إذا سارت الأمور على خير ما يرام، فستنجح المملكة العربية السعودية، عام 2017، باحتضان أكبر فندق في العالم، "أبراج كدي" في مدينة مكة مكرمة. وبذلك، تتصدّر "أبراج كدي" على منافساتها من حيث عدد الغرف، لا سيما فندق MGM في مدينة لاس فيغاس الأمريكية الذي يُعتبر حالياً الأكبر في العالم إذ تبلغ عدد الغرف فيه 6198 بحسب شركة أبحاث الفنادق والضيافة STR.
ويندرج هذا المشروع ضمن مساعي السلطات السعودية لمكافحة "شحّ" الفنادق، خصوصاً في مكة المكرمة التي تستقبل كل عام ملايين المسلمين لأداء فريضة الحج. إذ غالباً ما تضطر السلطات إلى مواجهة الحجز الكامل للفنادق حول الأماكن المقدسة بإقامة مساكن مؤقتة وتشييد الخيم من أجل إيواء الحجاج. لذا ينجز المشروع، الذي تصل تكلفته إلى أكثر من 13 مليار ريال سعودي (أي 3.5 مليارات دولار) بتمويل من وزارة المالية السعودية.بعض الحقائق
حظي فندق "أبراج كدي" باهتمام محلي وعالمي مع توقعات بتحوّله إلى أكبر فندق في العالم يفتح أبوابه للزوار عام 2017 في مكة المكرمة (منطقة المنافية) التي عدّتها صحفية "ذي غارديان" The Guardian البريطانية ستكون "لوس أنجلس الحجاج".
مقالات أخرى:
معالم مكة إلى زوال
مدن اقتصادية في وسط الصحراء السعودية بمواصفات تضاهي أفضل المدن العالمية
يتولّى مهندسو "دار الهندسة"، الرائدة في مجال البناء العالمي، تصميم هذا المجمّع الجديد الذي تصل مساحة الأرض المخصصة له إلى 1.4 مليون متر مربع. سيقدّم فندق الخمس نجوم المؤلف من 12 برجاً كل الخدمات لزوار بيت الله حرام، وسيتألف من 10,000 غرفة و70 مطعماً و4 مهابط لطائرات الهيليكوبتر، بالإضافة إلى 5 طوابق مخصّصة لأفراد العائلة الملكية في السعودية. 10 أبراج من الفندق ستكون فئة 4 نجوم حرصاً على توفير إقامة مريحة لشرائح مختلفة من زوار مكة لا تقتصر على المسلمين الأثرياء فحسب. كما ستضمّ الأبراج العشرة 30 طابقاً في حين أن البرجين الآخرين سيحتويان على 45.
أما الطوابق السفلية، فستضم الأماكن التجارية، كمراكز المؤتمرات ومراكز التسوّق التجارية ومرأب يتّسع لنحو 3 آلاف سيارة، بالإضافة إلى محطة حافلات تنقل المقيمين إلى كل أرجاء المدينة، لا سيما إلى الحرم المكي الذي يبعد عن الفندق كيلومترين.
"أبراج كدي" أشبه بمدينة متكاملة تلبّي تطلعات الحجاج المتزايدة، وتمّ تصميمها على شكل قلعة صحراوية بحسب التقاليد السعودية. تعكس هندسة الأبراج والكورنيش والألوان (الأصفر والذهبي والأخضر) الأسلوب العربي والطراز الإسلامي في حين تظهر في أعلى البرج الأكبر قبّة أندلسية.
انتقادات لاذعة
في السنوات الأخيرة، شهدت مدينة مكّة المكرّمة طفرة عقارية من أجل تلبية أعداد الحجاج والسياح المتزايدة انعكست سلباً على معالم المدينة التاريخية التي باتت آيلة إلى زوال. وقد نقلت صحيفة "ذي غارديان" عن مدير مؤسسة أبحاث التراث الاسلامي في لندن، عرفان علوي، تشبيهه المدينة إلى "مكة- هاتن"، معتبراً أنه يتمّ تدمير قدسية المكان لبناء فنادق فخمة. ولا بد من الإشارة إلى أنّ "ابراج كدي" تُطل على ثاني أكبر برج في العالم "أبراج الساعة" الذي تعد أسعار المبيت فيه طائلة.
ويضيف علوي: "هذه الأيام الأخيرة لمكة، فمن المفترض أن يتسم الحج بالتقشف والبساطة، لكنه تحول لتجربة تقترب من لاس فيجاس، ولم يعد الكثير من الناس يتحملون تكاليفه". وقد شهدت مكة والمدينة المنورة هدم العديد من المزارات الدينية والبيوت والمعالم التاريخية، من بينها بيت زوجة الرسول خديجة بنت خويلد وبيت خليفة المسلمين أبي بكر الذي أقيم عليه فندق هيلتون اليوم. ظاهرة تأتي تماشياً مع الموقف الوهابي الرافض لأي طقوس وشعائر مخالفة للدين، وإنما أيضاً مع سياسة المملكة في تنمية السياحة الدينية واستيعاب أكثر من 20 مليون زائر إلى مدينة مكة سنوياً لأداء مناسك العمرة والمشاركة في المؤتمرات وعقد حفلات الزفاف، مما يدر مليارات الدولارات سنوياً على المدينة. ولا تشهد المدينة توسّعاً عمرانياً من حيث المباني والفنادق فحسب، بل أيضاَ توسيع الحرم المكي الشريف لاستيعاب عدد من المصلين يراوح بين 3 و 7 ملايين في عام 2040.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 11 ساعةجميل جدا وتوقيت رائع لمقالك والتشبث بمقاومة الست
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أياممقال مدغدغ للانسانية التي فينا. جميل.
Ahmed Adel -
منذ 6 أياممقال رائع كالعادة
بسمه الشامي -
منذ أسبوععزيزتي
لم تكن عائلة ونيس مثاليه وكانوا يرتكبون الأخطاء ولكن يقدمون لنا طريقه لحلها في كل حلقه...
نسرين الحميدي -
منذ اسبوعينلا اعتقد ان القانون وحقوق المرأة هو الحل لحماية المرأة من التعنيف بقدر الدعم النفسي للنساء للدفاع...
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعيناخيرا مقال مهم يمس هموم حقيقيه للإنسان العربي ، شكرا جزيلا للكاتبه.