في أواخر الشهر الحالي، يُسافر كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر إلى خمس دول عربيّة على الأقل، بحسب ما ذكره مسؤولان في البيت الأبيض. الهدف من الزيارة هو إطلاع دبلوماسيين في تلك الدول على "الشقّ الاقتصادي" من خطة السلام الأمريكيّة في الشرق الأوسط والسعي لنيل دعمهم. ويُرافق صهر الرئيس (كوشنر) في رحلته المُنتظرة مبعوث السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات بشكل أساسي إلى جانب مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية برايان هوك وآفي بيركويتس، مساعد كوشنر. وتستغرق جولتهما حوالي الأسبوع يقومان خلالها بزيارة سلطنة عمان والبحرين والسعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، بينما طرحا احتمال إضافة بلدين آخرين إلى جدول الرحلة. وبحسب ما نقلته وكالة "رويترز"، لن يكون "المُكوّن السياسي" لخطة السلام، والذي يشمل جميع القضايا الأساسية في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، جزءاً من نقاش الوفد الأمريكي مع الدبلوماسيين العرب، بل سيُحصر بـ"قياس مستوى الدعم للشق الاقتصادي من الخطة الذي يتوقع أن يشمل مزيجاً من المساعدات والاستثمارات لمساعدة الشعب الفلسطيني".
خمس دول عربيّة على جدول زيارة صهر الرئيس الأمريكي نهاية فبراير مع وفد مرافق لمناقشة "الشق الاقتصادي" حصراً من خطة السلام
"لن يدعموا الخطة الاقتصادية دون التأكد من أنهم سيدعمون أيضاً الخطة السياسية"... يُدرك الأمريكيون ذلك، ويربطون نجاح الخطة الاقتصادية بدعم دول المنطقة لهاوربط مسؤول أمريكي مسألة النقاش في الشق الاقتصادي بأهميّة الأخير في الخطة الشاملة، قائلاً: "ستنجح الخطة الاقتصادية فقط إذا دعمتها المنطقة". ويلقى خبر البحث في الشق الاقتصادي الاهتمام باعتباره خطوة على طريق الكشف النهائي عن اقتراحات دونالد ترامب الشاملة لـ"حلّ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني"، والتي تأجل الإعلان عنها بعد ردود الفعل الكبيرة التي أثارها قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر عام 2017. وعبّر المسؤولان، اللذان أعلنا عن الزيارة، عن واقع إدراكهما أن الدبلوماسيين العرب الذين سيجتمع معهم كوشنر ستكون لديهم الرغبة في معرفة عناصر المُكوّن السياسي قبل أن يُبدوا رأياً في الشقّ الاقتصادي. السبب، بحسب أحدهما، هو أنهم "لن يدعموا الخطة الاقتصادية دون التأكد من أنهم سيدعمون أيضاً الخطة السياسية ونحن ندرك ذلك"، مضيفاً "سيكون الدعم مشروطاً على نحو ما بما إذا كانوا سيشعرون بالارتياح للخطة السياسية". ويشير التفكير الراهن بين مسؤولي البيت الأبيض إلى أن الخطة السياسية سيتم الكشف عنها في وقت ما بعد أن تُجري إسرائيل انتخاباتها في التاسع من أبريل المقبل، وهي الانتخابات التي ستُقرّر مصير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وليس واضحاً تماماً ما تشمله الخطة بالنسبة لقضية القدس الشديدة الحساسيّة، في وقت أكد المسؤولان الأمريكيان أن كوشنر لن يزور إسرائيل ضمن هذه الجولة. وأضاف أن المسؤولين الأمريكيين يُتابعون عقد اجتماعات في الوقت نفسه مع فلسطينيين "من مختلف المشارب" لإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة. وفي سياق متصل، أشارت قناة إسرائيلية، على موقعها الإلكتروني، أن كوشنير سيعرض في مؤتمر "وارسو"، في 14 فبراير الحالي، رؤيته للسلام في الشرق الاوسط و"صفقة القرن"، وذلك بحسب "مسؤول رفيع في البيت الأبيض". وأوضحت القناة أن غرينبلات وكوشنر سيلتقيان بالعديد من وزراء خارجية دول عربية وأوروبية، على هامش المؤتمر.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...