لم يمر إعلان "نادي الجندرية والجنسانية" في الجامعة الأميركية في بيروت عن "سهرة خاصة بمناسبة هالوين" مرور الكرام، بل أحدث جدلاً، بعدما دعا المفتي السابق للديار اللبنانية إلى إلغاء الحفل ومحاكمة المسؤولين لأنه "عار على لبنان واللبنانيين، وينذر بدمار إلهي للبنان"!
فيما نقلت وسائل إعلامية لبنانية أن ما أطلقوا عليه "نادي الجنس" سيقيم "سهرة جنسية الهدف منها التعرف على شريك جنسي"، قال نادي الجندرية إن الهدف كان "توفير مساحة آمنة لمجتمع مهمّش على حساب استقلاليته الجسدية والتعبير عن الهوية الجنسانية"
السلطة الدينية ورُهاب المثلية
ولدى علمه بالسهرة وجه المفتي السابق محمد رشيد قباني نداء إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ورئاسة وإدارة الجامعة الأمريكية في لبنان، مطالباً بمنع السهرة وإغلاق قاعة "مدام أوم" التي كان الحفل سينتظم بها وطالب بالقبض على "رؤوس منظمي السهرة" ومعاقبة المسؤول في وزارة الداخلية الذي وافق على الترخيص بإقامة هذه السهرة. ودافع نادي الجندرية عن توجهه نافياً علاقة حفلهم بالفجور، مبيناً أن غرضه الحقيقي "هو توفير مساحة آمنة لمجتمع مهمّش على حساب استقلاليته الجسدية والتعبير عن الهوية الجنسانية". وتابع البيان "لم يحمل الحدث أي توقعات على عاتق المشاركين ولم يكن له أي تلميحات جنسية ضمنية من أي نوع". وقال النادي في بيانه "نتفهّم التفاوت بين الناس من الخلفيات المختلفة وعدم المقدرة على تحمّل ترف الرؤية العامة. نحن ندرك الصعوبات الهيكلية التي تجعل بعض الناس أكثر عرضة للخطر من الآخرين، وقررنا عدم الاستمرار في الحدث طالما لم يتم ضمان سلامة الحاضرين، حيث أننا لن نعرّض للخطر رفاهية أعضائنا وأصدقائنا. كان من المفترض أن يكون الحدث مكاناً آمناً للمحادثة، لذلك لم نتمكن إلا من الإلغاء في ظل الظروف الحالية". ومن الناحية القانونية، فإن القانون في لبنان بموجب المادة 534 يعتبر أن أي علاقة "خارج إطار الطبيعة" يعاقب عليها القانون بالسجن بين ثلاثة أشهر وسنة، لكن بعض القضاة خرجوا باجتهادات تقول إن هذه المادة لا تطبق على المثليين، وإن المثلية هي ممارسة لحق طبيعي. ففي عام 2014، حكم قاض بأن الجنس بين امرأة متحولة ورجل لا يمكن اعتباره ممارسة غير طبيعية، وفي العام 2017، أعلن قاض أن "المثليين لهم حق إقامة علاقات حميمية مع من يريدون بدون تمييز على أساس التوجه الجنسي". ويضم لبنان بعض الجمعيات التي تعمل على تحسين الوضع القانوني والإجتماعي للمثليين والمتحولين ومزدوجي الميول الجنسية، ومنها جمعية حلم. لكن هذا لا يمنع من وجود مضايقات يتعرض لها المجتمع المثلي، فقد أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان في وقت سابق أن السلطات في لبنان نفذت مداهمات واعتقالات ضد من يزعم أنهم مثليون، كانوا عرضة للتعذيب والفحوص الشرجية. وفي 20 أكتوبر الجاري، صوت رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري برفض مشروع قانون قدم في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي بجنيف يطالب بإقرار حقوق المثليين.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Apple User -
منذ 10 ساعاتl
Frances Putter -
منذ 10 ساعاتyou insist on portraying Nasrallah as a shia leader for a shia community. He is well beyond this....
Batoul Zalzale -
منذ يومينأسلوب الكتابة جميل جدا ❤️ تابعي!
أحمد ناظر -
منذ يومينتماما هذا ما نريده من متحف لفيروز .. نريد متحفا يخبرنا عن لبنان من منظور ٱخر .. مقال جميل ❤️?
الواثق طه -
منذ يومينغالبية ما ذكرت لا يستحق تسميته اصطلاحا بالحوار. هي محردة من هذه الصفة، وأقرب إلى التلقين الحزبي،...
ماجد حسن -
منذ 6 أياميقول إيريك فروم: الحبُّ فعلٌ من أفعال الإيمان، فمن كان قليلَ الإيمان، كان أيضًا قليل الحب..