بعد أسبوعين فقط من إعلان الرئيس السوداني عمر البشير رفضه طلباً من شركة الطيران الكينية بالتحليق فوق المجال الجوي السوداني للتوجه إلى إسرائيل، منح البشير رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الضوءَ الأخضر للتحليق فوق جنوب السودان أثناء رحلة عودته من تشاد، وهي الرحلة التي أعلنت رسمياً تطبيع العلاقات مع تشاد البلد ذي الأغلبية الإسلامية. زيارة نتنياهو للتشاد لها دلالة رمزية عميقة كونها تربط دولة الاحتلال ببلد مرجعيته الدينية الإسلام وكأن نتنياهو يكسر المحظور ويدخل العالم الإسلامي الذي لطالما عادى إسرائيل منذ احتلال فلسطين. وأثمرت الزيارة اتفاقاً لتجديد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بمباركة الرئيس إدريس ديبي رغم تأكيد الأخير أن التقارب مع إسرائيل "لا يعني التخلي عن القضية الفلسطينية".
وقالت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية الاثنين إنه على الرغم من أن السماح بالطيران فوق جنوب السودان ليس كالسماح بالطيران فوق السودان نفسه، إلا أنها المرة الأولى التي تسمح فيها الخرطوم لرحلة إسرائيلية بعبور جنوب السودان الذي تتحكم في مجاله الجوي في الوقت الذي لا يزال فيه جنوب السودان يدشن نظام إدارة الحركة الجوية، معتبرة أن ذلك علامة على رغبة سودانية في التطبيع مع إسرائيل.
وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي في أكثر من مناسبة عن قرب اختصار مسارات الرحلات الإسرائيلية، بحيث تمر هذه الرحلات فوق أجواء السودان وتشاد في طريقها إلى هدفها النهائي.
وفي ديسمبر الماضي أعلن نتنياهو أن الطيران الإسرائيلي سيتمكن من التحليق فوق الأجواء السودانية في طريقه نحو أمريكا الجنوبية بما يمكنه من اختصار مدة الرحلة بشكل كبير، لكن أعلن الرئيس السوداني عمر البشير في مقابلة تلفزيونية مع قناة محلية يوم 6 يناير، أن بلاده رفضت طلباً من شركة الطيران الوطنية الكينية بالتحليق فوق المجال الجوي السوداني للتوجه إلى إسرائيل.
وفي المقابلة، نفى البشير إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل مؤكداً أنه "تم نصحه ببدء تطبيع العلاقات مع إسرائيل، من أجل تحسين الأوضاع في بلاده".
واتهم البشير في أكثر من مناسبة تل أبيب بدعم المعارضين في بلاده التي تخرج في عدة مدن تعيش على وقع احتجاجات تطالب بإسقاط البشير وحكومته.
وفي الآونة الأخيرة انتشرت تقارير إعلامية تتحدث عن اعتزام الحكومة الإسرائيلية إعادة العلاقات الدبلوماسية مع السودان، بعد عقود من العداء.
ويرى مراقبون أن نفي البشير قبل نحو أسبوعين اعتزامه السماح باستخدام الأجواء السودانية للتوجه إلى إسرائيل كان يهدف فقط إلى كسب تعاطف الشارع السوداني المستمر في الاحتجاج، والدليل أنه وافق على ذلك مؤخراً.
واختتم نتنياهو الأحد 20 يناير زيارة رسمية إلى تشاد، التقى خلالها الرئيس التشادي إدريس ديبي، وأعلنا استئناف العلاقات الدبلوماسية ووقعا اتفاقيات تعاون بينها اتفاقيات تعاون أمنية وعسكرية، واتفاقيات في مجال الطاقة وتحلية المياه والزراعة.
وأعلن نتنياهو وديبي، في مؤتمر صحافي مشترك من العاصمة نجامينا، استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتشاد، بعد 40 عاماً من قطع هذه العلاقات.
وأكد ديبي أن العلاقات مع إسرائيل "مهمة"، لافتاً إلى أنه "لن تكون على حساب الموقف المؤيد للقضية الفلسطينية".
بعد أسبوعين فقط من إعلان الرئيس السوداني عمر البشير رفضه طلباً من شركة الطيران الكينية بالتحليق فوق المجال الجوي السوداني للتوجه إلى إسرائيل، منح البشير رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الضوءَ الأخضر للتحليق فوق جنوب السودان أثناء رحلة عودته من تشاد.
زيارة نتنياهو للتشاد لها دلالة رمزية عميقة كونها تربط دولة الاحتلال ببلد مرجعيته الدينية الإسلام وكأن نتنياهو يكسر المحظور ويدخل العالم الإسلامي الذي لطالما عادى إسرائيل منذ احتلال فلسطين.
في المقابل، وصف نتنياهو الاتفاق بـ"الإنجاز السياسي المهم"، لافتاً إلى أن "تشاد مجاورة لدولتين عربيتين، هما السودان وليبيا"، مضيفاً أن "إسرائيل ستحقق إنجازات سياسية مع دول أخرى في أفريقيا".
ويخوض نتنياهو في الآونة الأخيرة حملة علنية لتطبيع العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، وفي رحلته إلى تشاد، أشار إلى المزيد من العلاقات قد ترى النور قريباً.
وفي أكتوبر الماضي، قام نتنياهو بزيارة مفاجئة إلى سلطنة عمان الدولة الخليجية التي لا تقيم علاقات مع إسرائيل، رافقه خلالها مسؤولون كبار من بينهم رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد ومستشار رئيس الوزراء للأمن القومي. وألمح نتنياهو في عدة مناسبات إلى وجود علاقات أكثر دفئاً مع دول خليجية.
وقال نتنياهو للكنيست الإسرائيلي في وقت سابق: "هناك تقارب بين إسرائيل ودول عربية أخرى أكثر من أي وقت مضى" بسبب التهديد النووي الذي تشكله إيران.
وفي إشارة أخرى على تحسن العلاقات مع دول عربية توجهت وزيرة الرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف قبل فترة إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي لحضور منافسات يشارك فيها فريق الجودو الإسرائيلي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 4 أيامtester.whitebeard@gmail.com