شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
ديزني لاند المثليين...هذه أكثر المدن لُطفاً مع مجتمع الميم

ديزني لاند المثليين...هذه أكثر المدن لُطفاً مع مجتمع الميم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 23 يناير 201906:57 م

 التقدم والانفتاح والرقي الثقافي والاجتماعي الذي شكّل لعقود سمعة بعض المدن حول العالم لا يقدم بالضرورة مؤشراتٍ على تقبل تلك المدن مجتمعَ الميم (المثلية الجنسية) هذا ما تؤكده صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير نشرته الأربعاء، وأبرزت الصحيفة أن سن القوانين أو اتخاذ الإجراءات الإيجابية التي تعترف بحقوق المثليين لا يعني تقبل المثليين فالتقبل قصة أخرى تختلف عن الواجهة التي تظهرها تلك المدن "المتسامحة".

وتعترف الصحيفة بصعوبة تحديد موقف البلدان بل وحتى المدن تجاه مجتمع LGBT، وتصف الأمر بـ "المعقد" لاسيما أن الدراسات التي تحاول رصد ذلك تعود إلى المقاييس السياسية أو القانونية مثل حرية الزواج بين المثليين أو قوانين حمايتهم من التمييز.

الواقع VS القوانين

تضع Equaldex ( قاعدة معارف تعاونية لحركة LGBT العالمية تحدد خرائط قانونية المثلية حول العالم)، عدداً من العوامل التي تحدد مدى تقبل المدينة أو البلد للمثلية أو رفضها بما في ذلك حرية تغيير الجنس لكنها لا تصنف البلدان أو المدن من الأفضل إلى الأسوأ تجاه المثليين.

وسعى مؤشر حقوقي إلى قياس مدى اتساق قوانين المدن مع الموقف العام لقيادتها بشأن مساواة المثليين مع بقية فئات المجتمع عبر الولايات المتحدة. ووجد أن 78 مدينة من بين 506 مدن أمريكية حصلت على "درجة كاملة" من 100، مثل كليفلاند في ولاية أوهايو، التي سبق لها أن حظرت زواج المثليين والزواج المدني.

واعترفت الحملة بأن مؤشرها لا يعكس ولا يمكن أن يعكس تقبل المدينة للمثليين من عدمه.

وحاولت دراسات استقصائية عالمية أخرى تقييم مدى تقبل المدن مع مجتمع الميم من حيث شعور المثليين بها بالأمان في المواقف العامة والحياة الليلية تحديداً. وتوصلت الدراسة التي قام بها وقع Nestpick للإسكان في عام 2017 شملت آلاف الأشخاص إلى أن مدريد وأمستردام وتورنتو جاءت بالمراكز الثلاث الأولى في ترتيب المدن الأكثر تقبلاً للمجتمع المثلي.

مؤشرات أكثر دقة

يوضح ميرين جونز، رئيس تحرير مجلة Curve، المعنية بالمثلية الجنسية في نيويورك: "تتركز معاقل ثقافة تقبل المثليين غربَ أوروبا وكندا".

في حين يؤكد أندريه دو بليسيس، المدير التنفيذي للجمعية الدولية للمثليين والمتحولين جنسياً وثنائي الجنس، أنه يمكن اعتبار حجم مجتمع LGBT في المناطق الحضرية مؤشراً على تقبلهم، لافتاً إلى أن العديد من أعضاء مجتمع الميم ينتقلون من المناطق الريفية نحو المدن أملاً بحياة أكثر حرية وتسامحاً على حد قوله.

وتوصلت دراسة أجريت حول نسبة المثليين بالولايات المتحدة إلى أن سان فرانسيسكو تمتلك النسبة الأكبر من أعضاء LGBT في البلاد بنسبة 6.2 ٪ وعادةً ما يطلق على سان فرانسيسكو لقب "عاصمة المثليين في العالم" لتسامحها التام مع المثليين ما يؤكد قول دو بليسيس.

أما غرايم ريد، مدير برنامج حقوق مجتمع الميم التابع لهيومن رايتس ووتش فيوضح أنه "بينما يعتبر البعض كيب تاون وجوهانسبرج قِبلةَ المثليين، يتعرض المثليون ذوو البشرة السوداء هناك إلى العنف والاغتصاب لا سيما في المناطق الفقيرة” ما يدحض النظرية تماماً.

ووجدت دراسة أجريت في عام 2017، أن أربعة من كل 10 من المثليين في جنوب أفريقيا يعرفون شخصاً قُتل بسبب "الاشتباه بأنه مثلي" ويتعرض المثليون السود (49%) لخطر الاغتيال بسبب هويتهم الجنسية بمعدلات تفوق ضعف الخطر المحدق بالمثليين البيض (26%).

لندن وباريس اللتان تتمتعان بسمعة جيدة من حيث تقبل المثلية، شهدتا ظواهر تناقض هذه السمعة حيث ازدادت جرائم الكراهية ضد المثليين في السنوات الأخيرة. وخلص تقرير لحملة Stonewall البريطانية المدافعة عن حقوق المثليين في عام 2017 إلى أن 25٪ من مجتمع LGBT في لندن تعرضوا للمضايقة أو الاعتداء.

كولومبيا والبرازيل وانقلاب على المثلية

ريو دي جانيرو، ثاني أكبر مدينة في البرازيل، تعتبر مقصداً سياحياً للمثليين منذ سنوات، فقد بذلت جهوداً هائلة في سبيل إرساء برامج مكافحة العنف الذي يستهدف الطلاب المثليين وحظرت التمييز في النوادي الليلية، غير أنها شهدت العام الماضي ارتفاعاً قياسياً في عدد الهجمات العنيفة ضد المجتمع حر الجنس. ومع وجود حكومة يمينية متطرفة كالمنتخبة حديثاً، تزداد المخاوف من تفاقم العنف تجاه المثليين.

ويلفت ريد إلى أنه: "مع انتخاب الرئيس جايير بولسونارو، الذي ينتقد المثلية الجنسية، وسبق أن قال إنه يفضل أن يكون له ابن ميت بدلاً من ابن مثليّ الجنس، قد تتشوه سمعة ريو كوجهة ينشدها المثليون، ويزداد العنف بها ضدهم".

في بوغوتا بكولومبيا، وهي عاصمة بلد ذكوري بامتياز محافظ اجتماعياً، حدث تقدم لافت بل مفاجئ في مجال حقوق المثليين، مع انطلاق عشرات الآلاف في "بوغوتا برايد" ( مسيرة فخر المثلية في بوغوتا) رافعين لافتات "لا تراجع إلى الخلف".

وتم تعيين أنجليكا لوزانو كوريا، العضو السابق في مجلس مدينة بوغوتا، كأول شخص مثلي الهوية بمجلس الشيوخ في مارس/آذار الماضي.

ورغم سَنِّ حكومة كولومبيا قوانينَ تسمح للأشخاص من نفس الجنس بالتبني والزواج في عام 2016، ومنح المتحولين جنسياً الحق بتغيير هويتهم الجنسية في الوثائق الرسمية في العام 2015، إلا أن هذا قد يوحي بأن بوغوتا "صديقة" ومتسامحة مع مجتمع LGBT، إلا أن الحقيقة ليست كذلك.

 فقد أحيطت مسيرة بوغوتا برايد هذا العام بمقاومة وخشية من الحكومة اليمينية للرئيس الجديد، إيفان دوكي الذي يعارض  علناً اتفاق السلام الذي يضم جميع مثليي الجنس، والذي وقعه سلفه خوان مانويل سانتوس مع المتمردين اليساريين في مجموعة فارك في عام 2016. كما يزعم نشطاء أنه يعارض زواج المثليين وحقوق التبني.

وتشير مارثيلا سانشيز، مديرة منظمة كولومبيا دايفرسا، الرائدة في مجال حقوق المثليين، إلى أنه “ رغم تعهد الحكومة بألا تكون هناك انتكاسات لحقوق المثليين، فإن تعيين عدد من المسؤولين المناهضين لأعضاء مجتمع الميم، واستقواء الحركات الدينية الراديكالية التي تروج خطاب الكراهية والأفكار المغلوطة عن المواطنين المثليين أمر مثير للقلق".

حياة مثلية "مزدهرة" بمدن متشددة

في المقابل، تشير الغارديان إلى وجود "ازدهار ورواج سري" للمجتمعات المثلية في بعض البلدان التي تتبنى مواقف متشددة تجاه مجتمع LGBT، مثل إيران والمملكة العربية السعودية.

ويقول إيد سالفاتو، خبير سفر مثلي: "من المثير أنك تجد المثليين في بعض الأماكن مثل موسكو وسانت بطرسبورج يحظون بتجمعات نابضة بالحياة، رغم قوانين الحظر هناك".

حتى في دبلن عاصمة أيرلندا التي تتسم بأنها بلد كاثوليكي متشدد توجد بها مجتمعات مثلية مزدهرة، حسبما يوضح أندرو رينولدز، مؤسس مبادرة أبحاث حقوق المثلية في جامعة كارولينا الشمالية، مردفاً " دبلن بمثابة ديزني لاند المثليين الآن، ما لم يكن ممكناً توقعه قبل 20 أو 30 عاماً.. أصبحت دبلن بالذات وأيرلندا عموماً مكاناً أكثر حباً وتقبلاً للجميع".

وحتى عام 2015، كان المثليون يضطرون لإخفاء ميولهم الجنسية أو مغادرة البلاد بسبب التمييز ضدهم، حتى اعترفت أيرلندا بحق المثليين بالزواج احتراماً لنتيجة استفاء شعبي، حيث تقبل 62٪ من الناخبين هذا الحق وقالوا: نعم.

بعض المدن تبدو تقدمية في الظاهر، إلا أن تجارب أعضاء مجتمع LGBT بها تكشف قصصاً مغايرة تماماً لما تدّعيه تلك المدن.
التقدم والانفتاح والرقي الثقافي والاجتماعي الذي شكّل لعقود سمعة بعض المدن حول العالم لا يقدم بالضرورة مؤشراتٍ على تقبل تلك المدن مجتمعَ الميم (المثلية الجنسية) هذا ما تؤكده صحيفة الغارديان البريطانية.
أين تقع معاقل تقبل المثليين عبر العالم؟ تقرير عن أكثر المدن لطفاً مع مجتمع الميم وعن مدن فاجأتنا بقسوتها رغم ادعائها التسامح.
لندن وباريس اللتان تتمتعان بسمعة جيدة من حيث تقبل المثلية، شهدتا ظواهر تناقض هذه السمعة حيث ازدادت جرائم الكراهية ضد المثليين في السنوات الأخيرة.

كلمة السياسة

أثرت النجاحات السياسية لأعضاء مجتمع الميم للغاية في نشر ثقافة التصالح معهم وتقبلهم، بحسب الغارديان، وكان أبرز التطورات انتخاب مينابوليس كبرى مدن ولاية مينيسوتا بالولايات المتحدة العام الماضي لأندريا جنكنز، أول امرأة أمريكية من أصول أفريقية متحولة جنسياً في منصب عام في الولايات المتحدة.

كما انتخبت مدينة بالم سبرينغس بولاية كاليفورنيا، ذات الأغلبية المِثلية، مجلساً كاملاً لها يعرف بأنه مثلي الجنس. وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أصبح جاريد بوليس أول حاكم ولاية مثلي الجنس في الولايات المتحدة.

وفي بولندا، إحدى أكثر الدول الكاثوليكية المحافظة في أوروبا، انتخب المواطنون في مدينة سووبسك الصغيرة العام الجاري عمدة مثلي الجنس يدعى روبرت بيدرون. وكان بيدرون تعرض قبل بضع سنوات لاعتداء بسبب ميوله الجنسية.

في كاتماندو بنيبال، أصبح سونيل بانت أولَ مسؤول منتخب على المستوى الاتحادي من المثليين في آسيا في عام 2008، ما أثار جدلاً واسعاً. ويعتبر رينولدز الأمرَ دليلاً على أن " كاتماندو أصبحت أكثر تسامحاً مع المثليين عمّا كانت عليه في السابق" مضيفاً "هي ليست مكاناً مثالياً للمثليين بأي حال، لكنها الآن أكثر صداقة وتقبلاً لمجتمه الميم".

وتستخلص الغارديان أنه حتى مع سن القوانين الأكثر تقدمية بالنسبة لحقوق المثليين والتمثيل العادل على المستوى السياسي إلا أن ذلك لا يعكس بالضرورة سيادة ثقافة "تقبل المثليين والتسامح معهم"، أو نفي التمييز الذي لا تكشفه سوى التجربة المعيشية الواقعية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image