شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!

"كورونا كورونا"… فيديو صادم لطرد شاب آسيوي من داخل سيارة في القاهرة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 10 مارس 202003:15 م

فجأة تبدّل الحال. بينما كان الشاب ذو الملامح الآسيوية يجلس في المقعد الخلفي في  سيارة أوبر في الطريق إلى وجهته، وجد نفسه مطروداً منها ويحاول إيقاف سيارة أخرى في حبن يغلق الناس نوافذ سياراتهم في وجهه، من دون أن يلقى أي مساعدة، ويهتف أحدهم "كورونا كورونا".

هذا ما اظهره فيديو انتشر على نطاق واسع، أمس الإثنين 9 آذار/مارس، على شبكات التواصل الاجتماعي في مصر، فأثار غضباً بين الناشطين الذين وصفوا ما حصل بـ"العنصرية".

ويظهر المقطع سائق السيارة مغطياً أنفه بمنديل وفي المقعد الخلفي شاب ذو ملامح آسيوية وسيارة مجاورة تتولى التصوير.

ويقول المصور للسائق: "أول حالة كورونا في مصر. الله يكون في عونك يا حاج. إبعد لتطير. طب أرميه إرميه بسرعة". 

"كورونا يا ريس… أبعد بسرعة"

ولم يعرف على الفور إذا كان الشاب حاملاً للفيروس أو إذا ظهرت عليه أعراض المرض خلال الرحلة، إلا أنه من الواضح أن ملامحه الآسيوية كانت "كافية" لتظهر عنصرية البعض، فطرد من السيارة فعلاً.

ظل مصور الفيديو يضحك وهو يلاحق الشاب الضائع الذي يحاول من دون جدوى إيقاف سيارة أخرى ماشياً بسرعة وسط الطريق السريع ومتحركاً شمالاً ويميناً تجنباً لدهسه.

تابع مصور الفيديو تنمّره قائلاً: "كورونا كورونا"، ثم وجه حديثه لشرطي المرور "كورونا يا ريس… إبعد بسرعة".

طرد شاب آسيوي من سيارة في القاهرة. ومتطوعة آسيوية تتعرض لحملة تنمّر في رام الله بسبب ملامحها وربطها بالكورونا. هل الفيروس سبب جديد للعنصرية في المنطقة؟ 

لكن رد فعل الشرطي لم يختلف كثيراً. إذ تحدث في جهاز اللاسلكي: "واحد صيني واقف عمال بيقول أنا عندي كورونا ومش عارف إيه" قبل أن يهرب ويصيح في الشاب ذي الملامح الآسيوية "إبعد عني".

وانتهى الفيديو من دون معرفة مصير الشاب الذي حاول السير في كل الاتجاهات بحثاً عن مخرج من أزمته المفاجئة.

جهل بالإجراءات؟

ورأى مصريون أن الحادثة تظهر جهل الناس في مصر بالإجراءات الصحية الاحترازية في حال كان هناك مصاب بالفيروس.

كذلك تُظهر الغياب الكامل للمعلومات عن فيروس كورونا، بحسب تعليق طبيب مصري لرصيف22.

إذ قال الطبيب الذي فضل عدم ذكر اسمه إن "هناك ثلاثة احتمالات لوجود شخص أجنبي بالقاهرة. الأول إما أنه مقيم قبل انتشار الفيروس عالمياً، وبالتالي لم يخالط أحد المصابين به. والاحتمال الثاني هو أنه قدم حديثاً إلى مصر وخضع لإجراءات الفحص، التي توفرها الجهات الحكومية على منافذ الدخول. والاحتمال الثالث وهو السيناريو الأسوأ. ربما يحمل الشخص الأجنبي الفيروس في فترة حضانته. ولم يتم اكتشافه في عمليات الفحص في المطار. وبناء عليه فإن إلقاءه على قارعة الطريق يوسّع دائرة المصابين المحتملين".

"إرميه إرميه بسرعة". في زمن الكورونا، طرد شاب آسيوي من سيارة أوبر والتنمر عليه على الطريق الدائري بالقاهرة. عنصرية أم جهل بالإجراءات الوقائية؟

وأوضح الطبيب أنه باستثناء ضرورة غسل اليدين وارتداء كمامات، لم تصل إرشادات بشأن إجراءات السلامة أو العزل، أو كيفية التعامل مع الحالات المشتبه فيها. وتابع أنه لم تصل إرشادات بشأن وسائل أخذ العينات أو لمن يجب تقديمها أو كيفية الكشف عنها.

"حقك علينا"

من ناحية أخرى أثار الفيديو استياء ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي. واعتبر فريق منهم أن ما حدث هو دلالة على العنصرية التي يتعرض لها المواطنون ذوو الملامح الآسيوية.

وكانت متطوعة آسيوية قد تعرضت لحملة تنمّر في رام الله قبل أيام بسبب ملامحها وربطها بالكورونا.

عبّر الشاعر الغنائي المصري أيمن بهجت قمر عن اعتذاره للشاب، قائلاً عبر تويتر: "أنا المواطن المصري أيمن بهجت قمر بعتذر لك من كل قلبي عن المنظر المؤسف ده وغالبية المصريين أحزنهم جداً اللي حصل معاك".

ونشر الحساب الرسمي للممثل المصري أحمد السقا صوراً للشاب مع تعليق "حقك علينا".

وقالت مغنية الأوبرا المصرية سحر نوح في تغريدة: "متخيلين إحساس الشاب الصيني اللي اتبهدل على الطريق الدائري كان في غربة ومنبوذ ومش عارف يروح بيته، والناس بتجري منه وبتهاجمه كإنه جربان… لا رحمة ولا أخلاق ولا تربية ولا وعي".

وطالب مواطنون بالقبض على المتنمرين ومحاكمتهم. فقد غردت الصحافية سميرة إبراهيم قائلةً إن "التنمر اللي حصل ضد الشخص الصيني على الطريق الدائري وجع قلبي جداً… أتمنى من وزارة الداخلية تأخذ موقف إيجابي وتلقي القبض على جميع المتنمرين".

يذكر أن الحالات التي ثبتت إيجابيتها معملياً لفيروس الكورونا في مصر، حتى مساء الإثنين 9 آذار/مارس، أربع، ثلاث منها مصرية.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard