"الإمام المثلي" لودفيك محمد زاهد لرصيف22: تعرّضت للتمييز في المنزل لأني مثلي، وفي الخارج لأني مسلم
الأكثر قراءة
-
حياة
"مُسلّيات وجميلات أم بائعات هوى استثنائيات"... كيف تعيش العشيقات؟
-
ثقافة
أنطونيو سليمان وتحولات السوري دون سرواله
-
ثقافة
أميرة بيزنطية أسلمت على يد الزهراء... حكاية نرجس أم المهدي المنتظر
-
حياة
تنافسنَ على القرب منه... الغيرة بين زوجات الرسول
-
رود تريب
النساء والشعوب وابن تيمية أكثر ضحايا أمير الرحّالة العرب ابن بطوطة
لا يزال المثليون جنسياً يعانون من الوصم في المجتمعات العربية ويواجهون حالة عامة عدائية ترفض وجودهم، وتترجمها حالات اعتداء عليهم تنتشر أخبارها بين حين وآخر. وإذا كان التصور السائد عن المثليين بين المسلمين هو أنهم أشخاص يرتكبون أحد أكبر الذنوب في الإسلام، إلا أن بعض المثليين يصرّون على تمسكهم بديانتهم الإسلامية. وظهر دعاة مثليون مسلمون يقولون للرأي العام إن المثلية لا تتعارض مع الإسلام، في محاولة لتغيير قناعة سائدة. ومن هؤلاء لودوفيك محمد زاهد، أو بالعربية لطفي محمد زاهد، الداعية الجزائري المقيم في فرنسا والذي كان لرصيف22 هذا الحوار معه:
-
من الجزائر إلى فرنسا... أخبرنا قصتك باختصار.
عائلتي في الجزائر محافظة لكن والديّ المسلمين متحرّران إلى حد ما. والدي لم يلتزم حتى بأحد أركان الإسلام، وهو الصيام خلال شهر رمضان المبارك، وقد علّماني أن الإسلام أكثر روحانية من كونه عقيدة دينية. منذ أن كان عمري سنة واحدة، كنّا نتنقل بين الجزائر وفرنسا، ذهاباً وإياباً، وبعد الحرب الأهلية، غادرت الجزائر بشكل نهائي.
في كتابي Le Coran et la Chair، أتحدث عن حقيقة أنني كنت طفلاً خجولاً جداً ومنطوياً، ما دفع عائلتي إلى إبداء تعليقات سلبية تجاهي. كان والدي يناديني كثيراً بـ"crybaby" (طفل بكّاء) و"chick" (صوص) وعادة ما كانت تصدر ضدي العديد من الأفعال الوحشية.
قال لي والدي مرة أنني لست مكتملاً ذكورياً. لكن الأمر كان أكثر صعوبة مع جدي من ناحية الأب، فقد أساء إلي جسدياً كثيراً، ولهذا السبب قررت الرحيل عن العائلة، عندما كان عمري 21 سنة. ولهذا السبب أشعر اليوم بالسعادة للعيش في مدينة مرسيليا، لأنها قريبة من ثقافة شمال إفريقيا، وفي الوقت نفسه تقع في فرنسا، البلد الليبرالي الذي يعترف بحقوق المثليين.
-
كيف بدأت حكايتك مع المثلية الجنسية؟
هذا قدري الذي حملته معي من الجزائر إلى فرنسا منذ سنة 1995، وكانت حينها الجزائر تعيش على وقع الحرب الأهلية. وبعد أن زرت الجزائر في مناسبتين مختلفتين، أقمت في فرنسا بصفة نهائية. اعترفت لعائلتي أن لي ميولاً جنسية مثلية. كان عمري حينها 20 سنة، وكانت بداية مرحلة عصيبة، خاصة أن رد فعل عائلتي كان سيئاً، وهي من بين العائلات المسلمة التي تعتبر العلاقات العاطفية والجنسية مع نفس الجنس محرّمة دينياً. لم يكن سهلاً عليّ أن أقنعهم بأن هذا قدري.
-
كيف تعاطت أسرتك مع ميولك الجنسية؟ هل كنت تمارس حياتك في الجزائر كمثلي علناً؟
-
ما هي أهم العقبات التي واجهتك كمثلي؟ وماذا تفعل لمساندة مجتمع المثليين المسلمين؟
-
كيف ربطت بين المثلية والإسلام؟ وما هي القواعد التي بنيت عليها هذا الربط؟
-
تقول إنه لا يوجد ما يدين المثلية الجنسية في الإسلام، كيف ذلك؟
لم أجد آية في القرآن الكريم تتحدث عن المثلية الجنسية أو المثليين الجنسيين، وكل ما هنالك قصة قوم لوط الذين كانوا يعبدون الأصنام وكانوا يمارسون الجنس مع نفس الجنس بعنف وقوة إلى درجة الاغتصاب، علماً أن قوم لوط لا علاقة لهم بالمثلية الجنسية كما هي متعارف عليها اليوم. في القرآن الكريم أكثر من سبعين آية تتحدث عن قوم لوط، وفي آية قرآنية يقول الله عز وجل: "ما سبق بها أحد من العالمين"، وهذا دليل على أن لقوم لوط ممارسات جنسية رفضها الإسلام، كما أنهم لا يمثلون المثلية الجنسية التي لم تظهر في تلك الفترة، فقد كانت قبل قوم لوط، واستمرت بعدهم.
في مسجد ابن رشد - غوته في برلين
وعندما يستشهد القرآن بأفعال بين أشخاص من نفس الجنس، فإنه يفعل ذلك فقط عندما تمارَس تلك الأفعال تحت الضغط أو بالعنف.
إمام المسجد المثلي لودفيك محمد زاهد: لم أرغب في رفض مثليتي الجنسية ولم أرغب في رفض إسلامي، وعندما اكتشفت أنني يمكن أن أكون كليهما، وجدت السلام
إمام المسجد المثلي لودفيك محمد زاهد: كل ما تدعيه بعض الآراء من أنه يجب قتل المثليين، وإننا نتسبب بنهاية العالم هي أحاديث زائفة، والكراهية المنتشرة في هذه الأيام يصاحبها الجهل والخرافاتوعلاوة على ذلك، تؤكد آية بوضوح أن الآباء "اللوطيين" لم يكونوا مثليين جنسياً، كما نفهم المثلية الجنسية اليوم، فقد جاءت الملائكة لتقديم رسالة إلهية إلى سدوم، وكان من أسوأ ممارساتهم الاغتصاب، هذه الأعمال الجنسية القسرية التي كان في كثير من الأحيان يتم فرضها على أصغر الناس، سواء أكانوا من الشباب أو النساء.
-
هل هناك في تاريخ الإسلام فقهاء لم يعادوا المثلية بشدة؟ مَن؟ ماذا قال كل واحد منهم بالضبط؟
-
ماذا عن نظرة العرب تاريخياً للمثليين. كيف كانت؟ وهل كانت في الماضي أفضل؟
-
ماذا عن نشاطك المثلي في فرنسا وتجربتك في "HM2F"، وتأسيس مسجد يرحب بالمثليين؟
أصبحت إماماً لمسجد في أحد أحياء فرنسا. طبعاً، لم يتقبل المحيطون هذا الأمر في البداية، وتطلب ذلك بعض الوقت لإقناع بعض المعترضين والممتعضين من خلال الاجتهادات وعرض التطورات التي شهدتها بعض الدول الإسلامية والعلمانية. بدأ الكثيرون في فرنسا يتفهمون أن الدين الإسلامي لا يتعارض مع حقوق المثليين جنسياً، وأن هؤلاء ولدوا هكذا ولم يختاروا بمحض إرادتهم أن يكونوا مثليين جنسياً، وقد ساعدني في أن أصبح إماماً بعض التقدميين الذين أصرّوا على أن أصلي بالناس. وبالطبع لم تتم العملية بسلاسة، وهناك مَن طرح الكثير من الأسئلة، ومنها: هل يمكن أن يصلوا وراء مثلي جنسياً؟ هل صلاتهم حلال أم حرام؟ وهل يمكن لمثلي جنسياً أن يصلي بهم؟ ولماذا؟ لقد تطلب تقبلهم لهذا الأمر بعض الوقت، إلى أن تغلبنا على الآراء التي تمثل صراحة نشازاً، بالنظر إلى الاجتهادات الدينية والدراسات العلمية التي أُجريت في هذا المجال، خاصة وأنني استفدت من الدراسات التي أجريتها بنفسي، والتي كانت عوني لإصدار كتاب عن القرآن والجنس سنة 2012، وكانت سندي أيضاً للحصول على الدكتوراه في الإسلام والمثلية.
-
حدثنا عن مجتمع المسلمين المثليين المحيط بك في فرنسا
من مراسم مباركة زواج امرأتين فلسطينية وفنلندية.
يشارك المثليون الجنسيون المسلمون في فرنسا نفس المشاكل النفسية والمعنوية التي تعيشها الأقليات.
الناشط زاك
صنعت الكثير من الصداقات من خلال العمل على توضيح مفهوم المثلية، ومنها صداقات بأئمة مثليين آخرين، وأيضاً بناشطين مثليين، ومن هذه الصداقات زاك إدريس أوستمان، اللاجئ الجزائري المشهور في فرنسا.
-
وبالنسبة لتزويجك مثليين. كيف تزوّجهم؟
وعام 2014، تم ترشيحي في استكهولم لتزويج مسلمين ومنهم سحر ومريم اللتين يعود أصلهما إلى إيران، وباركت زواجهم المدني.
الأكثر قراءة
-
حياة
"مُسلّيات وجميلات أم بائعات هوى استثنائيات"... كيف تعيش العشيقات؟
-
ثقافة
أنطونيو سليمان وتحولات السوري دون سرواله
-
ثقافة
أميرة بيزنطية أسلمت على يد الزهراء... حكاية نرجس أم المهدي المنتظر
-
حياة
تنافسنَ على القرب منه... الغيرة بين زوجات الرسول
-
رود تريب
النساء والشعوب وابن تيمية أكثر ضحايا أمير الرحّالة العرب ابن بطوطة