شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
في أولى ضرباته العسكرية... بايدن يستهدف

في أولى ضرباته العسكرية... بايدن يستهدف "ميليشيات إيران"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 26 فبراير 202108:35 م

استغرق الأمر ما يزيد قليلاً على الشهر من توليه الحكم، حتى يحرك الرئيس الأمريكي جو بايدن المقاتلات لقصف مواقع تديرها ميليشيات تابعة لإيران في سوريا.

ويؤكد مسؤولون أمريكيون أن القصف كان رداً على ثلاث هجمات تعرضت لها الولايات المتحدة في العراق خلال الأيام العشرة الماضية، أسفرت عن إصابة ومقتل عدد من الأمريكيين ومتعاونين أجانب في محاربة تنظيم داعش.

وفي رأي عدد من المحللين، فإن القصف الأمريكي يحمل أيضاً رسالة طمأنة إلى دول الخليج، بعد اعتراض صواريخ وطائرات مسيرة حوثية في السعودية أيام 7 و8 و10 و11 و 13 و 16 شباط / فبراير الجاري.

القصف الأمريكي

بحسب شبكة سي أن أن الأمريكية، الموقع الذي تعرض للقصف في 25 شباط/ فبراير تستخدمه مجموعتان من الفصائل المسلحة المدعومة من إيران.

وقال مسؤول أمريكي للشبكة إن "حفنة" من المسلحين قُتلت في الضربات على الموقع، الذي يُعتقد أنه يُستخدم في عمليات تهريب أسلحة إلى الميليشيات التابعة لإيران.

وتشير معلومات متداولة إلى أن المنطقة التي ضربتها الولايات المتحدة تقع بالقرب من قاعدة "الإمام علي" الإيرانية في البوكمال السورية، وهي منطقة تتمركز فيها ميليشيات تابعة لكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وسيد الشهداء العراقية، بالإضافة إلى مجموعات أفغانية وباكستانية موالية لطهران.

 وذكر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أنه "واثق" من أن الموقع تستخدمه الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، والتي أطلقت صواريخ على القوات الأمريكية وقوات التحالف في أربيل.

أمريكا تعهدت بجعل إيران تدفع الثمن... بعد أيام قليلة من هجوم أربيل، بايدن يرد على طهران في سوريا

وقال أوستن: "نحن واثقون من الهدف الذي سعينا وراءه، نحن نعرف ما ضربناه. سمحنا وشجعنا العراقيين على التحقيق وتطوير المعلومات الاستخباراتية، وكان ذلك مفيدًا جدًا لنا في تحديد الهدف".

 وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن الضربات حدثت "بتوجيه من الرئيس بايدن"، ليس للرد على الهجمات الأخيرة ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف فحسب، ولكن أيضاً "للتعامل مع التهديدات المستمرة من هؤلاء الأفراد".

وقال كيربي: "على وجه التحديد، دمرت الضربات عدة منشآت تقع عند نقطة مراقبة حدودية يستخدمها عدد من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، بما في ذلك كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء".

وأضاف: "العملية تبعث برسالة لا لبس فيها، مفادها أن الرئيس بايدن سيعمل على حماية أفراد التحالف الأمريكي. وفي الوقت نفسه، عملنا بطريقة تهدف إلى تهدئة الوضع العام في شرق سوريا والعراق".

وأوضح كيربي أن بايدن سمح بالضربات بعد التشاور مع حلفاء الولايات المتحدة، كما أفاد موقع أكسيوس الأمريكي بأن واشنطن أبلغت إسرائيل مسبقًا بالضربات الجوية.

وأظهرت صور متداولة، عبر حساب صابرين نيوز المرتبط بالميليشيات المدعومة من إيران، تدمير منشآت بدائية في منطقة صحراوية.

وأسقطت الولايات المتحدة سبعة صواريخ "JDAM" زنة كل منها 500 رطل خلال الغارة الجوية في منطقة البوكمال، ما أسفر عن مقتل 17 مقاتلاً مدعوماً من إيران.

وفي 15 شباط/ فبراير، أسفر هجوم صاروخي بـ14 صاروخاً على القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي ضد داعش، بالقرب من مطار أربيل الدولي، في إقليم كردستان العراق، عن مقتل مقاول مدني وإصابة تسعة، من بينهم جندي وأربعة متعاقدين أمريكيين. وردت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي بأن بايدن وإدارته "يحتفظان بالحق في الرد بطريقة وفي الوقت الذي يختارانه".

ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، أي علاقة لإيران بالهجوم في أربيل، ولم تعلن إيران مسؤوليتها عن أي من الضربات الأخرى. ومع ذلك، أشارت ساكي إلى أن الولايات المتحدة سوف تحاسب إيران على تصرفات وكلائها.

وفي 20 شباط/ فبراير، سقط ما لا يقل عن أربعة صواريخ على قاعدة بلد الجوية شمال بغداد، حيث تعمل شركة دفاع أمريكية على طائرات مقاتلة عراقية، كما تم قصف المنطقة الخضراء في 22 من الشهر ذاته.

وكانت آخر مرة قصف فيها الجيش الأمريكي مواقع ميليشيات تابعة لإيران، في آذار/ مارس 2020، حين ضربت موقعاً لكتائب حزب الله، رداً على هجوم صاروخي أدى إلى مقتل أمريكيين ومسعف بريطاني وإصابة 14 آخرين.

تعقيد الجهود الدبلوماسية

تأتي الضربات الأمريكية في الوقت الذي تستعد فيه واشنطن وطهران للمفاوضات حول برنامج إيران النووي، ما قد يعقد العملية التي لا تزال في بدايتها، إذ ذكرت "سي أن أن" أن الضربة قد تخلق توتراً مع المشرّعين الذين سيدعمون أجندة بايدن، والذين سيحتاج دعمهم للمضي قدماً في الصفقة.

وقال النائب الديمقراطي رو خانا، وهو عضو في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي: "هذا يجعل الرئيس بايدن خامس رئيس أمريكي على التوالي يأمر بشن ضربات في الشرق الأوسط. لا يوجد أي مبرر على الإطلاق لرئيس يأذن بضربة عسكرية ليست دفاعاً عن النفس ضد تهديد وشيك دون تفويض من الكونغرس. نحن بحاجة إلى الخروج من الشرق الأوسط، وليس التصعيد".

نائب ديمقراطي أمريكي: تحدثت ضد حرب لا نهاية لها مع ترامب، وسوف أتحدث ضدها عندما يكون لدينا رئيس ديمقراطي أيضاً... نحن بحاجة إلى الخروج من الشرق الأوسط، وليس التصعيد

وأضاف خانا في تغريدة على تويتر: "لا ينبغي على الرئيس أن يتخذ هذه الإجراءات دون السعي للحصول على إذن صريح، بدلاً من الاعتماد على قوانين واسعة وتجاوزها الزمن لترخيص استخدام القوة العسكرية. لقد تحدثت ضد حرب لا نهاية لها مع ترامب، وسوف أتحدث ضدها عندما يكون لدينا رئيس ديمقراطي أيضاً".

وغرد مات دوس، مستشار الشؤون الخارجية للسيناتور الديمقراطي التقدمي بيرني ساندرز: "لم يأذن الكونغرس بشن حرب في سوريا".

ونشر السناتور الجمهوري راند بول، تغريدة للمتحدثة الحالية باسم البيت الأبيض، جين ساكي، في 2017، أي خلال عهد دونالد ترامب، ترفض  فيها قصف سوريا باعتبارها دولة ذات سيادة، وعلق: "أدين التدخل في الحرب الأهلية السورية. كما أدين مهاجمة دولة ذات سيادة بلا سلطة"، وأضاف: "ما هي السلطة التي يمتلكها بايدن لضرب سوريا؟ هل يجب على شخص ما أن يسأل المتحدثة باسم البيت الأبيض اليوم؟".

وغردت الصحافية الأمريكية كايلي أتوود: "الضربات الأمريكية ضد وكلاء إيران في سوريا تأتي في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة وإيران للمفاوضات بشأن برنامج إيران النووي. وقد تؤدي الضربات إلى تعقيد الأمور، ولكن من المرجح أن يرحب بها الجمهوريون الذين يخشون ألا يرد بايدن بقوة على الصواريخ الإيرانية".

ضربة ضرورية 

من جانب آخر، رأت الباحثة في "معهد دراسات الحرب" جينيفر كافاريلا أن الضربة على وكلاء إيران في سوريا خطوة جيدة، وأضافت في تغريدة: "نتائجها ستكون رفض محاولة هؤلاء الوكلاء إنكار الهجمات الصاروخية، وتحميلهم تكاليف هجماتهم، وتخفيف خطر التصعيد في العراق، وتقويض البنية التحتية الإيرانية في سوريا".

وختمت الباحثة المتخصصة في الشأن السوري والإيراني: "الأهم من ذلك أنه يوضح أيضاً أن إدارة بايدن لا تتجاهل تماماً عمليات إيران الإقليمية الخبيثة والتصعيدية، في سعيها لإبرام صفقة نووية ثانية. ولا يزال هناك الكثير الذي يتعين رؤيته، لكن هذه خطوة جيدة".

وقال الباحث المختص في الشأن السوري كايل أورتن في تغريدة: "الرسائل من الضربة الانتقامية الولايات المتحدة قوية: يخبر بايدن إيران أن الأمريكيين لديهم رؤية جيدة لشبكاتهم السرية، وأنها ستدفع الثمن".

وغرد الباحث البريطاني أندريس كريغ: "المواجهة عن بعد بين إيران والولايات المتحدة مستمرة، بايدن لن يكون لطيفًا مع شبكة إيران على الرغم من رغبته في الدخول في مفاوضات حول الاتفاق النووي".

وأضاف كريغ: "قد يكون القصف أيضاً إشارة إلى الشركاء في إسرائيل والخليج، بأن الولايات المتحدة مهتمة بصفقة أكثر شمولاً مع إيران، بما في ذلك الأنشطة الإيرانية الأخرى، كما يشير إلى أن الخط الأحمر الذي وضعته الولايات المتحدة، بخصوص حياة الأمريكيين، لم يتغير كما كان في عهد ترامب، وهذا يحدد إطار الردع".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard