أن يكون الشخص مثلياً في الغرب فهو أمر لم يعد بالغرابة التي يثيرها واقع أن يكون مثلياً ومسلماً، ليس فقط باعتبار الإسلام هو الدين الذي ورثه عن أهله بينما يحاول التملص منه، بل في تمسكه به عن قناعة وممارسته طقوسه والمحاججة ببطلان حجة تحريمه للمثلية الجنسية.
في الغرب، يدور النقاش بشأن "مصالحة الإسلام مع المثلية الجنسية" ويأخذ أشكالاً مختلفة، بين حالات زواج مثليين مسلمين ودراسات تنقض تفسير الرواية الدينية بشأن سدوم وعمورة وقوم لوط، وبين ظهور أئمة مساجد مثليي الجنس.
في المقابل،
ينتظر المثلي في مناطق كثيرة حول العالم مرتفعاً شاهقاً ليُرمى منه أو حجارة يُرجم بها أو سجن يُزجّ به وفي أحسن الأحوال انتهاكات جسدية ولفظية متعددة.
القول إن المثليين في الغرب، والمسلمين منهم تحديداً، يتمتعون بأمان مطلق وحياة عادية فيه بعض المبالغة، فالاعتداء المسلح على الملهى الليلي في أورلاندو ما زال طازجاً في الذاكرة، في وقت يصارع كثيرون بيئاتهم الاجتماعية التي تعيش هناك.
لكن المستوى الذي وصل إليه النقاش بشأن المثلية والإسلام يفتح مجالاً رحباً لكسر تلك الصورة النمطية لدى المتدينين عن "المثلي المنفلت اللاهث وراء الجنس أينما كان وكيفما كان" و"الملعون الذي سيخسف الله بسببه الأرض وينزل به أشد عقاب كما فعل بقوم لوط".
فكيف يفسر المثليون المسلمون أحقيتهم الدينية والإنسانية بتلك الهوية الجنسية؟ وكيف سيفتح ذلك الحراك المجال للتطبيع مع صورة المثلي كشخص عادي قد يكون خجولاً أو متهوراً، مثقفاً أو جاهلاً، ملتزماً بعلاقة واحدة أو لعوباً... مؤمناً أو ملحداً. كائن عادي فحسب.
زواج على سنة الله ورسوله؟
أول زواج بين مثليين مسلمين في بريطانيا. انتشر الخبر سريعاً حول العالم، ومعه فيديو يظهر مراسم احتفال الشابين بعقد قرانهما.
بعد أكثر من عامين على ارتباطهما العاطفي، شهدت مدينة والسال البريطانية على زواج البنغلادشي جاهد شوهدري (24 عاماً) من البريطاني سيان روغان (19 عاماً)، باللباس البنغلادشي التقليدي وسط أجواء احتفالية.
وبحسب
صحيفة "الإندبندنت" فقد تعرف الشابان أحدهما إلى الآخر بينما كان شوهدري يبكي وحيداً بؤس حاله في أحد الأماكن العامة، حين اقترب سيان منه للتخفيف عنه.
لم تحضر عائلة شوهدري عقد قرانه، فهي ترفض الفكرة تماماً، هذا الرفض كان قد جعل حياته شديدة القسوة ودفعه لمحاولة طمس هويته الجنسية إما من خلال الأدوية وإما بالسفر إلى السعودية لأداء فريضة الحج، ومحاولة العودة إلى بنغلادش، والتفكير بالانتحار.
يقول شوهدري إن سيان انتشله من محنته ووعده بالوقوف إلى جانبه دائماً، في حين أراد الثنائي بزواجه أن يؤكد للعالم كله أن "بإمكانه أن يكون مثلياً ويؤمن بالدين الإسلامي في الوقت ذاته".
بحسب الصحيفة، لا توجد حالات مسجلة لزواج مثليين مسلمين في بريطانيا وهذه الحالة هي الأولى من نوعها. وكان المجلس الإسلامي البريطاني، الذي يضم أكثر من 500 مسجد ومنظمة إسلامية، قد عارض تشريع زواج المثليين في إنكلترا وويلز في العام 2013.
وسط ذلك، يُعرف مسلمو بريطانيا بأنهم أكثر رفضاً للمثلية الجنسية، والكلام في الجنس عموماً، من مسلمي فرنسا وألمانيا مثالاً. هذا ما أظهره معهد "غالوب" في بحث قام به منذ سنوات. أكثر من 1000 شخص استُطلعت آراؤهم في بريطانيا أبدوا رفضهم القاطع للمثلية الجنسية.
هذا ما
شرحته المشرفة على البحث داليا مجاهد لصحيفة "الغارديان" قائلة إن المسلمين في الغرب يبدون أكثر انغلاقاً في الأمور المتعلقة بالجنس (الجنس خارج الزواج ومشاهدة أفلام البورنو وبطبيعة الحال المثلية) مقارنة بتبنيهم ثقافة منفتحة تستفيد من مبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان.
أن تكون مثلياً فهو "خطيئة لا تغتفر" إسلامياً، فكيف أن تكون مثلياً وتجاهر بربط ذلك مع الله ورضاه عنك؟
علماء مسلمون مثليون يرفضون تفسيرات رواية قريتي سدوم وعمورة اللتين دمرهما الله لمعاقبة "قوم لوط"
على المقلب الآخر، حصل العديد من الزيجات الرمزية بين مثليين مسلمين، بقيت غير مسجلة لأسباب مختلفة.
ففي العام 2012، تزوج إمام المسجد والحاج الجزائري لودفيك محمد زاهد من رجل آخر. لم يسجل الزواج لأنه حصل قبل عام من إقرار قانون الزواج المثلي في فرنسا، ومع ذلك أثار اهتماماً كبيراً بسبب حيثية زاهيد التي سنأتي على ذكرها هنا لاحقاً.
الإمام نفسه كان قد حضر مهرجان "برايد" في العام 2014 ليبارك امرأتين مسلمتين تزوجتا قبل أربع سنوات وعبّرتا عن رغبتهما في الحصول على المباركة العلنية من إمام مسلم رداً على فوبيا الإسلام وكراهية الآخر المختلف.
إمام مسجد نور الإصلاح في واشنطن دعيّ عبد الله
أعلن كذلك مثليته وتحدث عن علاقات عاطفية عدة ربطته برجال آخرين، فضلاً عن زواجه من أربعة رجال في حياته، وذلك بعدما مارس الجنس مع امرأة مرة واحدة، ووجد فيه "مضيعة للوقت".
أئمة مساجد، حجاج وجمعيات مسلمة
في السنوات الماضية، نشطت مبادرات عدة من مثليين مسلمين للتصالح مع فكرة أن يكون الشخص مثلياً وفي الوقت ذاته يشعر بالراحة بانتمائه الإسلامي وممارسته للطقوس الدينية.
أن تكون مثلياً فهو خطيئة لا تغتفر إسلامياً، فكيف أن تكون مثلياً وتجاهر بربط ذلك مع الله ورضاه عنك؟ الأمر يبدو وقاحة ما بعدها وقاحة.
من هنا سعت المصورة سمرا حبيب، وهي مسلمة عانت طويلاً قبل الاعتراف بهويتها الجنسية، إلى إطلاق مشروع تصوير على مدونات "تمبلر" أسمته "أنا والله فقط"، ويضم مسلمين مثليين يبحثون عن العيش بسلام موائمين بين دينهم وتوجههم الجنسي.
على "تمبلر" كذلك، أنشأ مثليون مسلمون من الولايات المتحدة وبريطانيا مدونة أسموها "أنا لست حرام"، لينقضوا من خلالها الفكرة السائدة بأنهم كفار بالاعتماد فقط على ميولهم الجنسية.
بين مبادرات المواءمة كذلك يمكن أن نذكر موقع http://islamandhomosexuality.com الذي ينشر مقالات وأبحاثاً متنوعة تهدف لمقاربة الأمر بطريقة منفتحة، فيوضح أن المثلي ليس مجرد آلة جنسية كما يعتقد كثر بل هو شخص يملك إيماناً ويحق له التعبير عنه.
ومن بين المقالات التي ينشرها أبرز خمسة مثليين في التاريخ وأبرز خمسة أئمة مساجد مثليين والجمعيات المثلية المسلمة فضلاً عن الدول التي تشرعن المثلية وبينها أندونيسيا المسلمة.
