شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
عروس السودان بيد الموساد 

عروس السودان بيد الموساد 

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 26 سبتمبر 201806:37 م

عمليات كثيرة نفذها جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، ألهمت صناع الأفلام والمسلسلات العالمية سيناريوهات عدة، فعامل "إثارتها" يستقطب منتجي "هوليوود"، آخرها ما حدث في قرية "عروس" السودانية التي كانت منتجعاً سياحياً في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، يقصده هواة الغوص.

قرية "عروس" الواقعة على البحر الأحمر كانت آنذاك مسرحاً لإحدى أكثر العمليات الإسرائيلية "جرأة" بحسب ما وصفته وكالة فرانس برس.

قال دانيال ليمور مسؤول "عملية الأخوة" التي نفذها الموساد الإسرائيلي إن المنتجع كان قاعدة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي، في حين كانت السلطات السودانية تعتقد أن العملاء الإسرائيليين "أوروبيون" يديرون المنتجع، ويساعدهم في ذلك موظفون سودانيون .

وقال ليمور لفرانس برس: "سقط علينا هذا المشروع من السماء. فقد بناه رجال أعمال إيطاليون في سبعينات القرن الماضي لكنهم هجروا المكان لعدم وجود بنية تحتية من كهرباء وماء وطرقات".

وكشف بعد مرور أربعة عقود على تنفيذ العملية، أن المنتجع مكّنهم من تهريب 7000 إثيوبي من مخيمات اللاجئين الإثيوبيين في السودان إلى إسرائيل بين عامي 1981 و1985، موضحاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحيم بيغن أرسل بعثة من الموساد عام 1977 إلى السودان من أجل إتمام هذه المهمة، لافتاً إلى أن الموساد درس طيلة أربع سنوات مواقع الساحل السوداني، حتى تتمكن إسرائيل من نقل اليهود الإثيوبيين إلى الأراضي المحتلة.

"كنّا عَيْنيْ وأُذُنيْ وقَدَمَيْ الموساد"

قال الإثيوبي اليهودي ميكي أخيهون الذي تطوع مع الموساد الإسرائيلي إنه كان طالباً لم يتجاوز عمره عشرين عاماً حين شارك بتنفيذ العملية، مؤكداً أنه كان "عيني وأذني وساقي الموساد" مبرراً بأنه "فعل ذلك من أجل شعبه". أخيهون أصبح في ما بعد ضابطاً في الجيش الإسرائيلي.

كان يتم نقل اللاجئين الإثيوبيين اليهود من مخيمات الصحراء إلى الساحل في شاحنات، بحسب ما كشفه جاد شيمرون، أحد عملاء الموساد الذين عملوا في المنتجع، والذي ألّف كتاباً عن "عملية الأخوة" بعنوان "احضروا لي يهود أثيوبيا" صدر باللغة العبرية.

يضيف شيمرون: "كان على قافلة الشاحنات المحملة بالاثيوبيين أن تقطع مسافة 700 كلم، تتخللها نقاط تفتيش عسكرية وعمليات تفتيش للشرطة. تعرضنا لكمائن قبل نقل اللاجئين على متن سفن إسرائيلية كانت راسية في المياه الدولية".

وبسبب المخاطر التي كان من الممكن أن توصلهم إلى حبل المشنقة، بحسب وصفه، قام الإسرائيليون بتغيير طريقة النقل، من البحر إلى الجو، ويقول شيمرون إنه "شعر بسعادة فائقة في اللحظة التي حلقت فيها الطائرة”.

لم يكتشف أحد في المنتجع الحياة المزدوجة للموظفين، إلى أن انتهت العملية عام 1985، عندما استجوبت الشرطة السودانية أحد معارفهم الإثيوبيين، ليُخلي الموساد عقب ذلك القرية بشكل عاجل ويضع عملية سرية أخرى بحسب ما قالته لفرانس برس، يولا، إحدى عميلات الموساد، ومديرة المنتجع سابقاً.

"قصة شبيهة بأفلام جيمس بوند، لكنها يهودية" بحسب وصف عميل في الموساد. قصة ستُعرض العام المقبل لتكشف للعالم "بطولة" أخرى لإسرائيل هندسها كيان الاحتلال إلى جانب فيلم "الملاك"، ومسلسل "الجاسوس".
يقول دانيال ليمور المسؤول عن عملية الموساد الإسرائيلي "عملية الأخوة" إن منتجع قرية "عروس" السودانية كان قاعدة للموساد الإسرائيلي، بينما كانت السلطات السودانية تعتقد أن العملاء الإسرائيليين "أوروبيون" يديرونه.

قصة شبيهة بأفلام جيمس بوند.. لكنها يهودية

تحولت "عملية الأخوة" إلى فيلم "هوليودي" بعنوان "منتجع البحر الأحمر للغوص" تم تصويره في جنوب إفريقيا وسيُعرض العام المقبل (2019)، وهو من بطولة بن كينغسلي، هالي بينيت، وكريس إيفانز وإخراج جدعون راف. شبهه شيمرون بأفلام جيمس بوند، لكنه فيلم يهودي.

يُذكر أن الموساد الإسرائيلي يكشف تباعاً عملياته التي نفذها في مختلف مناطق العالم و بقيت طي الكتمان، بعض هذه العمليات أوحى للسينمائيين بأعمال درامية عالمية، أحدثها فيلم "الملاك" الذي أظهر الجاسوس أشرف مروان  المُلقب بـ "الملاك" كصانعٍ للسلام بين مصر وإسرائيل. وقد بدأ عرض الفيلم يوم 14 سبتمبر الجاري على "نتفليكس". كما تعتزم الشبكة عرض مسلسل "الجاسوسوهو من ست حلقات يروي قصة أبرز جواسيسِ إسرائيل "إيلي كوهين"، الذي اخترق صفوف الحكومة السورية في الستينيات.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image