فاز النجم المصري محمد صلاح لاعب فريق ليفربول الإنجليزي بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في القارة السمراء للعام الثاني على التوالي متفوقاً على زميله في ليفربول السنغالي ساديو ماني والجابوني بيير إيمريك أوباميانج مهاجم أرسنال وذلك في الحفل الذي أقامه الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) بالعاصمة السنغالية داكار مساء الثلاثاء.
وبهذا الإنجاز سطر صلاح اسمه ضمن نجوم الكرة في القارة التي تصدر المواهب لأوروبا والعالم أجمع و صار رابع لاعب يفوز بالجائزة مرتين متتاليتين بعد المهاجم السنغالي الحاجي ضيوف والمهاجم الكاميروني صمويل إيتو ويايا توري لاعب ساحل العاج.
ويبقى صلاح أول لاعب من شمال القارة السوداء يحصد لقب أفضل لاعب أفريقي مرتين متتاليتين، وهو ثاني مصري يفوز بهذا اللقب بعد نجم مصر التاريخي محمود الخطيب الذي حصل على اللقب عام 1983. وفاز صلاح بالكرة الذهبية عام 2017 بعد مشوار مذهل مع فريق ليفربول في الدوري الانجليزي ودوري أبطال أوروبا.
فرحة صلاح باللقب
وكانت الكرة الذهبية لأحسن لاعب أفريقي تمنحها مجلة فرانس فوتبول المتخصصة بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم منذ 1970 لكنها أصبحت تمنح من الاتحاد الأفريقي حصراً منذ عام 1994.
" لا أصدق أن عاماً مضى منذ وقوفي على هذا المسرح، لطالما قلت إن هذه الجائزة بالنسبة لي أمر كبير جدا، أحبها، لأني كنت أتابعها منذ أن كنت صغيراً، وكنت أحلم بأن أفوز بها يوما ما، والآن أفوز بها مرتين، أنا فخور بذلك" هكذا عبر صلاح (26 عاماً) عن سعادته باللقب.
وأردف: "أشكر عائلتي وزملائي وكل من وقف إلى جانبي، وأهدي الجائزة إلى بلدي مصر".
قصة نجاح ملهمة
صلاح ليس مجرد لاعب كرة بالنسبة لآلاف وربما ملايين الأطفال والشباب في مصر، بل رمز ودليل على قهر المستحيل قدم لآلاف المواهب دفعاً نفسياً قوياً للاجتهاد، ومثل مصدر فرحة مستمرة للمصريين على مدار السنوات الأخيرة.
وصلاح أو أبو مكة من مواليد قرية نجريج بمدينة بسيون محافظة الغربية (شمال مصر) في عام 1992، حاصل على شهادة الثانوية الصنـاعية والتحق بعدها بمعهـد "لا سلكي"، وهو معهد متوسط يمنح طلابه شهـادة فنيـة تؤهلهم للعمل فنيين وهي مهنة متواضعة.
لكن طموح صلاح كان مختلفاً، فعشق كرة القدم منذ الصغر وانتقل من مركز شباب قريته إلى نادي مقـاولين طنطـا وهو نادي محلّي بمحافظته ولم يتجاوز سن الثالثة عشر بعد. كان الطريق من قريته إلى ناديـه الجديد يستغرق ساعة ونصف تقريباً ويتطلب ركوب ثلاث وسائل مواصلات، ويعد هذا جهداً استثنائياً بالنسبة لطفل في سنه لكن شغفه وطموحه كانا أكبر.
في عام 2010 انتقل صلاح من ناديه الصغير إلى نادي المقـاولين العرب بالعاصمـة القـاهرة، وأصبحت المسافة التي بات مضطراً لقطعها أكبر وأكثر مشقة ( 85 كم تتطلب أربع ساعات ذهاباً ومثلها إياباً يتنقل خلالها على متن عدد كبير من المواصلات)، لمدة خمسة أيام أسبوعياً دون توقف. وكان صلاح يتقاضى 120 جنيهاً فقط شهـرياً، ينفق منها 25 جنيهاً يومياً على وسائل المواصلات وحدها، ويكمل متطلباته من والده.
رغم المستوى الطيب الذي ظهر به صلاح لم تقدم أندية القمة في مصر على ضمه بل رفضه نادي الزمالك بحجـة أنه لا يزال أمامه الكثير حتى يليق بمستوى الفريق البارز. غير أن العام 2012 شهد بداية النجاح الحقيقية للاعب حين انتقل إلى نادي بازل السويسـري في صفقة كبيـرة قُدّرت بمليوني يورو. تحول صلاح بذلك من مجرد لاعب محلي موهوب إلى لاعب دولي بمعايير عالمية قياسيـة. وحصل بعد عام واحد على جائزة أفضـل لاعب في الدوري السويسـري.
أمضى صلاح موسمين ناجحين مع فريق بازل لكنه فكر في الانتقال لنادي آخر أكبر لتحقيق بطولات وكانت وجهته التالية فريق تشيلسي الذي لعب في صفوفه بدءًا من موسم 2013/2014، لكن تجربة صلاح مع تشيلسي لم تكن موفقة لكثرة اللاعبين المتميزين فمكث معظم الوقت على مقاعد البدلاء ولم يأخذ فرصته في المشاركة كأساسي.
بعد ذلك انتقل صلاح إلى نادي روما الإيطالي في موسم 2015/2016، لتبدأ مسيرة تألقه الفعلية إذ أصبح عنصراً أساسياً في خط هجوم الفريق. وخلال موسمين قضاهما مع روما، خاض 83 مباراة في جميع البطولات وسجل 33 هدفاً واختير خلال موسم 2016/2017 أفضل لاعب في الفريق في مسابقة الدوري الإيطالي.
المحطة المفصلية في تاريخ صلاح حدثت عندما انتقل إلى صفوف ليفربول الإنجليزي مقابل 42 مليون يورو عام 2017. ومسيرة المو مع ليفربول لفتت الأنظار على صعيد الدوري الإنجليزي وبطولة أوروبا للأندية كذلك.
كان العام 2018 عام السعد على صلاح حقق خلاله ألقاباً عديدة وإنجازات داخل إنجلترا وأوربا ومع منتخب مصر حيث قاد ليفربول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. ونال لقب الهداف التاريخي الأكبر لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز في حلته الحالية بعد أن سجل 32 هدفاً.
كما أصبح أول لاعب مصري وعربي وأفريقي يحصد جائزة أفضل لاعب في البريميرليغ بالموسم من رابطة اللاعبين، ورابطة الكتاب والنقاد الرياضيين الإنجليزية، وكذلك الرعاة. كما رشحه الفيفا للفوز بلقب أفضل لاعب في العالم لكن اللقب ذهب للاعب الكرواتي لوكا مودريتش.
وخلال الموسم الحالي، ساهم صلاح بشكل لافت في تصدر ليفربول للدوري الإنكليزي حتى الآن بفارق كبير – سبع نقاط - عن أقرب ملاحقيه مانشستر سيتي بعد إحرازه 13 هدفاً من أصل 48 هدفاً أحرزها الفريق.
أما عن دوره في المنتخب الوطني المصري، فأحرز معه المركز الثالث في بطولة أفريقيا للشباب عام 2011، كما حقق المركز الثاني في منافسات بطولة أمم أفريقيا عام 2017. ويبقى الإنجاز الأكبر في قيادته المنتخب للتأهل إلى كأس العالم بروسيا عام 2018، والتي سجل خلالها هدفي منتخب بلاده.
رغم المستوى الطيب الذي ظهر به صلاح لم تقدم أندية القمة في مصر على ضمه بل رفضه نادي الزمالك بحجـة أنه لا يزال أمامه الكثير حتى يليق بمستوى الفريق البارز. غير أن العام 2012 شهد بداية النجاح الحقيقية للاعب حين انتقل إلى نادي بازل السويسـري في صفقة كبيـرة قُدّرت بمليوني يورو.
يحسب للملك المصري كما يحب جمهور ناديه ليفربول تسميته، دعمه لزوجته ماجي محمد صادق التي تعرضت لهجوم شديد عبر مواقع التواصل واعتبرها البعض غير مناسبة له ولمركزه كلاعب عالمي بسبب ملابسها العادية والمحتشمة واكتسابها وزناً زائداً.
كان العام 2018 عام السعد على صلاح حقق خلاله ألقاباً عديدة وإنجازات داخل إنجلترا وأوربا ومع منتخب مصر حيث قاد ليفربول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. ونال لقب الهداف التاريخي الأكبر لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز في حلته الحالية بعد أن سجل 32 هدفاً.
صلاح "القدوة" والإنسان
وكما أبهر صلاح الجميع بمهارته وحرفيته العالية في فنون كرة القدم، طبع عقول الناس بأخلاقه العالية حتى بات أكثر تعليقات الجمهور عليه شيوعاً "الله على أخلاقك يا فخر العرب".
وعقب تتويجه بلقب أحسن لاعب الثلاثاء ضرب صلاح مثالاً في التواضع وتقدير الآخر. ورداً على سؤال صحافي "هل أصبحت خير سفير للكرة المصرية والأفريقية؟" قال صلاح: "هذا هو خير سفير للكرة المصرية والأفريقية على مر العصور" مشيراً إلى اللاعب محمد أبو تريكة لاعب منتخب مصر وفريق الأهلي المصري السابق الذي وضعته مصر على قائمة الكيانات الإرهابية وذهب رغم ذلك لدعم تنظيم بلاده للبطولة الأفريقية ودعم صلاح أيضاً.
ومن مواقفه الإنسانية تشجيع الأطفال المحبين لكرة القدم، أو المرضى منهم، ودعمه جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة والمشجعين منهم، وتقديمه التبرعات للمحتاجين خاصة في قريته في محافظة الغربية (في دلتا مصر)
تواضع اللاعب كان لافتاً لا سيما أثناء زيارته قريته بشكل منتظم حيث يجلس وسط الناس ويقضي شهر رمضان معهم إلى جانب حرصه على تكريم حفظة القرآن من سكان القرية ومساعدة المحتاجين والمساهمة في زواج المتعففين هناك.
ومن المواقف التي تبرز شهرة مو الواسعة وحب الجماهير له، المبيعات الهائلة التي حققها كتاب "فن اللامبالاة" عقب التقاط صورة صلاح وهو يقرأه على متن طائرة، حتى أن مؤلف الكتاب الأمريكي مارك مانسون وجه له الشكر للدعاية المجانبة التي قام بها له وكتب عبر مواقع التواصل الاجتماعي " الكثير من الحب لمو صلاح.. استمتع".
يحسب للملك المصري كما يحب جمهور ناديه ليفربول تسميته، دعمه لزوجته ماجي محمد صادق التي تعرضت لهجوم شديد عبر مواقع التواصل واعتبرها البعض غير مناسبة له ولمركزه كلاعب عالمي بسبب ملابسها العادية والمحتشمة واكتسابها وزناً زائداً.
صلاح خرج في لقاء تلفزيوني ليؤكد أن زوجته أكثر الأشخاص الذين تعرضوا للظلم بسبب طبيعة عمله الذي يفرض عليه منح الكرة جل وقته شاكراً إياها على وجودها في حياته ومعتذراً عن انشغاله عنها واعداً بأن يكون دوماً عند حسن ظنها ساعياً لإسعادها.
وكان أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة المصري، أعلن الثلاثاء مفاجأة لصلاح عقب فوزه بلقب أحسن لاعب إفريقي للعام الثاني على التوالي تمثلت في إقامة متحف يحمل اسم اللاعب داخل مركز شباب الجزيرة بالقاهرة. وهنأ الوزير صلاح قائلاً "ألف مبروك لنا. أنت تحب بلدك وبلدك تحبك جداً، ونحن دائماً خلفك وفخورون بك "ووعد بإنشاء مدرسة لكرة القدم تحمل اسم صلاح أيضاً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...