السلطات السودانيّة أقرّت باحتجازها أحد أبرز منتقدي الحكومة محمّد البوشي المخفيّ قسراً في مصر منذ أكتوبر الماضي بعد أن كان الأمن السوداني يرفض الإفصاح عن مكان احتجازه، حسب ما أعلنته (هيومن رايتس) اليوم الخميس. ووجّه الأمن السوداني يوم 8 نوفمبر للبوشي، تهمة "التجسّس" و"إثارة الحرب" وهما تهمتان تصل العقوبة فيهما حدّ الإعدام، سبق للخرطوم وأن وجهتهما لعدّة معارضين. واتهمت المسؤولة في منظّمة هيومن رايتس جيهان هنري السلطات المصريّة والسودانيّة بإخفاء محمّد البوشي (35 عاماً) بعد أن طلب اللجوء والحمايّة من مفوضيّة الأمم المتحدة في القاهرة، لكنه استمرّ في انتقاد الحكومة من العاصمة المصريّة ظنّاً منه أنه في مأمن، مؤكدةً أن القاهرة أعادته إلى الخرطوم. وأفادت هنري التي تشغل منصب المديرة المساعدة لقسم أفريقيا في المنظمة "تعاونت السلطات المصريّة والسودانيّة في الإخفاء القسريّ لأحد طالبي اللجوء وإعادته إلى السودان (البوشي) منتهكة بذلك المعايير الدولية والحظر الدولي على الإخفاء القسري والاضطهاد والتعذيب. وطالبتْ هنري بالإفراج فوراً عن البوشي وإسقاط كافّة التهم عنه. والبوشي هو عضو سابق في حزب البعث المعارض، سبق للسلطات في الخرطوم احتجازه بسبب مواقفه السياسيّة وقالت هيرمن رايتس في بيانها إنها تحدّثت مع شهودٍ أخبروها بأن البوشي اختفى في العاشر من أكتوبر الماضي بعد محاصرته من قبل 5 مسلحين "يُعتقد أنهم من الأمن المصري" في مقرّ سكنه حيث فتشوه، ليختفي مباشرة بعد ذلك. وكانت مواقع التواصل قد تناقلت منذ منتصف أكتوبر أنباءً عن اختفاء الناشط السوداني وسط خشية أقاربه من أن تكون مصر تقف خلف اختفائه القسري. أسرةُ البوشي أخبرت هيومن رايتس أن الأمن السوداني اتصل بها يوم 13 أكتوبر ليخبرهم أن ابنهم محتجز لديها لكن دون الكشف عن مكان احتجازه. وسبق أن احتجزت السلطات السودانية البوشي عام 2011 لعدّة أسابيع لانتقاده المستشار الرئاسي نافع علي نافع حسب ما أوردته منظمات حقوقيّة من بينها هيومن رايتس، وعاودت الخرطوم احتجازه عام 2013 طيلة أشهر أثناء قمعها احتجاجات، يومها تعرّض الشاب مع محتجزين آخرين للضرب واحتجز في "ظروف سيئة" كما تذكّر هيومن رايتس. واتهمت المنظّمة في بيانها الخميس الأمن السوداني بـ "التوحّش" مندّدة بأجهزة الاستخبارات كما الأمن السوداني لاستخدامهما "الاحتجاز التعسّفي وإساءة معاملة المحتجزين" مذكّرة بترسانة القوانين التي تستند إليها سلطات الخرطوم للإبقاء على المعتقلين قيد التوقيف دون توجيه تهمٍ إليهم. وقالت المنظمة إنها طيلة سنوات قامتْ بتوثيق انتهاكات عدّة أقدمت عليها الخرطوم، وأشارت إلى التنسيق بين مصر والسودان للقبض على نشطاء سودانيين مطلوبين لدى الخرطوم بعد أن تحسّنت العلاقات بين البلدين في الأشهر الأخيرة حسب وصف هيومن رايتس.
مصر والسودان نسقتا للقبض على نشطاء سودانيين مطلوبين لدى الخرطوم بعد أن تحسنت العلاقات بين البلدين في الأشهر الأخيرة، حسب هيومن رايتس ووتش.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...