أعلن الممثل الكوميدي المصري والمدون شادي سرور، الجمعة، أنه ترك الإسلام مبرراً ذلك بأنه نتيجة "العنصرية والجحود في قلوب المؤمنين"، بعد أسابيع قليلة من إعلانه الاعتزال بسبب "الاكتئاب والرغبة في الانتحار".
سرور المولود عام 1995، يعتبر من أصغر المدونين الكوميديين وأشهرهم عُرف ببث الفيديوهات القصيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.
معاناة وخسائر
وفي منشور عبر حسابه على فيسبوك، قال سرور (24 عاماً) إنه لم يخرج من المنزل منذ أشهر وإنه بات شخصاً جديداً بعد أن نجا من هاجس الانتحار الذي كان يسكنه لاعتقاده بأنه الحل الوحيد للتخلص من عذابه نفسي.
/وأكد الممثل الكوميدي أن مأساته كانت الشهرة، قائلاً: "الشهرة في مصر كانت نقمة عليّ أكثر من نعمة، حرمت من الخصوصية والحرية وباتت جميع أفعالي مراقبة ومرصودة من المجتمع..رغم أني لم أكذب ولم أنافق".
وتعجب سرور، الذي اشتهر بتقديم الفيديوهات الساخرة عبر السوشيال ميديا، من أن أشخاصاً قابلوا أعماله التي دعا فيها "للخير والترفيه فقط لا للشر"، قابله بالهجوم عليه "بسبب معتقداته الشخصية وطالوه بالشائعات والانتقادات لأعماله التي لا يضر بها أحداً".
وشرح قائلاً: "رسمت تاتو يعبر عن مأساة حياتي ليكون حافزي للاستمرار في النجاح.. تركت الإسلام بسبب العنصرية والجحود في قلوب أشخاص يفترض أنهم مؤمنون بالله لكنهم أهل نفاق".
وأضاف: "خسرت كل الأشخاص الذين أحببتهم وصرت وحيداً.. وحيداً معرضاً للهجوم الهمجي رغم مواقفي الاجتماعية والسياسية المفيدة للمجتمع رغم صغر سني وقدراتي المحدودة".
ثم توجه بالشكر لمن ظنوا به خيراً ودعموه الأشهر الماضية معتذراً منهم لخذلانهم بإعلانه هذا.
وختم قائلاً: "لا أدري إن كنت سأعود لبث الفيديوهات الساخرة أم لا، لكن إن فعلت فسأعود أكثر قوة لأني سأظل أفعل ما أنا مؤمن به فقط.. عاشت جمهورية شادي سرور للأبد".
لِمَ كل هذا؟
يتابع سرور 4 ملايين و417 ألف مشترك على قناته على يوتيوب، هذا العدد يفوق متابعي محمد رمضان وعمرو دياب وتامر حسني.
ويتخطى عدد متابعي سرور على حساباته المختلفة بمواقع التواصل الاجتماعي 10 ملايين متابع، ويحقق كل فيديو يبثه ملايين المشاهدات.
بدأ سرور ببث فيديوهاته الساخرة عبر يوتيوب عام 2012، وبعد نجاح الفيديوهات التي كان يقوم بتأليفها وتصويرها وإخراجها وتركيبها رغم صغر سنه، اتجه عام 2016 لكتابة الفيلم الطويل "تيتانيك: النسخة العربية" وشاركته بطولته الفنانة بشرى.
ونهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بث سرور مقطعاً مصوراً بعنوان "آخر فيديو لي" قص فيه معاناته منذ الصغر من التنمر والمرض وملازمة السرير وإهمال الأهل وشعورهم بأنه عبء ثقيل.
عبّر الفنان الشاب عن سعادته ببداية بث الفيديوهات الساخرة وقدرته على إسعاد الأشخاص ورسم الضحكة على وجوههم. وبين كيف تحول ذلك سريعاً لانتقادات وسباب له ولأهله وهجوم على شخصه وأعماله وكيف سبب له هذا الأمر الإحباط والاكتئاب ودفعه للتفكير جدياً في الانتحار لإنهاء المعاناة المريرة التي يعيشها.
وتباينت ردود الأفعال عقب هذا الفيديو، واعتبره البعض مجرد محاولة لجمع المشاركات والإعجابات وكسب مزيد من التعاطف، ونعته آخرون بـ "المريض النفسي "الذي يستحق العلاج” فيما لقي بعض الدعم من المتعاطفين والداعمين.
أعلن الممثل الكوميدي المصري والمدون شادي سرور، الجمعة، أنه ترك الإسلام مبرراً ذلك بأنه نتيجة "العنصرية والجحود في قلوب المؤمنين"، بعد أسابيع من اعتزاله سبب "الاكتئاب والرغبة في الانتحار".
جدل واسع بعد إعلانه
وعقب إعلانه ترك الإسلام، تباينت ردود الأفعال تجاه الممثل الشاب. وهاجم الكثيرون سرور واتهموه بالكفر لافتين إلى أن "حجته واهية" مطالبين بتجاهله، فيما أصر البعض على تذكيره "بماضيه المليء بالفسق والفجور".
وبينما أبدى البعض تعاطفاً معه، داعين له بـ"الهداية"، سخر مغردون عبر هاشتاغ #جمهورية_شادي_سرور من إعلانه واعتبروه ساعياً لإثارة ضجة بعد فترة غيابه، وحذروه من أن "الإلحاد يقلل التفاعل".
ورحب عدد من الملحدين بالشاب بينهم في "عالم النور" مؤكدين أنه ضحية الصدمة التي تعرضوا لها وأن الكثيرين قد يلحقون بركبهم مع مرور الوقت بعد "إدراكهم الحقائق".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...