عندما يتحوّل "الهيرو" إلى "زيرو"، لا بد من أن نكون في العالم العربي الذي "يشجّع" المنتصر دائماً. فقد كان اللاعب المصري محمد صلاح "بطل الأبطال" الذي عاش مجده في الأشهر القليلة الماضية، حتى أنه اتجه إلى روسيا حاملاً على كتفيه حلم أكثر من 100 مليون مصري، إلى أن بدأت مباراة منتخبه ضد المنتخب الروسي أمس، وتحول الأمر رأساً على عقب.
ولكن أليس من الأجدى لوم أهل الفن والإعلام والرياضة الذين كانوا في نفس الفندق الذي يقيم فيه أفراد المنتخب المصري، كما في الملعب أثناء التدريبات؟ وليس ذلك فقط، بل قال المحامي المصري عمرو عبدالسلام لـ "العربية.نت" إن اتحاد الكرة سمح لبعض القنوات الفضائية بتصوير كواليس إقامة لاعبي المنتخب داخل غرفهم بمقرهم، وذلك ما دفعه للتقدم ببلاغ ضد رئيس وأعضاء مجلس الاتحاد المصري لكرة القدم ورئيس البعثة المصرية، ورئيس الشركة الراعية للتحقيق في "الفوضى التي تسبب بها اتحاد الكرة، وتشتيته لأذهان اللاعبين وفقدانهم التركيز". ولذلك السبب أيضاً، تساءل الإعلامي ياسر أيوب: "لماذا يتواجد كل هؤلاء مع منتخب مفترض أنه في قمة التركيز والاستعداد لمباراة مهمة؟ ومن الذي سمح بكل هذا الزحام والفوضى في فندق المنتخب؟ ومن الذي أقنع النجوم بأن وجودهم ضروري جداً لكي تفوز مصر بفضل تشجيعهم؟".
من جهة أخرى، أعرب الكثيرون عن دعمهم لمحمد صلاح، حتى بعد "الخسارة"، فقال الممثل محمود البزاوي: "بعض الناس اللي بتهاجم صلاح أحب أقولها إن لو صورة مصر حلوة برة فهي حلوة بسبب محمد صلاح ولو في حد بيرفع وبيمجد في مصر برة فهو محمد صلاح.. اشكروا صلاح لأنه مصري بجد"، وقال معلق كرة القدم المصري بلال أحمد علام:"محمد صلاح صعبان علي حرفياً..شال المسئولية وشارك وتحمّل.. سجل هدف شرفي وللأسف ما احتفلش". أما الفنان محمود العسيلي، فقال:"هتفضل فخر مصر وإحنا وراك لحد جائزة أحسن لعّيب في العالم ولو حد هاجمك عشان إنت بجد كبير أوي والمسؤولية عليك كبيرة".
فقد كان محمد صلاح "هيرو"، وسيظل "هيرو"، لأنه نقل "كرة القدم العربية" إلى مرحلة ثانية تحمل الكثير من المشاعر التي تدعو للفخر.
"ما لعبش"، "كان أملنا فيه أكبر"، "هو إيه العلاقة بين أن صلاح هو اللي أهّلنا، وأنه كان وحش النهارده. يعني هل في حاجة في لوائح الفيفا تمنع تواجد الحالتين مع بعض؟"، "والله عادي يا جماعة لما نعترف أن صلاح وحش..ومش في مستواه مش عيب".
هكذا وصف "بعض" رواد "تويتر" أداء صلاح عقب "هزيمة" مصر على يد "الروس" بنتيجة (3-1) رغم أن "هذا الهدف الأوحد" يعتبر رابع هدف مصري في مونديال كأس العالم منذ انطلاقه عام 1930. فصلاح هو ثالث لاعب مصري يسجل هدفاً في كأس العالم بعد عبدالرحمن فوزي (1934) ومجدي عبدالغني (1990)، ولا داعي لوصف "كمية الفرح" التي حلّت على الجميع بعد هدف صلاح، لأنه بذلك كسر "أسطورة" عبدالغني الذي "ذلّ" شعباً بأكمله من أجل "الجون" الذي حققه قبل 28 عاماً.
ولكن على ما يبدو أنهم قد نسوا أداءه مع نادي "ليفربول"، وقد نسوا الألقاب والجوائز التي حصل عليها، واحدة تلو الأخرى، ومنافسته لأكبر نجوم "كرة القدم"، والأهم هو نسيانهم إصابته في نهاية دوري أبطال أوروبا، عندما خُلع كتفه من قبل "راموس" الذي "دعت عليه" الشعوب العربية بأكملها، وليس الشعب المصري فقط. فكيف من المفترض أن يكون أداؤه بعد انقطاعه عن اللعب منذ تلك المباراة؟ وبعد فترة العلاج التي منعته من المشاركة في مباراة مصر وأوروجواي يوم الجمعة الماضي؟
وبالنسبة إلى "تحميله" ذنب الخسارة، فقد قال مدرب المنتخب البرتغالي فرناندو سانتوس:"لم نرَ يوماً لاعباً يفوز وحده حتى لو كان اسمه كريستيانو رونالدو". فالجملة ذاتها تنطبق على صلاح الذي "حاول" أن يحقق حلماً بعيداً كل البعد عن "الواقع" لأن أقصى طموحاتنا كمنتخبات عربية كان مجرد المشاركة في كأس العالم، وقد فعلها المصريون، وهذا وحده يكفينا فرحاً.
كسر محمد صلاح "أسطورة" مجدي عبدالغني.. وحمل حلم أكثر من 100 مليون مصري معه إلى روسيا.. ليتحوّل هناك من "هيرو"... إلى "زيرو".. ما ذنبه؟!
"لم نرَ يوماً لاعباً يفوز وحده حتى لو كان اسمه محمد صلاح".. ما سبب نسيان الشعوب العربية لإصابة صلاح؟ وهل هو المارد الذي سيحقق أحلامنا؟!
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...