تواجه العاصمة العمانية مسقط وأجزاء أخرى من السلطنة اليوم إعصاراً قاسياً، تسبب في شلّ الحياة في العاصمة للمرة الثانية في أقل من أربعة أشهر.
وهبت على العاصمة مسقط اليوم، 3 أكتوبر/ تشرين الأول، رياح قوية وباردة، فيما بدا البحر في المنطقة الشرقية هائجاً مع ارتفاع الأمواج إلى مستوى 12 متراً، ما أدى إلى حدوث شلل في البلاد وتعليق الرحلات الجوية والإعلان عن وصول "الإعصار شاهين".
جاءت التغييرات الجوية جراء وصول إعصار شاهين المداري إلى سلطنة عمان يوم الأحد 2 تشرين الأول/أكتوبر الحالي، قادماً من السواحل الهندية مروراً بإيران، التي أصيب فيها العشرات، وواجهت انقطاع الكهرباء وفقدان مراكب صيد، وهو ما تكرر في سلطنة عمان خلال الساعات الأولى من الإعصار.
وقال بيان مشترك صادر عن وكالات المخاطر والطقس والطيران المدني في سلطنة عمان، إن مركز العاصفة كان على بعد نحو 60 كيلومتراً من مسقط، مشيراً إلى أن سرعة الرياح وصلت إلى 135 كيلومتراً في الساعة أو أكثر.
نحو 120 شخصاً نقلوا إلى الملاجئ منذ الساعات الأولى ليوم الأحد، وبعضهم نقلوا بطائرات هليكوبتر من منازلهم التي غمرتها السيول. وتوفي طفل غرقاً في أحد تجمعات المياه
إغاثة عاجلة
ساعدت فرق الإنقاذ في عمان عشرات الأشخاص على مغادرة منازلهم في المناطق الساحلية، حيث تسبب إعصار شاهين في انقطاع الكهرباء والمياه. وألحقت الفيضانات أضرارًا بالممتلكات التجارية والسكنية.
وأعلنت عُمان عطلة وطنية تمتد يومي 3 و4 تشرين الأول/أكتوبر، وحثت الناس على البقاء في منازلهم بعدما ارتفعت الأمواج التي تضرب الساحل إلى 12 متراً.
وتعد مدينة مطرح السياحية الشهيرة المطلة على البحر واحدة من أكثر المناطق تضرراً حتى الآن، وحثت الشرطة الناس الذين يعيشون هناك على الإخلاء والانتقال إلى الملاجئ التي أقامتها خدمات الإنقاذ. ومن المناطق الأخرى التي تأثرت بقسوة الطقس مدن الباطنة والمنطقة الشرقية من السلطنة.
وقال التلفزيون العماني إن نحو 120 شخصاً نقلوا إلى ملاجئ منذ الساعات الأولى ليوم الأحد 3 أكتوبر/ تشرين الأول، وبعضهم نقلوا بطائرات هليكوبتر من منازلهم التي غمرتها المياه، وتوفي طفل غرقاً في أحد تجمعات المياه.
وطالبت الحكومة العقارات التجارية بالإغلاق "حتى إشعار آخر". وأظهرت مقاطع فيديو أن الوديان فاضت مما تسبب في أضرار جسيمة في الأحياء المجاورة، وسقوط كتل جبلية على بيوت بالمدن المتضررة.
وفي الساعات الأولى للإعصار، امتلأت محلات السوبر ماركت داخل المجمعات الضخمة بالمتسوقين، الذين سارعوا إلى تخزين المواد الأساسية مثل الحليب الطازج والخبز والبيض وغيرها من أصناف البقالة، خوفاً من حدوث نقص، أو انقطاع الطرق بسبب الفيضانات والعواصف.
وتعرضت سلطنة عمان، إلى عاصفة قوية في يوليو/تموز الماضي خلال عطلة عيد الأضحى، تسببت خلالها الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات، وعطلت توصيلات الكهرباء والمياه.
قلوبنا مع عمان
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تضامناً عربياً واسعاً مع سلطنة عمان، التي تتعرض لضربة الإعصار. وكتب الباحث السياسي العماني محمد العريمي على تويتر: "كم هو محزن على القلب أن يرى ما أحدثه إعصار شاهين من أضرار و خراب في البنية الأساسية في بعض مناطق السلطنة".
وغردت السعودية حليمة مظفر قائلة: " قلوبنا مع أهلنا في سلطنة عمان وربي يحفظهم ويسلمهم من كل مكروه".
وقالت رغد، ابنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على تويتر: "إعصار شاهين… حفظ الله سلطنة عمان والمنطقة من غضب الطبيعة".
بينما كتب مغردون وصفحات عامة مصرية على فيسبوك متمنين لعمان وسكانها النجاة، وحثوا متابعيهم على الصلاة والدعاء لأهل عمان.
تأتي العاصفة وسط تحذيرات هائلة من التغير المناخي في المنطقة، إذ حذر تقرير كتبه الصحافي إنشال فوهرا في مجلة فورين بوليسي الأمريكية، أنه من المتوقع أن ترتفع درجة حرارة الشرق الأوسط بمعدل ضعفي المتوسط العالمي. وبحلول عام 2050، ستكون المنطقة أكثر حرارة بمقدار أربع درجات مئوية إضافية، مقارنة بـ 1.5 درجة التي اعتبرها العلماء الحد الذي يسمح بإنقاذ البشرية.
وحذرت السلطات المصرية أن رياحاً وأمطاراً عاصفة ينتظر أن تضرب العاصمة القاهرة، ومعها المناطق الشرقية والشمالية من البلاد خلال ساعات، ولم توضح إن كان لها علاقة بالإعصار شاهين.
وحذرت السلطات المصرية أن رياحاً وأمطاراً عاصفة ينتظر أن تضرب العاصمة القاهرة، ومعها المناطق الشرقية والشمالية من البلاد خلال ساعات، ولم توضح إن كان لها علاقة بالإعصار شاهين
الإعصار مر على إيران
ضرب إعصار شاهين شرق إيران في إقليمي سيستان وبلوشستان الفقيران خلال الليل، وأغرق قاربي صيد، كما دمرت الرياح العاتية أعمدة الكهرباء وتركت نحو 20 قرية بدون كهرباء.
وتمت إحالة 52 شخصاً في سيستان وبلوشستان إلى المراكز الطبية. كما فقد خمسة صيادين في البحر، بحسب المتحدث باسم منظمة الطوارئ الإيرانية، مجتبى خالدي، ولا تزال مصائرهم غير معروفة.
وقال ممثل عن الهلال الأحمر في سيستان وبلوشستان لوسائل الإعلام المحلية، إن قرابة 580 شخصًا غادروا القرى المعرضة لخطر كبير، بسبب العواصف الاستوائية المنتظر تكرارها في السنوات القادمة بسبب التغير المناخي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...