شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
ميدل إيست آي: مقال غير مكتمل لخاشقجي يدعو للاتحاد بين شعبيْ السعودية وإيران

ميدل إيست آي: مقال غير مكتمل لخاشقجي يدعو للاتحاد بين شعبيْ السعودية وإيران

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 19 فبراير 201905:59 م

أعلن موقع ميدل إيست آي أن الصحافي السعودي جمال خاشقجي شرع بالعمل على تعزيز المصالحة بين الشعبين السعودي والإيراني قبل مقتله في قنصلية بلاده باسطنبول أكتوبر الماضي.

وبحسب ما نشره الموقع المحسوب على قطر ومقره بريطانيا، كان خاشقجي بصدد إعداد مقال رأي لم ينتهِ منه، في وقت مبكر من العام 2018 بالتعاون مع ناشط إيراني بارز في مجال حقوق الإنسان.

وفي المقال دعا خاشقجي منظمات المجتمع المدني في السعودية وإيران إلى الاحتكام إلى "أصوات العقل والاعتدال" في الوقت الذي دخلت فيه حكومتا البلدين في صراع مفتوح.

ودعا المقال القادة في الرياض وطهران إلى "التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى" لافتاً إلى ما أسماه الموت والدمار اللذين تسبب به تورط البلدين في الحروب في سوريا واليمن.

وفي المقال طالب خاشقجي الرياض وطهران بالشروع في احترام حقوق الإنسان واعتبر أن حكومتي السعودية وإيران تتنافسان في سباق خطير قد ينقلب في القريب العاجل إلى أمر أسوأ.

وتابع خاشقجي أن الأمر متروك للشعبين السعودي والإيراني حتى يكونا صوت العقل والاعتدال، مضيفاً أنه على المجتمع المدني أن يقود هذا الجهد على أساس التفاهم المتبادل بين الشعبين.

ودعا المقال كذلك حكومتي السعودية وإيران إلى احترام حقوق شعبيهما، مشيراً إلى أن كلا البلدين شهد "احتجاجات جدية" ضد السياسات الفاشلة المعتمدة في كليهما بحسب المقال.

واعتبر المقال أن الأمر الأكثر قسوة هو تداعيات تدخل السعودية وإيران في شؤون دول أخرى في المنطقة.

يتابع المقال، أنه في سوريا، أرسلت إيران "قوات وقدمت الدعم المالي لمساعدة طاغية قاتل، مسؤول عن ذبح مئات الآلاف من أبناء شعبه"، وفي اليمن، "نفذت السعودية حملة قصف متهورة وعشوائية، زاده حدة حصار قاسٍ  على اليمن".

تقارب خاشقجي مع حقوقي إيراني

وقال ميدل إيست آي إنه قام بنشر المسودة النهائية للمقال بإذن من الناشط الحقوقي الإيراني، الذي رفض في النهاية وضع اسمه على مقال مشترك مع خاشقجي، لكنه أعطى موافقته للصحافي السعودي لنشر المقال بالعنوان الذي يختاره.

ويضيف الموقع أنه تم الاتفاق على محتوى المقال بعد اجتماع جمع خاشقجي بالناشط الإيراني استمر نحو ثلاث ساعات، وبعدها تبادلا معاً العديد من رسائل البريد الإلكتروني في الفترة الممتدة من ديسمبر 2017 وحتى يناير 2018.

ونقل ميدل إيست آي عن صديق مقرب لخاشقجي كان على علم بكل تفاصيل المقال، والذي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته، قوله إن المقال لو رأى النور كان سيعدّ خطوة أولى نحو تعزيز التواصل والنقاش بين الجاليتين الإيرانية والسعودية في المنفى في الولايات المتحدة.

وأضاف هذا الصديق: "كانت الفكرة هي جمع ممثلين من كلا المجتمعين للاتفاق على رؤية مشتركة لما يريدونه للمنطقة وأن يصبح لهم صوت بشأن هذه القضايا حتى لا تهيمن عليها حكوماتهم فقط".

قُتل خاشقجي قبل أن يرى مقاله، الذي تقول ميدل إيست آي إنه بحوزتها، النور. كيف فكر خاشقجي بمخاطبة الشعب الإيراني وشعبه ويدعوهما إلى التقارب والاتحاد؟ ومن الكاتب الإيراني الذي كتب معه المقال؟
تخوف حقوقيون إيرانيون كثيرون من التواصل مع خاشقجي بعد مغادرته السعودية، الرجل كان محسوباً على القصر الملكي ولم يثق الحقوقيون بأنه فعلاً غيّر أفكاره وبات للمعارضة أقرب.

وداعاً للرفاهية

قال الموقع إن مشروع المقال كان معقداً إلى حد كبير لأن خاشقجي كان يُعتبر في تلك الفترة مقرباً بشكل ما من الحكومة السعودية، لذلك كان يتخوف بعض الإيرانيين الفارين من بلدهم من التواصل معه.

وفي رسالة إلكترونية في يناير من العام الماضي قال خاشقجي إنه ينوي نشر هذا المقال، وإنه سيعمل على تعديله قبل إرساله إلى صحيفة واشطن بوست الأمريكية التي كان يكتب فيها مقالات بشكل منتظم.

ونقلت ميدل إيست آي عن رئيس تحريرها ديفيد هيرست، قوله إن المقال وضّح إلى أي مدى استطاع خاشقجي، الذي كان في يوم من الأيام محسوباً على المقربين من القصر الملكي السعودي والذي كان قد دعم في البداية التدخل الذي قادته السعودية في اليمن في العام 2015، إلا أنه غادر رفاهيته وغيّر أفكاره، وأعاد التفكير في التنافس السعودي الإيراني وكأنه يحاول تهيئة الأرضية لنوع آخر من العلاقات السعودية الإيرانية.

واعتبر هيرست أن المقال يُعبّر عن مدى براعة خاشقجي كمحلل سعودي ملاحظاً أن المنطقة بحاجة إلى هذا النوع من التوعية لا إلى تهديدات لا تنتهي بشنِّ حروب جديدة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image