من المرجّح ألا تستطيع إيران أن تُسامح إسرائيل على ما حدث في حرب الـ12 يوماً. لا يتعلق الأمر بنزوة من القيادة الإيرانية فحسب، بل بإهانة الكرامة الوطنية. فمن وجهة نظر الإيرانيين، لا توجد سوى طريقة واحدة لاستعادة هذه الكرامة، وهي: حرب أخرى تُلحِق بإسرائيل ضرراً لا يُحتمل، أو على أقل تقدير الاستعداد جيداً للحرب المقبلة في حال قررت إسرائيل مهاجمتها مجدداً. هذا "الحساب المفتوح" يتطلب من إيران الاستعداد جيداً.
فكيف يمكن أن ترمّم إيران قدراتها العسكرية؟ وما الفرص التي أمامها؟ هذا ما نتناوله في التقرير.
ماذا تبقّى من قدرات إيران؟
التقديرات بأنّ القدرات العسكرية الإيرانية تضررت بشدة لا تصف الواقع كاملاً، فلا تزال إيران قادرةً على إبراز قوتها في المنطقة، وهو ما صرّح به نائب الأدميرال البحري الأمريكي تشارلز بي كوبر الثاني، المرشح لمنصب القائد القادم للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في 24 يونيو/ حزيران الماضي، مشيراً إلى أنّ إيران لا تزال تُمثل "التهديد الرئيسي والمستمر" في الشرق الأوسط، ولا يزال نظام طهران قادراً على إبراز قوته في المنطقة باستخدام صواريخه الباليستية وطائراته المُسيّرة ووكلائه وقدراته البحرية. وبينما أدت العملية العسكرية الإسرائيلية إلى إضعاف بعض قدرات إيران، إلا أنّ عناصر أخرى ظلّت سالمةً، برغم تدمير أكثر من 50% من منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية؛ ويُعتقد أنّ 200 منصة منها لا تزال سليمةً، بحسب جلسة مجلس الشيوخ.
الرغبة الإيرانية في ترميم قدراتها العسكرية ليست محل خلاف، لكن التساؤلَين المهمَين الآن هما: ما الذي تحتاجه إيران لترميم قدراتها؟ ومن أين يمكنها الحصول عليه؟ وهو ما نسعى إلى الإجابة عنه في هذا التقرير
ترميم منظومة الدفاع الجوية الإيرانية
استهدفت إسرائيل شبكة الدفاع الجوي الإيرانية قبل شنّ ضرباتها على المواقع النووية الإيرانية في حزيران/ يونيو الماضي، وبعد أيام قليلة من المعركة سارعت إسرائيل إلى القول إنها حققت "تفوّقاً جوياً كاملاً" فوق العاصمة الإيرانية في ما سُمّي حينذاك بـ"السماء الإيرانية المفتوحة" أمام الهجمات الإسرائيلية، كما أنّ تدمير إسرائيل للدفاعات الجوية الإيرانية مهّد الطريق للطائرات الأمريكية لشنّ هجمات على ثلاث منشآت نووية إيرانية، فيما ردّت إيران بالهجوم على قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية في قطر، قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
الأضرار السابقة تعني أنّ "ترميم منظومة الدفاع الجوية الإيرانية" ستكون على قائمة أهداف إيران، وهو ما ذكره اللواء المتقاعد في الجيش الإسرائيلي والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، جيورا آيلاند، في مقاله المنشور في موقع "واللا" العبري، حيث علّق قائلاً: "بعدما أدركت إيران فشل منظومتها الدفاعية الجوية، ستبذل جهداً كبيراً من أجل شراء أنظمة دفاع جوية جديدة، وربما الحصول على طائرات مقاتلة حديثة يمكن لروسيا توفيرها لها".
هذا الجهد ظهر بشكل واضح في تصريحات المسؤولين الإيرانيين، حيث ذكرت وسائل إعلام رسمية نقلاً عن مسؤول عسكري إيراني كبير، أنّ إيران "استعادت شبكة الدفاع الجوي الخاصة بها التي استهدفتها إسرائيل بشدة خلال الصراع الشهر الماضي"، فقال نائب رئيس العمليات في الجيش الإيراني، الأدميرال محمود موسوي: "بعض دفاعاتنا الجوية تضررت، وهذا ليس شيئاً يمكننا إخفاؤه، لكن زملاءنا استخدموا الموارد المحلية واستبدلوها بأنظمة مرتبة مسبقاً تم تخزينها في مواقع مناسبة من أجل الحفاظ على أمن المجال الجوي"، بحسب وكالة "رويترز".
كما يُقدّم البرلمان الإيراني مشروع قانون جديد لزيادة الإنفاق العسكري، حيث تتطلع طهران إلى الحصول على أسلحة متطورة من الخارج. وأكد قائد في الحرس الثوري الإيراني شراء طائرات روسية مقاتلة من طراز "سو-35" في وقت سابق من هذا العام، وحذّر تقرير استخباراتي ألماني حديث من أنّ الجهود غير المشروعة التي تبذلها إيران للحصول على تكنولوجيا الصواريخ من أوروبا "مرتفعة ومتزايدة".
تدرك إسرائيل، من جانبها، الاستعدادات في إيران. في أواخر حزيران/ يونيو الماضي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس، إنه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بإعداد خطة عسكرية تستهدف البرامج النووية والصاروخية الإيرانية. وفي منشور على موقع إكس، قال كاتس إنّ "خطة التنفيذ" ستركّز على "الحفاظ على التفوّق الجوّي لإسرائيل، ومنع التقدّم النووي وإنتاج الصواريخ، والردّ على إيران لدعمها للنشاط الإرهابي ضد إسرائيل".
ما تريده إيران لترميم قدراتها
الرغبة الإيرانية في ترميم قدراتها العسكرية ليست محل خلاف، لكن التساؤلَين المهمَين الآن هما: ما الذي تحتاجه إيران لترميم قدراتها؟ ومن أين يمكنها الحصول عليه؟
إيران تريد تعزيز قدراتها الجوية، ولذلك قد تشتري الطائرة الصينية "J-10CE" التي أثبتت كفاءتها في القتال، أو المقاتلة الشبح الروسية "Su-75 Checkmate"، بحسب "ناشيونال سيكوريتي جورنال". ولإعادة بناء دفاعاتها الجوية، من المرجح أن تسعى طهران للحصول على المزيد من أنظمة الصواريخ أرض-جو الروسية من طراز "S-300" و"S-400"، كما ستستهدف الحصول على قنابل الانزلاق الدقيقة المصنوعة في روسيا ما من شأنه أن يوفر قدرةً هجوميةً فعالةً من حيث التكلفة، وقوية، ومن شأن هذه المشتريات أن تعزز بشكل كبير قدرة إيران على خوض صراع طويل الأمد، لكن هذه المشتريات تواجه عوائق عدة، يتمثل العائق الأول في أنها تحتاج إلى استثمار كبير ووقت طويل للتدريب على قيادة الطائرات الجديدة، والسؤال الأهم هنا: هل تُقدم روسيا والصين على تزويد إيران بها؟
تنبّه تسوكرمان إلى أن "الشراكة الإيرانية الروسية خلال الحرب مع إسرائيل قد كشفت عن قيود عميقة في اللوجستيات الروسية، وتنسيق الأقمار الصناعية، والحرب الإلكترونية، وسيُجبر هذا الخرق للثقة إيران على تقليل اعتمادها على التكنولوجيا العسكرية الروسية المتقادمة والركود العقائدي"
حسابات إيران مع روسيا
أحد دروس الحرب الإيرانية الإسرائيلية أثبتت بشكل واضح أنّ الروس والصينيين لا يرغبون في أن يُنظر إليهم على أنهم يُصعّدون الصراع في الشرق الأوسط؛ موسكو وبكين لم تسعيا إلى استمرار الحرب ضد طهران، ولا ترغبان في خسارة شريك إستراتيجي أو في تدمير البنية التحتية العسكرية الإيرانية بشكل واسع، ومع ذلك فإن موقفهما عكس واقعاً دقيقاً ومعقداً، إذ وجدت كل منها نفسها محاصرةً بشبكة من الحسابات الدقيقة والتوازنات الحسّاسة التي تقيّد قراراتها، وتفرض عليها هامشاً محدوداً في التحرك تجاه طهران، بحسب ورقة لمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية.
وفي هذا السياق، يعلّق كميل البوشوكة، الباحث في مركز الحوار للأبحاث والدراسات، لرصيف22 بأنّ "الموقف الروسي–الصيني خلال الحرب شكّل صدمةً إستراتيجيةً لإيران، حيث فضّلت موسكو وبكين عدم دعمها عسكرياً، خوفاً من الإضرار بعلاقاتهما العميقة مع دول الخليج العربي، كذلك، فإنّ الصين وروسيا لا ترغبان في تقويض مصالحهما مع تركيا، أو الدخول في مواجهة غير محسوبة مع الولايات المتحدة وحلفائها".
ويضيف: "من المرجّح أنّ روسيا والصين لا تمانعان –بصمت– انزلاق الولايات المتحدة إلى حرب طويلة ومُنهِكة في إيران، تُشبه من حيث المبدأ ما حصل في أوكرانيا ضد روسيا. ففي حين ترى موسكو أنّ استنزاف واشنطن عسكرياً يخدم وضعها في الجبهة الأوروبية، تنظر بكين إلى هذا الانشغال كفرصة سانحة لتسريع خطواتها تجاه تايوان دون رد فعل أمريكي حاسم. من هذا المنظور، لا يُتوقع أن تُقدم بكين أو موسكو على تزويد طهران بأسلحة هجومية متطورة، بل ستحافظان على أن تبقى العلاقة مع إيران في إطار التنسيق السياسي المحدود، مع دعم تقني واقتصادي غير معلن".
من جانبها، علّقت إيرينا تسوكرمان، المحللة ومحامية الأمن القومي الأمريكي، في حديث إلى رصيف22، قائلةً: "التعاون الإيراني مع روسيا، حليفتها شبه التقليدية في الساحة السورية ومورد الأسلحة المُفضّل لعقود، خاصةً بعد عجز موسكو عن الدفاع عن مجالها الجوي من الطائرات الأوكرانية المُسيّرة، واعتمادها على الطائرات الإيرانية المُسيّرة، وتشتّت انتباهها الجيوسياسي في أوروبا، كلّها عوامل قوّضت ثقة طهران بها، ومن المرجح أنّ الشراكة الإيرانية الروسية خلال الحرب مع إسرائيل قد كشفت عن قيود عميقة في اللوجستيات الروسية، وتنسيق الأقمار الصناعية، والحرب الإلكترونية، وسيُجبر هذا الخرق للثقة إيران على تقليل اعتمادها على التكنولوجيا العسكرية الروسية المتقادمة والركود العقائدي".
حسابات الصين
برغم أنّ الصين تعدّ إيران طرفاً أساسياً في شبكة مصالحها الاقتصادية في المنطقة، فبحسب التقديرات أكثر من 90% من صادرات النفط الإيراني تذهب حالياً إليها برغم العقوبات الأمريكية، بالإضافة إلى الدور الجيوستراتيجي الإيراني في "الحزام والطريق" الصينية، لكن في الوقت نفسه للصين علاقات متشابكة مع إسرائيل وتوازناتها مع الولايات المتحدة.
أما التعاون المحتمل بين الصين وإيران، فهناك تضارب في التقارير حول الصفقات بين إيران والصين، إذ نشرت تقارير أنّ إيران عززت دفاعاتها الجوية بمساعدة الصين منذ أن أنهت الهدنة الحرب، وفقًا لموقع "ذا كرادل"، وذكر التقرير أنّ "إيران استحوذت على بطاريات صواريخ أرض-جو صينية"، مضيفاً أنّ طهران تتحرك "بسرعة" لإعادة بناء قدرات الدفاع الجوي التي استهدفتها إسرائيل خلال الحرب، وقال مسؤول عربي للوكالة إنّ البطاريات الصينية تم تسليمها إلى إيران بعد وقف إطلاق النار، بينما نشرت "نيوزويك" أنه لم يتم التأكد من صحة تلك التقارير.
ورأى تقرير توم أوكونور، في "نيوزويك"، أنّ سعي إيران إلى الصين، يمثّل انحرافاً عن الجهود التي تبذلها إيران للحصول على الأسلحة من روسيا، التي تظلّ قدرتها على تنفيذ الصفقات محدودةً بسبب حربها المستمرة في أوكرانيا وغيرها من القيود الجيوسياسية.
وأشارت مصادر صينية لـ"نيوزويك"، إلى أنّ بكين معزولة نسبياً عن اثنتين من أعنف الحروب الدائرة في العالم والتي تعصف بأوروبا الشرقية والشرق الأوسط، مضيفةً أنّ الظروف قد تكون مهيأةً لمزيد من التعاون العسكري بين بكين وطهران، خاصةً أنّ "الصين وإيران ضحيتان لسياسات معيّنة تنتهجها القوى الغربية"، ولكن إذا أرادت طهران رفع مستوى تعاونها مع بكين إلى شيء أشبه بالاتفاق "الصارم" بين الصين وباكستان، فإن إيران ربما تحتاج إلى إعادة تقييم آفاق سياستها الخارجية.
وفي هذا الإطار، تعلّق تسوكرمان، لرصيف22، قائلةً: "الصين عالقة الآن في تناقضاتها الجيوسياسية الخاصة، بين توازنها في الشرق الأوسط وبين دول الخليج العربية، والمصالح الاقتصادية في العراق وإيران، وانفصالها الحذر عن ديناميكيات الصراع الإقليمي، كما أدى تردد بكين في التدخل أو دعم طهران مادياً خلال الحرب إلى شعور المسؤولين الإيرانيين بخيبة أمل، وعلى الرغم من المظاهر العلنية للشراكة الإستراتيجية، أعطت الصين في نهاية المطاف الأولوية للاستقرار التجاري على التوافق الأيديولوجي أو التعاون الدفاعي".
وتضيف: "فضلاً عن ازدياد قلق القادة الصينيين من العقوبات الثانوية ومخاطر السمعة المرتبطة بالتعاون العسكري العلني مع طهران، قد تواصل بكين شراء النفط الإيراني بأسعار مخفّضة أو توسيع استثماراتها ذات الاستخدام المزدوج تحت ستار مدني، ولكن من المرجح تجنّب التعاون المباشر في قطاع الدفاع، كما تحوّل تركيز الصين بهدوء نحو دول الخليج، حيث ترى فرصاً ماليةً ورأس مال دبلوماسياً أكبر، حيث تقدّم هذه الدول استثمارات سياديةً، وتكاملاً لوجستياً، ونفوذاً عالمياً أكبر بكثير مما تقدّمه إيران الضعيفة عسكرياً والمعزولة سياسياً".
ماذا ستفعل إيران؟
رأى مركز "كارنيغي" الأمريكي للأبحاث، مستشرفاً المسار الذي قد تتخذه إيران في المستقبل، أنّ طهران قدد تتجه نحو تطوير قدرة نووية سرّية تحت ستار التخصيب المدني، بعد التوصّل إلى استنتاجٍ مفاده أنّ الردع التقليدي وحده لا يضمن بقاء النظام، فلم يعد يجري التعامل مع البرنامج النووي كورقة مساومة تُستخدَم من أجل تخفيف العقوبات، بل بات يُصوَّر كجزءٍ لا يتجزأ من منظومة الدفاع الوطني، باعتباره برنامجاً صمد خلال الحرب ويجب تحصينه الآن ضدّ المخاطر المستقبلية.
يرى البوشوكة أن "رهان إيران الأكبر سيكون على الإمكانيات المحلية. في هذا الإطار، ستركّز طهران على ثلاثة مسارات: أولاً، تطوير برامج الصواريخ الباليستية التي أثبتت فاعليتها نسبياً. ثانياً، تسريع التقدم في التكنولوجيا النووية غير المُعلنة كسلاح ردع إستراتيجي. وثالثاً، تعزيز قدرات الحرب غير المتكافئة من خلال الشبكات الأمنية والميليشيات الإقليمية". فماذا عن التحديات؟
أما تسوكرمان، فترى أنّ إستراتيجية إيران لما بعد الحرب ستميل نحو مزيد من الاعتماد على الذات عسكرياً، وشراكات لامركزية إقليمياً، ويشمل ذلك استثماراً متجدداً في إنتاج الصواريخ والطائرات من دون طيّار محلياً، وقدرات الحرب السيبرانية، والبنية التحتية للأقمار الصناعية، فلطالما برعت طهران في الابتكار تحت الضغط، مستغلةً تهريب القطع، والهندسة العكسية، وشبكات علوم الشتات لتجاوز العقوبات.
وتوضح تسوكرمان، أنّ كوريا الشمالية ستظل شريكاً سرّياً ولكنه مهم، إذ تُقدّم تكنولوجيا الصواريخ والمواد وخبرة الاختبار، كما يُمكن أن تُشكل فنزويلا وعناصر في سوريا أو العراق مراكزَ مشتريات سرّيةً، وقد يُتيح موقف تركيا المُبهم فرصاً غير مباشرة عبر قنوات تجارية ذات استخدام مزدوج، بينما تُصبح باكستان ودول آسيا الوسطى قنواتٍ هادئةً للخدمات اللوجستية والمكونات، على الرغم من حيادها الرسمي، فضلاً عن جهود لتعميق التعاون العسكري مع الجهات الفاعلة غير الغربية في الجنوب العالمي، بما في ذلك الأنظمة الإفريقية، ومطوّري الأسلحة في جنوب شرق آسيا، وقطاعات الدفاع في أمريكا الجنوبية.
يتفق مع هذا الطرح البوشوكة إذ يقول: "رهان إيران الأكبر سيكون على الإمكانيات المحلية. في هذا الإطار، ستركّز طهران على ثلاثة مسارات: أولاً، تطوير برامج الصواريخ الباليستية التي أثبتت فاعليتها نسبياً. ثانياً، تسريع التقدم في التكنولوجيا النووية غير المُعلنة كسلاح ردع إستراتيجي. وثالثاً، تعزيز قدرات الحرب غير المتكافئة من خلال الشبكات الأمنية والميليشيات الإقليمية. وبينما تشكّل العقوبات الاقتصادية عائقاً كبيراً، إلا أنّ إيران تملك خبرةً في الالتفاف على القيود الدولية، باستخدام أدوات مثل الشركات الواجهة، وتكنولوجيا السوق السوداء، والدعم من الحلفاء مثل النظام العراقي الحالي. كل ذلك يجعل ترميم القوة العسكرية ممكناً، ولكن ليس سريعاً ولا شاملاً، بل تدريجياً وتحت غطاء من السرّية والحذر الشديد".
ويضيف أنّ طهران ترى في ما بعد الحرب فرصةً لإعادة رسم عقيدتها العسكرية بما يتناسب مع واقعها الجيوسياسي الجديد. الفرصة الكبرى تكمن في توظيف صمودها (كما تعلن إيران)، في الحرب لبناء خطاب شعبوي من أجل استقطاب داخلي وإقليمي، بجانب دفع عجلة الصناعات الدفاعية المحلية إلى مراحل أكثر تطوراً، خاصةً في تقنيات الطائرات المسيّرة، والحرب السيبرانية.
أُنتج هذا الموضوع بالتعاون مع مؤسسة روزا لوكسمبورغ.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.