شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
تل أبيب: خطة السلام اكتملت وربما ترى النور في 2019 

تل أبيب: خطة السلام اكتملت وربما ترى النور في 2019 

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 28 نوفمبر 201812:42 م
أعلن داني دانون، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، اعتزام الولايات المتحدة "تقديم خطتها للسلام في الشرق الأوسط مطلع 2019". الخطة التي طال انتظارها، والمعروفة اصطلاحاً بـ "صفقة القرن"، كشف عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في التجمع السنوي لزعماء العالم بالأمم المتحدة، في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، أثناء لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

ما هي صفقة القرن؟

قال دانون في تصريحاته للصحافيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك: " لا نعرف تفاصيل الخطة لكن نعلم أنها اكتملت، وبالتالي فالسؤال الآن هو متى سيقدمونها؟ على حد علمنا تحدثوا عن بداية 2019". وتحدث المسؤول الإسرائيلي عن موعد الإعلان قائلاً: "كانت لدينا مخاوف من تعارض توقيت تقديم الخطة مع الانتخابات في إسرائيل، كان طرحها في الانتخابات سيكون مريعاً، حيث تتزايد التوترات في هذه الفترة، وربما كان الجميع سيرفضها". وتابع الدبلوماسي الإسرائيلي:"الآن أمام الرئيس فرصة جيدة لتقديمها دون أن تتعارض مع أي جدل سياسي في إسرائيل". ومن المفترض إجراء الانتخابات العامة المقبلة في إسرائيل في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2019، غير أن ساسة ومحللين سياسيين رجحوا –بحسب وكالة رويترز- احتمال تقديم موعدها إلى مارس / آذار أو مايو/ أيار، بعد أن حظي ائتلاف نتنياهو الحاكم بالأغلبية في الكنيست الإسرائيلي بـ61 مقعداً من أصل 120 مقعداً، اعتباراً من الشهر الجاري. "ليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستقدم خطة صالحة للقبول أو الرفض فقط أم أنها ستجمع كل الأطراف معاً على مائدة تفاوض بشأن ما جاء بها"، أردف الوزير الإسرائيلي. وأوضح أن الجانب الإسرائيلي يرغب بأجزاء من خطة السلام ويرفض أخرى، بقوله "هناك أجزاء لا نحبها، لكننا سنكون منفتحين، وعلى استعداد للتفاوض والتحدث عن كل شيء".

موقف الفلسطينيين

شكوك وريبة تساور الفلسطينيين بشأن "صفقة القرن"، ليس فقط لوقوفها الدائم بجانب إسرائيل، لكن أيضاً لكون جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي، يهودي المعتقد أيضاً هو الذي يشرف على وضعها. الريبة هذه تتماهى مع توقف الفلسطينيين عن التجاوب مع الجهود الأمريكية لاستئناف محادثات السلام، منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها. ما دفع السلطة الفلسطينية لاتهام إدارة ترامب بـ "الانحياز لإسرائيل فيما يتعلق بمسائل رئيسية في الصراع الممتد منذ عقود، مما يبدد كل فرص السلام". هذا إلى جانب ما أضافته التصريحات الأمريكية من القلق، حيث قال جيسون جرينبلات، مبعوث ترامب للشرق الأوسط – بوضوح - في سبتمبر/ أيلول الماضي، إن على الجانبين توقع ما قد يروق أو لا يروق لهما في الخطة، ما من شأنه أن يزيد شكوك الفلسطينيين. وعلق دانون على ذلك بقوله "من المؤسف أن يتخذ الفلسطينيون موقفاً من الخطة الأمريكية قبل طرحها، كان ينبغي عليهم انتظار الاطلاع عليها أولاً". وأردف: "الرئيس الفلسطيني لا يرغب بتحقيق السلام، لا يقبل بالجلوس إلى طاولة المفاوضات والقبول ببعض التنازلات، التي هي أساس أي عملية تفاوض".
سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة يُعلن اعتزام الولايات المتحدة "تقديم خطتها للسلام في الشرق الأوسط (صفقة القرن) مطلع 2019".

سياسات إسرائيل من "السر إلى العلن"

لا يمكن فصل الكشف الإسرائيلي عن اقتراب ولادة صفقة القرن، عن سلسلة التصريحات الإسرائيلية الأخيرة التي تعمدت الإفصاح عن العلاقات مع دول عربية، بعد أن ظلت رهن السرية طيلة سنوات. فخلال الشهر الجاري فقط، أعلنت إسرائيل اعتزامها مد سكك حديدية مع عدة دول عربية، تلاها الكشف عن نية نتنياهو زيارة البحرين، ثم تسريبات عبرية عن تمويل الإمارات لأطول خط غاز ينطلق من إسرائيل حتى أوروبا، وأخيراً إعلان رغبتها في التطبيع مع السودان. ويفسر ذلك بوضوح، ما بثته القناة الثانية الإسرائيلية، عن أن "الرقابة الإسرائيلية رفعت القيود عن المعلومات التي أوصى بها نتنياهو بشأن تحسين العلاقات مع البحرين" بعد الجدل الدائرعن نيته زيارة البحرين قريباً. ما يعني نية نتنياهو تطبيع العلاقات بشكل معلن مع البحرين ويعكس تحول السياسة الإسرائيلية من السرية إلى العلن، ربما ليشعر الفلسطينيون أنهم مضطرون لتوقيع اتفاق سلام معهم لا محالة، ولتشجيع دول عربية أخرى على الانضمام إلى قطار التطبيع مع دول عربية أخرى.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image