نفياً لما راج عن تطبيع وشيك يُطبخ على مهل بين الخرطوم وتل أبيب، أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أن بلاده رفضت طلباً من شركة الطيران الوطنية الكينية بالتحليق فوق المجال الجوي السوداني للتوجه إلى إسرائيل، بحسب ما نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأحد 6 يناير.
وعلى خلاف ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنايهو في ديسمبر الماضي من أن الطيران الإسرائيلي سيتمكن من التحليق فوق الأجواء السودانية في طريقه نحو أمريكا الجنوبية بما يمكنه من اختصار كبير لمدة الرحلة، نفى البشير في مقابلة تلفزيونية مع قناة محلية عزم بلاده السماح بخطوة مماثلة حتى لو كانت الشركة كينية متجهة إلى إسرائيل وليست إسرائيلية.
وكان نتنياهو قد أعلن في ديسمبر 2018 أن سلطان عُمان قابوس بن سعيد وافق على استخدام أجواء السلطنة للرحلات الجوية الإسرائيلية. وأعلن يومها: "يمكننا الآن السفر في أجواء مصر وتشاد، ولكننا بحاجة للمزيد من أجل تقصير المسافات إلى دول أمريكا الجنوبية".
وفي نوفمبر الماضي، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو يعمل بجد على إقامة علاقات دبلوماسية مع السودان، بعد أن وصل رئيس تشاد إدريس ديبي إلى إسرائيل في وقت سابق من نفس الشهر بعد 46 عاماً من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وفي المقابلة التليفزيونية التي بثت السبت، نفى البشير إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل مؤكداً أنه “تم نصحه ببدء تطبيع العلاقات مع إسرائيل، من أجل تحسين الأوضاع في بلاده" لكنه يقول إن السودان "لن يكون الأول ولا الأخير الذي يرفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل".
وأضاف البشير أن "اللوبي الصهيوني الذي يسيطر على الدول الغربية، يقف وراء العقوبات على السودان"، مؤكداً أن سلطة إسرائيل لا تكمن في القوة العسكرية والمادية "وإنما في إضعاف أعدائها، وأن إسرائيل لديها خطة كاملة لتدمير الدول العربية المحيطة بها".
واتهم البشير تل أبيب بدعم المعارضين وهو اتهام أعلنه الأسبوع الماضي في خطاب توجه به إلى شعبه رداً على الاحتجاجات في عدة مدن سودانية قائلاً إن إسرائيل "دعمت المتمردين الذين يقاتلون ضده، كما أنها تقف وراء الحصار الاقتصادي والدبلوماسي على السودان"، مذكراً بأن إسرائيل قصفت العاصمة السودانية الخرطوم مرتين.
تأتي تصريحات البشير في وقت تواصل فيه حكومته، مواجهة الاحتجاجات التي يشهدها السودان استخدمت فيها قوات الأمن الرصاص الحي بوجه المتظاهرين.
وفي الفترة الأخيرة انتشرت تقارير إعلامية تتحدث عن اعتزام الحكومة الإسرائيلية إعادة العلاقات الدبلوماسية مع السودان، بعد عقود من العداء.
ويرى مراقبون أن البشير يسعى من تصريحاته الأخيرة النافية لاعتزامه السماح باستخدام الأجواء السودانية للتوجه إلى إسرائيل إلى كسب تعاطف الشارع السوداني المستمر في الاحتجاج منذ أكثر من أسبوعين بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة. وفي الأيام الماضية، أضرم المحتجون النار في مبان تابعة للحزب الحاكم مطالبين البشير الذي يتولى السلطة منذ عام عام 1989 بالتنحي.
يرى مراقبون أن البشير يسعى من تصريحاته الأخيرة النافية لاعتزامه السماح باستخدام الأجواء السودانية للتوجه إلى إسرائيل إلى كسب تعاطف الشارع السوداني المستمر في الاحتجاج منذ أكثر من أسبوعين بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة.
نفى البشير إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل مؤكداً أنه “تم نصحه ببدء تطبيع العلاقات مع إسرائيل، من أجل تحسين الأوضاع في بلاده" لكنه يقول إن السودان "لن يكون الأول ولا الأخير الذي يرفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل".
مد وزجر بين السودان وإسرائيل
قبل عامين، وبعد أن قطع السودان علاقته مع إيران، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن إسرائيل حثت الولايات المتحدة والدول الأخرى على تحسين علاقاتها مع الدولة العربية الأفريقية مكافأة لها على تلك الخطوة.
وكانت إسرائيل قد نفذت ثلاث غارات جوية على غرب السودان في العام 2009، مستهدفة قافلة زعمت أنها تحمل أسلحة إلى غزة. واتهم السودان إسرائيل بالمسؤولية عن انفجار في العام 2012 لمصنع أسلحة في الخرطوم، زعمت إسرائيل أيضاً أنه يمد حماس بالأسلحة. وفي العام 2014، تحدثت إسرائيل عن وجود مخزن في السودان للصواريخ طويلة المدى المتجهة إلى حماس في غزة. وفي نوفمبر الماضي كشف التلفزيون الإسرائيلي، عن اعتزام الحكومة الإسرائيلية إعادة العلاقات الدبلوماسية مع السودان، ضمن خطتها لإعادة العلاقات مع أفريقيا بشكل عام.
لكن في ديسمبر الماضي نقلت وسائل إعلام عن عضو المكتب السياسي لحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان ربيع عبد العاطي، قوله إن الحديث عن علاقات محتملة بين السودان وإسرائيل، "هي مجرد أماني يعبر عنها قادة الاحتلال لكن لا توجد أي نقاط التقاء أو مصالح مشتركة بين السودان وإسرائيل أصلاً" بحسب قوله.
وتابع عبد العاطي: "سبق للطيران المدني السوداني أن نفى نفياً قاطعاً أي إمكانية لإقامة علاقات مع رحلات الطيران المدني الإسرائيلي، لكن بعض مسؤولي دولة الاحتلال يكررون هذه الأخبار الزائفة المتصلة بتطبيع علاقاتهم مع السودان اصطياداً في المياه العكرة".
وأضاف: "هناك محاولة لاستغلال حالة الاضطراب والحروب التي تعيشها بعض دولنا العربية للترويج لهذه الأخبار المضللة بهدف خلط الأوراق ليس إلا".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...