بينما تقف الكلمات عاجزةً عن التعبير والوصف أحياناً، تبقى الصورة قادرة على قول ألف كلمة والتعبير حتى عن أحلك الأوضاع.
خلال عام 2021، تعددت الأزمات والمواقف، مع بعض الإنجازات والأمور الإيجابية، في المنطقة العربية. وقد اخترنا 10 صور ربما تلخّصها في الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية والهجرة وأثر الحروب.
1- عنف الأمن ضد المحتجين في تونس
كما دوماً، تأتي البداية من تونس. انطلاقة السنة كانت ساخنة منذرة بعام من التقلبات السياسية والأمنية في مهد ثورات الربيع العربي.
تكررت على مدى كانون الثاني/ يناير 2021 الاحتجاجات والمصادمات بين محتجين وقوات الأمن على خلفية الاعتراضات على حظر التجوال الذي أقرته الحكومة والمطالبات بتحسين ظروف العيش وتوفير فرص عمل.
لأسابيع متتالية، تكررت المصادمات وسوء معاملة رجال الأمن للشباب، وبرز جلياً أن العلاقة بينهما ما تزال صدامية وأحياناً عدائية بعد مرور عقد على إسقاط "دولة البوليس". عبّر ناشطون ومتابعون آنذاك عن مخاوفهم من "عودة دولة القمع".
وهذا ما يعتقد كثيرون أنه تحقق نهاية تشرين الأول/ أكتوبر حين اتخذ الرئيس قيس سعيد "تدابير استثنائية" تشمل تعليق عمل البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه وحل الحكومة، في ما عدّوه "انقلاباً على الديمقراطية". علماً أن فريقاً آخر يدعم هذه الإجراءات ويرى فيها "تعديل مسار".
2- موكب المومياوات الملكية
في احتفال تاريخي مهيب، شاهد العالم طوال 40 دقيقة موكب المومياوات الملكية (22 مومياء ملكية - 18 ملكاً وأربع ملكات) من المتحف المصري في ميدان التحرير، بوسط القاهرة، إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط جنوب العاصمة، مثواها الأخير.
الحدث الذي جرى في نيسان/ أبريل، كان المناسبة الثقافية الأضخم في العالم العربي هذه السنة وأول حدث غير دامٍ/ سلبي يتابعه العالم عن العالم العربي منذ فترة.
أب مبتور الساق يلاعب طفله الذي ولد بلا أطراف بسبب الحرب السورية، وقمع الأمن التونسي للمحتجين الشباب، وآثار إعصار شاهين… 10 صور تلخص أحوال العالم العربي في 2021
3- تعاطف المسعفة الإسبانية
في أيار/ مايو، لفت تعامل مسعفة متطوعة في الصليب الأحمر الإسباني بلطف بالغ مع مهاجر سنغالي وصل الشواطئ الإسبانية للتو عبر جيب سبتة المغربية، وسائل الإعلام ورواد شبكات التواصل الاجتماعي حول العالم.
كان المهاجر الأفريقي في حالة انهيار تام ودموعه منهمرة بلا توقف بينما كان رفاق المسعفة يحاولون إنقاذ صديقه الذي رافقه في رحلة لجوء غير نظامية. حاولت المسعفة تهدئته وطمأنته.
جاء المشهد في الأزمة غير المسبوقة بين مدريد والرباط حيث تدفق أكثر من 8000 مهاجر من المغرب ودول أفريقية أخرى من الأراضي المغربية نحو جيب سبتة، وهو ما اعتبرته إسبانيا وأوروبا ابتزازاً من قبل المغرب عقب استقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية في البلد الأوروبي، وتخلياً عن دوره في حماية الحدود المشتركة من المهاجرين غير النظاميين.
تذكّر الصورة بأنه لا ينبغي بأي حال أن يكون المهاجرون قطع شطرنج في أي لعبة سياسية سواء كورقة ضغط أو محاولة انتقام وتصفية خلافات.
4-عتمة بيروت
خلال السنة التي أوشكت على الانتهاء، لا يمكن الجزم بأن صورةً واحدةً تعكس ما عاشه اللبنانيون أو عانوه على مدار 365 يوماً إذ تتعدد الصور بتعدد الأزمات. صورة الأشخاص وهم نائمون في الشرفات في ظل الانقطاع المستمر للكهرباء، صورة طلاب مدرسة الفرير ببيروت وهو مروعون وأساتذتهم يخشون إصابة أي منهم في "اشتباكات الطيونة"، صور الغابات والأشجار تحترق في عجز تام من أجهزة الدولة عن التصدي لها، وغيرها الكثير.
لكن، مشهد "عتمة بيروت"، في تموز/ يوليو الفائت، ربما يكون خياراً مثالياً للحديث عمّا آل إليه الوضع في المدينة التي كانت تشع نوراً وحياة ولم تكن تهدأ ولا تنام ليلاً ونهاراً، تاركاً أثراً أليماً لدى سكان المدينة المكلومة وزوارها.
يعكس المشهد أيضاً "تسلّط عتمة مؤسسة كهرباء لبنان وفسادها، وتسلّط أصحاب المولدات الخاصة وطمعهم".
بالرغم من ذلك، يجدر الاعتراف بأن الوضع ليس مأسوياً تماماً إذ أثبت جيل جديد من الفتيات اللبنانيات أن مستقبل البلاد قد يكون أفضل. فقد أقدمت مجموعة من طالبات ثانوية جورج صرّاف للبنات، في طرابلس، على البوح عن التحرّش اللفظي والجسدي الذي يتعرّضن له منذ سنوات من قبل أستاذهم سامر مولوي، وهو إعلامي معروف أيضاً.
5- ذهبية فريال أشرف
في آب/ أغسطس، أصبحت لاعبة الكاراتيه المصرية فريال أشرف المرأة العربية الوحيدة التي تحصد ميدالية ذهبية في أولمبياد طوكيو 2020 لبلدها، وهي صاحبة الذهبية الوحيدة لمصر أيضاً في المنافسات والأولى للبلد منذ عام 2004.
اعتبر تتويج فريال تكريماً للمرأة المصرية التي تناضل لانتزاع أبسط حقوقها وإظهار قدراتها وتفوقها بينما تعاني على عدة أصعدة من العراقيل الذكورية والأفكار النمطية والعادات المتوارثة المجحفة.
برغم تعدد الأزمات والحوادث المفجعة في لبنان خلال 2021، كان مشهد "عتمة بيروت" خير دليل على ما آل إليه الوضع في المدينة التي كانت تشع نوراً وحياة ولم تكن تهدأ ليلاً ونهاراً
6- نفق الحرية
في أيلول/ سبتمبر، نجح ستة أسرى فلسطينيين في الهروب من سجن جلبوع الإسرائيلي الشديد الحراسة بدون أي مساعدة خارجية. استخدموا أيديهم ومعالق الطعام لحفر نفق طويل كان سبيلهم إلى الحرية فجراً في حادثة غير مسبوقة كشفت زيف الادعاء الإسرائيلي بأنه "لا يُقهر" ولا يخفق حين يتعلق الأمر بالترتيبات الأمنية والاستخبارية.
مثّلت صورة الثقب الخارجي الذي خرج منه الأسرى، بالنسبة للكثير من المواطنين الفلسطينيين والعرب، "المعنى الحقيقي للأسير المحرر" الذي لا ينتظر أن يمن عليه سجانه بحريته بل ينتزعها بنفسه. ومثّلت بالنسبة للإسرائيليين "إخفاقاً خطيراً" و"فشلاً أمنياً واستخباراتياً" و"كارثة".
7- إعصار شاهين
مطلع تشرين الأول/ أكتوبر، ضربت عاصفة إعصارية شديدة أُطلق عليها اسم "شاهين" بحر العرب وساحل سلطنة عمان، مخلّفةً أضراراً كبيرة بالعاصمة مسقط ومناطق أخرى من البلاد.
علاوة على الأضرار البشرية والمادية للإعصار الذي كان أول إعصار استوائي يصل إلى أقصى الغرب في الخليج العربي، اعتبر "شاهين" إنذاراً شديد اللهجة وتحذيراً لا يمكن تجاهله لدول الخليج كافة من أنها ليست بمأمن من مخاطر "التغير المناخي"، وأن عليها التحرك بأسرع وقت لوقف الانبعاثات الضارة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
8- معاناة اللاجئين السوريين
في تشرين الأول/ أكتوبر، راجت صورة للاجئة السورية في الدنمارك أسماء الناطور خلال وداعها جارتها الدنماركية قبيل نقلها إلى "معسكرات الترحيل"، في مرحلة أولى كانت السلطات هناك تضغط على اللاجئة وزوجها للعودة إلى سوريا بعد رفض تجديد إقامتيهما.
لحظة الوداع، التي عكس صدقها بكاء السيدتين، لخّصت ما يعانيه اللاجئون السوريون بسبب سياسات الهجرة واللجوء المتشددة في الدنمارك بشكل خاص والقارة العجوز بشكل عام، وخلّفت تعاطفاً واسعاً.
موكب المومياوات الملكية كان المناسبة الثقافية الأضخم في العالم العربي هذه السنة. كان أيضاً أول حدث غير دامٍ/ سلبي يتابعه العالم عن العالم العربي بكثير من الحماسة والترحيب
منتصف كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أنصفت محكمة دنماركية أسماء وزوجها وقضت بإمكانية عودتهما إلى حياتهما الطبيعية في البلاد دون قيود، بحسب عاصم سويد، عضو مجلس إدارة منظمة فنجان المدافعة عن حقوق اللاجئين لا سيّما السوريين منهم في كوبنهاغن.
9- "مشقة الحياة"
في أثناء ذلك، تداولت على نطاق واسع صورة لأب سوري مبتور القدم وهو يلاعب طفله الذي ولد بدون أطراف بسبب الأدوية التي تناولتها والدته خلال حملها به لإسعافها عقب استنشاقها غاز الأعصاب. فقدَ الأب ساقه اليمنى عندما سقطت قنبلة على سوق في إدلب.
الصورة التي تحمل عنوان "مشقة الحياة"، تعكس - برغم الابتسامة على وجه الأب وطفله - ما فعله عقد من الحرب في السوريين والسوريات. وقد اختيرت "صورة العام" ضمن جوائز "SIENA" الدولية الرفيعة.
10- انتصار اليمن
أبى العام أن ينتهي إلا وقد رسم على شفاه اليمنيين بسمة بفوز غير مسبوق لمنتخب الناشئين لكرة القدم ببطولة غرب آسيا 2021، بعد الانتصار على المنتخب السعودي في عقر داره.
وحّد الانتصار جميع اليمنيين في الداخل وفي الشتات، من مختلف التوجهات السياسية والانتماءات الحزبية والعقائدية. وخرج الجميع ملتفاً حول مشهد تتويج اللاعبين الصغار وقد نما في داخلهم أمل للوحدة وللفرح بعد سنوات من الحرب والفرقة المضنيتين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع