هي الزيارة الأولى لرئيس عربي لدمشق منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، الرئيس السوداني عمر حسن البشير وصل سوريا الأحد على نحو مفاجئ في زيارة لم يعلن عنها من قبل. الرئيس السوري بشار الأسد استقبل ضيفه "بحفاوة بالغة" في مطار دمشق الدولي.
البشير المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، سبقت زيارته دمشق زيارة مماثلة لموسكو في شهر يوليو الماضي، ما يثير الشكوك بشأن الدور الروسي في الترتيب لزيارة الرئيس السوداني لدمشق، لا سيما وأن البشير يكسر الحظر العربي المفروض على دمشق، مثلما كسر الحصار على قطر وتقارب مع الدوحة وأنقرة رغم تقاربه كذلك مع الرياض وأبو ظبي ومشاركته في التحالف العربي في اليمن.
زيارة البشير تأتي في وقت تعاني فيه دمشق "عزلةً دبلوماسيةً" على الصعيدين العربي والدولي، منذ اندلاع الثورة السورية قبل ثمانية أعوام، فأغلقت معظم السفارات مقراتها في دمشق أو خفضت مستوى تمثيلها الدبلوماسي.
كما علقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، بعد حوالي ثمانية أشهر فقط من انطلاق الانتفاضة السورية، وفرضت عقوبات سياسية واقتصادية على دمشق، احتجاجاً على "الرد العنيف" من السلطات السورية تجاه المحتجين.
مساعي لإنهاء القطيعة
ويفسر ما سبق "الحفاوة البالغة" التي استقبل بها الأسد البشير والوفد المرافق له وودعه بها، ويعكس في الوقت نفسه أهمية الزيارة التي تكسر لأول مرة العزلة الدبلوماسية المفروضة على الرئيس السوري منذ اندلاع الثورة.
وبحسب الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) توجه الزعيمان من المطار إلى قصر الشعب مباشرةً، حيث بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الوضع على الصعيد السوري والإقليمي.
وشدد الرئيسان، على أن الظروف والأزمات التي تمر بها العديد من الدول العربية "تستلزم إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ما يكفل تحسين العلاقات العربية - العربية ويخدم مصلحة الشعب العربي” وفق ما نقلته سانا.
البشير والأسد تطرقا إلى ما وصفاه حسب البيان بـ "الوقوف في وجه ما يتم رسمه من مخططات تتعارض مع مصالح دول المنطقة وشعوبها”.
زيارة البشير لم تستمر سوى ساعات لكنه أكد فيها أن سوريا "دولة مواجهة (يقصد ضد العدو الإسرائيلي) وإضعافها يعد إضعافاً للقضايا العربية” على حد تعبيره، معتبراً "ما حدث في سوريا خلال السنوات الماضية لا يمكن فصله عن هذا الواقع”، مشيداً بما وصفه بـ"تمسك دمشق بثوابت الأمة العربية رغم سنوات الحرب".
لكن إشادة البشير بدور دمشق في التصدي لإسرائيل، يتناقض مع وتيرة التسريبات الأسابيع الأخيرة التي تتحدث عن تطبيع وشيك بين الخرطوم وتل أبيب، أنباء نفتها الخرطوم بشدة على لسان المتحدث باسمها وزير الإعلام بشارة أرور.
أعرب الرئيس السوداني عن أمله بأن تستعيد سوريا عافيتها ودورها في المنطقة بأسرع وقت ممكن حتى يتمكن شعبها من تقرير مستقبل بلده بنفسه بعيداً عن أي "تدخلات خارجية"، مشدداً على وقوف بلاده إلى جانب سوريا وأمنها واستعداده لتقديم ما يمكنه لدعم وحدة الأراضي السورية، واصفاً حكومة الأسد بأنها "الحكومة الشرعية".
كما أوضحت وكالة السودان للأنباء (سونا) أن البشر أكد للأسد أن بلاده (السودان) ستستمر في مساعيها الدبلوماسية حتى "تعود سوريا إلى حضن الأمة العربية" ولفتت إلى أن الرئيسين أجريا "جلسة مباحثات مغلقة" أعقبتها جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين.
البشير المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، سبقت زيارته دمشق زيارة مماثلة لموسكو في شهر يوليو الماضي، ما يثير الشكوك بشأن الدور الروسي في الترتيب لزيارته دمشق، لا سيما وأن البشير يكسر الحظر العربي المفروض على دمشق، مثلما كسر الحصار على قطر وتقارب مع الدوحة وأنقرة.
زيارة البشير لم تستمر سوى ساعات لكنه أكد فيها أن سوريا "دولة مواجهة (يقصد ضد العدو الإسرائيلي) وإضعافها يعد إضعافاً للقضايا العربية” على حد تعبيره، معتبراً "ما حدث في سوريا خلال السنوات الماضية لا يمكن فصله عن هذا الواقع”.
دمشق مؤمنة بالعروبة
الأسد أشاد بضيفه مؤكداً أن زيارته ستقدم الدفع القوي للعلاقات بين دمشق والخرطوم حتى تعود العلاقات "بين البلدين كما كانت قبل الحرب على سوريا" على حد تعبيره.
وشدد الرئيس السوري على أن بلاده رغم سنوات الحرب "بقيت مؤمنة بالعروبة ومتمسكة بها” منتقداً دولاً عربية لم يسمها على اصطفافها خلف الغرب قائلاً: "تعويل بعض الدول العربية على الغرب لن يقدم أي منفعة لشعوبها لذلك فالأفضل هو التمسك بالعروبة وبقضايا الأمة العربية".
وتتهم سوريا بعض الدول العربية بقيادة السعودية بتأجيج الحرب التي تشهدها منذ سبع سنوات عن طريق تسليح المعارضين الساعين للإطاحة بحكم الأسد، بحسب رويترز.
ومنذ أشهر قليلة، ارتفعت أصوات عربية تنادي بتطبيع العلاقات مع دمشق بعد سنوات من القطيعة وإعادتها إلى مقعدها في جامعة الدول العربية.
وتسببت الحرب التي تشهدها سوريا على مدار السنوات السبع الماضية في مقتل ما يزيد عن 360 ألف شخص، وعشرات الآلاف من المفقودين، كما خلفت دماراً هائلاً في البنى التحتية وأدت إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Ahmad Tanany -
منذ يومينتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ 6 أيامأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه