كل 10 ساعات تحدث حالة "عنف وكراهية" ضد أحد أعضاء مجتمع الميم في إسرائيل، هذا ما كشفه التقرير السادس لجمعية "المثليين الجنسيين" الإسرائيلية، داحضاً مزاعم إسرائيل بأنها "الوطن المثالي" للمثليين والبلد العادل تجاه الأقليات حسبما تروج لنفسها منذ إلغائها تجريم المثلية.
ولفت تقرير الجمعية الإسرائيلية إلى أنه بالرغم من "زيادة الوعي العام والإعلامي والسياسي بشأن المثليين والمثليات والمتحولين جنسياً من الرجال والنساء"، إلا أن جرائم الكراهية والعنف والتمييز ضدهم ارتفعت بمعدل 54% العام الماضي مقارنة بالعام 2017.
واقع "مرعب" للمثليين
وسجل التقرير الذي رُفع إلى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، حدوثَ 1557 حادث اعتداء على المثليين جنسياً في إسرائيل خلال عام 2018، لم يتقدم سوى 3% من المتضررين منهم بشكاوى إلى السلطات.
وفي إسرائيل تُنشر مادةٌ معادية للمثليين كلَّ 4 دقائق تقريباً. ويوضح التقرير الإسرائيلي أن "قرابة 25% من حالات الاعتداء على مجتمع الميم تحدث في الأماكن العامة 22% منها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أما الحالات المتبقية فتحدث في إطار العائلة، وأجهزة التعليم العالي والقوى الأمنية والمؤسسات الرسمية الأخرى في تل أبيب".
التقرير الإسرائيلي رصد اضطرار 180 شاباً وشابة لمغادرة منازلهم بسبب حالات الكراهية خلال عام 2018 فقط.
وفي هذا السياق، قال مدير عام جمعية "من أجل المثليين الجنسيين" أوهد حيزكي:"يجب علينا معالجة ظاهرة الفئات المهمشة..على الدولة أن تتحمل المسؤولية".
لكن حان آريئالي المسؤولة بنفس الجمعية، أشارت في الوقت نفسه إلى أن "عام 2018 حطم الرقم القياسي من حيث عدد المثليين جنسياً في إسرائيل" مردفةً "لست مندهشة من هذا العدد المرتفع بعد خروج 150 ألف امرأة ورجل إلى الشوارع في مسيرة فخر المثليين، رغم كل ما نتعرض له من محاولات قمع من قبل الكثيرين للإيقاع بنا وإيذائنا".
قوانين "على ورق"
قانونياً، يحظى أعضاء مجتمع الميم في إسرائيل بحقوق غير متوافرة في دول الشرق الأوسط، إذ ألغت إسرائيل تجريم الممارسات المثلية في العام 1988، وجرى حظر التمييز على أساس التوجّه الجنسي في التوظيف في العام 1992.
ومنذ العام 1994، بات بإمكان الأزواج المثليين الاستفادة من المنافع التي يحصل عليها الأزواج من جنسَين مختلفين في القطاعَين العام والخاص “بدءًا بحقوق الزيارة في المستشفيات وصولاً إلى الضرائب والميراث".
وصارت "مسيرة الفخر السنوية" للمثليين حدثاً سنوياً في تل أبيب لكنها تُوَظف سياسياً باعتبارها دليل تقدمية إسرائيل ولاستقطاب السياح المثليين كذلك.
تُنتقد السلطات الإسرائيلية لاستغلالها المثليين، في ما يعرف بالـpinkwashing أو الغسيل الوردي. ويقصد به سعي سلطات الاحتلال لتبييض صفحتها في مجال انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة.
استغلال وابتزاز وتمييز
في المقابل، تُنتقد السلطات الإسرائيلية لاستغلالها المثليين، في ما يعرف بالـpinkwashing أو الغسيل الوردي. ويقصد به سعي سلطات الاحتلال لتبييض صفحتها في مجال انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة بسبب سياسات القمع والتعذيب والقتل التي تنتهجها دون محاسبة بحق الفلسطينيين، فمن خلال إظهار تسامحها مع مجتمع الميم ما يشكك بصدق نوايا "تسامح الإسرائيليين معهم".
وفي الوقت نفسه لا يحظى المثليون بالمساواة الكاملة في إسرائيل على أرض الواقع، ولا حتى القبول الاجتماعي والثقافي حيث تنتشر الثقافة المعادية لهم خاصة من قبل الفئات اليهودية المتطرفة دينياً والحاخامات خاصةً.
علاوةً على ما سبق، يواجه المثليون الفلسطينيون التمييز في إسرائيل كونهم ليسوا يهوداً. كما أشارت تقارير إلى أن أجهزة الأمن والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عمدت إلى ابتزاز مثليين فلسطينيين لاستغلالهم في جمع المعلومات، بحسب مركز كارنيغي للسلام الدولي.
ويشير المركز المتخصص في شؤون ودراسات الشرق الأوسط، إلى أن التباهي الإسرائيلي بالتسامح مع مجتمع الميم وحتى مشاركة شخصيات سياسية بارزة بها في مسيرات الفخر "بعيد كل البعد" عن الواقع المعاش الذي يعاني فيه المثليون كثيراً.
وتنظم فعاليات عدة ضد المثلية في إسرائيل ترفع خلالها اللافتات المناهضة للمثليين والمحرضة على ممارسة العنف ضدهم والقتل بحقهم. ومن أشهر حوادث استهداف المثليين في تل أبيب، إطلاق النار على مركز شبابي لمجتمع الميم أسفر عن مقتل اثنَين وإصابة أحد عشر شخصاً بجروح متفاوتة في أغسطس 2009. وتعرض المشاركون في مسيرات الفخر لحوادث طعن وتهديدات من قبل عديد اليهود المتشددين دينياً مثل جماعة "لاهافا".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ يومالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يومينوالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت