شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
انقطاع الكهرباء في لبنان يجبر أشخاصاً كثراً على النوم في الشرفات

انقطاع الكهرباء في لبنان يجبر أشخاصاً كثراً على النوم في الشرفات

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 24 يوليو 202105:37 م
Read in English:

Power Failure Forces the Lebanese to Sleep on Balconies

توقّفت بعض العائلات في لبنان، بسبب انقطاع الكهرباء، عن النوم في الغرف داخل منازلها في العاصمة بيروت، وراحت تنام على الشرفات. هذا ما أظهرته عدسة الصحافي زكريا جابر الذي نشر اليوم عبر صفحاته على مواقع التواصل الإجتماعي صورة تظهر أربعة أفراد أثناء نومهم على شرفة منزلهم على فرشات نقلوها إلى الخارج حيث صار نومهم ظاهراً للجيران.

عدم توفّر الكهرباء يعطّل حياة الناس حتى باتت القدرة على العمل شبه مستحيلة، علماً أن المؤسسات الخاصّة والعامة بدأت بالإعلان عن توقّفها عن العمل بسبب ندرة مادّة المازوت الضرورية لتشغيل مولدات الكهرباء.

 الانهيار يشمل كل شيء في حياة الأفراد في لبنان حتى أنه وصل إلى غرف نومه وأسرّتهم وطردهم نحو العراء

يروي زكريا لرصيف22 قصّة الصورة: “التقطت الصورة في منطقة الأشرفية الساعة السادسة من صباح اليوم. كنت قد استيقظت من النوم أتصبّب عرقاً بسبب انقطاع الكهرباء وأردت أن أفتح النافذة كي يدخل القليل من الهواء إلى الغرفة التي اختنق فيها. هكذا رأيت أربعة أشخاص يغطّون عيونهم وأجسادهم بالكامل وينامون فوق فراشهم على الشرفة. ومن الواضح بحسب الصورة أنهم قرّروا أن يحموا أجسادهم من البرغش والعقص المنتشر بسبب موجة الحر. التقطت الصورة وحرصت على عدم إظهار الوجوه احتراماً لخصوصيتهم، ونشرتها عبر صفحتي مرفقة بعبارة: الموت البطيء في مدينة بيروت التي تنعدم فيها الحياة”.


وعن النقد الذي تعرّض له جابر بعد نشر الصورة التي اعتبرها البعض خرقاً لخصوصية العائلة، يقول: “لا يوجد فرق بيني وبينهم. فنحن في نفس الخانة وكلّنا نعاني. والمشهد الذي نقلته من خلال الصورة هو مشهد كلّنا نفعله في لبنان بسبب الانهيار وحاجتنا إلى النوم في مكان يتضمّن القليل من الهواء. والصورة تنقل حقيقة الوضع في البلاد. والسؤال بالنسبة لي لا يتمحور حول الخصوصية بل حول الأسباب التي أدت إلى انتقال عائلة للنوم في العراء. وأريد أن أؤكّد أنني لم أكن أسعى لإهانة العائلة. بل إلى نقل الحالة العامّة التي نعانيها جميعاً والتي ظهرت أمامي بوضوح”.

عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انقسمت الآراء بين من عارض نشر الصورة وبين من اعتبر أنه يجب أن تنتشر لأنها تمثّل واقعنا الذي لا يمكننا الاختباء منه بعد اليوم.

عبر صفحتها كتبت الصحافية ليال سعد: “الساعة 6:00 صباحاً. الصورة لزكريا جابر. على كل حال، الاثنين جايي نجيب ميقاتي رئيس حكومة وكل مشاكلنا بتنحل”.

 "مش منظر طبيعي بالـ 2021 العالم تنام عالبرندات كرمال تقدر تحسّ بنسمة هوا لأن ما في كهرباء"

أما المصوّر الصحافي حسين بيضون فكتب: “بخصوص الجدل على هيدي الصورة للصديق والزميل زكريا جابر، حابب بس ضيف نقطتين: أوّل نقطة انو زكريا احترم خصوصيّة العالم وما بيّن وجوهن. وتاني نقطة، لاء مش منظر طبيعي بالـ 2021 العالم تنام عالبرندات كرمال تقدر تحسّ بنسمة هوا لأن ما في كهرباء! للتذكير إنو بطّلنا بالتسعينات!”.

وافقنا أم لم نوافق على الصورة، فإن الواقع صار واضحاً. الانهيار يشمل كل شيء في حياة الأفراد في لبنان، حتى أنه وصل إلى غرف نومهم وأسرّتهم وطردهم نحو العراء. والصورة التي شاهدناها اليوم ليست سوى نتيجة الأزمات التي تمنع الناس من أن يحظوا بليلة نوم هانئة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image