تلملم مريم (54 عاماً)، مستلزمات عملها على عجالة، صباح كل يوم، فتضع علبةً بلاستيكيةً، غالباً ما تكون علبة لبن فارغة داخل كيس، وتغلقه بإحكام، وتمر على زوجها المريض وهو ممدد على كنبة مريحة أمام التلفاز، تضع بجانبه أدويته مع عبوة ماء فاتر، تقبّل جبهته، وتودعه، وتخرج مخلفةً وراءها رائحة سكّر محروق في المكان، ونثرات من العسل العالقة على يد باب المنزل.
قليل هو حجم جهد مريم في مثل هذا الوقت من السنة، ذلك أن ذروة عملها تزداد في فصل الصيف، ومع ذلك، لا تتهاون في التمسك بأي فرصة عمل حتى في "عز" أيام المطر، وتتنقل بين أكثر من حافلة مواصلات عامة، قبل أن تصل إلى منزل واحدة من زبوناتها، لكي تقوم بإزالة شعرها بالسكر "الحلاوة" المخبأة بإحكام داخل العلبة.
مريم واحدة من نساء أردنيات قابلهن رصيف22، يعملن في نظام يُسمّى في هذا العصر "فري لانس"، لكنه لا يشبه "الفري لانس" الذي نعرفه، سواء في حجم الجهد الذي يتطلبه، أو في المردود المادي من ورائه. ربما النقطة الوحيدة المشتركة في مهنهن، أنها من دون تأمين صحي، وهو بحد ذاته أهم مطلب لهن.
الشغل مش عيب، لكن إذلال المرأة التي تعيل أسرتها هو العيب.
"انهدّ حيلي من التعب"
تقول مريم لرصيف22، مفضلةً عدم ذكر اسمها الحقيقي: "بدأت أعمل في هذا المجال بعد أن أصيب زوجي بجلطتين في الدماغ أدتا إلى صعوبة في حركته، منذ قرابة تسعة أعوام، ونحن لم نحظَ بنعمة أن يكون لنا أبناء أو بنات حتى يسندونا في عجزنا، فوجدت نفسي بين يوم وليلة معيلةً لزوجي ولمنزلي، وأدركت أن لا حرفة أو موهبة أمتلكها، خصوصاً أنني لم أُنهِ دراستي".
يظهر على يدي مريم التعب الواضح، وتضيف بصوت منهك: "انهدّ حيلي من التعب"، فمهنتها الصعبة أدت في أكثر من مرة إلى إصابتها بأمراض في مفاصل اليد، وتضيف: "في إحدى المرات، وبعد أن يئس الطبيب من أدوية التهاب المفاصل، هددني بأنه سيلجأ إلى إجراء عملية ليدي اليمنى إن لم أرتح قليلاً، صرخت وقلت له: حرام عليك دكتور بكرا بنموت من الجوع".
توقفت مريم عن زيارة الطبيب، واكتفت بالمسكّنات، لأن قدرتها المادية لا تسمح بزيارات متكررة للعلاج. "مهنتي ليست فقط من دون ضمان اجتماعي، بل أيضاً لا تشمل تأميناً صحياً، وهو أمر مكلف، وزوجي المريض أحق مني به". وهنا تستذكر حين أصيب زوجها بالجلطة الثانية، وكان الوقت فجراً، فاستدعت الإسعاف الذي نقله إلى مستشفى خاص قريب. "عندما رأيت فاتورة إقامته ليومين في غرفة العناية المركزة، سقطتُ أرضاً وأنا أبكي، من أين لي أن آتي بهذا المبلغ الذي يفوق كل قدراتي؟ ساعدتني بعض زبوناتي حينها بدفع الفاتورة".
"الشغل مش عيب، لكن إذلال المرأة التي تعيل أسرتها هو العيب"، تقول مريم في ختام حديثها، فلا السبعون ديناراً (مئة دولار)، التي تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية "لمساعدة" الأسر المعوزة، كافية لإعالتها هي وزوجها، ولا برامج التمكين الاقتصادي التي تتغنى بها مؤسسات دعم المرأة قوية بحيث تنقذ بيتاً كاملاً، وفق تعبيرها.
يظهر على يدي مريم التعب الواضح، وتضيف بصوت منهك: "انهدّ حيلي من التعب"، فمهنتها الصعبة أدت في أكثر من مرة إلى إصابتها بأمراض في مفاصل اليد، وهددها الطبيب بأنه سيلجأ إلى إجراء عملية ليدها اليمنى إن لم ترتح قليلاً، فقالت له حرام عليك بكرا بنموت من الجوع
الحل هو العمل
تأخذ أم نضال (63 عاماً)، زاويةً مساحتها كافية لركن حافلتها، تعدّل غيار السرعة، وتضعه على "الأول"، وترفع قدمها عن الفرامل، وتنتبه مع صوت رفعها لفرامل اليد بأن موعد عملها قد حان. تنزل من الحافلة، وتبدأ بإخراج المعدات من الصندوق الخلفي، وتنصب عربتها في الشارع، وتبدأ بتوزيع "المونة" على العربة، وهي تغني بصوت جهوري: "يلا عالدراي، يلا عالترمس، عالمشوي والمسلوق يلا".
أم نضال واحدة من الأردنيات اللواتي أصبحن مشهوراتٍ، فهي صديقة كثير من الناس الذين يمرون من منطقة الصويفية في العاصمة عمّان، وهي منطقة ممتلئة بالأسواق، وتكثر فيها الحركة، لذلك اختارتها تلك المرأة الستينية لتنصب فيها عربتها التي تبيع من خلالها الذرة المشوية والمسلوقة، والفول، والترمس.
يستحيل ألا تقابلك أم نضال بابتسامة في أول لحظة لقاء تجمعك بها، وهي تقف أسفل شمسية اهترأت من عوامل الجو. تغنّي باستمرار وتحاول بكل ما أوتيت من إصرار، إخفاء تعب الزمان الظاهر في تجاعيد وجهها، وفي يديها المنكمشتين من شدة البرد.
"أشحد يعني؟"، قالت أم نضال ضاحكةً، عندما قابلناها وسألناها عن ظروف عملها، وتضيف: "أنا يمّا كنت أبيع غزل البنات، وبلالين زمان، حتى لا أجعل بناتي السبعة، وزوجي المريض، يشعرون بالجوع، واليوم أصبحت أبيع الذرة والترمس والفول، ولا أخجل من أي نظرة، أو من سؤال أسمعه كثيراً: كيف امرأة بتبيع بالشارع؟ البعض يسأل أين زوجي أو أهلي، ولا أخجل من الرد عليهم، وأصبحت اليوم معروفةً بالست الجدعة التي تكافح من أجل عائلتها".
سألنا أم نضال عن قيمة ما تجنيه في اليوم الواحد، وقالت: "أحياناً أعود إلى منزلي ومعي 20 ديناراً (35 دولاراً)، وأحياناً خمسة دنانير (8 دولارات)، عملي يعتمد على الحظ: الطقس، ومزاج المارين من الشارع". ويبلغ الحد الأدنى للأجور في الأردن 220 ديناراً (310 دولارات).
البعض يسأل أين زوجي أو أهلي، ولا أخجل من الرد عليهم، وأصبحت اليوم معروفةً بالست الجدعة التي تكافح من أجل عائلتها.
"الشغل مش عيب"، كما تؤكد أم نضال. "العيب هو أن ندّعي أننا عاجزون، وأن نمد يدنا لأي إنسان حتى يساعدنا، وما بالك إذا كان أقرب المقرّبين قد تخلوا عنا؟ الحل دائماً هو العمل". وتشير إلى أنها تخاف من المرض، لكنها تتجنب الحديث عنه، فتقول ضاحكةً: "أنا مليون شيء في جسمي يوجعني، بس بعمل حالي مش منتبهة".
"من يحمينا من غدر الزمان؟"
أما منى (42 عاماً)، فهي قصة كفاح ذات طابع إضافي، فزيادةً على مهنتها كطباخة من منزلها لموظفين ومتابعين لصفحتها، فهي تكافح مرض السرطان من جهة، وتسعى إلى تأمين متطلبات أبنائها الطلبة من جهة أخرى، خصوصاً بعد أن انفصلت عن زوجها قبل عامين.
تنظّم منى، وهو اسم مستعار، جدول الطبخ حسب مواعيد جلسات العلاج الكيميائي الذي تخضع له، وتقول عن تجربتها لرصيف22: "الذي استطاع أن يقهر الفقر، وينتصر على الحاجة، يستطيع أن يتغلب على مرض السرطان، وأنا أكيدة أنني سأغلبه".
تعمل منى ما يقارب 12 ساعةً يومياً، في الطبخ، وأيضاً في إيصال الوجبات إلى الموظفين والمنازل، ناهيك عن الجهد الليلي لإعداد طبخات اليوم التالي مثل لفّ ورق العنب، ونقر المحاشي، وتحضيرات الصلصات التي تأتي حسب الطلب، وتحصل وسطياً على ما قيمته 25-40 ديناراً (35-50 دولاراً) في اليوم.