بين الجمعيات التي تأسست للتوعية بشأن المثلية والإسلام، كانت تلك التي أسسها الإمام الفرنسي لودفيك زاهد.
لزاهد، الجزائري الأصل، قصة طويلة مع موقفه من الإسلام بدأت في سن 17 عندما قرر أن يتخلى عن الديانة الإسلامية لاعتقاده أن ميوله الجنسية تتعارض معها. بدأ رحلة البحث في الأديان الأخرى وتقرب من الديانة البوذية لكنه في نهاية المطاف "لم يقتنع بها تماماً".
بعد بحث طويل، بدأ يعود للديانة الإسلامية والتعمق فيها أكثر. قام لأول مرة بأداء فريضة الحج وأدى العمرة أربع مرات. تدرب ليصبح إماماً ثم قرر تأسيس جمعيته. يذكر في إحدى مقابلاته أن "انتشار الإسلاموفوبيا في المجتمع الفرنسي دفعني أيضاً إلى تأسيس الجمعية، نريد أن نظهر للآخرين أن الإسلام ليس متعصباً".
وتقوم الجمعية بشرح تصورها للإسلام "دون محاولة فرض رأي معين على الآخرين. المهم هو أن نكون متواجدين في المجتمع"، وكذلك بالتوعية حول الصحة الجنسية ومحاربة "الإيدز" وتنظيم رحلات جماعية لأعضائها ومناصريها إلى الأماكن المقدسة.
وقام زاهد بتأسيس مسجد رفض أن يجعله للمثليين فقط، بل فتحه للجميع حتى لغير المسلمين من مسيحيين ويهود.
وفي الولايات المتحدة، تضم جمعية " المسلمين الحداثيين" 700 عضو وأكثر من 3 آلاف متابع يؤمنون بـ"الحرية الفردية للإنسان من زواج المثليين وزواج المسلمة بغير المسلم، وغير ذلك من القضايا التي يرفضها الإسلاميون التقليديون".
من يتمسك من المثليين بعقيدته الإسلامية ينزع للتبحر أكثر في تلك العقيدة. من هؤلاء الإمام محسن هندريكس، من جنوب أفريقيا، الذي قال في إحدى المرات إنه انتقل من عالم الأزياء لدراسة الدين الإسلامي بحثاً عن أجوبة شافية وسعياً لرفض الروايات السائدة التي يعتمد عليها رافضو المثلية لتكفير أمثاله.
"الإسلام لا يرفض المثلية"... كيف ذلك؟
"وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ" (سورة الأعراف)
"إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ" (سورة الشعراء)
"ولمَّا جاءت رسلنا ابراهيمَ بالبشرى قالوا إنَّا مهلكوا أهل هذه القرية إنَّ أهلها كانوا ظالمين* قال إنَّ فيها لوطاً قالوا نحن أعلم بمن فيها لنُنَجيَنَّه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين" (سورة العنكبوت)
"الله وحده يمكنه الحكم علي ولا أعتقد أن الله سيحاسبني على ميولي، فهو الذي خلقها في داخلي. يحاسبني على خياراتي وليس على ما أنا عليه" الإمام محسن هندريكس
هذه بعض الآيات التي يستند إليها المسلمون في حسمهم تكفير المثليين وهلاكهم (وإهلاكهم)، ولها ما يشبهها في الكتب المقدسة الأخرى من إنجيل وتوراة، حيث قصص قريتي سدوم وعمورة اللتين دمرهما الله بعدما رفض قوم لوط الاهتداء لكلام نبيهم، لكن علماء مسلمين مثليين يرفضون صحة تفسيرات هذه الرواية.
يقول هندريكس إن كلمة مثلية لم تذكر في القرآن، ويلفت إلى ضرورة العودة إلى السياق الذي نزلت به كل آية، فبرأيه "العذاب الذي لحق بقوم لوط هو بسبب أن الجنس الذي مارسوه كان اغتصاب رجل لرجل فضلاً عن السرقة والاعتداء على الآخرين. وليس من العدل أن يقاس حب رجل لرجل (أو امرأة لامرأة) بالإطار نفسه. فليس هناك ما يفيد بتحريمه".
يقول هندريكس، الذي تزوج بامرأة لعدة سنوات محاولاً قمع ميوله، إن "الله وحده يمكنه الحكم علي ولا أعتقد أن الله سيحاسبني على ميولي، فهو الذي خلقها في داخلي. يحاسبني على خياراتي وليس على ما أنا عليه".
"من عرف نفسه عرف ربه"، يستند هندريكس إلى هذا الحديث ليدعو المسلم المثلي للتصالح مع مثليته ومعرفة نفسه على حقيقتها كي يصل إلى الله.
يرى الإمام زاهد، بعد بحث معمق ضمنه في كتاب "القرآن والجنس" أن الإسلام لم يحرم المثلية الجنسية بل أن الثقافة العربية الإسلامية الحديثة هي التي جعلت المثلية من المحرمات.
من هنا يدور النقاش حول تفسير الآيات الذي يرى فيه عدة علماء مثليين أنه تفسير بشري لا يمكن الجزم بصحته المطلقة، كما هو حال التفسيرات بشأن العنف في الإسلام والرجم وضرب المرأة والعبودية…
في حوار مفتوح نظمته شبكة "بي بي سي" البريطانية، تقول إحدى الفتيات المسلمات بحدة إن المثلي لا يمكن أن يكون مسلماً، فالدين حرّم ذلك وبالتالي لن يقبل إسلامه "ولا أحد يجبره أن يكون مسلماً".
يحاججها آخر قائلاً إن السياق التاريخي يفرض نفسه في تفسير القرآن، فكما كانت العبودية مقبولة في مراحل معينة بناء على النص الديني الإسلامي تغيرت الظروف لتضعها خارج دائرة المجتمعات المسلمة، وهكذا يجب التعامل مع المثلية.
ويرد آخر بأن النص يفرض الحجاب في الإسلام، وبالتالي لا يمكن القول إن المسلمة غير المحجبة تفقد إسلامها، وهكذا المثلية يمكنها التعامل مع النص الديني بشكل يراعي الميول الجنسية والعقيدة الإسلامية.
وفي كتابه "الفتوى الشرعية في المثلية الجنسية" يحكي الكاتب الأردني ماهر الحاج قصته كمثلي كان يعيش في الأردن. في بلده رأى في الإسلام عدواً لمثليته، بعدما حاول اللجوء إلى الله في المساجد ولدى علماء الدين، فكان الرفض والتكفير من نصيبه.
مثليون ومسلمون يتمسكون بدينهم عن قناعة ويمارسون طقوسه ويحاججون ببطلان حجة تحريمه للمثلية الجنسية
لم يستطع الاقتراب كمثلي من الإسلام سوى في الولايات المتحدة، هناك أدرك أن بإمكانه أن يكون الاثنين معاً، وكتب "كنت على قناعة بأن العلم والإسلام لا بد أن يتوافقا، فبعد أن اقتنعت بالحقائق العلمية، قمت بعدها بدراسة القضية من الناحية الشرعية مرة أخرى وبانفتاح أكثر. وبعد التمعن في كتاب الله وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، أيقنت حقائق كثيرة في الأمور التي تربيت عليها والتي أذهلتني ولم أكن قادراً على تصديقها. نحن فعلاً على جهالة في هذا الموضوع، وهذا كان جارحاً لي وخيانة لإنسانيتي. فكيف لأمتي أن تخذلني هكذا وكيف يقوى علماؤنا على الاستمرار في ظلمهم لي ولمن هم أمثالي؟".
كما يشير البعض إلى أن الاستعمار لعب دوراً في معاداة المنطقة العربية للمثلية، فهو عزز هذا الفكر بعدما حمله من البلدان الغربية، إذ كان يتم قتل المثليين في تلك المرحلة.
يعول بعض العلماء على التطورات التي شهدتها المنطقة اليوم، فصعود الإسلاميين وموجة التطرف يعنيان أن العالم سيكتشفها على حقيقتها، وتصل يوماً إلى نهايتها.
وبينما يوفّر الغرب أرضية خصبة لمصالحة الإسلام مع المثلية، فهل يحلم مثليو المناطق العربية والمسلمة بمرحلة شبيهة يتوقف فيها الجميع عن مصادرة قرار الله وتكفير الآخرين وتحديد مصائرهم بين جنة ونار؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...