"كُنت ماشي على الطريق السريع، ومهدّي السُرعة… ماشي في أمان الله، حتى اعتقل إخواني وأصدقائي في أغسطس، وبعد أسبوعين اخترق هاتفي، وبعدها بشهر ونصف، اغتيل جمال خاشقجي". هكذا لخّص المُعارض السعودي عُمر عبد العزيز (27 عاماً) "أخطر مرحلة في حياته"، حسب قوله، بسببها عاد إلى مساحة تعبيره في تويتر، بعد انقطاع دام نحو سبعة أشهرٍ، من آخر يناير حتى بداية أُغسطس الماضي. وسط آلاف الحسابات السعودية التي تحمل أسماءً مُزيفة، وأُخرى صوراً مواليةً للنظام السعودي، كان عبد العزيز ولا يزال يُغردّ خارج السرب، كاشفاً بين الحين والآخر عن حقيقةٍ أراد الإعلام السعودي، وكذلك المغردون السعوديون أو ما يسمى "الذباب الإلكتروني"، طمسَها. روى عبد العزيز، الذي انتقل للعيش في كندا وهو في الـ18 من عمره، عام 2009، خلال بثٍّ مُباشر عبر تويتر، الجمعة، أنه مُنقطعٌ عن أخبار أهله مُنذ أغسطس، مُتسائلاً "هل عليهم نوع من الضغط؟ ترهيب؟ هل هُناك مُراقبة على هواتفهم؟". يقول عبد العزيز إن "الجريمة التي ارتكبتُها" هي قيامه بأكثر من بث مُباشر، ومُخاطبة مُتابعيه، "والضحك معهم"، لافتاً إلى أن الحكومة السعودية تخاف من الإعلام الغربي، لذلك تُحاربه وتُحارب كُلَّ من لديه صوت، منهم الصحافي جمال خاشقجي، الذي كان يُكتب في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، واغتيل مطلعَ أكتوبر الماضي. أراد عبد العزيز نقلَ الواقع السعودي على تويتر، لا القضايا التي تظهر في "التريند"، أو الأكثر تداولاً في المملكة على تويتر، ساخراً منها قائلاً "الهاشتاغ الأول في المملكة يكون #أحبك_يا_ريم، و#هل_تتزوج_طبيبة_تسوق_سيارة؟، و#تحبيني_يا_سوسو… ويا فوفو". ورَغم كُلّ ما يُدلي به، يقول عمر إنه يكشف نصف ما لديه من معلومات، لأن النصف الآخر"لا يُصدّق" إذ أن أقرب الناس إليه يقولون له "زوّدتها شوي" (بالغتَ)، كما لا يُريد أن يظهر وكأنه يحاول كسب التعاطف، من خلال روايته تجاربَ شخصية عاشها، حسب قوله. يقول عمر إنَّ استمرار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، الذي حسب قوله "قلّم أظافرَ الدولة، وأسقطَ هيبةَ الأُسرة"، بالفعل يضر السعودية الآن، لكنه سينفعها على المدى الطويل إذ سيكشف للعالم "المزيد من الكذب والخداع والتشبيح والأساليب التي يتّبعها، ويجعله أكثر وعياً". لفت المعارض الشاب في البث المُباشر الأخير له، إلى إن مُعظم المُعتقلين في السُجون السعودية كانوا يعيشون حياةً مُرفهة، تفوق حياةَ مُعظم السعوديين، وأنهم "حين قرروا الاحتجاج على شيء ما، لم يقرروا ذلك لتحقيق مصالحَ ذاتية، بل من أجل أفكار يريدون الدفاع عنها"، ويُضيف: "يشهد الله أنني لم أبدأ الأمر إلا لرؤية تغيير نحو الأفضل في بلدي". وشدَّد على أن مُتطلبات الشعب السعودي ليست كثيرة، ولا صعبة، وأن السعوديين يريدون فقط "عيشاً كريماً" و"حُرية"، مضيفاً بسُخرية: "أعطني حريتي أطلق يديَّ .. إنني أعطيت ما استبقيت شيَّ.. آه من قيدك أدمى معصمي .. لم أبقه وما أبقى عليَّ". يتهم البعض عبد العزيز بالأنانية، كونه مُستقراً في كندا، بينما يقبع اثنان من أشقائه، إلى جانب بعض أصدقائه في السجون بسببه، لكنه يتساءل "هل سيُفرج عن إخواني؟ أصدقائي؟ هل سيعود الذين ماتوا في السجون؟ وهل تستعيد البنات اللاتي تم التحرش بهن في السجون نفسياتِهن؟ قل لي الشعب سيأخذ كذا كذا من حقوقه، ولن تروني… غبت نحو 7 أشهرٍ وشُفنا اللي صار".
المُعارض عمر عبدالعزيز: "مُعظم المُعتقلين في السُجون السعودية كانوا يعيشون حياة مُرفهة، تفوق حياة مُعظم السعوديين… حين قرروا الاحتجاج على شيء ما، لم يقرروا ذلك لتحقيق مصالح ذاتية، بل من أجل أفكار يريدون الدفاع عنها".
"كُنت ماشي على الطريق السريع، ومهدّي السُرعة… ماشي في أمان الله، حتى اعتقل إخواني وأصدقائي في أغسطس، وبعد أسبوعين اخترق هاتفي، وبعدها بشهر ونصف، اغتيل جمال خاشقجي".
عبد العزيز وخاشقجي
لم يكن خاشقجي مجردَ كاتب مقالات رأي، يعرف تفاصيل دقيقة عن العائلة الحاكمة، بالنسبة لعبد العزيز، بل كان مُرشداً وفي مكانة والده، بحسب قوله. لفت عمر عبر صحيفة "غارديان"، السبت، إلى أن السلطات السعودية ظنّت أن إسكاتَ صوت خاشقجي سيقضي على المعارضة السعودية، بينما كان قتله فرصةً لظهور الآلاف من الأصوات المعارضة، قائلاً: "أراد الحمقى إسكاتَ صوته، لكنهم أفسحوا المجال لألف صوتٍ آخر". كشف الشاب أنه التقى في مايو 2018، بمسؤولَيْن سعوديَين في مدينة مونتريال، وأحضرا معهما شقيقه، وحثّاه على العمل مع السلطات، كما دعاه المسؤولان إلى تجديد جواز سفره في القنصلية السعودية، ما جعله يشعر بالذهول عندما علم بمقتل خاشقجي، داخل القنصلية. يقول إنه رفض العرضَ آنذاك، وبعد شهر تعرَض هاتفه للاختراق، وتم تعقب مكالماته الهاتفية مع خاشقجي. وكشف أنهما كانا يخططان لإطلاق مشروع "جيش النحل"، للرد على "الذباب الإلكتروني" التابع للحكومة السعودية. "كانت مقالات خاشقجي في واشنطن بوست تثير خوفَ الحكومة السعودية. لقد كان الأمر أشبه بكتابة محمد بن سلمان على اللوح نهاراً، ثم يأتي جمال خاشقجي ليلاً ليمحو ما كتبه بمقال واحد"، يقول عبد العزيز. يعتقد الشاب عمر أن النشطاء السعوديين باتوا أقوى بعد اغتيال خاشقجي، وباتت أصواتهم مسموعةً أكثر، قائلاً: "الأغلبيةُ الصامتة أصبحت الآن تؤمن بما نقوله… فقد سقطت الأقنعة، وظهرت الصورةُ القبيحة، والقاتلة، والوحشية، والجبانة".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع