تتواصل احتفالات سلطنة عُمان بالعيد الوطني الـ45 مع افتتاح المتحف الوطني، ليكون مشروعاً للحفاظ على مكوّنات التراث العُماني والمقتنيات، التي تُشكّل ركناً أساسياً لتاريخ ثقافة وفنون سلطنة عمان.
وافتتح فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء هذا المتحف في العاصمة مسقط، وهو، بحسب قوله، "رسالة مهمة جداً في بناء أجيال قادرة على الحفاظ على ما حقّقه كل عماني منذ فترة الأجداد والآباء، لا سيما أن هذا الكنز من التاريخ والثقافة واجبنا نقله إلى أبنائنا".سنوات عدّة مرت بغية التحضير لافتتاح المتحف الوطني الذي تمّ إنشاؤه بموجب مرسوم سلطاني صدر في 20 نوفمبر عام 2013. ودعا القيّمون على المشروع أكثر من 30 خبيراً وأكاديمياً وعالم آثار من داخل وخارج السلطنة لاختيار مقتنيات المتحف.
يمتدّ المتحف على نحو 13 ألف متر مربع، منها أربعة آلاف خُصّصت لقاعات العرض الثابتة التي بلغ عددها 15 قاعة تتناول مواضيع وحقبات متنوعة، وهي: قاعة الأرض وقاعة الإنسان وقاعة التاريخ البحري وقاعة السلاح، وقاعة المنجز الحضاري وقاعة الأفلاج وقاعة العملات، وقاعة ما قبل التاريخ والعصور القديمة، وقاعة عمان والعالم الخارجي وقاعة عظمة الإسلام، وقاعة عصر النهضة، إلى جانب قاعة مخصصة للمعارض المؤقتة التي تمّ تصميمها وفق المعايير المتبعة عالمياً في المتاحف.
وتكشف مختلف صالات العرض قرابة 7000 من القطع والمقتنيات المتنوعة. فيستطيع الزائر، بفضل مبدأ المخازن المفتوحة، أن يلتقط التحف ويتأملها مباشرة تحت إشراف خبير متخصص أو حتى بفضل الوسائل التفاعلية، ويستطيع أيضاً أن يختبر عملية ترميمها وتأهيلها وعرضها النهائي، في محاولة من المتحف لتكون تجربة جماعية بين أفراد العائلة أو مجموعة من الأصدقاء.
وصرّح مدير المتحف جمال الموسوي لوسائل الإعلام بأن المتحف تلقّى خلال عام 2014 نحو 2306 قطعة من باب الإهداء، و25 أخرى تمّت استعارتها و1700 قطعة جرى شراؤها خلال العام الجاري، جميعها تتناول مظاهر الحياة في سلطنة عمان على مدى حقبات تاريخية مختلفة. يستطيع الزائر مثلاً أن يتأمّل مجسّماً لسفينة عمانية تقليدية، أو الأسلحة التي استُخدمت عبر العصور أو حتى أول كرسي للعرش جلس عليه السلطان قابوس مطلع سبعينيات القرن الماضي أو اكتشاف الإبداع في هندسة الأفلاج والقلاع أو القبور، إذ يرى الزائر مجسماً لأحد القبور المنتشرة في مناطق بات وطيوي.
وأبرز ما يميزّ المتحف، إلى جانب مقتنياته، أنه يولي اهتماماً خاصاً بذوي الاحتياجات الخاصة، بما فيهم من يعانون من مشاكل بصرية أو جسدية. فيُعتبر أول متحف في منطقة الشرق الأوسط يستخدم "لغة برايل" بالعربية الخاصة بالمكفوفين لتمكينهم من التمتّع بزيارة المتحف.
يطمح المتحف الوطني إلى أن يكشف عراقة الحضارة العمانية والأدوار المختلفة التي لعبتها خلال التنقّل عبر القاعات المختلفة، إلا أنه يتطلع أيضاً إلى أن يكون مساحة تعليمية، إذ يضمّ أول مركز للتعليم لكل الزوار من مختلف الفئات العمرية، يوفّر لهم العديد من الخدمات التعليمية، ويأتي ضمن أهداف المتحف بدعم الأبحاث والدراسات العلمية والتاريخية للحفاظ على الإرث العماني. وسيفتح أبوابه للجمهور بعد شهرين تقريباً لكنه الآن مخصص للمجموعات السياحية فقط.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...