وتبيّن أنها تحصل على علاج السرطان مجاناً، لكن في غير ذلك من الأمراض هي غير مؤمنة صحياً، لأنها تعمل في مهنة غير منظمة، وهنا تقول: "لومي ليس على الحكومة التي لم تؤمّن للنساء اللواتي يعملن من بيوتهن ضماناتٍ صحيةً واجتماعيةً، بل على المنظمات التي تدّعي أنها تدافع عن حقوق المرأة، لكنها لا تسندنا ببرامج اقتصادية تحمينا، وتحمي أبناءنا من غدر الزمان".
وفي دراسة أصدرتها جمعية "معهد تضامن النساء الأردني"، نهاية العام الماضي، كشفت أنه عادةً "تميل النساء إلى العمل في الأعمال المنظمة، وعملهن في القطاع غير المنظم فيه انتهاك للعديد من حقوقهن، مثل الفجوة في الأجور بين الجنسين، والحصول على وظائف ذات أجور متدنية، والتعرض للمضايقات والتحرشات الجنسية، واضطرارهن إلى استخدام المرافق الصحية التي يستخدمها الرجال، وعدم شمولهن بالمزايا التي نص عليها قانون العمل الأردني من إجازات سنوية أو مرضية أو أمومة، بالإضافة إلى ظروف العمل القاسية التي تتعارض مع التشريعات الوطنية، والمعايير الدولية".
تعمل منى ما يقارب 12 ساعةً يومياً، في الطبخ، وأيضاً في إيصال الوجبات إلى الموظفين والمنازل، ناهيك عن الجهد الليلي لإعداد طبخات اليوم التالي مثل لفّ ورق العنب، ونقر المحاشي، وتحضيرات الصلصات التي تأتي حسب الطلب، وتحصل وسطياً على 25-40 ديناراً في اليوم
هل التقنين ممكن؟
تواصل رصيف22، مع مسؤول في العلاقات العامة لوزارة التنمية الاجتماعية الأردنية، فضّل عدم ذكر اسمه، وسألناه عن سبب غياب الوزارة عن وضع برامج حماية صحية واجتماعية للنساء اللواتي يعملن في مهن غير منظمة، وكان رده: "من الأفضل لهن، وحمايةً لأرزاقهن، ألا نركّز ونتابع عملهن، ذلك لأنها مهن غير منظمة، وإذا ما اضطررنا إلى التدخل كوزارة، سيضطررن للخضوع لقوانين وأنظمة العمل المنظم وشروط الضمان الاجتماعي".
وأضاف: "حمايةً لهن نحن لا نتدخل"، لافتاً في ختام حديثه إلى أن الوزارة إذا ركزت على تلك المهن، فإنهن سيدخلن في دوامة أنظمة وقوانين ستقيّد حرية عملهن.
في المقابل، نفى المحامي المختص بشؤون الدفاع عن قضايا المرأة، عاكف المعايطة، في حديثه إلى رصيف22، "منطقية" ما قاله المسؤول الوزاري، فحسب وجهة نظره: "تستطيع الدولة أن تضع منظومة حماية للنساء اللواتي يعملن في مثل تلك المهن من دون شكل مؤسسي، ليس لأن الدستور والقوانين تكفل التأمين الصحي المجاني للمواطنين فحسب، بل لأن هذا النوع من المهن يندرج في قائمة العمل الحر، والعمل الحر أصبح له وجود ثابت في سوق العمل الأردني".
على الدولة أن تكفل وجود ظروف بيئية مناسبة للعمل في تلك المهن، وتضمن أسس السلامة.
وأضاف المعايطة: "المسؤولية لا تقع على وزارة التنمية فحسب، بل أيضاً على وزارة العمل التي يجب أن تكفل وجود ظروف بيئية مناسبة للعمل في تلك المهن، وتضمن أسس السلامة، خصوصاً وأن كثيراً من المهن التي تعمل فيها نساء بشكل حر، قد تشكل خطراً على حياتهن، سواء في الأدوات التي يستخدمنها، أو في بيئة العمل نفسها، ومدى سلامتها".
بدورها، تبيّن سمر محارب، وهي المديرة التنفيذية لمؤسسة "أرض" التي تقدّم خدماتٍ قانونيةً للاجئين وللنساء، أنه ووفق حالات قابلتها المؤسسة لنساء يعملن في مهن غير منظمة مثل "العربايات"، و"الواكس"، والطبخ من المنازل، وتصفيف الشعر في المنازل، وغيرها من المهن، فإن هؤلاء النساء يتعرضن لكثير من الانتهاكات، كالاستغلال الذي أدى في حالات كثيرة إلى جعلهن "غارماتٍ" ومشبعاتٍ بالديون.
وأفادت في حديثها إلى رصيف22، أن فتح باب الاشتراك في مؤسسات الضمان الاجتماعي لمن يعملن في مهن غير منظمة، لم يشجع النساء العاملات على الاشتراك، لأن رسوم الاشتراك تُعدّ مكلفة بالنسبة إليهن، وبرأيها فإن المشكلة الأساسية تكمن في غياب برامج التمكين والحماية لهن من قبل مؤسسات المجتمع المدني.
وختمت: "هذه الفئة من النساء تُعدّ مهمشةً، ونتمنى لقطاع المؤسسات المشغلة الداعمة للمرأة أن تلتفت إليها بشكل أكبر".
انضم/ي إلى المناقشة
jessika valentine -
منذ أسبوعSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع
محمد الراوي -
منذ شهرفلسطين قضية كُل إنسان حقيقي، فمن يمارس حياته اليومية دون ان يحمل فلسطين بداخله وينشر الوعي بقضية شعبها، بينما هنالك طفل يموت كل يوم وعائلة تشرد كل ساعة في طرف من اطراف العالم عامة وفي فلسطين خاصة، هذا ليس إنسان حقيقي..
للاسف بسبب تطبيع حكامنا و أدلجة شبيبتنا، اصبحت فلسطين قضية تستفز ضمائرنا فقط في وقت احداث القصف والاقتحام.. واصبحت للشارع العربي قضية ترف لا ضرورة له بسبب المصائب التي اثقلت بلاد العرب بشكل عام، فيقول غالبيتهم “اللهم نفسي”.. في ضل كل هذه الانتهاكات تُسلخ الشرعية من جميع حكام العرب لسكوتهم عن الدم الفلسطيني المسفوك والحرمه المستباحه للأراضي الفلسطينية، في ضل هذه الانتهاكات تسقط شرعية ميثاق الامم المتحدة، وتصبح معاهدات جنيف ارخص من ورق الحمامات، وتكون محكمة لاهاي للجنايات الدولية ترف لا ضرورة لوجوده، الخزي والعار يلطخ انسانيتنا في كل لحضة يموت فيها طفل فلسطيني..
علينا ان نحمل فلسطين كوسام إنسانية على صدورنا و ككلمة حق اخيرة على ألسنتنا، لعل هذا العالم يستعيد وعيه وإنسانيته شيءٍ فشيء، لعل كلماتنا تستفز وجودهم الإنساني!.
وأخيرا اقول، ان توقف شعب فلسطين المقاوم عن النضال و حاشاهم فتلك ليست من شيمهم، سيكون جيش الاحتلال الصهيوني ثاني يوم في عواصمنا العربية، استكمالًا لمشروعه الخسيس. شعب فلسطين يقف وحيدا في وجه عدونا جميعًا..
محمد الراوي -
منذ شهربعيدًا عن كمال خلاف الذي الذي لا استبعد اعتقاله الى جانب ١١٤ الف سجين سياسي مصري في سجون السيسي ونظامه الشمولي القمعي.. ولكن كيف يمكن ان تاخذ بعين الاعتبار رواية سائق سيارة اجرة، انهكته الحياة في الغربة فلم يبق له سوى بعض فيديوهات اليوتيوب و واقع سياسي بائس في بلده ليبني عليها الخيال، على سبيل المثال يا صديقي اخر مره ركبت مع سائق تاكسي في بلدي العراق قال لي السائق بإنه سكرتير في رئاسة الجمهورية وانه يقضي ايام عطلته متجولًا في سيارة التاكسي وذلك بسبب تعوده منذ صغره على العمل!! كادحون بلادنا سرق منهم واقعهم ولم يبق لهم سوى الحلم والخيال يا صديقي!.. على الرغم من ذلك فالقصة مشوقة، ولكن المذهل بها هو كيف يمكن للاشخاص ان يعالجوا إبداعيًا الواقع السياسي البائس بروايات دينية!! هل وصل بنا اليأس الى الفنتازيا بان نكون مختارين؟!.. على العموم ستمر السنين و سيقلع شعب مصر العظيم بارادته الحرة رئيسًا اخر من كرسي الحكم، وسنعرف ان كان سائق سيارة الاجرة المغترب هو المختار!!.