شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
أهم أحداث مرت على الإيرانيين في عام 2022

أهم أحداث مرت على الإيرانيين في عام 2022

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الثلاثاء 3 يناير 202306:35 م

عام كئيب مر على الإيرانيين وسط تتابع أحداث هامة عصفت بهم على مدار الاثني عشر شهراً الماضية، والتي ستبقى آثارها ممتدة في حياة المواطنين طيلة السنوات القادمة. تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، تعاقبت على إيران وهزت الشارع في بعض الأحيان، وبقيت عالقة بذاكرة المواطنين لن تمحو بسهولة.

في هذا التقرير نستعرض أبرز الأحداث التي شهدتها إيران في عام 2022.

أزمة الحجاب واحتجاجات إيران

شرعت حكومة إبراهيم رئيسي من التيار المحافظ، بتشديد دوريات الحجاب عند حلول صيف العام الماضي، وبذلك بدأت الصراعات تتبلور في الشوارع بين الضباط الذين يتقنون لغة القوة وبين فتيات لا يخضعن لأوامر الشرطة في ارتداء حجاب كامل وسط حرارة الجو.

في خضم إصرار النظام على التدخل في شؤون المواطنين/ات، اندلعت شرارة الاحتجاجات التي قادتها النساء وجيل z، بعد وفاة الشابة مهسا أميني في نهاية ذلك الصيف الساخن في مخفر شرطة الحجاب

ومنذ أن تداول الإعلام المحلي حكاية إطلاق أربع رصاصات على رياضي بسبب حجاب زوجته، تنبأ المراقبون للشأن الإيراني أن صيف العام سيكون أكثر سخونة واضطراباً بسبب عودة المتشددين لسدة الحكم ونظرية تطبيق الشريعة في جميع مجالات الحياة.

وبعد أحداث متتالية شبه يومية من أزمة الحجاب، وفي خضم إصرار النظام على التدخل في شؤون المواطنين/ات، اندلعت شرارة الاحتجاجات التي قادتها النساء وجيل z، بعد وفاة الشابة مهسا أميني في نهاية ذلك الصيف الساخن في مخفر شرطة الحجاب.

تحولت وفاتها إلى غضب عارم، إذ رأى كثيرون من الباحثين الاجتماعيين أن الشعب الإيراني لن يعود إلى ما كان عليه قبل وفاة مهسا.

وفي غضون 100 يوم من الاحتجاجات، قُتل ما يزيد عن 500 شخص بينهم أطفال ونساء وأفراد أمن، وهناك مئات الجرحى، كما فاق اجمالي عدد المعتقلين 18 ألف شخصاً، حسب تقارير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية في النرويج.

ومن أهم الأحداث التي شهدتها إيران بعد أزمة الحجاب هي كثرة ارتياد الفتيات في الشوارع والأماكن العامة دون حجاب الرأس، وظاهرة "إسقاط العمائم" من رؤوس رجال الدين.

المسيّرات الإيرانية على رؤوس الأوربيين

بعد أسابيع من النفي، اعترف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أن بلاده قد سلمت روسيا كمية من الطائرات المسيّرة، وأكد على أن الأمر كان قد حدث "قبل بدء الحرب في أوكرانيا"، بيد أن الغرب كشف ذلك منذ أول مسيّرة إيرانية قصفت كييف.

وبعد ممارسة ضغوط إعلامية وسياسية وحشر النظام الإسلامي الإيراني في زاوية، شن الغرب مجموعة من العقوبات الجديدة على البلاد، كرد منه على تزويد روسيا بطائرات دون طيار.

وبين من حذر داخل طهران من عواقب كارثية في زج البلاد بالحرب على أوكرانية لصالح بوتين، لمح المرشد الأعلى علي خامنئي إلى اعتزازه بتصدير الدرونز بشكل غير مباشر، "كانوا يقولون قبل سنوات أن صور المسيرات الإيرانية مفبركة ومعدلة بالفوتوشوب، واليوم يحذرون من خطورتها، ويطالبون بمحاسبة إيران من خلال مساءلتها لماذا تبيع أسلحتها لهذا الطرف أو ذاك".

وتعتبر صناعة تطوير الطائرات بدون طيار في إيران، من الصناعات الدفاعية الاستراتيجية حيث تم تعزيز ترسانة البلاد من الطائرات المسيرة، وقد استخدمتها طهران من قبل في هجمات مميتة على ناقلات نفط، وقواعد تستضيف قوات أمريكية في العراق، ومنشآت نفطية هامة في السعودية، وأحياء إسرائيلية، وفي الحرب السورية كذلك.

كما هناك حديث إعلامي من تخطيطات أمريكية إسرائيلية لتوجيه ضربات جوية على مصانع الطائرات داخل إيران، ويبدو سوف يتحقق ذلك في العام الجديد، مع عودة بنيامين نتنياهو إلى رئاسة إسرائيل من جديد.

الاتفاق النووي في غيبوبة والدولار فوق الخيال

كان جلياً للإيرانيين أن عودة التيار المحافظ للرئاسة الجمهورية في انتخابات هي الأقل مشاركة في تاريخ النظام في عام 2021، كان بمثابة التصعيد في التوتر مع دول العالم، وعملياً فقد دخل الاتفاق النووي عام 2022 الغيبوبة بعد امتناع المحافظون من التشبث بمسار إحیاء العودة للاتفاق وعدم رغبتها باحياء الصفقة التي حسنت أوضاع البلاد الاقتصادية عام 2015 في زمن الاصلاحيين.

رفع نسبة تخصيب اليورانيوم، وإغلاق كامیرات مراقبة للأنشطة النووية التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتصعيد السياسي، وعدم المحادثات مع الولايات المتحدة بشكل مباشر، أيأس الجانب الغربي من إيران المحافظة. وشيئاً فشيئاً بدأت الأزمة الاقتصادية تتبلور في الشارع.

كانت زيادة سعر المعكرونة بنسبة 200 بالمئة، في أيار/مايو أشبه بعاصفة ‏حيرت الجميع، رغيف الخبز هو الآخر استعد لرفع ثمن شرائه علی قرار غلاء القمح في ‏البلاد.

ونفذت وزارة الاقتصاد خطتها المتمثلة في إحصاء كمية بيع رغيف الخبز إلكترونياً على المواطنين، كي تزود المخابز بالدقيق المدعوم حكومياً وفق ذلك، ووسط استياء الناس، أعلنت الوزارة بعد أشهر أنها فخورة بخطتها التي أتاحت لها المعرفة الرقمية لعدد رغيف الخبز التي يأكلها المواطن. 

واستمر الحال حتى هبطت قيمة العملة الوطنية أمام الدولار، مما تسبب بفوضى اقتصادية وغلاء فاق التوقعات بعد انهيار القدرة الشرائية، حيث يساوي اليوم الدولار الواحد نحو  400 ألف ريال إيراني.

الهروب من الوطن... زيادة الهجرة

"المؤسسات الحكومية تكاد أن تفرغ من النخب"؛ هكذا وصف رئيس المؤسسة الوطنية للموارد البشرية والتوظيف ميثم لطيفي، في حزيران/يونيو، أوضاع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مما يدل علی تصاعد وتيرة الهجرة لدی النخب من أطباء وأكاديميين وروّاد أعمال وخريجين وأساتذة ومهندسين.

ويعيش نحو 4.04 ملايين من المواطنين الإيرانيين خارج البلاد حسب إحصائية صرحت بها أمانة المجلس الأعلی للإيرانيين، إذ تستضيف كل من ألمانيا والسويد وهلندا وفرنسا، العدد الأكبر من الجالية الإيرانية الأوروبية، حسب تقارير الأمم المتحدة.

سياسياً يحتل جواز السفر الإيراني، مرتبة الـ105 من بين 199 دولة، مما جعل مواطنيها من رجال الأعمال والتجار والمشاهير والنخب وهواة السفر وغيرهم، يبحثون عن جواز سفر دولة أخری للحد من العقبات الدولية التي تحدث لهم.

أزمة اقتصادية، تقييد الحريات، الحرمان من المشاركة في العملية السياسية، انتهاكات متكررة لحقوق الإنسان، عدم الأمل بمستقبل البلد، وقطع الإنترنت متى ما شاءت الحكومة من أبرز موجة الهجرة التي اجتاحت البلاد، حيث يتم هجرة 65 ألف إيراني سنوياً.

وقررت الحكومة رفع تكاليف الهجرة للراغبين عبر زيادة خيالية لأسعار الحصول على الشهادات الأكاديمية، أو التضييق في منح الأوراق القانونية. وبعد الاحتجاجات، سارعت الحكومة على إغلاق الحدود بالنسبة للفنانين والرياضيين والمطربين، ونجوم السينما، ومشاهير منصات التواصل عبر حجز جواز السفر.

وفي أغرب حدث، أعادت السلطات رحلة طائرة كانت قد أقلعت من مطار طهران نحو دبي، حيث هبطت الطائرة في جزيرة كيش في الخليج لإنزال زوجة وابنة أسطورة كرة القدم الإيراني علي دائي، الذي أيد الاحتجاجات الجارية.

وعلق  بعض رواد شبكات التواصل الاجتماعي على القيود الصارمة التي يفرضها النظام على المواطنين، بقولهم أن البلد بات يشبه السجن بالنسبة للشعب.

الإيرانيات يدخلن الملاعب الرياضية

فتحت الإيرانيات في أواخر آب/أغسطس فصلاً جديداً في تاريخ مباريات الدوري الممتاز بعد أن سمحت الدولةُ بدخولهن ملاعبَ كرة القدم، لتعمَّ الفرحةُ أرجاءَ البلاد، ولتسود مشاهدُ حماس الفتيات على المدرجات، منصاتِ التواصل الاجتماعي، فخطف المدرج النسائي الأنظار رغم امتناع كاميرات التلفزيون الحكومي عن بثّ هذه اللحظات التاريخية.

واحتفل الإيرانييون بهذا الإنجاز الذي جاء بضغوطات الفيفا المستمرة منذ عام 2019، وخلقت مشجّعاتُ فريقي الأزرق (استِقلال) والأحمر (پِرسپُولِیس)، صوراً فريدة من البهجة والروح الرياضية داخل ملعب "آزادي" بطهران.

وبعد عقود من الرفض التام وإعطاء الوعود من أعلى المستويات في الدولة ثم العدول عنها، تراجعت إيران وسط معارضة قضائية ودينية، وسمحت للنساء باقتحام عالم التشجيع في الدوري الممتاز، ولكنها كانت نتيجةَ ضغوط الفيفا، كما يقول المراقبون.

"المؤسسات الحكومية تكاد أن تفرغ من النخب"؛ هكذا وصف رئيس المؤسسة الوطنية للموارد البشرية والتوظيف ميثم لطيفي، في حزيران/يونيو، أوضاع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مما يدل علی تصاعد وتيرة الهجرة لدی النخب

وتتطلع الكثير من المشجعات في المدن الإيرانية بفارغ الصبر إلى فتحِ أبواب الملاعب ومتابعة المنافسات الرياضية، وحتى الآن لم تصرح السلطات بقائمة المدن والملاعب التي يمكن لها أن تستضيف الفتيات، ولكن يبدو أن القرار بات محسوماً، وسوف تخضع الحكومة المحافظة لرغبات المجتمع الإيراني المنفتح.

انهيار مبنى متروبول في عبادان

في منتصف الاثنين، 23 أيار/مايو، انهارت بناية "متروبول" المكونة من 10 طوابق خلال تواجد الناس فيها في مدينة عبادان (آبادان) جنوب غرب إيران، مما تتطلب تدخل قوات الإغاثة والدفاع المدني في أسرع وقت نظراً لاحتمالية وجود أحياء تحت الركام، ولكن مع التأخر والتباطؤ، راح ضحية الانهيار 43 مواطناً ونحو 37 جريحاً.

واحتج الإيرانيون على قصور الحكومة الجلي في تدشين هذه البناية وكذلك قصورها في التسريع بعملية إنقاذ المواطنين من تحت ركام البناية الضخمة، والسبب الرئيسي أن عبادان لم تملك الأدوات والمعدات التقنية والحديثة والطاقم المهني لإدارة الأزمة رغم أنها مدينة نفطية تضم أكبر مصفاة للبترول وتمتلك حقولاً كبيرة وميناء ومنطقة تجارية حرة.

قطع رأس الفتاة مونا حيدري بتهمة جرائم الشرف

في شباط/فبراير 2022 صدُم الرأي العام الإيراني، بمقطع فيديو يظهر شاباً مبتسماً في أحد شوارع ‏مدينة الأهواز، جنوب غرب البلاد، قام بقطع رأس زوجته مونا، البالغة من العمر 17 عاماً، بعد عودتها إلى البلاد من تركيا، التي سبق وهربت إليها بعد تعرفها إلى رجل سوري. وقيل بأن مونا قد تزوجت ابن عمها في الـ12 من عمرها، وكان لها طفل من هذا الزواج.

أعاد هذا الحادث، قضية جرائم الشرف في إيران وعدم وجود قوانين رادعة لارتكاب هذه الجرائم، وأيضاً الزواج المبكر للفتيات، وتداعياته. ومن جهة أخرى، أثار الحادث جدلاً واسعاً حول مدى حرية وسائل الإعلام في تغطيتها للجرائم والأحداث، نظراً لما تضمنته صور وفيديو الحادث من مشاهد عنيفة، نشرتها وكالة "رُكنا" للأنباء لأول مرة، مما أدى إلى إغلاقها.

رحيل شخصيات إيرانية شهيرة

رحل في العام الماضي شخصيات إيرانية كبيرة، من بينها الشاعر الكبير أمير هوشنك ابتهاج المشهور بـ (سايه) شاعر الظل عن عمر ناهز 94 عاماً، كما توفي الفيلسوف الإسلامي وأستاذ جامعة هاروارد الأمريكية، أحمد مهدوي دامغاني (95 عاماً).

أمير هوشنك ابتهاج

وتوفي الشاعر المعارض بِكتَاش آبتين (47 عاماً)، بعد ما أصيب بكورونا في زنزانته وسط إهمال السلطات لعلاجه، وفي الولايات المتحدة توفي الطبيب والروائي إيرج بزشك زادة (94 عاماً)، صاحب رواية "خالي العزيز نابليون" الشهيرة.

كما وارى الثرى الشاعر والناقد الأدبي رضا براهني (86 عاماً) في كندا، كذلك رحل في نفس البلد الباحث والأديب محمد علي إسلامي نُدوشَن (97 عاماً)، وقد رحل في طهران المخرج والإعلامي نادر طالب زاده (68 عاماً) المشهور بعدائه للغرب.

بكتاش آبتين

وفي نهاية عام 2022، حزن الشارع الإيراني على وفاة الممثل أمين تارُخ في عمر 69 عاماً بطهران، وكذلك وفاة الروائي البارز عباس معروفي عن عمر 65 سنة في ألمانيا.

عباس معروفي


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard