أبرز المعالم الهندسية في أبوظبي

شهدت عاصمة الإمارات العربية المتحدة، أبوظبي، الكثير من التطورات العمرانية على مرّ العقود. فهذه الإمارة التي سكنتها عام 1760 قبيلة بني ياس الرحل، ظلّت مجرد قرية لصيد السمك حتى اكتشاف النفط. حينذاك، ساهمت العائدات النفطية في تحويل أبوظبي إلى مدينة معاصرة تحولت فيها المباني إلى تحف مثل قصر الحصن وقلعة الجاهلي. وقلما يفوّت زائر أبوظبي فرصة التعرف على أهم معالمها الهندسية والسياحية على غرار جامع الشيخ زايد الكبير الذي يُعدّ من أكبر الجوامع في العالم أو قصر الإمارات، الذي يجمع العراقة العربية وأحدث التكنولوجيا. متعددةٌ هي المعالم الهندسية التي تجذب أنظار الزوار والمقيمين على حد سواء، إلا أنّنا اخترنا لكم مباني تميّزت بأشكالها الغريبة والمعاصرة، حتى تحولت إلى علامة فارقة في الإمارة.

أبراج البحّار

Bahar-Towers

لم تعد المباني الزجاجية ابتكاراً معمارياً بعدما انتشرت في مختلف مدن العالم، لكنها تعاني من مشكلة هي أنّها لا تمنع دخول أشعة الشمس مما يتطلّب اللجوء إلى وسائل للتكيّف معها، كما هو الحال مع "أبراج البحّار" في شارع الشيخ خليفة بن زايد. وقد حلّت أبراج البحار في المركز الثاني في جائزة "إمبوريس لناطحات السحاب" عام 2012 لأفضل مشاريع المباني السكنية المرتفعة في العالم.  كذلك اختارها المجلس العالمي للأبنية الشاهقة والمساكن الحضرية CTB H عام 2013 أفضل تصميم معماري من حيث الابتكار ومجاراة المعايير البيئية. علماً أن ما يميّز البرجين التوأمين المكونّين من 29 طابقاً على ارتفاع 145 متراً هو نظام التظليل الإسلامي، "المشربية" المؤلّفة من 2000 مظلة شمسية تفتح وتغلق تلقائياً وفقاً لحدة أشعة الشمس. وتسهم هذه المشربية في حماية المبنى من أشعة الشمس وتقليص استهلاك الطاقة بنحو 50% بسبب عدم الاعتماد التام على استخدام الزجاج الكثيف الملوّن. يذكر أنّ  "المشربية" التقليدية كانت تزيّن نوافذ البيوت العربية التقليدية منذ القرن الـ14.

كابيتال جيت

Captial-Gate

جميعنا يعرفون برج بيزا المائل في ايطاليا، إلا أنّ برج "كابيتال جيت" Capital Gate الذي طوّرته شركة أبوظبي الوطنية للمعارض دخل كتاب غينيس للأرقام القياسية على أنّه "أكثر الأبراج التي صنعها الانسان ميلاناً”. ويميل البرج 18 درجة غرباً، أي أكثر بأربع مرات من درجة ميلان برج بيزا الشهير، ويصل ارتفاعه إلى 160 متراً ويتألف من 35 طابقاً مشكّلاً بذلك علامة فارقة في أفق أبوظبي. وتلّف المبنى واجهة تجمع بين الزجاج والفولاذ وقد تمّ الحفر 30 متراً في الأرض لبنائه من أجل استيعاب الجاذبية والرياح والزلازل. وهو يضمّ قاعة للمعارض والمؤتمرات ومركز أعمال وفنادق ومطاعم.

مبنى الدار

AL-Dar

إذا اتجهت من دبي إلى العاصمة، ترى إلى يسارك مبنى الدار الذي هو أول مبنى دائري في منطقة شبه الجزيرة العربية. وقد فاز هذا المبنى بلقب "أفضل تصميم عصري" في مؤتمر Building Exchange الذي انعقد في اسبانيا عام 2008 في حين وصفته شركة "امبوريوس" العالمية المتخصصة بحفظ بيانات ناطحات السحاب بـ"أحد أروع مباني مكاتب الشركات في العالم" بفضل تصميمه المبتكر. يُطلّ مبنى الدار الذي يُشكل المقر الرئيسي لشركة الدار العقارية، على البحر ومدينة أبوظبي، وترتفع طوابقه الـ23 نحو 110 أمتار. وبالإضافة إلى تصميمه الهندسي، يتميّز المبنى بأنّه جمع بين المعايير العالمية العالية للبناء وتصاميم إسلامية معاصرة عند المدخل لاستقبال الزوار.

أبراج الاتحاد

Etihad-Towers-2

يوفّر هذا المجمّع المؤلف من 5 أبراج فرصة للمقيمين والزوار بالعيش وتناول الطعام والعمل والتبضّع في مكان واحد يتمتّع بمناظر بانورامية تشمل المدينة والخليج العربي. يضمّ المجمّع 3 أبراج سكنية وفندق جميرا المصنّف فئة 5 نجوم ويصل ارتفاعه إلى 280 متراً، إضافة إلى برج المكاتب. ويُشكّل مركز "افنيو" في أبراج الاتحاد للتسوّق واحداً من أغلى المراكز التي تضمّ متاجر فاخرة، إلا أنّ ميزته تكمن في غرفه الخاصة التي تتيح لكبار الشخصيات التسوّق بخصوصية تامّة. كما يمكنكم الصعود إلى الطابق 74 في البرج الثاني وزيارة منصة المراقبة Observation Deck at 300 للتمتع بمعالم المدينة والجزر المحيطة بها.

ياس فايسروي

Viceroy-Hotel

قد يكون هذا الفندق الوحيد من فئة الخمس نجوم في العالم، الذي يستقّر على حلبة سباقات الفورمولا واحد؛ ونصفه مبنيّ على اليابسة والنصف الآخر فوق المياه بتصميم هندسي جميل. إضافة إلى أنّه الموقع المناسب لمشاهدة سباقات الفوروملا واحد كل عام، يتميّز "ياس فايسروي" بتصميمه الخارجيّ الشبكي الذي هو عبارة عن هيكل فولاذي منحني الأضلاع بطول 219 متراً تغطّيه ألواح زجاجية؛ هيكل يلتف حول البرجين اللذين يربط بينهما جسر يمرّ فوق حلبة سباقات الفورمولا واحد. يبلغ عدد الألواح الزجاجية ذات الألوان المتغيّرة 5096، علماً أنّ نظام الإضاءة يوفّر إمكانية بثّ أشرطة مرئية تُنتج  تأثيرات بصرية عاكسةً الأضواء الملوّنة في الأفق  والبحر والطبيعة الصحراوية المجاورة.