.

وقال حينها رئيس الوزراء التونسي في مقابلة مع التلفزيون الحكومي: "بدأنا في بناء جدار رملي وحفر خندق على الحدود مع ليبيا على على طول 168 كيلومتراً" مضيفاً أن بلاده تدرس كذلك إقامة حواجز إلكترونية على الحدود مع ليبيا رغم تكلفتها الباهضة.

بعد جدار تونس بعام واحد تقريباً، وبالتحديد في أغسطس من العام 2016 بدأت الجزائر في بناء جدار ترابي عازل على حدودها مع ليبيا وتونس، لـ "أسباب أمنية تهم حماية الأراضي الجزائرية من تسلل المقاتلين الجهاديين"، حسب ما نشرته وسائل إعلام آنذاك.

ولم يكن هذا الجدار الوحيد الذي تقيمه الجزائر، بل بنت جداراً آخر على حدودها الغربية مع المغرب، لـ"حماية أراضيها من ظاهرة التهريب".

وقبل الربيع العربي بسنوات طويلة، وبالتحديد في العام 2002، بدأت إسرائيل في بناء جدار الفصل العنصري  يسميه الإسرائيليون "الحاجز الأمني" وهو عبارة عن جدار طويل في الضفة الغربية قرب الخط الأخضر، وبدأ بناء الجدار في ظل انتفاضة الأقصى وفي نهاية عام 2006 فقط بلغ طوله 402 كم، وهو يمر بمسار متعرج حيث يحيط معظم أراضي الضفة الغربية.

 والجدار الأشهر هذه الأيام، هو الجدار الذي يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنشاءه على الحدود مع المكسيك لمنع تدفق المهاجرين حسب زعمه، رغم معارضة الأغلبية في الكونغرس على تمويله، ما أصاب الإدارة الفيديرالية بالشلل، منذ 22 ديسمبر الماضي ولا يزال الشلل قائماً.

وبعد التعطيل الفديرالي بيوم واحد، نشر ترامب على حسابه في تويتر التصميم الذي تم اختياره لبناء جداره، قائلاً  بلهجة متحدية:  "هذا تصميم الجدار الفولاذي، وهو فعال للغاية، وفي الوقت ذاته جميل”.

ويطالب ترامب بإضافة 5 مليارات دولار إلى مشروع الموازنة لتمويل بناء الجدار على الحدود مع المكسيك الذي شكل دعامة برنامجه الانتخابي.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image