تستضيف العاصمة البولندية وارسو، يومي 13 و 14 فبراير الجاري المؤتمر الدولي "لتشجيع السلام والاستقرار في الشرق الأوسط”، ورغم بحثه أهم قضية في الشرق الأوسط: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلا أن ممثلي السلطة الفلسطينية يغيبون عن المؤتمر، فما السبب؟
قبل أيام من مؤتمر وارسو سربت قناة إسرائيلية وثيقة سرية تزعم رفض السعودية التطبيع مع إسرائيل أو قبول خطة سلام لا يوافق عليه الفلسطينيون، وشكك مراقبون في توقيت تسريب الوثيقة واعتبروها مغازلة للفلسطينيين لثنيهم عن رفض المشاركة في المؤتمر وتهدئة شكوكهم تجاهه.
ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مؤتمر وارسو الذي ترعاه واشنطن وتشارك فيه 60 دولة (بعد توجيه الدعوة إلى 70 دولة) وفق ما أعلنه وزير الخارجية البولندي جاسيك كزبتوفيتش ويقتصر تمثيل الدول على المستوى الوزاري.
ومن الشرق الأوسط تشارك عشر دول هي، السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن والأردن والكويت والمغرب وعُمان، إضافة إلى إسرائيل. ويحضر الاتحاد الأوروبي المؤتمر، في غياب فلسطين وروسيا وألمانيا وفرنسا والمفوضية الأوروبية.
وإلى جانب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يحضر مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، بالإضافة إلى جاريد كوشنر صهر ترامب ومستشاره وفريق إعداد خطة السلام المقترحة في الشرق الأوسط، لتمثيل واشنطن.
إيران القضية الأبرز
يكرس المؤتمر حيزاً كبيراً من أعماله لبحث الدور الإيراني في المنطقة إذ تهدف واشنطن إلى وضع أسس تكوين تحالف لوقف أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار والخروج بتوصيات في نهاية المؤتمر، كما يبحث محاربة الإرهاب وبحث الصراع العربي الإسرائيلي والملف السوري والملف اليمني.
وقال مسؤول أمريكي كبير لرويترز: "ستجرى مناقشات حول نفوذ إيران في الشرق الأوسط، ما الذي يمكننا فعله لكبح جماح إيران والتصدي بشكل جماعي لسلوكها المؤذي في المنطقة".
في المقابل، تتخوف دول أوروبية من زيادة التوتر مع طهران، تخوف يعكسه غياب وزراء خارجية القوتين الأوروبيتين ألمانيا وفرنسا المعترضتين على تصعيد ترامب ضد إيران بانسحابه العام الماضي من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى وإعادة فرض عقوبات عليها.
وبحسب مدير مكتب صندوق مارشال الألماني في وراسو ميشال بارانوفسكي، نتيجة المؤتمر "ستثبت إلى حد بعيد ما إذا كان المؤتمر يمكنه زيادة التوافق أو تعميق الخلاف" بشأن إيران.
كوشنر يحشد لأطروحة ترامب
وبينما يترقب الجميع الإجراءات التي يبحثها المشاركون تجاه إيران، يعكف جاريد كوشنر على "حشد التأييد لأطروحة ترامب المزعومة (صفقة القرن) والمتعلقة بخطة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين" بعد إطلاع المشاركين على "الخطوط العريضة" لها.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن "مسؤول كبير" في الإدارة الأمريكية لم تكشف عن هويته، أن "كوشنر يخطط لتقديم إفادة عن آخر تطورات (خطة السلام)، لكن دون الخوض في التفاصيل كما يخطط للرد على أسئلة وزراء الخارجية المشاركين".
وأضاف المسؤول " فريق السلام الأمريكي يحاول أن يقدم خطة منصفة واقعية قابلة للتطبيق يمكن أن تحسّن حياة الناس، نحن نتفهم أن هناك شكوكاً، لكننا نعتقد أنه من أجل أن نجد حلاً بناءً يفيد الجميع، على الفلسطينيين أن يعاودوا الاتصال بنا من جديد".
وتتفق هذه التصريحات مع تصريحات مشابهة نقلتها صحيفة جورزاليم بوست الإسرائيلية عن مصدر لم تسمه من البيت الأبيض، قبل يومين.
قبل أيام من مؤتمر وارسو سربت قناة إسرائيلية وثيقة سرية تزعم رفض السعودية التطبيع مع إسرائيل أو قبول خطة سلام لا يوافق عليه الفلسطينيون، وشكك مراقبون في توقيت تسريب الوثيقة واعتبروها مغازلة للفلسطينيين لثنيهم عن رفض المشاركة في المؤتمر وتهدئة شكوكهم تجاهه.
وصفت حركة فتح، التي ينتمي إليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤتمر وارسو بأنه "محاولة أمريكية إسرائيلية للترويج لأفكار لا يقبلها أو يتعاطى معها إلا خائن”، مشدداً على أن هدف المؤتمر هو "تصفية القضية الفلسطينية".
"تصفية القضية الفلسطينية"
وقبل أيام، وصفت حركة فتح، التي ينتمي إليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤتمر وارسو بأنه "محاولة أمريكية إسرائيلية للترويج لأفكار لا يقبلها أو يتعاطى معها إلا خائن”، مشدداً على أن هدف المؤتمر هو "تصفية القضية الفلسطينية".
كما أكد صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن السلطة الفلسطينية تلقت دعوة من الجانب البولندي لحضور المؤتمر، مردفاً "موقفنا ما زال واضحاً: لن نحضر هذا المؤتمر ونؤكد على أننا لم نفوض أحداً للحديث باسم فلسطين".
وتابع في تغريدة في تويتر: "الإدارة الأمريكية وبجميع قراراتها المخالفة للقانون الدولي، عزلت نفسها عن أي رعاية لعملية السلام".
ويرفض الفلسطينيون المشاركة في أي مباحثات سلام ترعاها الولايات المتحدة، ويتهمونها بأنها "لم تعد وسيطاً نزيهاً في النزاع" منذ إعلان ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس واعترافه بها "عاصمة موحدة لإسرائيل" في مارس/آذار الماضي.
وبالتزامن مع انطلاق المؤتمر، عاد عريقات للتأكيد على عدم مشاركة فلسطين قائلاً "لن نضفي الشرعية عليه" واصفاً المؤتمر بأنه "محاولة لجعل الانتهاكات الإسرائيلية للحقوق الفلسطينية واقعاً طبيعياً".
ووجه عريقات رسالة إلى ممثلي دول العالم المعتمدين لدى السلطة الفلسطينية، يطالبهم بالتمسك "بالتزاماتهم بقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، باعتبارها السبيل الوحيد لضمان سلام عادل ودائم بين فلسطين وإسرائيل والمنطقة كلها".
واعتبر عريقات أن "ما تقوم به الولايات المتحدة، بالتعاون مع الحكومة البولندية بمثابة تصفية للمشروع الوطني الفلسطيني"، مشيراً إلى أن هدف المؤتمر "تجاوز مبادرة السلام العربية، ومنح إسرائيل الفرصة لتطبيع علاقاتها مع دول المنطقة".
وشدد المسؤول الفلسطيني على أن "سياسات واشنطن تجاه القضية الفلسطينية ستزيد انعدام الأمن والاستقرار في العالم العربي والعالم أجمع".
ولفت في ختام رسالته إلى أن "القضية الفلسطينية ستبقى اختباراً لقدرة المجتمع الدولي على تنفيذ التزاماته بموجب القانون الدولي".
يذكر أن قناة إسرائيلية سربت قبل أيام، وثيقة سرية تزعم رفض السعودية التطبيع مع إسرائيل أو قبول خطة سلام لا يوافق عليه الفلسطينيين وهذا التسريب يراه مراقبون غير بريء بل يسعى إلى استدراج الفلسطينيين إلى القبول بالانضمام إلى مؤتمر وارسو أو القبول بتوصياته.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين